أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 14














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 14


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 12:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وَالَّذينَ يُؤمِنونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُم يوقِنونَ (4)
هذه الآية تكمل سرد صفات المتقين الذين أريد للقرآن أن يكون هدى لهم، فتضيف ثلاث صفات أخرى، ليكون مجموع الصفات ستا. الصفة الرابعة بعد الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والإنفاق هي الإيمان بالإسلام، والخامسة الإيمان بالأديان السماوية (الإبراهيمية) السابقة، أما السادسة فهي الإيمان اليقيني بالآخرة. إذا ما تناولنا صفات المتقين كمفهوم عام، فكان الأجدر الاكتفاء بإضافة الصفة الأخيرة دون المرور على الرابعة والخامسة، لكن إذا أخذنا بنظر الاعتبار اعتماد القرآن ككتاب يستهدى به، فمن الطبيعي ألا يكون مستعدا للاستهداء به، إلا من آمن به وبإلهية مصدره وبنبوة المبلغ به، فبمعايير الإسلام يكون القول دقيقا جدا، ألا ريب في أن في هذا الكتاب هدى للذين آمنوا بأن القرآن كتاب منزل من الله على رسوله محمد، وبالذات لما أسمتهم الآية الثانية بالمتقين منهم، أي من الذين ترسخ في قلوبهم الإيمان بالله وبمحمد وبالإسلام وتفاعلوا مع القرآن بشكل أكثر وأعمق وأشد تطبيقا من غيرهم. لكن حتى هذا لم يتحقق، لتعدد فهم القرآن بسبب المتشابهات والتعارضات فيه. أما الصفة الثالثة، أي الإيمان اليقيني بالآخرة، فلعلنا نتوقف عند شرط اليقينية التي لا تتأتى لكل إنسان، ويفترض أن الإيمان الظني كاف لتحقق شروط التقوى، وهذا ما يقوله القرآن نفسه في آية سنعرض لها بقوله «وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِم وَأَنَّهُم إِلَيهِ رَاجِعُونَ» ولم يقل (الذين يوقنون) ولا حتى (الذين يؤمنون)، مما يدل على أن الإيمان الظني مقبول من الله حسب التصور القرآني، ولو في هذه الآية، التي لن تنجو من أن تنسخها أو تدحضها أو تنقضها آيات أخرى. ولكن أيضا حسب التصور الفلسفي وفقا لفهمي لا بد من قبول الله بالإيمان الظني، ولو إن الإيمان وعدم الإيمان حسب مبادئ العدل الإلهي العقلي لا الديني، لا يجب أن يدخلا كعنصري ثواب أو عقاب. نعم يمكن القول إن اليقين بالآخرة أدعى لتحقق التقوى بمعناها الديني، هذا بالرغم من أني أرى ان الإيمان بالله وبالجزاء في حياة أخرى من طبيعة أخرى لا نعرف تفاصيلها من الضرورات العقلية، دون أن تكون بالضرورة من البديهيات لكل شخص، فالضرورة بمعنى الواجب العقلي قد تحتاج إلى إعمال للعقل وعملية استدلال لا تخلو من صعوبة وتعقيد، لكن عندما نصل إلى النتيجة، كما هو الحال مع المعادلة الرياضية الصعبة، فليس هناك إلا نتيجة واحدة لا غير. ولكن يمكن القول إذا فهمنا التقوى لا بمعناها الديني، وبالذات وفق معايير الإسلام، بل بمعنى الاستقامة بمعايير العدل والأخلاق والنزعة الإنسانية، فالذي يتحلى بكل ذلك، أو يسعى جادا للتحلي به دون استحضار الثواب والعقاب، هو أكثر استحقاقا لرضا الله وحبه وثوابه، لأنه عمل الخير دون مقابل، فهو لا يتاجر بالخير بل يعيش معانيه الإنسانية ويسعى لتجسيدها ما استطاع إلى ذلك طريقا.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 13
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 12
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 11
- إلى الرئاسات الثلاث والمالية ودعاوى الملكية
- وماذا أكتب عن العراق؟
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 10
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 9
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 8
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 7
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 6
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 5
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 4
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 3
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 1
- احتقار القرآن للحياة 4/4
- احتقار القرآن للحياة 3/4
- احتقار القرآن للحياة 2/4
- احتقار القرآن للحياة 1/4
- حملة تمويل مليون نسخة من «دستور دولة المواطنة»


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 14