أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - فيلم الجنة الآن للفلسطيني هاني أبو أسعد.. إزاحة الستار عن الوجه الإنساني للانتحاري الفلسطيني















المزيد.....

فيلم الجنة الآن للفلسطيني هاني أبو أسعد.. إزاحة الستار عن الوجه الإنساني للانتحاري الفلسطيني


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


كعنوان لحوارها مع المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد, عن فيلمه الأخير "الجنة الآن", تختار صحيفة هاآرتس إبراز جملته: "لو لم أكن سينمائيا, لأصبحت مخربا, انتحاريا". شيء ما دفع الصحيفة و المحاور جوئيل بينتو إلى اعتبار هذه الجملة هي أهم جملة في الحوار, و بالتالي إبرازها بهذا الشكل, ربما هو الحضور الكلي لهاني أبو اسعد بعد عرض فيلمه مؤخرا في قاعة سينماتيك تل أبيب, بعد أن أثار الفيلم كل هذه التعليقات. هذه الجملة الصادمة لأبو أسعد في حوار هاآرتس لا تعني على الجانب المقابل, الإسرائيلي, إلا شهقة من نوع: "يا إلهي, كنا إذن طوال الوقت نحاور انتحاريا, نشاهد عمله, و نكتب عنه؟" هذه شهقة ذاهلة, لأن الانتحاري بلا وجه, بلا حضور جسماني, هو سري و خفي كشيطان.
تلفت النظر التعليقات الإسرائيلية على الفيلم الفلسطيني لهذا السبب بالتحديد, فالفيلم يتحدث عن شابين فلسطينيين, عن صداقاتهما و عملهما و حبهما, قبل أن يذهب أحدهما لتنفيذ عملية انتحارية, هكذا ينتهك الفيلم أبسط المحرمات الإسرائيلية: يؤكد أن ثم انتحاريين يعيشون و يمارسون نشاطا غير قتل المدنيين داخل إسرائيل. تم انتهاك هذا المحرم من قبل في فيلم "أطفال أرنا" للمخرج الإسرائيلي جوليانو مير خميس, و الذي أثار عاصفة في إسرائيل وقتها. حكى المخرج في حواراته كيف أن إسرائيليين كانوا يقولون له "لقد جعلتنا نحب الانتحاريين". هذا هو بيت القصيد: أفراد معدودون في مجتمع يريدون رؤية وجه إنساني لشخص دأبت السلطة و سائر المجتمع على إزاحته و تقيأه من وسطها. التعبير الأوضح لهذا التقيؤ حدث عندما حطم السفير الإسرائيلي في السويد, تسيفي ماتسيل, لوحة الفنان الإسرائيلي درور فيلد, و التي صور فيها وجه الانتحارية الفلسطينية. السلطة و المجتمع الإسرائيليان يحطمان وجه الانتحاريين, الوجه الذي يحاول فيلم هاني أبو أسعد الأخير ترميمه.
في موقع كوكب النعناع يكتب الناقد السينمائي الإسرائيلي أوري بريتمان: "يعطي الفيلم للانتحاري وجها, هوية, خلفية, أسرة, موهبة بلاغية, مظهرا إنسانيا و سلوكا مقبولا." ليس هذا فقط, بل أخيرا يبتعد الفيلم عن تصوير دوافع الانتحاريين و كأنها فقط الاثنتين و سبعين حورية في الجنة, كما يلاحظ شموليك دوفدافاني في مقال له بيديعوت أحرونوت عن الفيلم, و بالتالي مواجهة هذه البورنوجرافيا المسطحة التي يحاول عبرها الكثير من الإسرائيليين, و العرب أيضا, شطب المعاناة الفلسطينية لتحويلها إلى مجرد شبق جنسي. يقول أوري بريتمان عن الفيلم: "الفيلم يناضل ضد أسطرة الصراع.. إنه ليس صراعا بين مسلمين فقراء و يهود أغنياء, بل هو صراع ضد القمع". هل هو صراع ضد القمع فعلا؟ فلنلاحظ أنه ليس بالفيلم مشاهد عن الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, و هي هنا نابلس, و باستثناء بعض الحواجز و الانفجارات فالجيش غير محسوس به في الفيلم. هذا هو المثلب الأساسي للفيلم, خاصة عندما يتوجه لجمهور إسرائيلي لا يعرف, ولا يريد أن يعرف, شيئا عن فظائع الاحتلال الذي تقوم به دولته للأراضي الفلسطينية, جمهور أعمى, بدافع من تعميته أو من رغبته الذاتية في العمى. لذا يكون على بعض المشاهدين ملء الفراغات. تقول قارئة باسم ياعيل شيلوني في ردها على مقالة شموليك دوفدفاني في يديعوت أحرونوت المنشورة على الإنترنت: "الاثنتان و سبعون عذراء هم حجة فحسب. أما الدافع فهو أعمق كثيرا و هو متصل بسبع و خمسين عاما من إذلال ما بعد الاحتلال." هنا بالتحديد, و للأسف, يكمل بعض القراء أهم فراغ في الفيلم, و من ثم في مقالة دوفدفاني: لماذا يفجر الانتحاري نفسه؟
