إقصاء المختلف ..تشييع النظام الدستوري

كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

.

ما حدث للبرلماني السيد فايق الشيخ علي يدخل ضمن تشييع الدستور الذي أكد على أن مباديء الدستور لا تتعارض مع ثوابت الإسلام ولا ثوابت الديمقراطية.
فجاء قرار البرلمان برفع الحصانة عن النائب أعلاه ينافي ثوابت المنظومتين الإسلام والديمقراطية ..وجاء يطابق ثوابت العرف والقبلية والعصبية.وتجسيد لثقافة إقصاء الآخر وتهميشه.
و بذلك يكون هذا الإجراء خازوق كبيرا في جسد النظام السياسي الجديد والسير به بعيدا عن خطوطه العريضة التي اريد لها أن تصب في اتجاه النظام المدني والديمقراطي واقتربت هذه الخطوة بنظامنا السياسي مسافة كبيرة نحو النظام القبلي المذهبي وهذه انتكاسة عظيمة تضاف إلى سلسلة الانتكاسات و الأمراض التي يعاني منها نظامنا السياسي مثل المحاصصة والفساد و المحسوبية و الجهل وضعف الإدارة و غياب السيادة .والمقاولاتية.
إذ لم يتبق بعد هذا الإجماع البرلماني بصيص امل بوجود رأي مختلف .بل إنه عصا غليظة تهدد كل من يجرأ مرة أخرى من النواب في طرح ما يشق عصا الإجماع البرلماني ويخدش حياء الفساد إن كان ثم حياء.
الملفت أن النائب المجني عليه يمثل واحدا من قلة من النواب الحاليين الذين لهم مساهمة واضحة في المعارضة الطويلة لنظام الديكتاتورية .ومن المساهمين الفعليين في تأسيس النظام الجديد. اضافة الى انه لم تذكر عنه شبهات بالفساد ..انما المصوتين على القرار تلاحقهم مثل تلك الشبهات. كما أنه رجل قانون ويعرف مديات سلوكه داخل البرلمان .. ولكن تحسب ضده عملية الانجرار إلى الحرب الكلامية مع خصومه والوصول بها إلى البذاءة والسباب وهو أمر لا يحجب الحصانة .
ناهيك أن المدنية التي لم يمثلها فايق الشيخ علي جيدا قد خسرت فرصة ممتازة بهذه المعركة الجانبية ولا يستبعد ان تكون المدنية هي من جعلت الإجماع البرلماني بهذه الصيغة لخنق اية بادرة مدنية لاحقا.

#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل