أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - هل انتهت الأزمة الامريكية الإيرانية؟















المزيد.....

هل انتهت الأزمة الامريكية الإيرانية؟


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أعلق على الأزمة الإيرانية الأمريكية الأخيرة منذا البداية لسبب بسيط، لقد صور لنا مقتل قاسم سليماني كما لو انه يمثل نهاية للنفوذ الإيراني ونزع جذر الداء عند من يعتقد ان إيران إرهابية (بالمناسبة الكل ينعت نقيضه أو عدوه بالإرهابي والقصف بالنعت متبادل بين النقيضين)، والواقع أنه في هذه الحالة ، قتل جنيرال يخلفه جنيرال آخر في جهاز عسكري معين من منطلق ان الجنيرال الإيراني خلفه جهاز ومؤسسة كاملة مسؤولة كليا عن سلوك إيران في سياساتها في الشرق الأوسط، يعني قتله يفيد في أمر ما للولايات المتحدة، هذا صحيح، وفي نفس الوقت ليس خسارة فادحة لإيران بقدر ما هو خسارة رمزية، وهذا صحيح أيضا إذا احتكمنا للغة محايدة، لقد أفاد قتل قاسم سليماني في إبراز تهور الرئيس الأمريكي الذي وضع العالم على شفى حرب، وأبرز بعض التشفي الصبياني لبومبيو والنسور الآخرين، بعدها ظهرت ردود فعل دولية تتبرأ من حماقة ترامب بشكل لم يعد التوغل في حرب يثير شغف الناتو واحلافه، لقد أفرز الحدث وضعا جديدا يجب حله! فحتى داخل الولايات المتحدة لم يكن هناك إجماع على الأمر، بل هناك تبرؤ عدد من المسؤولين الأمريكيين من الحدث، وعلى رأسهم مثلا رئيسة الكونغريس الأمريكي التي اعتبرت العملية متهورة وغير مدروسة العواقب إضافة إلى أن الرئيس ترامب لم يستشر الشعب ولا الكونغريس ولا حتى البانتاغون، لنتذكر جورج بوش الثاني عندما أعلن غزو العراق، لقد توجه إلى الشعب في خطاب رسمي، وهذا يعني أن ما فعله ترامب هو امر شائك، لقد خلق جدلا حتى على مستوى تحديد ما يسميه الأمريكيون "سري للغاية" ويتعلق بأمن الدولة، فجورج بوش هو الآخر اعتمد الأمر السري للغاية (معلومات استخباراتية حول أسلحة الدمار الشامل وطبعا تلك المعلومات التي استند إليها لا يمكن تعميمها)، بعد الحادثة برزت بشكل جيد تلك السياسة التي نعتها ذات يوم عسكري أمريكي بالقول: "حين يقع أمر سيء، نواجهه بداية باللامبالات في انتظار خلق تصور حوله يبرره او يفسره، نخلق حوله جوا ملائما لتدبير أزميته هي سياسة تدبير الملهاة لإطفاء شرارة ردود الفعل السلبية"..
بعد الحادث أرسلت الولايات المتحدة عبر القائم بأعمالها في إيران وهو سوسري رسالة مفادها أنهم لا يريدون حربا مع إيران، وهذا ما أفصح عنه الإيرانيون أنفسهم، وهو ما شكل لغزا محيرا في الأمر، يجب أن نعرف أن إيران أيضا لا تريد حربا شاملة باقتصاد غر وأسلحة ربما ليست بنفس قيمة الأسلحة الأمريكية (ولن ندخل هنا في حرب البلاغات حول القوة العسكرية)، يجب أيضا أن نفهم أن إيران إذا دخلت في حرب فلن تكون لوحدها بل ستكون وكيلة لقوى دولية أخرى في حرب ضراوتها ستكون على أرض ثالثة، وهذا يفهمه الجميع..
كان ظاهر الرسالة شيء لكن في العمق كانت تحمل جزءا من تلك العملية من تدبير الملهاة: أفترض انها تحمل رسالة خلاقة لإيران مفادها : "نسمح لكم بالرد إطفاءا لتأجيج المشاعر، اقصفوا أي من قواعدنا على ان تخبرونا بالعملية، لقد اخطأنا ونريد أن نعود إلى الحالة الطبيعية الأولى (تصوروا لقد كتبت هذا في تغريدة لي في الفايسبوك هذا المقال في الحقيقة تمطيط لها، وبعد وقت طويل خرج تصريح إيراني يقول بأنهم بالفعل أبلغوا الولايات المتحدة بقصف قواعدهم وهذا رابط التغريدة: https://www.facebook.com/odrimazigh/posts/10220907864469804?comment_id=10220908115316075¬if_id=1578473428429882¬if_t=feedback_reaction_generic.."
وهذا رابط البلاغ الإيراني الذي يقر فيه على انهم اخبروا الولايات المتحدة بالقصف:
https://arabic.rt.com/world/1074664-%D8%B8%D8%B1%DB%8C%D9%81-%D8%A3%D8%A8%D9%84%D8%BA%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7-%D8%A8%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE%D9%8A-%D9%81%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D8%A8%D8%AA%D9%86%D9%81%DB%8C%D8%B0%D9%87/