الإشارة لسنوات الاحتلال خادشة بالطبع للخطاب الإسرائيلي الذي يحب تصوير الفلسطينيين وفق مزاجه, أناس يقتلون بهدف القتل, كما يعبر قارئ ردا على مقالة دوفدفاني, في خطاب مثل هذا تنقلب الأدوار, يصبح المجتمع الفلسطيني هو مجتمع الترف "القتل بهدف القتل" بينما المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع الضرورة "القتل بسبب عدم وجود خيار آخر." في حوار ليديعوت أحرونوت مع الممثل الفلسطيني "من عرب إسرائيل" قيس ناشف, الذي قام بدور البطولة في الفيلم, يقول هو أن الفيلم يحاول البحث عن العناصر الإنسانية لشخصية الانتحاري, و تثير هذه الجملة غضبا واسعا بين القراء, يقول واحد منهم, في قلب مماثل للأدوار بين مفهوم القاتل والضحية: "نحن كالعادة نركز على القتلة و الانتحاريين و نحاول أن نفهم دوافعهم, بينما الضحايا يظلون بلا اسم, فقط يهود". يتحول هنا كشف وجه الانتحاري الفلسطيني إلى عادة, و هو ما لم يتكرر في السينما الإسرائيلية أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة إن لم يقل كثيرا, بينما القناة الأولى الإسرائيلية , و معها ترسانة السي إن إن و الفوكس نيوز, مشغولة على الدوام بكشف كل شيء, وليس فقط الاسم و الوجه, عن الضحايا اليهود للعمليات الانتحارية. من المثير أن يوضح القارئ مقصده هنا ب"نحن", الذين ننشغل بفهم الانتحاريين, فبالتأكيد لا يقصد هو الإسرائيليين.
على النقيض من هذا يقول هاني أبو أسعد في حواره في هاآرتس بسخرية مريرة: " خسرنا الحرب (و هو يعني هنا الفلسطينيين) و لكن لا يمكننا قبول إلقاء الذنب علينا, إسرائيل تذهب بعيدا جدا, هي تريد إعادة كتابة التاريخ, تريدنا أن نكون مذنبين في كل شيء". هذه هي قاعد الحرب: تحطيم وجه الخاسر, عدم الاكتفاء بخسارته, و إنما محوه, إطلاق سبعة عشر رصاصة على جسد الطفلة إيمان الهمص بعد قتلها بالفعل, و محو أي ذكر للخاسر: منع الفيلم من العرض, و تقديم منتجيه للمحاكمة. يقول قارئ ردا على مقال يديعوت أحرونوت عن الفيلم: "في أي دولة عربية و إسلامية يتم مدح الفيلم فيها كانوا ليشنقون في ميدان المدينة, بعد محاكمة عاجلة لساعة واحدة, كل منتجي الفيلم و ممثليه, إن كانت الحبكة معكوسة, أي موجهة ضد العرب, و في أي دولة متقدمة كان ليتم الحكم على من يعرضون الفيلم بالحبس لسنوات طويلة لمحاولتهم مس الدولة و الاتصال بالعدو أثناء الحرب بهدف الإضرار استراتيجيا بهذه الدولة. أما في الواقع اليساري المتطرف في إسرائيل فهم يصبحون أبطالا للثقافة. هذا انهيار شامل, و للأسف الشديد, هكذا تنهار البلدان". هكذا إذن: إسرائيل أكثر ليبرالية من الدول العربية و الإسلامية, التي تشنق فنانيها في الميادين العامة, و من الدول المتقدمة, الغربية بالطبع, التي تحكم على فنانيها بالحبس لسنوات. بالمناسبة قالت مرة أم يجآل عامير, قاتل رابين في الميدان العام, في التليفزيون الإسرائيلي أن على إسرائيل أن تشنق يسارييها في الميادين العامة كما يفعلون في مصر. هي لعبة جيدة: التخلص من أي احتمال للتسامح بداخلك, تحديدا عن طريق الادعاء بأنه فاق الحدود, حتى حدود الدول المتقدمة, أي التباهي به و السعي للتخلص منه في آن. هذا المزاج التطهري هو ما يبعد وجه الفلسطيني (أو حتى اليسار) عن الحياة الإسرائيلية, الإبعاد يتم في ميدان عام, بأكبر قدر من الاحتفالية, احتفالية القتل أو الطرد من البلاد. هكذا يقول قارئ ردا على حوار يديعوت احرونوت مع الممثل قيس ناشف و الذي قال فيه انه لا يبرر العمليات الانتحارية و إنما يتفهمها: "بالمناسبة, أنا أيضا أتفهم دوافع باروخ جولدشتاين (صاحب مذبحة الخليل الشهيرة ضد المصلين) هذا لا يعني أنني سأقتل عربا غدا في المسجد ولكنني أتفهمه", و يقول آخر موجها خطابه إلى قيس ناشف: "لا أعتقد أن الحل هو في طردك أنت و شعبك من البلاد, ولكنني أتفهم هذا, و الآن صرت أؤيد الفكرة". يمكن لأي إحصاء أن يؤكد تفاهة المقارنة بين الأعمال الموجهة ضد اليهود و تلك الموجهة ضد العرب, برغم هذا, هي الرغبة الدائمة في المجتمع الاستعماري لتصوير نفسه و كأنه الضحية, ضحية الوحوش التي تتحرك مستعدة لالتهامه, من هنا تأتي وجاهة فكرة الجدار العازل, فكرة الطرد إلى الدول العربية المحيطة, أو إلى ما ابعد منها, الحياة الآخرة, حيث طرد جولدشتاين المصلين و حيث حطم السفير الإسرائيلي وجه الفلسطينية في عمل درور فيلد.
