أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضربات الجوية تحول الحمقى إلى حلماء ، سبحان الله ...














المزيد.....

الضربات الجوية تحول الحمقى إلى حلماء ، سبحان الله ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2019 / 12 / 31 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ فجأة تنبهت قيادات الحشد الطائفي على أنها سليلة المقاومة السلمية ، سبحان محول الأحوال ، قد يتفهم المرء حالة التشرذم للنظام الجمهوري العراقي التى عكست تصريحات مسؤولي اثناء وبعد الضربات التأديبية للسلاح الجو الأمريكي على مواقع ميليشيا حزب الله في العراق ، بل وإذ ما وضعها المرء في خانة الفنون اللفظية أو الدغدغات الوطنية ، قد يتفهما أكثر ، لكن ما هو مستعصي على الفهم أو ما هو مستغرباً ، ذاك التصريح لوزارة الخارجية الامريكية الذي يحيل أسباب القصف والتدمير لعدم تمكن الحكومة العراقية حماية قواعد بلادها ، وهنا يطرح المراقب سؤال هو معلق في فراغ مرعب ، إذا كانت الحكومة العراقية غير قادرة على حماية المتظاهرين من القتل والخطف والاغتيالات فكيف تفكر الخارجية الامريكية للحظة بأن هذه الحكومة قادرة على حماية القوات الأجنبية ، بل لا بد للامريكي أن يتعرف على النظام العراقي القائم بشكل جيد لكي لا يقدم أسئلة غريبة لن يحصل ابداً على اجابات ، فالنظام يعتمد نهج ( الاعتماد على النفس )Helpe service ، أي الجميع من في الجغرافيا العراقية مسؤول عن نفسه بالحماية وتقريباً بكل شيء .

الملفت أكثر بالمجريات الأخيرة ، عندما أراد الرئيس الجمهورية برهم صالح الوقوف إلى جانب المتظاهرين والاستماع لأصواتهم ، أضطر الرجل مغادرة قصر المجهوري والتوجه إلى منطقته التى توفر له الحماية ، وهذا ببساطة يفسر من يتحكم في البلد وكيف الأمور تدار داخل الدولة وبالتالي الذي يحكم العراق على الأرض هي الميليشيات التابعة لإيران ، أي أن المسؤول الأول عن الفساد والإفساد للحكومات التى تعاقبت على حكم المنطقة الخضراء تقع على عاتق قيادات الحشد الطائفي ، بل ضمن هذه التركيبة الخاصة افقدت الرئيس القدرة على مناقشة معايير الشخصية التى يمكن لها أن تتولى رئاسة الحكومة ، إذن السؤال المحير ما هو دور الرئاسة ، هل الرئاسة يقتصر دورها فقط على مصادقة قرارات الحشد الذي يؤتمر بأمر إيران .

مواجهة الأمريكان ليس بالأمر السهل وبالتالي محاولة اقتحام السفارة يترتب على ذلك عواقب مشابه للعقوبات التى فرضت على إيران منذ اقتحمت الجماهير الإيرانية سفارة واشنطن في طهران وهنا لا بد للنظام العراقي أن يدرك ايضاً مسألة بالغة الأهمية ، المواجهة أو التواطؤ سيحرم البلد من تصدير البترول وسيدخله في برنامج العقوبات تدريجاً وبالتالي التلاعب يعتبر أمر خطير لأنه سينقل البلد إلى انقسامات جغرافية مصحوبة بدوامة دماء جديدة لكنها أوسع وأعمق من سابقاتها .

