أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - قاسم حداد و فاضل العزاوي في القاهرة, إلهان, واحد للحكمة و ثان للمرح














المزيد.....

قاسم حداد و فاضل العزاوي في القاهرة, إلهان, واحد للحكمة و ثان للمرح


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


شيء واحد اشترك فيه كل من الشاعرين الكبيرين, البحريني قاسم حداد و العراقي فاضل العزاوي, في أمسيتيهما المتعاقبتين التين نظمتهما مؤسسة المورد الثقافي, و هي أن كلاهما كان يدخل قاعة "مكان" بلاظوغلي للمرة الأولى, غير أد رد فعل كل منهما قد اختلف عن الآخر اختلافا بينا, فعلى قدر ما بدا قاسم حداد خجولا, رقيقا, يكاد يعتذر للجمهور على خطيئة اقتراف الشعر, ثم إسماعه في بلد غريب, كان فاضل العزاوي صاخبا, ضحوكا, يقترف الشعر من مصادر بعيدة عنه مما جعله واثقا في أدائه و في جاذبيته, و يتحدي, أو يحاول تحدي, غربته الطويلة, في ألمانيا حيث يقيم و في مصر حيث حل ضيفا.
بدأت أمسية قاسم حداد و التي أقيمت الخميس الرابع من الشهر الحالي تقديم الشاعر زين العابدين فؤاد للشاعر البحريني معلنا كون يفتح قوسا للفرح بوجوده و إلقاءه شعرا ها هنا, ثم جلس حداد على مقعده و شكر مؤسسة المورد الثقافي أعلن أنه يفضل اللقاءات الحميمية لكي يختبر عيانا قدرة النص على اختزال المسافة بين الشاعر و القراء,و هو ما تحقق في قاعة "مكان" بامتياز, بحشاياها العربية و إضاءتها التي تعطي انطباعا بالأسطورية, و بالأحرى, بصغر حجمها الذي يعوض قلة الجمهور بدفئه الغامر. حيا الشاعر البحريني الكبير سفير البحرين في القاهرة, خليل الذوادي, الذي كان حاضرا الأمسية, ثم طلب من الجمهور أن يتعاون معه في جعل السهرة محتملة, و هي السهرة التي لم تكن محتملة فحسب و إنما انتزعت آهات الاستحسان من كل أنحاء القاعة, هذا بينما كان حداد يلقي عددا من قصائده مثل: "انتحارات", "حكمة النساء", "رقصة الذئب", "مرارات", و "فهداً فهداً", و قد لاقت الأخيرة ترحيب الجمهور فورما نطق الشاعر اسمها, و هو الجمهور الذي كان متشوقا لسماع شعر الشاعر من فمه هذه المرة, بعد أن كان قد طالعه طويلا قبل ذلك في عدد من المنابر الثقافية المهمة, ليس موقع "جهات" الذي أسسه الشاعر إلا أحدها. كان الناس صامتين تماما أثناء إلقاء حداد لشعره, فيما عدا "الله" التي كانت تنطلق من أفواههم بعد كل مقطع من شعر حداد الذي اتسم بالوحشية و ببعض التصوف. هذا الصمت المشدوه للجمهور كان لابد أن ينتهي بشعور بالصدمة فور حمل الشاعر لأوراقه و إعلانه انتهاءه , مما دفع زين العابدين فؤاد إلى أن يتقدم و يعلن دعوته لحداد بإلقاء المزيد من الشعر, فيما حاولت إحدى الحاضرات إقناعه قائلة أنهم لا يعرفون متى سيأتي ثانية, مما دفعه إلى العودة للمنصة و قد سلط عليه الضوء هذه المرة من أمامه, لا من خلفه كما كان في المرة السابقة, و هنا اقترح أحد الحضور على الشاعر قصيدة "أيقظتني الساحرة" لقراءتها فاستجاب, و عند انتهائه ضجت القاعة بالتصفيق المحموم, تصفيق أربك حداد على ما يبدو الذي حيا الجمهور بقوله: "تعبناكم كثيرا. شكرا". و هو ما لم يكن صحيحا أبدا, فالجمهور كان صاحيا جدا, راغبا في المزيد, مما دفع بسمة الحسيني إلى أن تخاطب الجمهور قائلا أنه ليست هناك أمسية شعرية يمكن أن تستمر للصباح, حتى لو رغب الجمهور بهذا.
أما فاضل العزاوي, فلقد كان رائقا جدا, و ضحوكا جدا, في أمسيته التي عقدت ب"مكان" كذلك في الخامس من الشهر الحالي. في البداية قال أن دعاوى كثيرة تصله من آسيا و أفريقيا و أوروبا غير أنها المرة الأولى التي تجيئه فيها دعوة من مصر و الفضل في ذلك لمؤسسة المورد الثقافي, و قال انه لفرح كبير أن يقرأ هنا في القاهرة, و بمناسبة الفرح, فلقد بادر الجمهور بأنه لا يحب القصائد العبوس, و إنما الشعر يرتبط عنده دوما بالفكاهة, و لذا سيبدأ بقصيدة مرحة عنوانها "كيف تكتب قصيدة سحرية".