أو فكرة أخرى: إخضاع الفلسطيني, بوجهه و تاريخه, للإسرائيلي. ليس بإمكان التاريخ الفلسطيني إلا أن يحاكي ذلك الإسرائيلي. يقول شموليك دوفدفاني في مقاله بيديعوت أحرونوت عن الفيلم: "في مجتمع كالمجتمع الفلسطيني لا يزال منغمسا في تأسيس أساطيره البطولية, يعبر فيلم مثل "الجنة الآن" عن مرحلة الانتقال, إلى المرحلة "ما بعد الصهيونية". هكذا يخضع دوفدفاني الفيلم الفلسطيني, الذي يسخر في مشهد من مشاهده من العمليات الانتحارية, للمصطلحات الإسرائيلية, يصفها بما بعد الصهيونية, و هي الحركة التي نشأت في إسرائيل للتشكيك في الروايات الإسرائيلية الصهيونية عن الشعب المختار و أرض الميعاد, كأن المرآة الفلسطينية لا تفهم إلا من خلال الأصل الإسرائيلي. ليس هذا عَرَضا, فعنوان مقال دوفدفاني هو: "ثم للفلسطينيين برباش", و الإشارة للمخرج الإسرائيلي "أوري برباش" الذي كان فيلمه "السيد باوم" مفتتحا للسخرية من الأساطير الصهيونية المرتبطة بالموت لأجل الأرض و بالعودة و باليهودي الجديد. فالفلسطيني بلا وجه, أما إذا أصر على وجود وجه له, فسيمكن احتكاره بسهولة لصالح التاريخ و المصطلحات الإسرائيلية, هذا الفعل الاستعماري و النرجسي للإسرائيلي الذي أينما يتطلع يجد المرايا تحوطه, تجسد له ذاته المتضخمة, و تؤكد له محوريته في الكوكب. هنا فقط يمكننا فهم لماذا كتب اسم هاني أبو أسعد, في يديعوت احرونوت و غيرها, و بالحروف العبرية التي تكتب العين و لكنها لا تنطقه, و كأنه هاني أبو أسد, أو هاني أبو أساد. هو محو الاختلاف الدقيق بين منظومة الأصوات الفلسطينية و الإسرائيلية, إخضاع الأولى للثانية, و بالتالي إخراس الصوت الفلسطيني, بمعناه الحرفي, صوته الأكثر وضوحا و انتماء له, عبر النقل عن منظومة أصوات أخرى, إنجليزية, لا تمت لموضوع العمل الأصلي و لا تهتم بحساسية أصواته العربية.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن يصبح الجنود الإسرائيليين جنودنا, أبناءنا الوسيمين
- سؤال في هاآرتس: لماذا لا يكون المطرب محمد منير قد مجد الإرها ...
- حوار مع نائل الطوخي في السفير اللبنانية: كلمة السر عندي إربا ...
- تموت أمي فتحيا الكتابة
- كتاب إسرائيلي يرصد: تقاطع الذكورة و النزعة العسكرية الإسرائي ...
- مجلة ميتاعام الإسرائيلية.. التعاطف مع المعاناة الفلسطينية لم ...
- المسلمون و الأقباط.. من يملك الصوت المصري؟
- الطرف الأقصى للكابوس
- silence
- خفض إضاءة العالم
- سيدة السواد
- بمناسبة عدم حصوله على نوبل! أي حظ! لن نسمع دفاعا عن شارون يل ...
- ما لم يفعله وزير الثقافة المصري فاروق حسني.. سلطات تحتمي ببع ...
- هل هناك -هوية يهودية-؟ .. قراءة في مقالة للأديب الإسرائيلي أ ...
- خطايا فيروز الكبرى... لماذا لا يسمع المصريون فيروز
- سرير الجيش.. السرير المحمول
- إمكانية السرطان
- الأمن المركزي المصري.. القاهرة المتشحة بالسواد و جدار السجن ...
- إعلان حسني مبارك ترشحه لانتخابات الرئاسة..الإفلاس البليد لبا ...
- رواية مرآة 202 لمصطفى ذكري.. هوس البدايات غير المكتملة.. الت ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - فيلم الجنة الآن للفلسطيني هاني أبو أسعد.. إزاحة الستار عن الوجه الإنساني للانتحاري الفلسطيني