أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - إميل حبيبي.. فلسطيني منفي عن إبداعه















المزيد.....

إميل حبيبي.. فلسطيني منفي عن إبداعه


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


رفضت أن أراه باعتباره شخصا, إميل حبيبي, رجل السلام الذي جاء إلي مهتما بما يحدث, و أصررت علي التوجه إليه باعتباره ممثل الأقلية العربية في إسرائيل و التي خرج مخرب من بينها و قتلنا.
هكذا يقول ليفي أمنون عن حوار أجراه مع الكاتب الفلسطيني الكبير إميل حبيبي, و الذي تمر هذه الأيام ذكري وفاته العاشرة, و في إطارها مؤخرا أعلن عن إطلاق اسمه علي شارع من شوارع حيفا و طبع أعماله الكاملة في نسخة فلسطينية محلية. لم ير أمنون إميل حبيبي و إنما رأي فيه المجتمع العربي الذي جاء منه. ليس فقط أن اختلافه قد تحطم هنا, و تم البحث عن إطار صارم يعلب فيه, بل أيضا إبداعه, ففي مقالته المنشورة في يديعوت أحرونوت الإسرائيلية, لا يهتم أمنون مطلقا بكون حبيبي كاتبا فلسطينيا, و إنما يكون في أفضل حالاته رجل سلام. و المقالة المعنونة بسامحني يا إميل لا تعتذر عن خطأ نسيان إبداعه و إنما عن خطأ نسيان فرديته السياسية. وفق هذا الخط يمكننا أن نلاحظ, عبر استخدام أي محرك للبحث, أن معظم المواقع العبرية التي تتحدث عن حبيبي لا تهتم بإبداعه, فليس من مقالة نقدية هامة عنه, و لا تحليل لأعماله, هناك فقط ذكريات شخصية قليلة, و هناك الكثير من رؤيته في إطار الأقلية العربية التي يمثلها. في النهاية, ليس هذا خطأ, أو أنه خطأ ليس كبيرا بما يكفي لإدانته, في ظل دولة لا تعرف أي شيء عن الآخر و احترامه بوصفه إنسانا, يتم هنا حصر الحديث في عضو الكنيست العربي الذي رفضه العرب و اليهود علي حد سواء. يقول البروفيسور يوسي شفارتس في موقع حاجز اليساري:
ليس من شك في أن إميل حبيبي مبدع كبير, إلي جانب مبدعين وشعراء فلسطينيين آخرين حصلوا علي شهرة عالمية مثل غسان كنفاني, محمود درويش و سميح القاسم, و لكن من الناحية السياسية ينبغي الإشارة إلي أن كتابته الأدبية تفوق بمراحل إسهامه السياسي. هكذا يبدأ شفارتس حديثه بالقيمة الأدبية الهائلة لأعمال حبيبي و لا يعود إليها مرة أخري, كأنها ضريبة تمت تأديتها, في النقاش, النقاش الذي يحتدم بينه و بين قارئ آخر يتهمه بتجاهل الحديث عن الأدب, و ينتهي بأن كليهما لم يقرأ حبيبي, فيما عدا ترجمة رواية المتشائل الشهيرة. هذا بينما يدور في نفس الموقع نقاش آخر حول دور حبيبي في حزب ماكي, و هو الحزب الشيوعي الإسرائيلي, و هل كان هو المساهم الأول في بناءه أم لا, و حول انصياعه لأوامر الحزب الشيوعي السوفيتي برئاسة ستالين أو تمرده عليها. سواء هنا أو هناك, يبدو هناك تعاطف مع حبيبي في هذا الموقع اليساري, تعاطف مشروط بعدم التطرق للجانب الإبداعي له, أي أن الأمر يحتم رؤيته وسط مجموع, في سياق ما خارج الكتابة, و هو ما فعله أمنون أيضا, رآه جزءا من العرب الذين يقتلون الإسرائيليين, و لا يمكن أن يخرج عنهم ليكون رجل سلام.
في نموذج أكثر تطرفا يقوم البروفيسور أوري شتندل بتحليل دور عرب إسرائيل في دراسة معنونة بعرب إسرائيل بين المطرقة و السندان. يتحول إميل حبيبي في الدراسة إلي الرجل الأقوي بين أعضاء الحزب الشيوعي الإسرائيلي , المحارب الغاضب لأجل تحقيق أهدافه, و في هامش يقدم فيه البروفيسور الكاتب العربي الكبير لا تذكر كلمة عن كونه كاتبا: إميل حبيبي, البروتستانتي المولود في حيفا, نشر الإعلان التاريخي الذي صدق علي التقسيم القومي في الحزب الشيوعي بإدانته الحادة لأساليب أعضاءه اليهود. بعدها ترك قائده ليشارك في إقامة الرابطة. كذلك ترأس نادي الشعب و هو منظمة للمثقفين اليساريين. في نهاية طريقه السياسي اصطدم مع قيادة القائمة الشيوعية الموحدة و التي برزت في الثمانينيات و تحول إلي عنصر معارض حتي تم إبعاده مع مؤيديه بعد انتخابات الكنيست الثانية عشرة. لا يمكن أن يطلب من مقال سياسي أن يهتم بالأدب, و لكن علي الأقل فكلمة كاتب إن وضعت في هامش يعرف بحبيبي ستكون ضرورية هنا, و إذا كانت كل المقالات التي تهتم بإميل حبيبي لا تنظر إلي كتابته نهائيا, فإن هذا يشير إلي وعي قوي, صهيوني بالأساس, يقسم الناس بحسب أصولهم التي جاءوا منها, و يحطم اختلافاتهم بقوة, كذلك يرفض رؤية أي إبداع لدي العرب, فهم يصبحون في أحسن الأحوال أقلية تطالب بحقوقها.
