أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - حكم التاريخ














المزيد.....

حكم التاريخ


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 10:43
المحور: المجتمع المدني
    


السيدة الوزيرة بثينة شعبان .

إنني متابع لمقالك شبه الأسبوعي في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية , وفي كل مرة أنوي التوقف عند بعضا مما تكتبين إلا أنني أقول : كيف لي أن أحاور وزيرة في سلطة استهلكت كل المعاني بدء من الصراع العربي الإسرائيلي وانتهاء بالسيادة واستقلال البلدان . هذا الاستهلاك الذي هو نتاج حسبة بسيطة تقوم على مبدأ : أكذب حتى تصدق نفسك لا كما يقوله الآخرين أكذب حتى يصدقك الناس . والكلام هنا لايتناول شخص السيدة الوزيرة بالمطلق وإنما يتناول خطاب وآليات انتاج خطاب سلطوي مهمته الأولى هي : الحفاظ على استمرارية هذه السلطة . ولتسمح لنا السيدة الوزيرة أن نحاورها من خلال مقالها الأخير في نفس الصحيفة وهو بعنوان ـ بلاد المفقودين # ـ هذا المقال الذي يهاجم السياسية الأمريكية في العراق والمنطقة وهذا لن أتوقف عنده أبدا لأنه لا يهمني كثيرا في هذه المقالة . بل مالفت نظري هو قولها الأول : [ وباعتباري أماً وامرأة أدعو النساء العربيات أولاً إلى التحرك وتشكيل حركة «أمهات من أجل فلسطين، وأمهات من أجل العراق» كي نجيب عن سؤال الطفل السجين أنور ذي الثلاثة أعوام حين أطلق السجانون الإسرائيليون سراحه مؤخراً، وتركوا أمّه والتي هي أم لأربعة أولاد في السجن، فسأل «وين ماما»! ، يجب أن نجعل العالم يدقّ أبواب السجون الإسرائيلية ليقول لأنور هذه ماما، حرة طليقة ومقاومة عنيدة. ]
قولا لاشائبة عليه أبدا ويستدر عطف كل البشر أن تحرم أم من بتربية أبنائها وسأروي لك سيدتي الحادثة التالية :
1987 ـ اعتقلت الدكتورة رنا محفوض وهي حامل في أشهرها الأولى بتهمة الانتماء لتنظيم سياسي سلمي معارض من قبل فرع فلسطين ـ لاحظي التسمية سيدتي ـ مرة أخرى فرع فلسطين التابع لشعبة المخابرات العسكرية السورية ..والسجن الذي لدى هذا الفرع ولازال بالطبع نفس السجن يستقبل البشر وبنفس الطريقة لا أتمنى لأعدائي أن يمكثوا فيه يوما واحدا على الأقل كي لايصابوا بمرض الجرب وأنت سيدتي تعرفين ما هو مرض الجرب ـ أن يبقى الإنسان يحك جلده حتى يرى دمه ينزف قيحا ـ وفي نفس هذا الجرب أقصد هذا السجن ولدت رنا محفوض طفلتها ماريا ..وبين نفس الحرامات العسكرية التي هي مولد رئيسي لهذا الجرب . وبقيت ماريا في السجن فترة السنة الأولى بعد ولادتها وأخرجوها لتربيها ـ جدتها ـ وبقيت رنا في السجن .هذا ما أذكره حتى هذه اللحظة من قصة ماريا ابنة رفيقي رنا محفوض وبهجت شعبو الذي قبض عليه لاحقا وبقي أيضا في السجن ثلاثة عشر عاما ورنا خرجت بعد ثلاثة أعوام ونصف قضتها في السجن بعيدة عن طفلتها الوليدة . كنا نسمع صوت بكاء ماريا ونحن ذاهبون إلى مراحيض السجن لأننا سنمر من أمام مهجع النساء القريب من هذه المراحيض ..!! ماذا لوكنت سيدتي مكان رنا ـ الله يكون في العون وقتها ـ ما الذي ستكونه ردة فعلك على هذا .. وهذه ليست إسرائيل أقصد الحادثة ليست في إسرائيل بل في دمشق قلب العروبة النابض .. !
