أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - حل الأحزاب لمرحلة انتقالية














المزيد.....

حل الأحزاب لمرحلة انتقالية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6382 - 2019 / 10 / 17 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدو الفكرة غريبة ومخالفة لأحد أهم مستلزمات الديمقراطية، وشخصيا سبق وبينت في أكثر من مقالة ألّا ديمقراطية إلّا بالتعددية السياسية، ولا تعددية إلّا بالحياة الحزبية. لكن دعونا ندرس هذا المقترح الذي برأيي لو أوتي له أن يطبق، لمثّل أحد الحلول للأزمة السياسية التي تبدو مستعصية في العراق.
فنحن لو جلنا النظر في أحزابنا القائمة، نجدها إما أحزابا قائمة على نظرية الإسلام السياسي المعتمدة لفكرة أسلمة المجتمع وأسلمة الدولة، ولو إن هذا الهدف أرجئ من قبل معظم هذه الأحزاب، ليس من موقع التخلي عن أصل النظرية، بل لعدم إمكان تحقيق هدفهم هذا حاليا، فهو إرجاء وليس بإلغاء لمشروعهم. أو نجد أحزابا إن لم تكن إسلامية، فهي طائفية، بمعنى انغلاقها على أتباع إحدى الطائفتين الإسلاميتين الكبريين، فنراها إما أحزابا شيعية، وإما أحزابا سنية، والأحزاب الشيعية تجمع على الأعم الأغلب بين إسلامويتها وطائفيتها، ومن هنا جاء استخدامي منذ أكثر من عقد من الزمن لمصطلح (الشيعسلاموية). أما أحزاب السنة، فهي باستثناء الحزب الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمين) ليست إسلامية، لكنها طائفية أو ذات عقلية قبلية، أو ذات حنين غير معلن للبعث العراقي، رغم معاداتها للبعث السوري، بعكس الأحزاب الشيعية التي تدين وتجرم بحق البعث العراقي التي تسميه بالبعث الصدامي وتتضامن مع البعث السوري. وإما نجد العديد من أحزابنا متورطة بالفساد، وبعضها متورط بالعنف، ولو في فترة سابقة، دون مزاولتها للنقد الذاتي فيما زاولته في تلك المرحلة، واعتذارها عن ممارستها تلك يومئذ وإعلان التخلي عنها والتبرؤ منها. ومن الأحزاب ما يجمع بين أكثر من عنصر من العناصر السلبية آنفة الذكر. وإما نجد بعض الأحزاب العريقة التي عجزت عن تجديد نفسها. وبالتالي فإن 90% من أحزابنا السياسية إما مدانة، وإما غير مؤهلة لإدارة العملية السياسية، وهناك أحزاب أشخاص وأخرى أحزب أسر.
لذا يكون أحد الحلول الناجعة في طريق التغيير والإصلاح، أن يجري حل الأحزاب القائمة كلها لمدة دورة نيابية واحدة، أي للفترة من 2022 حتى 2026، هذا إذا لم تسحب الثقة من الحكومة الحالية لتورطها بدماء أكثر من مئة شاب من المتظاهرين، وجرح الآلاف منهم، وهو المطلوب، ولكن ليس كل مطلوب معمول به، فهذا حال معظم ما مطلوب إصلاحه. وإذا ما حُلَّت جميع الأحزاب بلا استثناء، يجري العمل بالترشيح الفردي لتلك الدورة النيابية الوحيدة. ومن هنا يعلق العمل بترشيح رئيس مجلس الوزراء من قبل الكتلة النيابية ذات العدد الأكبر من المقاعد، فيكون عندها الترشح لرئاسة مجلس النواب أيضا بشكل فردي، بحيث يكون الحق لكل نائب وكل نائبة أن يترشح أو تترشح لرئاسة مجلس الوزراء، مع تقديم كل منهم خلاصة لسيرته ولبرنامجه السياسي وأولويات ذلك البرنامج. ويكلف رئيس الجمهورية المترشح الحاصل على الأكثرية المطلقة من أصوات أعضاء مجلس النواب لتشكيل كابينته الوزارية، وفي حال لم يحصل أي من المترشحين على الأكثرية المطلقة، يجري التنافس بين المرشحَين الحاصلَين على المرتبة الأولى والثانية في عملية تصويت تالية.
وخلال تلك الدورة النيابية يسن قانون جديد للأحزاب، يحظر تأسيس أي حزب على أساس ديني، أو على أساس إيديولوجية شمولية متطرفة، أو على أساس فكر ينتمي لفترة حكم حزب البعث المنحل، أو أي حزب يكون منغلقا في عضويته على أتباع طائفة دون أخرى، كما لا يجوز أن يتبوأ رجل دين رئاسة أي حزب سياسي، أو يُتَّخَذ من الحزب مرجعية دينية أو فكرية أو سياسية له.
ثم تؤسس أحزاب جديدة، أو يعاد تأسيس بعض الأحزاب التي شملها قرار الحل، إذا كانت مستوفية للشروط المذكورة، على ألّا يكون رئيس أو قياديو الحزب من المعروفين بالتطرف الديني أو الطائفي أو القومي، أو من الخاضعين لأجندات دول خارجية، أو من المتورطين بالفساد المالي أو العنف. ولا يجوز أن يحمل الحزب اسما دينيا أو طائفيا أو يكون معبرا عن إيديولوجية شمولية.
كما يجب خلال هذه الدورة النيابية إصلاح السلطة القضائية، لتكون نزيهة مستقلة شجاعة غير خاضعة لأي لون من الضغوطات وغير منحازة سياسيا أو قوميا أو دينيا أو طائفيا أو عشائريا أو مناطقيا. ليجري في هذه الدورة مقاضاة السياسيين المتورطين بالفساد المالي والإداري أو بالعنف، كي يشملهم الحظر في تأسيس أو قيادة أي من الأحزاب القادمة، وقد يشمل البعض حظر عموم النشاط السياسي.
والمهمة الأخرى الضرورية لتلك الدورة النيابية، هو إجراء تعديل دستوري، وهنا أعيد الإشارة إلى مبادرة «دستور دولة المواطنة»، للأخذ بأهم ما يطرحه من مقترحات تعديل لدستور 2005، ما لم يمكن الأخذ به كليا، ولو من حيث المضمون. مع هذا يبقى سن دستور وفق هذه الرؤية هدفا وتطلعا مستقبليا.
هل يمكن يا ترى دراسة هذا الحل، ليس كحل وحيد، وإنما كواحد من أهم سبل الخروج من حالة الاستعصاء للأزمة السياسة في العراق؟
15/10/2019
رابط دستور دولة المواطنة:
http://www.nasmaa.com/PageViewer.aspx?id=9