اليوم هاجمت إيران قواعد التحالف الدولي ب 22 صاروخ أو أقل أو أكثر (لن أدخل في حرب البلاغات بينهم)، وبالفعل تم استثمارها في إطفاء المشاعر، إيران انتصرت لقائدها، التحالف الدولي أكد الهجوم مع نفي تام لخسائر بشرية، (النرويج صفر قتلى، الدانمارك صفر قتلى، ألمانيا صفر قتلى، الولايات المتحدة: القصف وقع على مكان خال من جنودنا، العراق صفر قتلى)، والآن في حوار متلفز لقائد إيراني (خامنائي) عبر هو الآخر عن انه قد تم بالفعل الثأر لسليماني وسنوقف الأمر، وطبعا سيبقى أمر الأرقام فاكهة جيدة للتداول، إيران سترفع منها وامريكا ستنفيها وسيغرد طرفي القطيع انتصارا لمن يؤيد أو شكيمة لمن لا يؤيد.
لقد انتهى كل شيء ولم يبقى إلا ذلك العيب الذي مسح نقاشاتنا في اليسار بين منتصر لترامب ومنتصر لإيران ، يعني بقي في الصورة ذلك النقاش المؤجج بالعواطف والذي في مضمونه العام يرحب بحرب بين دولة باقتصاد منهوك ودولة باقتصاد قوي وعلى أرض ثالثة ، طرف كان ينتظر معجزة إيرانية في الانتصار، والطرف الآخر كان ينتظر افتراسا وحشيا لإيران والذي سيكون بالطبع مكانه بلد آخر الذي هو العراق البريئ من تلك الحرب القذرة، العراقيون أحسنوا هذه المرة عملية تجنيب الحرب في بلادهم مادام القصف هو قصف لقواعد أمريكية في أرضهم ولم يصب جندهم، وحتى رئيس حكومتهم غرد بردا وسلاما...
ستبقى إيران حاضرة بنفوذها وستبقى الولايات المتحدة حاضرة بنفوذها، انتهت عملية إشباع العواطف الجياشة لهذا الطرف أو ذاك وهنا ستنتعش خطابات الخبراء المتخصصون الذي هم أصلا يدفع لهم في تأجيج سياسة تدبير الملهاة:
إسرائيل صمتت لأنها خائفة!؟ (الحقيقة أن إسرائيل صمتت لأنها أمرت بالصمت)
السعودية أيضا صمتت! (نعم السعودية التقت مسؤوولا امريكيا وطمأنها)
حرب أخرى هي حرب بلاغات؟ نعم هي حرب بلاغات تنعش القطيع وتنعش ذاكرتنا بالقول المأثور: يا أمة ضحكت منها القرود !
بعد الحرب العالمية الثانية والتي ذاق ضراوتها الغربيون أكثر، هذه الحرب خلصتهم من الدخول فيها مستقبلا، إنهم يستثمرون فيها وليس يدخلون فيها وهذه هي النقطة اللغز في الحروب الآنية: الشعوب المتخلفة أشجار تنتج فاكهة الحرب



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي درب القنصلية
- اجفناش!
- إشكالية الشعر والغناء في الأمازيغية الكلاسيكية، حين يتلاشى ا ...
- أماحول (من حكايا المهجر)
- من جديد: تونس والأسئلة المؤرقة
- تونس والأسئلة المؤرقة
- قليل من النزاهة أيها القضاة المغاربة
- تونس، من -ثورة الياسمين- إلى ثورة -النبق-
- المرأة المنجمية في غالداميس أثناء الحرب الأهلية الإسبانية ال ...
- خلاصات فايسبوكية
- مقارنة بين دولة كافرة ودولة جارة مسلمة حول اغتصاب النساء
- عيدكم أضحية مباركة
- إزوار
- جدلية المصور وإيصال الحقيقة والإنقاذ أو الإسعاف
- -ليس فيهم من درس!!!؟؟-
- مونة الجميلة ذات الشعر الطويل
- النوم في البرلمان
- -قفة- البؤس وأجمل ملكة جمال في العالم
- من حكايا المهجر
- تساير عصية على الموت


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - هل انتهت الأزمة الامريكية الإيرانية؟