أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 21














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 21


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 02:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَإِذا قيلَ لَهُم لا تُفسِدوا فِي الأَرضِ قالوا إِنَّما نَحنُ مُصلِحونَ (11)
هذا ديدن القرآن، ألا هو وصمه لمخالفيه بمختلف النعوت، ومنها (الفساد في الأرض)، ونعلم من خلال متابعة هذا المصطلح القرآني، إن الإسلام في الأرض يبيح قتل مرتكبي الفساد، وكما نعلم إن أحد معاني الفساد في الأرض هو أن يدين (المفسد) حسب معايير الإسلام بعقيدة فاسدة، ونعلم إن كل عقيدة غير عقيدة الإسلام هي بمعاييره عقيدة باطلة وفاسدة، فهي عقيدة ضلال وكفر وفساد. ولكن بقطع النظر عن المصاديق، وعما تقصده الآية منها، فكثير من المفسدين يفسدون وهم يدّعون أنهم مصلحون، وهؤلاء هم الكاذبون، أو من ينطبق عليهم وصف (الظلومين) الواردة في آية عرض الأمانة، ولكن كثيرا من المفسدين يظنون بصدق أنهم إنما هم مصلحون، وهم من ينطبق عليهم وصف (الجهولين) الواردة في نفس الآية، وهذا ما سنتناوله في مناقشة الآية اللاحقة.
أَلا إِنَّهُم هُمُ المُفسِدونَ وَلاكِن لّا يَعلَمونَ (12)
من الطبيعي إن القرآن عندما ينعت جماعة من الناس، بأنهم مفسدون أو ضالون أو كافرون، لا لشيء إلا لأنهم على غير دينه، سيجيب هؤلاء بحسب قناعتهم هم، إنما هم مصلحون وليسوا مفسدين، وإنما هم مهتدون وليسوا ضالين، وإنما هم مؤمنون وليسوا كافرين. ومن الطبيعي أيضا أن القرآن سيجيب، كما سيجيب أتباع كل دين وفرقة يظنون أن الحق معهم وحسب، وكل من سواهم على باطل، بمثل ما تجيب هذه الآية (أَلا إِنَّهُم هُمُ الـمُفسِدونَ)، وهذا جدل عقيم، فكما يتخاصم شخصان ويتقاضان أمام قاض، وبدلا من إيراد أدلة الإدانة من المشتكي وأدلة البراءة من المشتكى عليه، ترى إن كل طرف يقول للآخر: لا تكذب، فيجيب الآخر، إنما أنا صادق وأنت الكذاب، فيرد ذاك، لا والله إنك لأنت الكذاب، وإني من الصادقين، وهكذا، نرى هذه المقاطع من القرآن تتعامل على هذا النحو. ولكن ضمنا يقر القرآن هنا من حيث لا يقصد على نسبية الحقائق، فهؤلاء مفسدون حسب رأيه، وهم حسب قناعتهم من حيث النية مصلحون، ويفترض ألا يعاقب إنسان على خطأ التشخيص، إذا ما سلمت نواياه، فالقرآن يدين هؤلاء غير المقتنعين بالإسلام بأنهم (هُمُ المـُفسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَعلَمونَ). هم إذن يعتقدون صادقين بصلاح توجهاتهم، وبأن ما يمارسونه من رفض لدعوى إلهية القرآن إنما ينطلق من الرغبة في الإصلاح، لأن تنبيه الناس على كذب دعوى معينة، بحسب قناعة المكذب، حتى لو افترضنا صدقها، هو نوع من الممارسة الإصلاحية التي تتوخى الصالح العام، من حيث الحرص على ألا يصدق الناس ما هو غير صادق، لما يشخص هؤلاء المعتقدون بكذب تلك الدعوى من آثار سلبية خطيرة من خلال تصديق ما هو غير صادق، حتى مع فرض حسن نوايا المدعي لمدعاه غير الصادق. إذن قضيتا الإصلاح والإفساد قضيتان نسبيتان، يراها كل فريق من زاوية قناعاته. فما زالوا لم يكونوا يعلمون ويعون أنهم مفسدون، ويظنون أنفسهم أنهم مصلحون، فهل يستحقون عندها كل العذاب الأخروي الأبدي بالغ القسوة بسبب أنهم أفسدوا من حيث أرادوا أن يصلحوا؟ أفلا تنطبق عليهم قاعدة «إنما الأعمال بالنيات»؟ أم إن القواعد والمبادئ التي تعود على المعني بها بالفائدة، هي خاصة بالمسلمين حصرا؟ نعم سيأتي الجواب بأن الآية تعني أولئك الذين يعلمون انهم مفسدون، ويدعون كذبا أنهم مصلحون، حقيقة أو ادعاءً أو ظنا منهم. ثم يثار هنا أيضا الإشكال على التعميم والإطلاق، فالذين أظهروا إيمانهم بمحمد ودينه وكتابه، وأضمروا عدم إيمانهم، لا يمكن أن نتصور أنهم كلهم من المفسدين، ولا أنهم كلهم من المنافقين، إلا بما هو الفساد وبما هو النفاق حسب فهم أو توهم أو ادعاء مؤسس الإسلام. دون أن ننفي إن فريقا من الذين عنتهم الآية ممن تنطبق عليهم بعض الأوصاف المذكورة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 20
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 19
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 18
- مع زغلول في استخفافه بالعقول
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 17
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 16
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 15
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 14
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 13
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 12
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 11
- إلى الرئاسات الثلاث والمالية ودعاوى الملكية
- وماذا أكتب عن العراق؟
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 10
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 9
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 8
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 7
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 6
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 5
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 4


المزيد.....




- تكساس تصنف الإخوان و-كير- إرهابيتين.. فهل يتوسع -التصنيف-؟
- حملة تضليل تستهدف مسلمي تكساس وتروج لادعاءات -محاكم الشريعة- ...
- معنى فتوى خامنئي عن السلاح النووي وشروط طهران لاستئناف المحا ...
- تنامي نفوذ الإخوان في فرنسا.. تحذيرات وتحديات معقدة
- ماذا يعني تصنيف ولاية تكساس الإخوان المسلمين و-كير- منظمات إ ...
- وزير إسرائيلي: سأتخلى عن التطبيع مع دول عربية وإسلامية إذا ك ...
- كايروس فلسطين الثانية: صوت المسيحيين الفلسطينيين في لحظة الح ...
- حين تتحوّل الأرقام إلى عبء على الروح: دعوة إلى قراءة وطنية م ...
- الاحتلال يهدم منشأة في ديربلوط غرب سلفيت
- تكساس تدرج -الإخوان- ومنظمة إسلامية أخرى ضمن لائحة الإرهاب


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 21