2006ـ لحظة كتابتك هذا المقال ـ الكاتب الصديق علي العبدالله مع نجليه في السجن أكيد ليس لأسباب تتعلق بسرقة الدولة ولا بأسباب منافية للحشمة !! ـ ولن أعد على مسامعك وأنت تكتبين هذا المقال الأسماء التي أخذت من بين عائلاتها إلى السجن وليس آخرهم بالطبع الكاتب ميشيل كيلو ـ عضو المؤتمر القومي العربي !! ـ أيضا هذه في دمشق وليس في غوانتانامو أو في سجن أبو غريب ..الخ
وأنا سأصدق دعواك هذه إذا سمح لأمهات وزوجات هؤلاء المساجين في دمشق أن يخرجن ليقمن بما تطالبين به الأمهات العربيات في هذه المقالة . يجب أن نجعل العالم يدق أبواب السجون السورية بعد أن يدق أبواب السجون الإسرائيلية ما رأيك بهذا الاقتراح ؟ لم أقل قبل .. بعد السجون الإسرائيلية يا[ ستي ] كما يقال بالشامي وتشكيل حركة [ أمهات من أجل سوريا ] ؟
ساعدي الأمهات السوريات ليساعدنك في تشكيل حركتك ـ أمهات من أجل فلسطين ـ لو كانت والدتي حية رحمها الله لكنت جعلتها تنضم لحركتك أيضا ولكنها توفيت قبل خروجي من السجن بعشرة أيام ولم تكحل عينها ببكرها وهو خارج من سجنه بعد إثني عشر عاما .
أما قولها الثاني [ إن المخطط هو أن تصبح أرضنا جميعاً «أرض المفقودين» وليس أرض «المخطوفين» فقط، لأن الهدف هو تجويع العرب وحصارهم وخطفهم وقتلهم والاستيلاء على حضارتهم وأرضهم وثرواتهم. ] وهذا القول الثاني أيضا يذكرني بالمحامي أنور البني الذي خطف منذ أيام فقط من أمام منزله في دمشق وهو ذاهب إلى درسه الإنكليزي ..ولازال مضرب عن الطعام في سجنه ..أعتقد أن المقال ما تبقى فيه لايحتاج إلى تعليق !! رغم أنني احترم نشاط السيدة الوزيرة في الكتابة ومتابعتها للصحافة الغربية عموما والأمريكية بوجه خاص !! على مبدأ إعرف كيف تحاصر عدوك من أجل أن تصل معه لصفقة ..

# ـ المقال المعني على الرابط : http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=364431&issue=10037



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والاستبدالية مأزق السلطة والمعارضة
- من ربيع دمشق إلى ربيع طهران قصص وحكايا
- اعتقالات بالجملة والمفرق
- حول مقالة ميشيل كيلو نعوات سورية
- ميشيل كيلو يغيب في السجن بعد أن نعى الوطن
- أعدموه وخلصونا من نقه!!
- إيران النظام العربي إسرائيل
- الغزو اللاثقافي إرهاب المرسل وديمقراطية المتلقي
- الأشقاء في لبنان عضوا على جراحكم
- زيارة وفد الإخوان المسلمين في سورية إلى لبنان: بداية مرحلة أ ...
- السلف وصي على الخلف
- إشكالية الحجاب المرأة المسلمة مغيبة بين جاهزيتين إلى الدكت ...
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير الجزء الرابع والأخير
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 3 من 4
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 2 من 3
- الليبرالية وعاء الفكر الديمقراطي
- الغطرسة مستمرة والاعتقال حكاية وطن
- كلما كثرت الرسائل الصوتية كلما انتظرتنا مصيبة
- الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير 1 من 3
- حماس بين نارين حلفها الخارجي وفساد السلطة


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - حكم التاريخ