أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - ميزان المواطنة المختل في الصراع بين شيعة المتن وشيعة الهامش.














المزيد.....

ميزان المواطنة المختل في الصراع بين شيعة المتن وشيعة الهامش.


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ 1921 و المواطنة تقوى هنا وتضعف هناك بحسب جنس الحكومة.التي تمنح قوتها الى طبقة ما او منطقة ما دون غيرها..
الحكم الملكي قدم نموذجا ارستقراطيا واضحا فالمواطنة توزعت بين ضباط الجيش وموظفي الدولة و البرجوازية الصناعية و التجار و رجال الإقطاع وكبار ملاكي الأراضي والشيوخ والاغوات و البرجوازية الزراعية والأغنياء من الفلاحين وهم شريحة ضيقة . بينما عرف الفلاح الفقير فضاء المواطنة حين تطبق عليه الخدمة الإلزامية. فترشحت عن ذلك الواقع الاجتماعي حصة الجنوب والأرياف من المواطنة بمقدار نزر يسير على ضفاف الهامش..
و حضيت المدن الكبرى ومراكز المدن بالمتن الأعظم منها ..
وبذلك نهضت المواطنة على أسس مناطقية.
وحين جاءت الجمهورية في العام 1958 لم يتغير القياس بحساب من هو المواطن؟ فحين هاجر أهل الجنوب إلى بغداد دخلوا في قياسات الهامش ، ودخل الغربية إلى المتن المعلى من المواطنة بفضل الحكومات القومية التي قطعت ايمانها واسرفت في سلوكها بدونية أهل الجنوب ، وكراهتها للنازحين منهم إلى بغداد .. بدافع المزاحمة و التمايز في الطباع و السايكلوجيا الريفية ناهيك عن المذهبية المختلفة،فتماهت المدنية البغدادية مع سلوك الحكومات الطائفية المغرقة بالشوفينية في ما فرضته عليهم من حصارات الجوع والفقر والتجهيل و الأمية و القمع ، و التهميش و منع التنمية في المناطق التي سمتها بمناطق الشروكية ،خاصة مدينة الثورة و الشعلة و الحرية وما تبرعم عنها من مناطق سكانية بفعل التكاثر ، فقد جعلت الظروف القسرية منها مدنا بيولوجية للتكاثر البشري كأنها اقفاص حجرية تعج بالملايين من المسحوقين والعتالة والفقراء والمرضى وتفننت في طرق ابادتهم و قنصهم من خلال الملاحقة والسجون والزج في (سفر برلك ) كوني هو حروب هوجاء من 1980 إلى 1991 ..تحرر في هذا العام الاكراد العراقيون من نظام التهميش و تحولوا الى اقليم مستقل نسبيا بمساعدة العامل الدولي.. بينما عانى بقية الشعب حصارا دوليا و عانى الشروكية حصارا مزدوجا (حكومي ودولي) لم ينكسر الا بسقوط النظام العروبي القومي في العام 2003..
ان الدولة العراقية ودساتيرها منذ 1921 إلى 2003
لم تعط مفهوما متساويا للمواطنة بل بنت المواطنة على أسس مناطقية حاكمة .وحين جاء النظام الدستوري الجديد في العام 2005 بنى المواطنة على اساس المكونات ، وكان للشروكية حصة طبيعية في المكون الشيعي الذي يمثل بوجودهم الرئيس فيه الغالبية العراقية التي حرزت منصب رئيس الحكومة كتحصيل حاصل لتلك الغالبية الاجتماعية ..لكن الجنوبيين كانت حصتهم حبر على ورق في مقاس المواطنة .. اذ مثلوا دور الناخبين والقاعدة لإخوانهم في الطائفة الذين حازوا القيادة والحكومة والمناصب والمرجعية الدينية ، لم تتحول مواطنتهم إلى واقع ملموس.فظلت التنمية ممنوعة عن مدنهم و التهميش مستمرا في حياتهم ..وظلوا خاضعين لايديولوجيا الحروب المقدسة فهم أول من يضحي وآخر من يستفيد. ..
