امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6447 - 2019 / 12 / 26 - 22:39
المحور:
كتابات ساخرة
* .. طائرة في الجو اُصيبتْ بِعَطلٍ جدّي ، ومُتوَقع أن تسقط خلال نصف ساعة ، وكان فيها خمسة مظلات أي بَرَشوتات للقفز والنجاة . وكان من ضمن الركاب خمسة مسؤولين كِبار وتلميذة في العاشرة من عمرها . تقدمَ " نوري المالكي " وإرتدى مظلة قائلاً : طبعاً كما تعرفون أنا مُختار العصر وصاحب الكثير من الإنجازات مثل مأثرتَي سبايكر و الموصل على سبيل المثال لا الحصر، والشعب يحتاجني ولا يجب أن أموت . ثم قفز . ثم جاءت " حنان الفتلاوي " وخاطبتْ الحاضرين : ليس خافياً عليكُم أنني أذكى إمرأة ليس في العراق فقط ، بل في الشرق الأوسط عموماً ، إضافةً إلى أنني صاحبة نظرية 7×7 الشهيرة .. وقفزتْ . تبعها " خميس الخنجر " قائلاً : أيها السادة ، تعرفون بأنني صانع الملوك وكنتُ من منزلي في عمان أشتري المناصب الوزارية في الحكومة العراقية ، ولازلت أفعل ذلك ، فلا حكومة تتشكل بغير رضاي وتزكيتي ، فليس السُنّة فقط هم مَنْ يحتاجني ، بل الشيعة أيضاً .. لهذا يجب أن أحيا ، وقفزَ . ثم جاء " هادي العامري " وقال : أنا بدر العراق وشمسه ، وطالما كُنتُ قائد قوات بدر العتيدة ، ولم أخدم بلدي العراق فقط .. خلال كل السنوات الماضية ، بل خدمتُ بلدي الثاني إيران العزيزة أيضاً ، في كُل المجالات .. وطبعاً تعرفون دَوري الريادي في قيادة أبطال الحشد الذي هزم داعش ، فمثلي لايجب أن يموت .. وقفز من الطائرة . جاء الدَور على " برهم صالح " فقال : أنا أفنيتُ عمري في النضال ومضى الكثير منه ولم يبقَ إلاّ القليل ، فأنا أتنازل عن الحصول على مظلة النجاة ، لهذه التلميذة الصغيرة فهي في مقتبل العُمر .. إبتسمتْ الفتاة مُقاطِعةً : كلا يافخامة الرئيس ، كلانا أنا وأنت سوف نقفز ، فهنالك مظلتان للنجاة باقيتان ، حيث ان [ أذكى إمرأة في العراق والشرق الأوسط ] أخذتْ حقيبتي المدرسية سهواً بدلاً من المظلة وقفزتْ ! * .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