ما هو طريف في هذا المقام ، سبحان الله كيف تحولوا عناصر وانصار الحشد أمام القوة الكبرى إلى طلاب مدارس تماماً كما هو حال المتظاهرين الذين يخضون معركة الخلاص من الطبقة الحاكمة وبالتالي هذه الطغمة التى جلعت من العراق مسرحاً للفاسدين والطامعين أخذت أماكن التلاميذ ، بل ما هو أبعد وأعمق ، يتسأل المرء أين تبخرت القوة التى استخدمها الحشد الطائفي بقمع المتظاهرين وتصفيتهم أو أين ذهبت العنتريات التى كانت تظهر في كل مرة يتغلبوا بها على داعش ، بالطبع حكاية التحول نابعة من الخوف من استفزاز العملاق النائم ، لأن صحوة هذا العملاق سيكلفهم ضربات مشابة كالتي حصلت منذ يومين أو ممكن أن تكون ضربات اجتثاثية على شكل ما حصل مع داعش ، وبالتالي القصف المركز حولت الحمقى إلى حلماء وسلميين ، بل هؤلاء وجدوا بالحادثة فرصة لكي يغطوا إعلامياً على الانتفاضة الشعبية المستمرة وهذا يفسر لماذا الحكومة العراقية والقوى الأمنية والجيش تواطؤا وسهلوا دخول جماعة الحشد إلى المنطقة الخضراء ، كأنهم تساوقوا مع الهدف الذي رسموه لذاتهم بوصفهم رأس الحربة لكسر الانتفاضة على نحو مخطط ومعد ومدبر .

العنصر الأخير ، هو أن الحلم لا يداعب الشباب فقط بل يدغدغ مكامن فئات عريضة من الشياب قبل الشباب ، فأنا شخصياً لو كنت في موقع سفير الولايات المتحدة في العراق وتعرضت السفارة التى أدير شؤونها إلى اقتحام مشابه ، لم أتأخر ابداً في تقديم مبادرة سريعة وبالتأكيد هي ناجعة وايضاً قادرة على كشف كذب من حشد للتظاهر أمام السفارة ، وبالتالي باختصار المبادرة على هذا النحو ، سأرسل موظف عراقي من السفارة إلى البوابة الرئيسية لكي ينادي أمام المتظاهرون لمن يرغب بالحصول على تأشيرة زيارة إلى امريكا ، عليه فقط الاصطفاف بالطابور المختص لذلك ، من المؤكد كان المهندس والخزعلي والفياض والعامري عادوا إلى منازلهم افراداً لأن الأغلبية الساحقة ستجري إلى منازلها لكي تُحضر جوازات سفرها وتعود لكي تحصل على التأشيرة ، بل من لا يملك جواز سفر سيكتب استدعاء للسفارة لكي تمهله ايام قليلة لاستخراج جواز سفر ومن الممكن أن يتظاهر أمام وزارة الداخلية بسبب تباطؤ اجراءاتها ، بل هذه الطبقة لا تدرك حجم الحزن والانسكار الذي صنعوا في وجوه العراقيون . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حين غرة تم إسقاط البروفيسور
- جينيفر كراوت الصوت الذي كان يكافح للظهور في موقع آخر ...
- بناء الجدار خطوة أولى لبناء الهيكل ...
- إخوان فلسطين يسيرون نحو ترسيخ معالم الهوية الخاصة ...
- العراق بين التواطؤ المزدوج ..
- الجزائر أمام فرصة الانتقال من مرحلة اللاسيادة إلى السيادة ال ...
- حرب الصادرات بين اسرائيل والحكم الذاتي ...
- مشروعان الأول لهتزل والآخر لإقبال ، مدرستان واجهتان الاستبدا ...
- المسلسل الأمريكي من على جانبي الولاية الواحد والخمسين ...
- التراكم لا يصنع قفزات نوعية ، لهذا الانتشار يمهد لإعادة الاح ...
- صالح علماني ثروة وطنية كبرى ...
- تعيش الانتفاضة اللبنانية بين السماميات والسلاحفة ..
- الظلم يسلب النعم وهو نذير للسقوط الحتمي ...
- خنازير توبا وحلال فرنسا وأئمة ألمانيا ، تستدعي جميعها للانقل ...
- ماضي انطفأ أمام وعي اللبنانيين ...
- إجراءات محصورة بين الغباء وبلادة العقل ..
- الشعب اللبناني وحده الغضب ...
- القتل والاتهام والحرق دون أن يرف الجفن ...
- العقلانية المفقودة أمام الشرعية المهددة بالانتزاع الكامل ...
- منطقة تعيش حالة حرب مع الحقيقة والمعرفة ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضربات الجوية تحول الحمقى إلى حلماء ، سبحان الله ...