اليوم هم من يشكل طلائع المظاهرات للاقتصاص من حكومة فاشلة قدر لها أن تكون ممثلة لفشل الدولة العراقية منذ 1921 والى الان ، شرائح شعبية حرمت من حقها في الحياة و المواطنة في طول حياة الدولة العراقية المعاصرة . من النافل أن أعرج على ثيمة تبدو في المشهد المازوم الان وكأنها من المفارقات الكبرى وهي أن يكون رئيس هذه الحكومة التي تتصارع مع المتظاهرين ولأول مرة هو أحد أفراد هوية الجنوب . انما الحقيقة فهو مختلف، لم يحرم من مواطنته فهو جزء من مركبها الضالع في خيراتها منذ تأسيس الدولة العراقية ، لانه ينتمي إلى مواطنة المتن لا مواطنة الهامش .فهو ابن لعائلة اقطاعية من الجنوب.
الانتفاضة المتصاعدة الان يمثلها أبناء الجنوب والوسط المهمشين ، المحرومين من التنمية الاقتصادية والحقوق والحريات .. ونحن الان في الربع الأخير من الساعة الخامسة والعشرين ..العقل يبحث عن نافذة للأمل .
المهمشين مقابل المنتفخين ..العاصرين كمثرى الوطن في اجوافهم الخائسة ..المناطق الغربية وأبنائها يقفون على الحياد ، لانهم يعتقدون بالفائدة العائدة لهم من الصراع الشيعي -الشيعي .الاكراد يرفلون بسعادة على جبال أمينة وصديقة للانسان. اما نشطاء اليسار المؤيدين للتظاهرات .أنهم يحركون مياههم الراكدة ليدبروا حلا لفكرة الطليعة الشعبية التي ذهبت إلى غير رجعة ..بينما يزدادون تناقضا بين موقف حزبي مشارك في الحكومة وبين أعضاء حزبيين يساندون فكرة إسقاط الحكومة.
اما الليبراليون فهم بعد أن خانت أميركا فكرة الديمقراطية في العراق ونصرت القوى التقليدية و الطائفية واوصلتها في مركز إدارة البلاد .عليهم أن ينتقدوا الموقف الأمريكي الذي احتل العراق وأعلن فيه الخراب.لكنهم الان وللأسف ينتحرون على أبواب سفارة الدولة الكبرى .لتنتهي إلى الأبد أسطورة الليبرالية المدعومة بالخيار الخارجي في العراق .
اين نضع ايدينا لنلمس على النار هدى؟
بما ان اليافطة العريضة التي رفعت هي
صراع شيعي - شيعي فالحل إذن يكمن في المعادلة ذاتها
وان يكون هناك سلم شيعي - شيعي..يأتي على قراءة موضوعية لواقع الفروق والاختلاف ووضع منهجية عقلية لحل هذه الأزمة التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والانثربولوجية ..الشيعة هم فرس الرهان في الحل فهم متن الأزمة. لا هامشها.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوك الحاكم عمل سياسي ام سلوك عمومي ؟.
- صراع شيعي - شيعي أم صراع طبقي؟
- إقصاء المختلف ..تشييع النظام الدستوري
- الصراعات تأكل استقرار الشرق الأوسط.
- هذا ملعب ذاك ملعب
- يوم تضع كل ذات حمل حملها!!
- اراء بعوامل النهضة العراقية المؤجلة إلى حين.
- رأي في حق التظاهر الدستوري
- 14 تموز قراءة محايدة
- الحرب على ايران هي بحد ذاتها ارهاب..
- ابو ذر الغفاري المفتش العام الأول .. ومؤسس مبدأ الربط بين ال ...
- الكورد الفيليين على الشهادة ابدا، متى يترجل هذا الراكب عن خش ...
- الخادمتان : انوار كاشفة على الصراع للمخرج الكبير جواد الاسدي ...
- سرياليزم الحزن يمعيبر ولك عبرنا
- أول مدرسة للإنسان حضن أمرأة
- إلا الثقافة ..فهي لا تحتمل المصالحة
- الذي راح ولا يأتي
- سيرة نحو الضفاف
- كشوفات الثابت والمتحول في زيارة ترامب القصيرة الى العراق.
- التشكيلي العراقي طالب جبار مؤرخا في لوحته (الطريق الى الحسين ...


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - ميزان المواطنة المختل في الصراع بين شيعة المتن وشيعة الهامش.