أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - لا تؤجل إصلاح خطيئة الأمس إلى الغد...















المزيد.....

لا تؤجل إصلاح خطيئة الأمس إلى الغد...


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 6371 - 2019 / 10 / 6 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال سارتر "المثقّف هو من يتدخّل في ما لا يعنيه"، لكن فعلاً قالها؟ وإذا كان واحد سارتري آدمي كثير وترباية بيوت مليحة، وما بيتدخل بشي، شو بيكون "سبينوزي أو هيغلي أو مرشح سارتري"؟!. كان في الاتحاد السوفييتي كان استبداد سياسي وقمع للدين، لكنه حتى بعد سبعين سنة، لم تستطع السياسة القضاء على الدين ولا حتى تجديده. الحل أن تكون المبادرة للإصلاح من رجال الدين أنفسهم، مثلاً كما اقترحها الشيخ السوداني محمد محمود طه أحد شيوخ السودان الذي أعدمه النميري، حيث طالب "علينا أن نتخذ قراراً كمشايخ، أن نقوم بإيقاف العمل بأحكام الآيات المدنية"، وهي التي غالباً تدعو للقتل والتكفير والكراهية ومحاربة المواطنة حسب مفاهيم العصر الحالي. أتاتورك حاول ونجح باستبداده في لجم الاسلام من التدخل في شؤون الدولة، حتى بعد محاولات أردوغان العودة عن بعض نتائج آثار أتاتورك الإصلاحية الدينية، بينما لم ينجح الاتحاد السوفييتي، هل الفارق بين المسيحية والإسلام أحد الأسباب الرئيسية في ذلك؟ ربما أن المسيحية لا تدعو لتكفير الآخر، ولا تنظر للناس إلا من خلال رؤية مسيحي وغير مسيحي، بينما في الإسلام، هناك مسلم وكافر. تم رفض غالبية أفكار رواد التنوير من مفكرين عرب قبل قرن أو عشرة قرون من الزمن، أما اليوم، ما عاد يكفينا ما كان بالأمس "ثورة" فكرية وفلسفية في الحداثة والتنوير. المفكر الذي كان يحاول "تمرير" أفكار الحداثة مع شيء من الإسلام بهدف إمكانية قبوله وهضمه، ما عاد يكفي اليوم لتجاوز التخلف الذي تعيشه مجتمعاتنا وبلادنا. ما عاد يكفينا كل العلماء العرب والمسلمين الذين تعرضوا بالأمس للتكفير والملاحقة ومحاربة فكرهم. أعتقد أننا بحاجة إلى جرأة أكبر في التفكير وفي التعبير عن ذلك التفكير وقوله، شجاعة في مجابهة الأعراض الجانبية لتأثير الدين الإسلامي وسطوة شيوخه المناهضة للحداثة. وأكاد أجزم أنه لا يمكن لمجرم هبيلي كبشار الأسد في مجتمع متحرر من تلك اللوثة، أن يبقى يحكم ودون محاسبة، وكل حكام العروبة وغالبية الدول الإسلامية "بشار الأسد". يؤكد غالبية مثقفينا من المفكرين والكتاب والفلاسفة والفنانين وغيرهم، أن نهضة أوربا بدأت فعلياً بعد خلاصها من نفوذ الكنيسة، يوم كان البابا يقوم بتتويج الملوك، أي أن شرعية الملك حينها يأخذها من البابا، بدأت نهضتهم بالخلاص من زواج الكنيسة مع الاستبداد، بينما يؤكدون أن الاستبداد عندنا هو الأساس، وبزواله يزول التطرف الجهادي التكفيري. ع بتخربطولنا مذاكراتنا بغيابكن، يمكن فقه تكفير الكنيسة بأوربا في ذلك الوقت أفظع من فقه تكفير "كنيستنا الإسلامية" عند داعش والنصرة أو أي جماعة جهادية إسلامية مع فارق تلاث أربع خمس مائة سنة تطور بشري؟ يعني بسقوط الأسد يسقط البغدادي؟ لكن سقط القذافي ولم يسقط هؤلاء، سقط صدام ولم يسقط نفس هؤلاء، وانتفاضة الشعب العراقي خلال هذه الأيام، تعكس فشل وضياع بسبب غياب مشروع علماني حقيقي كبديل عصري، أو يمكن نظرية المؤامرة صحيحة ونحن نحاول عدم الاعتراف بها؟! أسقط أتاتورك الخلافة، ويحاول أردوغان منذ حوالي عشرين سنة لملمة بعض بقايا أشلائها الفكرية، لكن دون جدوى، لأن بسقوط الخلافة تأسست الدولة العصرية بمؤسساتها، وصار عصياً إعادة الزمن. لا أعرف كيف يمكن الفصل اليوم بين الاستبداد المتمثل بالحاكم، وبين فقه وفكر التخلف والتكفير الذي يُحركه الحاكم ويجني ثماره؟! وهل يمكن تصوّر وجود وبقاء الأسد في مجتمع تخفف من ذلك الفقه والثقافة الدينية؟! غالبية الأمريكان مؤمنين ويذهبون للكنيسة، لكن الكنيسة هنا ليست ثقافة إجتماعية، ولن تجد في أميركا رجل دين مسيحي أو يهودي ينكر كروية الأرض مثلاً أو يطالب بمنع تدريس الموسيقا مثلاً. وأكرر أننا بحاجة لجرأة في التفكير وجرأة في التعبير عن ذلك التفكير وقوله لأن "ومع ذلك فهي تدور".