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط التحول إلى النظام الرئاسي
- دروس لثورة تشرين الشبابية من غير وصاية 2/2
- دروس لثورة تشرين الشبابية من غير وصاية 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 23
- لا يشغلنا هم العراق عن خطورة الغزو التركي
- المصلون متوضئين بدماء شعبهم
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 22
- من يدير عمليات قمع ثورة شباب العراق
- مع الثورة التشرينية الشبابية في العراق
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 21
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 20
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 19
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 18
- مع زغلول في استخفافه بالعقول
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 17
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 16
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 15
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 14
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 13
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 12


المزيد.....




- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...
- البنتاغون يعلن عن نجاح تجربة نموذج أولي لصاروخ فرط صوتي بحري ...
- الجيش البريطاني يمنع قواته من إطلاق طائرات مسيرة أثناء التدر ...
- الاستخبارات الأمريكية تنشر فيديو للتغرير بمسؤولين صينيين على ...
- أكبر حصيلة منذ 15 عاما.. وفاة 216 طفلا بموسم الإنفلونزا هذا ...
- إدارة ترامب تعتزم تسريح 1200 موظف في وكالة الاستخبارات المرك ...
- كبرى شركات الأحذية الأمريكية تحث ترامب على رفع الرسوم الجمرك ...
- الخارجية الألمانية ترد على انتقادات روبيو لتصنيف حزب -البديل ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى ات ...
- ما هدف دول الساحل من إرسال دبلوماسييها إلى الرباط في أوج خلا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - حل الأحزاب لمرحلة انتقالية