على طول ساعتي الأمسية كان الجمهور أسيرا لحالة ما, فالشاعر لم يكن يقرأ شعرا فقط, و إنما كان يغنيه كذلك, فقصيدة "الأسد و الحواري" مثلا قرأها كلها مغناة, و هو ما كان مدهشا, شاعر كهل, يقرأ الشعر واقفا, و يغنيه بصوته الأجش و إنما الممتع, بدون موسيقى وراءه, يضحك و هو يقرأ و يحرك يديه على طول الأمسية, باختصار, كنا أمام شاعر طفل, أصبح وجوده نادرا هذه الأيام, شاعر يتمنى في إحدى قصائده استبدال إنجلترا بأفغانستان حتى يشرب شبابها الحشيش مجانا على حساب صاحبة الجلالة. قرأ الشاعر قصائد عدة عارض فيها الكثيرين فمن "أنشودة اللا مطر" التي جادل بها السياب معلنا حبه للشمس و الربيع لا المطر, إلى قصيدة خاطب فيها امرؤ القيس قائلا "لا تبك من ذكرى حبيب و منزل". كذلك لم تخل الأمسية من السياسة, و كانت سياسة لطيفة تقبلها الجمهور برحابة صدر, فقصيدة "اسمع يا نوح" أهداها الشاعر للشعب العراقي و أعلن في نهايتها أن "معجزتنا أننا سنظل على قيد الحياة". كذلك قرأ قصيدة "كتاب الأكاذيب" هي قصة طريفة عن الطائرة التي سقطت إحدى محركاتها فوق المحيط, بينما جار الشاعر الأمريكي يطمئنه بالحكي عن حالات مماثلة انتهت بعودته سالما إلى الوطن, لتنتهي القصيدة بإهداء الجار الأمريكي إلى الشاعر كتابه الأخير و هو "كتاب الأكاذيب", فيما دفع العزاوي لأن يعلق بأن الأمريكان فيما يبدو صاروا مشهورين بالكذب هذه الأيام. كذلك قرأ الشاعر قصيدة "نزهة في الصحراء " و هي إعادة كتابة لقصيدة نشرها عام 1969 بعنوان "ها أنا ذا أصرخ في شوارع الجزيرة العربية", كذلك قرأ قصيدة فكاهية, بحسب وصفه, بعنوان "مرح" و هي تأليف لقصة عبدين أسودين ورد ذكرهما في موال عراقي شعبي بعنوان "جسر الحديد انقطع من دوس رجلي" و حاول الشاعر في القصيدة إكمال تاريخهما الذي لم تذكره الأغنية.
غير أن ساعتين من الفرح المتواصل الذي خلفته قصائد العزاوي, ما كان لهما إلا أن ينتهيا بشيء من الدراما, فلسبب ما أو لآخر, تذكر الشاعر الهزائم العربية المتوالية, تذكر خيبات العقود الأخيرة في قصيدته التي أنهى بها الأمسية "ماذا أفعل يا جيلي". بدا حزينا فجأة و ممروراً, على إثر ذكر الخامس من حزيران, و بدا الجمهور كذلك كمن فوجئ بعد ساعة طويلة من الضحك, أن التاريخ العربي لم يشاركه ضحكاته و أنه كان أكثر عبوسا منه و من شاعره على حد سواء.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقلال اليهودي و جراح النكبة
- ردا على الرسوم الدانماركية.. مسابقة إسرائيلية لأفضل الكاريكا ...
- الفلسطينيون الخارجون من سجن أريحا ..حاولت إسرائيل تعريتهم فأ ...
- أمهات يعملن ضد قيم الأمومة بنشاط
- عن إنكار الهولوكست.. القيم الغربية , إذا كان هناك ما يسمى با ...
- على ضوء الرسوم الدانمركية: عفاريت العنصرية الإسرائيلية تنطلق ...
- عن عملي كتايبيست حقير.. عالم بلا حبر أو دم
- إسرائيل, الجيتو اليهودي المحاط بالرومان و النازيين و العرب
- سوق الكتاب الاسرائيلي.. شكوى من انخفاض النوزيع لعشرين الف نس ...
- في النقاش حول رسام الكاريكاتير الدانماركي: العقم المطلق لحري ...
- عن الأدب الموصوف بأنه عبري. عن الجامعات المصرية و الإسرائيلي ...
- لماذا لا أدلع نفسي؟ لماذا لا أكتب مقالا عني؟
- البورنو في آخر أخبار حالة شارون الصحية
- الأديب الإسرائيلي دافيد غروسمان يمزق الضمادات بين الهولوكست ...
- فيلم الجنة الآن للفلسطيني هاني أبو أسعد.. إزاحة الستار عن ال ...
- أن يصبح الجنود الإسرائيليين جنودنا, أبناءنا الوسيمين
- سؤال في هاآرتس: لماذا لا يكون المطرب محمد منير قد مجد الإرها ...
- حوار مع نائل الطوخي في السفير اللبنانية: كلمة السر عندي إربا ...
- تموت أمي فتحيا الكتابة
- كتاب إسرائيلي يرصد: تقاطع الذكورة و النزعة العسكرية الإسرائي ...


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - قاسم حداد و فاضل العزاوي في القاهرة, إلهان, واحد للحكمة و ثان للمرح