صار اليوم 99% يعترفون أن داعش إرهاب/وهو الرقم الذي قاله ”دينامو“ الثورة الشيخ العرعور عن معرفة وعلم، أن داعش مسلمة، المهم أن كل الناس اليوم صارت شايفة حقيقة داعش الإرهابية، رغم محاولات تلطيف أنصارها السوريين أن كوادرها وقياداتها كلها ليست سورية، يعني "داعش عند الجميع، باستثناء السوريين"، أما جبهة النصرة التي "تمثلهم"، فهي تختلف عن داعش لأن غالبية عناصرها سوريين، حتى لو كانت هي توأم داعش ورضعانين من نفس الحليب ونفس البز. كذلك نسبة كبيرة من المهتمين بالشأن العام أو شعب "اللايك"، يقر ويعترف أن الأخوان المسلمين قاموا بدور سيء ساهم في هزيمة الربيع العربي، وصاروا يقولون في الأخوان أكثر مما قاله مالك بالخمر/أنا ما بعرف شو قال مالك. المهم تتلاشى هذه الشجاعة وتتناسى حروف اللغة بالكامل حين يصل الحديث، أو حين يجب أن يصل الحديث إلى مستندات داعش والأخوان الفقهية، شيء جميل أن نكون ضد داعش والأخوان، لكن بدها خطوة أطول تطال فقه داعش والأخوان. كيف يمكن إسقاط بشار الأسد وترك حافظ الأسد حياً يحكم ويتحكم؟! لا أعتقد أن دوافع الدفاع عن جبهة النصرة عند ظهورها من جانب طيف واسع في الثورة كان الحماس الثوري والسذاجة السياسية بدعم أيّ صوت ضد نظام الأسد، بل أعتقد أن الغالبية شعر برائحة طعم حليب الرضاعة، رغم أننا اعتقدنا أن غالبية مثقفي ذلك الجمهور تخطى مرحلة الفطام. لا أعتقد أن سذاجة سياسية فقط من يعتقد أن داعش عند الجميع، أن الاستبداد السياسي هو جوهر التطرف الديني. نفس النبع والثقافة والدوافع التي بررت وشرحت فعلة أبي صقار وأسماء الجمع والفصائل المسلحة والكثير من شعارات الثورة التي لا تتجاوز أخلاق ثقافة الأسدية، ثم وجد نفسه هؤلاء المثقفون في حالة استعصاء حين أصبح استحالة الاستمرار بخلط الزيت مع الماء، وغداً سيظهر أن البيتون المسلح تحت كرسي الأسد هو المقدسات الدينية، وأن نصف ”العلوية السياسية“ سني، ونصف شيوخ النظام سنة وأن نصف قوانين الدولة سنية وأن وزارة الأوقاف الأسدية ليست إلا شكلاً آخر للجهادية الداعشية، وأن ما قدمه نظام الأسد للسنة لا يستطيع أيّ نظام إسلامي سني في سورية تقديمه/عدد بناء الجوامع، تضييق على الفكر التقدمي، معاهد الأسد لتحفيظ القرآن، القبيسات إلخ.. أنا أتهم تلك السذاجة والهروب من مواجهة أن الملك عاري، بل يزيدون تعرية ذاتية من خلال تلك الشروحات التي لا تستطيع خدمتهم. لماذا لا تريدون الاستفادة من تجربة التسع سنوات، بل منذ 2012، بل من الخمسين سنة الأسدية كما يجب؟ إنها فرصتكم للإصلاح الديني الحقيقي، فرصتكم لمحاولة تقديم فرصة أفضل لأحفادنا جميعاً. أو منرجع للمثلث الأول "خلّي الأسد يسقط بالأول، وبعدين منشوف"، يعني إجازة ثورية مدفوعة الأجر للبعض وغير مدفوعة الأجر للبعضين الآخرين. لم يعد الموقف من داعش وسياسة الأخوان تحتاج رؤية ثاقبة، لكن كملوا معروف وافضحوا داعش والأخوان "وجه وقفا، من جوّا ومن برا"، أم هذه تحتاج جيل آخر؟!. لماذا لا نتحدث بالتفصيلات والأدلة عن شيطنة الإسلام؟ هل يحتاج فقه داعش شيطنة؟ هل يحتاج فقه جبهة النصرة تبع الثورة وعلوش وعرعور وغصاب الخالدي إلى شيطنة؟. آخر من اكتشف أن داعش تسيء للإسلام هم المسلمين، وأول من قال جبهة النصرة تمثلني هم المسلمين، وأول من دافع عن علوش الذي سيدوس الديمقراطية بقدمه هم المسلمين، وما عاد يتذكر أيّ من المسلمين عن دعمهم ودفاعهم ومباركتهم داعش وأخواتها، ومازال بعض المسلمين لا يعترفون بدور أردوغان في ظهور داعش وأخواتها، بينما غالبيتهم يقولون أن هناك مؤامرة على المسلمين. "ولله في مسلميه شؤون".