شيء قريب من هذا يحدث في فيلم أخرجته الإسرائيلية داليا كربل عن إميل حبيبي, فيه يحكي إميل حبيبي عن فكرة ألمته طوال حياته هل هو متعاون؟ و ينهي كلامه بالقول: لا. لست متعاونا. و لكن من المشروع أن يكون هناك عرب, و بل و يهود, متطرفون, سيرونني متعاونا. يحكي حبيبي, و هو عضو الكنيست الشهير, عن وضعه كعربي في إسرائيل, في حيفا التي طلب أن يدفن فيها. يتم هنا النظر إلي حبيبي كممثل للعرب في إسرائيل فحسب, و يستجيب هو كذلك لهذا, في الدولة التي تعلم من يعيشون فيها أن يعموا عن الفروق الفردية بينهم, ألا يروا إلا الفروق الإثنية في دولة الطوائف تلك. علي العموم فداني روبنشتاين, و هو الناقد السينمائي في هاآرتس, يحل معضلة حبيبي هذه بقوله عن فيلم محمد بكري من يوم ما رحت و المهدي لإميل حبيبي:
غرست المونولوجات الشهيرة للممثل محمد بكري في فيلمه المأخوذ عن رواية حبيبي المعروفة المتشائل في وعي سكان رام الله و نابلس العالم الإشكالي لعرب 48 , كما يسمونهم. و باستثناء الأحاديث التي تقال علي النواصي فإن أحدا لا يعتبرهم متعاونين.
ليس فقط أن روبنشتاين هنا يقوم بتشجيع العرب علي الانخراط في العملية السياسية لدولة إسرائيل, العملية السياسية التي تدعو قطاعات من اليسار الإسرائيلي, عربا ويهودا, إلي الامتناع عنها. بل ثم أيضا مشكلة جمالية: لا يصبح من دور لرواية المتشائل سوي غرس الوعي لدي العرب الذين يعيشون في الأراضي المحتلة, لا تكون الرواية مفتتحا جديدا لأسلوب القص و لا تطويرا لأساليب قديمة, مثل المقامة بالأساس, في إطار قص حداثي تماما, لا يصبح للرواية هنا من دور إلا دور الإذاعة الموجهة, و حتي و إن تم إطلاق اسم إميل حبيبي علي شارع من شوارع مسقط رأسه, حيفا, كما أعلن رئيس بلديتها ، المحامي يونا ياهف، في الأمسية الخاصة عن إميل حبيبي و المقامة في نفس البلدة, فإن هذا سيكون مثيرا للتوقعات, أي إميل حبيبي سيطلق اسمه علي الشارع و سيلتصق اسمه بذاكرة الناس, المبدع الخلاق أم عضو الكنيست, الممثل للأقلية العربية الملعونة التي خرج مخرب من بينها و قتلنا.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاديب الاسرائيلي أ. ب. يهوشواع ليهود أمريكا: لسنا منكم
- كيف اختفى القبطي؟ و لماذا لم نشعر به عندما ظهر.. صورت الأقبا ...
- قاسم حداد و فاضل العزاوي في القاهرة, إلهان, واحد للحكمة و ثا ...
- الاستقلال اليهودي و جراح النكبة
- ردا على الرسوم الدانماركية.. مسابقة إسرائيلية لأفضل الكاريكا ...
- الفلسطينيون الخارجون من سجن أريحا ..حاولت إسرائيل تعريتهم فأ ...
- أمهات يعملن ضد قيم الأمومة بنشاط
- عن إنكار الهولوكست.. القيم الغربية , إذا كان هناك ما يسمى با ...
- على ضوء الرسوم الدانمركية: عفاريت العنصرية الإسرائيلية تنطلق ...
- عن عملي كتايبيست حقير.. عالم بلا حبر أو دم
- إسرائيل, الجيتو اليهودي المحاط بالرومان و النازيين و العرب
- سوق الكتاب الاسرائيلي.. شكوى من انخفاض النوزيع لعشرين الف نس ...
- في النقاش حول رسام الكاريكاتير الدانماركي: العقم المطلق لحري ...
- عن الأدب الموصوف بأنه عبري. عن الجامعات المصرية و الإسرائيلي ...
- لماذا لا أدلع نفسي؟ لماذا لا أكتب مقالا عني؟
- البورنو في آخر أخبار حالة شارون الصحية
- الأديب الإسرائيلي دافيد غروسمان يمزق الضمادات بين الهولوكست ...
- فيلم الجنة الآن للفلسطيني هاني أبو أسعد.. إزاحة الستار عن ال ...
- أن يصبح الجنود الإسرائيليين جنودنا, أبناءنا الوسيمين
- سؤال في هاآرتس: لماذا لا يكون المطرب محمد منير قد مجد الإرها ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - إميل حبيبي.. فلسطيني منفي عن إبداعه