أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - لا يشغلنا هم العراق عن خطورة الغزو التركي














المزيد.....

لا يشغلنا هم العراق عن خطورة الغزو التركي


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الطبيعي أن يكون شغلنا الشاغل نحن العراقيين هو ما يمر به العراق من حراك شعبي، وما يقابله من قمع دموي من قبل الحكومة. لكن هذا لا يبرر لنا غض النظر عما يقوم به النظام التركي العنصري الإخواني من عمليات اقتحام للشمال الكردي لسوريا، بحجة محاربة الإرهاب.
إن نظام حزب العدالة والتنمية الإسلاموي العنصري هو آخر من يحارب الإرهاب، فقد سمح هذا النظام لتركيا أن تكون ممرا للإرهابيين القادمين من أورپا إلى العراق وسوريا، والكل يعرف إن ابنته الطبيبة كانت مديرة المستشفى التي كانت تعالج جرحى مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
إن الرئيس التركي استخدم المشاعر العاطفية للإسلامويين والمتدينين الأتراك من جهة، وللمشاعر القومية لأتباع العرق التركي خاصة من شعوب الأناضول، ليلتف حوله نصف الشعب التركي، هم الترك الموالون له إما إسلاميا وإما قوميا، بينما النصف الآخر من كرد وعلويين وأرمن وترك معارضين، يَعدّهم أردوغان، كما جاء مرة في إحدى خطبه، خارج (الأمة التركية).
قوات سوريا الديمقراطية ببطولة وتضحيات وصمود مقاتلاتها ومقاتليها الشجعان، هي التي دحرت تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، وأقامت واقعا ديمقراطيا في المنطقة الكردية، بعيدا عن التطرف والعنصرية، بل أكدت اعتدالها وليبراليتها بإلغاء عقوبة الإعدام، التي لم تطبقه حتى بحق الإرهابيين الذين أسرتهم. ورغم أن مقاتليها من الكرد لم تتخذ لنفسها تسمية كردية، بل أكدت سورية وديمقراطية هويتها.
وباقتحام الجيش التركي نكون أمام خطر إطلاق سراح العشرة آلاف من الإرهابيين في سجون قوات سوريا الديمقراطية من قبل الجيش التركي، أو هروبهم مستغلين احتدام القتال بين جيش الاحتلال التركي وقوات سوريا الديمقراطية. وهذا سيمثل خطرا كبيرا من جديد على كل من سوريا والعراق، وربما على بلدان إقليمية أخرى، وحتى على أورپا.
وهاجم أردوغان أورپا، وهاجم السعودية ومصر، وحتى لو كان بعض هجومه على السعودية بشكل خاص وعلى مصر حقا، فإنه حق يراد به باطل. فهو محق في تحميل السعودية مسؤولية دمار اليمن، لكنها مسؤولية تشترك بهما السعودية وإيران على حد سواء، وهو محق إلى حد ما بعدّ السيسي بعيدا عن الديمقراطية - نعته بقاتل الديمقراطية - ولكنه هاجم السيسي، لأنه أسقط حكم الإخوان المسلمين والرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، الذي اعتبره منتخبا ديمقراطيا، واتهم السيسي تلميحا بقتله. ثم أين هو من الديمقراطية، وسجونه مكتظة بمئات الآلاف من سجناء الرأي من أساتذة جامعة وطلبة وموظفين ومحامين وقضاة وعسكريين ومن سائر شرائح الشعب في تركيا.
ويجدر الإشارة إلى وجوب التمييز بين "تركيا" كتسمية اختارها مؤسس الجمهورية أتاتورك لبلاد الأناضول بعد سقوط السلطنة العثمانية، وبين القومية التركية التي هي إحدى قوميات بلاد الأناضول، وإن كانت هي قومية الأكثرية، لكن بقية المكونات الأخرى لشعب الأناضول، من كرد وأرمن وعرب وغيرهم، لا يمثلون نسبة ضيئلة، لكن مؤسس الجمهورية، كان صحيح من جانب علمانيا، مما يحسب له، إلا إنه كان قوميا منحازا لقوميته، وهو الذي رفض الاعتراف بالمجزرة التي ارتكبها أسلافه العثمانيون ضد الأرمن، بقتل مليون ونصف مليون منهم، رجالا ونساءً وأطفالا، وكذلك بقيت كل الحكومات التركية المتعاقبة ترفض الاعتراف بهذه المجزرة اللاإنسانية، وحتى علمانيته فقد فرضت بقرار فوقي، ولذا أبقى عليها أردوغان شكلا، وقضى عليها مضمونا، بخطة ذكية خبيثة وبالتدريج، وهو مستمر إلى نهاية الشوط في ذلك.
أما أورپا، فيخاطبها بلغة أولاد الشوارع مهددا إياها أن يفتح الأبواب عليها ليرسل إليها 3,6 مليون لاجئ.
لكن النظام التركي لا يتحمل مسؤولية هذا الغزو العسكري وحده، بل أمريكا برئاسة ترامپ أعطته الضوء الأخضر، بانسحاب القوات الأمريكية، وروسيا صامتة تجاه ما يحدث، ولا أظن نظام بشار الأسد البعثي مبتئسا بما يحصل، بل هذا يسر كل الأنظمة التي لها موقف معادٍ تجاه الشعوب الكردية، سواء النظام الإيراني أو السوري. وحتى إدارة إقليم كردستان العراق لم تتخذ موقفا تجاه هذا غزو العسكري التركي ضد الشمال الكردي لسوريا.
11/10/2019



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصلون متوضئين بدماء شعبهم
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 22
- من يدير عمليات قمع ثورة شباب العراق
- مع الثورة التشرينية الشبابية في العراق
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 21
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 20
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 19
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 18
- مع زغلول في استخفافه بالعقول
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 17
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 16
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 15
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 14
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 13
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 12
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 11
- إلى الرئاسات الثلاث والمالية ودعاوى الملكية
- وماذا أكتب عن العراق؟
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 10
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 9


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - لا يشغلنا هم العراق عن خطورة الغزو التركي