لماذا لا نتحدث صراحة عن الحجج التي يتم تداولها في السوق ونقوم بفصفصتها؟ إذا كتبت أنا هنا عن زواج النبي محمد من زوجة إبنه بروح رياضية كما وصفها أحد كبار شيوخ المسلمين الذي يحظى بعشرات ملايين المتابعين المعجبين به في ندوة تلفزيونية، هل يعتبر هذا شيطنة للإسلام من جانبي؟.. لماذا غالبية العلمانيين يفضحون بعض جوانب الإسلام بشدة أحياناً؟ هل يقدم العلمانيون أكاذيب عند استشهادهم بأحاديث وخطب وسلوكيات لرموز إسلامية؟ لا يتحسسون من فعل العيب، لكنهم يتحسسون من التذكير به.. علينا البحث في الجذور وحليب الرضاعة وثقافة الجامع وفقه التكفير، علينا تقديم قرائن ومقارنات واقعية بين أنظمة علمانية وإسلامية، نادراً ما تجد علماني يعيش في دولة إسلامية يفضح فقه التكفير ويقوم بشيطنة الإسلام والمسلمين، بينما غالبية الذين يدافعون أو دافعوا عن فقه داعش يعيشون في دول علمانية.. أحياناً نجامل الواقع ونساير الشارع أكثر مما يجب.. ما هي نسبة المدافعين عن علمانية هتلر وستالين بين العلمانيين، وما هي نسبة المدافعين عن علمانية ألمانيا وفرنسا أو كندا بين الإسلاميين؟ نردد مع الآخرين، ودون قناعة أو تفكير أو بخبث "الإرهاب لا دين له"، والواقع أن هذا غير صحيح.. كان غالبية سياسيي أوربا يقولون بعد كل عملية تفجير إرهابي في أوربا "لا علاقة للإسلام بذلك"، ومن كان لا يضحك على نفسه، كان يعرف أن كل هؤلاء السياسيين كانوا ينافقون، أما اليوم، كيف يتعامل سياسيي أوربا والعالم مع أي تفجير إرهابي؟ حتى لو كان الجاني ليس مسلماً، صاروا يبحثون عن شيء يربطه بالإسلام، وهو نتيجة تراكم لذلك الهروب من مواجهة الحقيقة من جانبنا، وتراكم لذلك النفاق الكاذب من جانبهم.. إلا إذا كان كل ذلك مؤامرة، مثلاً أن تقوم مخابرات دولة أوربية باستخدام مواطنيها الأوربيين كي يقوموا بتفجير في المدن الأوربية ويقتلوا مواطنين أوربيين ليتم لصقها بالإسلام وبقصد تشويه الإسلام.. ساهم خطاب غالبية شيوخ الإسلام وعشرات ملايين متابعينهم، ساهم ليس فقط في قيام الجماعات الجهادية الإرهابية، بل ساهم أيضاً بشكل غير مباشر في صعود اليمين الأوربي المتطرف المعادي للإسلام، صار متأخراً على الأزهر أن يلغي من مناهج مدارسه أنه مسموح أكل لحم الأسير، يعني غير المسلم، وصار متأخراً أنه حتى الآن لم يستطع تكفير داعش. قبل سنوات حاول بعض المسلمين في أندونيسيا منع استخدام تعبير "الله" لغير المسلمين. يبدو أن بعض المسلمين لا تكفيهم سياسة رئيس وزراء كندا والمانيا، يبدو أنهم سيتعرفون على حقيقة أوربا وأميركا، ليس من الشيخ محمد عبده "وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين"، سيتعرفون على ذلك الإسلام والمسلمين من خلال ترامب وماري لوبان.. هناك من غير المسلمين من يريد إثبات نظرية بعض مثقفي المسلمين أن "داعش عند الجميع"!، لكن ماذا ينفع المسلمين هذا التذاكي والشطارة؟! من يقول وراء شيخه في خطبة الجمعة "آمين" لدعاء ترميل نسائهم ومحقهم وقتلهم أينما ثقفتموهم، عليه توقع "آمين" أخرى بين تلك الأرامل واليتامى.. رغم ذلك، لابد من إدانة أي عمل إرهابي، أنا دائماً أتضامن مع الضحايا وليس مع دياناتهم، هذا ما أردده واحترامي لكل مسلم مسالم، واحتقاري لكل عدواني، حتى لو كان نبي الإسلام والمسيحية واليهود والقرود السود...ما بقي غير نقول من زاوية أخرى، إذا كان الإرهاب لا دين له، ما منقدر نقول غير "الله يهديه" ويصير له دين، حتى يصبح إرهاب حلال.
راح حاول مقاربة الفكرة من زاوية أخرى، رغم أننا تحاورنا مرات عديدة مع بعض الأصدقاء العلمانيين المسلمين من أنصار الثورة حول تآمر كل دول العالم على كل دول العالم، بل منذ قبل قيام الدول، لكننا نعطيها اهتماماً أكثر من حجمها وأحيانا كثيرة أكثر من حقيقتها، لأنها أسهل تفسير لنا وللأنظمة ولشيوخ الدين ومحللي السياسة. السؤال هو: لماذا يريد العالم التآمر علينا؟ وهل هناك عائق امام أي دولة من احتلال أو نهب أو تنصيب حاكم أو تبديله أو عزله أو قتله أو أي شيء آخر تريده، هل هناك من مانع لذلك؟ وقت تضايقت أميركا من رئيس بنما، بعثتله كوماندوس على دولته وسحبته على أميركا وسجنته، وقت انتهى زيت كاز صدام حسين، لحقته بالإمام حسين، وقت شافت أن الهبيلي بشار مناسب، ما كلفها كف أو فركة ذينة، يعني يمكن تحتاج بعض الدول مؤامرة ضد الصومال، لكنها لا تحتاجها ضد العرب، لأنه حتى لو اكتشف العرب فعلا أن هناك مؤامرة، لا يتغير شيئا في سلسلة تنفيذ خطوات المؤامرة، لاحظ ما تفعله إيران بشعبها وبشعوبنا أيضا. بسبب ”المؤامرة“ التي تخنقنا وتتربص بنا منذ الأزل، نخشى انتقاد أيّ فكرة دينية تجهيلية خرافية، نخشى انتقاد إبن تيمية وبخاري وبطريرك موسكو وشيخ العقل، نخشى انتقاد شرعية السيد الوريث، نخشى سؤاله عن كيفية توفير عشرات مليارات الدولارات من راتبه، وحين كان يتجرأ ”مشاكس“ أيام حافظ الأسد الحديث عن نقص الزيت والسكر والرز وغيره من المواد الاستهلاكية الضرورية، كان دائماً الجواب ”المؤامراتي“ جاهزاً، وهو أن الوطن في خطر ويتعرض لمؤامرة إمبريالية صهيونية رجعية/ على اعتبار نظام الأسد تقدمي ولا يتمنى صداقة الإمبريالية، بينما في الطرف الآخر، حيث في إسرائيل لا حديث عن المؤامرة، يفضحون رئيس الدولة أو الوزراء بسبب تهمة فساد قد لا تزيد عن بضع مئات أو آلاف قليلة من الدولارات ويحبسونه. يا جماعة إذا لا تحترمون عقولنا كما اعتدتم وعودتمونا، عالقليلة احترموا عقول المتآمرين علينا وشعوبهم. كمان شغلة، لو صارت عندنا أنظمة علمانية تقدمية معادية للامبريالية أو أنظمة إسلامية أو حكومات عشائر وقبائل، ستستمر المؤامرة، فقط يمكن "ترشيد المؤامرة" بإقفال تلك الثقوب التي تتسرب منها علينا.
ونحن ننتقد تقصير الكثير من مثقفي ومفكري الإسلام، لأن أهل داعش أدرى بشعابها.
انعكاس ذلك على أرض الواقع، وليس فقط في الإنشاء، يمكن اعتبار أنه لو إسرائيل، أو بلغة عربية ثورية "الكيان الصهيوني" غير موجود، يعني الدول العربية العريقة الخالدة ذات العمق التاريخي الممتد سبعة أو عشرة آلاف سنة، راح تكون دول ناجحة وشعوبها حرة وسعيدة؟ طالما لم نخرج من هذه السخافات الثورية، سنجد دائماً عشرين كيان موزامبيقي ومدغشقري وهندي أحمر وأسود وأشقر مسؤول عن كوارثنا وغرق زرعنا وغضب ربنا. خمسة عشر مليون يهودي في كل العالم، بينهم ستة أو سبعة ملايين في إسرائيل لا يملكون نصف ثروات الكرة الأرضية من الغاز والبترول والرمل ولا يستثمرون بها، يستثمرون في العقول، وهو سر نجاحهم وتفوقهم على عقول مليار ونصف مليار مسلم بنفطهم وغازهم وكتبهم المقدسة، وبيجي في الآخر مثقف أو مفكر يقول أن الأسد حامي حدود إسرائيل، وآخر من كل عقله أن الخمينية وطراطيرها تبع تجارة المخدرات راح يقضوا على إسرائيل واليهود. كم أسد أو سيسي أو مرسي أو صدام أو بوتفليقة أو أو.. حكم إسرائيل؟ نحتاج من يشبه بن غوريون وبيريس وبيغين ونتنياهو يهتمون بمصير وحياة شعوبهم قبل وفوق كل شيء. كم حاخام يهودي يتحكم بسياسة إسرائيل؟ عارٌ في هذا العصر أن يحكم رجل الدين دولة وشعب عريق له جذوره في التاريخ والحضارة البشرية، خصوصاً إن كان فقهه يبرر حتى مفاخذة الرضيعة. ثقافة ما بين الفخذين دمرت حضارة وثقافة ما بين النهرين.
يا ريت لو بعض الباحثين في الفكر والفلسفة، يقدموا دراسة عن فقه التكفير لإبن تيمية وتأثيره في خطاب الكراهية ودوره في التعايش تحت سقف المواطنة، يا ريت لو نعرف ضمن أي قائمة مشاهير يضعونه، بين الفلاسفة مثل ماركس وسبينوزا وسقراط وغيرهم، أم مع ستالين وهتلر وبينوشيت وبول بوت؟ ما علاقته بفقه وسياسة داعش وحماس وحزب الله والأخوان المسلمين بشكل عام؟ هل استفاد النظام الأسدي من فقه إبن تيمية، أم العكس؟ غالبية هؤلاء المثقفين الذين يكتبون عن الحداثة والتنوير، وفصفصوا سبينوزا وسارتر وهيغل وعزمي بشارة وبشار الأسد، لم يقطعوا شعرة معاوية، أو يردموا طريق الرجعة، ربما حاضرٌ في ذاكرتهم فرج فودة والسهروردي والحلاج، ربما طعم ذلك الحليب مازالت آثاره بين السطور، ربما نحن الذين رضعنا "السيريلاك والنيدو" لا نستطيع تصوّر حجم تأثير ذلك التراث وحكايا الجدات.. إلى متى نأكل معكم هذا الحصرم الذي منه يضرس أحفادنا كلنا؟...فاضل الخطيب، شيكاغو، 6 أوكتوبر 2019.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقعية طائفية
- الحزا يُوهن عزيمة الأمة -الفيسبوكية-:
- ماذا بقي من واحد أيار؟!...
- في حرب الإبادة الذاتية في جبل الدروز..
- الترييف ”السوري“، هكذا...
- كل التضامن مع وليد جنبلاط، شوية طائفية درزية..
- -الحرية البلاستيكية-، أو حرية لبس الحجاب..
- الدين أهم أسباب تخلفنا وغربتنا في هذا العالم
- خربشات -فيدرالية-..
- كي لا يتكرر نفس الموقف، الموقف من حركة رجال الكرامة في السوي ...
- مازال البحث مستمر...
- سورية فوق الأسدية والإسلام السياسي
- سورية التي تشبه الغد..
- من كان نظيفاً لا يخشى التفتيش على النظافة
- -تطلع عليها بالسما، لاقاها عالأرض-
- متى يعتذر الدروز من ابن تيمية؟...
- ماذا بعد؟!..
- لا تتحسسوا من حساسيتنا..
- رد على درزي جولاني يتهجم على الدروز تقرباً للأورينت..
- أسلمة الثورة ليست تفاصيل


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - لا تؤجل إصلاح خطيئة الأمس إلى الغد...