أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - مخالفة مرورية في موكب سلام محمود















المزيد.....

مخالفة مرورية في موكب سلام محمود


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


من المعروف أن الفنان لا ينضوي تحت لواء مدرسة فنية معينة، كونه يمتلك مساحات شاسعة من الخيال المنتج، لكنه قد يميل إلى مدرسة أو اتجاه وقد يغلب على طابع أعماله. وقد يمر بمراحل مختلفة وفي كل مرحلة يلجأ إلى أسلوب أو اتجاه.
وسلام محمود فنان منفلت جمالياً حيث يستدرج المفردات ليكوّن منها جملاً مفيدة، ويحيلها إلى نص لوني بغية إثراء الذائقة بصرياً، ومن ثمة يحول هذه الحواس إلى مشاعر باذخة التأثير.. وهذا يعني أنه قدرة فائقة على تأثيث الذائقة بصور واقعية وسريالية وتعبيرية وتجريدية، وهذا لا يتأتى إلا من سبر أغوار جميع اتجاهات الفن التشكيلي، وإلمام بتأثيرات اللون والتوزيع والتدرج الهارموني، مع الحفاظ على إيقاع العمل.

إذاً هو تأكيد لما أورده الشاعر العراقي الكبير عبدالقادر رشيد الناصري القائل
لا يؤخذ التجديد إلا من فتى

درس القديم حواشياً ومتونا

وبتأمل أولي لبعض أعماله نجد هناك انتقالات كثيرة ومتعددة حيث نشاهد البورتريه والطبيعة والواقعية والحداثة والبوستر.. إلخ.
ومن هنا ننطلق بالتدقيق في عملية تشريح الحصان مثلاً، فالحصان يمتلك 252 عظمة، وهنا بات على الفنان أن يدرك ماهية هذه العظام في تكوين الجسد، وإبرازها تشريحياً من خلال الهيكل العام والتفاصيل الدقيقة.
وقد وجدت فناننا كان أميناً بنقل هذه الصورة المنتزعة من الواقع بشكل رائع، وبأناقة فرشاة وتأثير لوني، وحقيقة كدت أسمع صهيل خيوله وإيقاعها بين الخبب والعدو، ولكون " الأصائل لا تقبل الرهان" كان سلام محمود مصراً على عدم تحديد خيوله في مضمار أو حلبة، بل جعلها في فضاء غير محدد مع تأكيد على حريتها في طبيعة صحراوية غير واضحة المعالم.دد
وانطلاقاً من أن للخيل حضوراً بارزاً في النصوص الدينية إلى جانب الشعر، فإن التشكيل بدوره حَفَل بهذا الكائن الجميل الذي أبدع ومازال يبدع به الفنانون أعمالا راقية كل حسب نظرته وتجربته وكفاءته وتقنياته وخاماته، بل إن بينهم من جعل الخيل مفردة وموضوعا للوحاته على امتداد تجربته الإبداعية، إذ يقدمها في كل عمل تقديما جديدا مما يوحي بكون الخيل مصدر إيحاء دائم. ولا ننسى اهتمام الخطاطين والحروفيين العرب باتخاذ الحصان قالبا يحمل خطوطهم المجسدة لبعض آيات القرآن والحديث حول الخيل أو ما له علاقة به.

واللوحة كما هو معروف معجمياً

لَوْحة تذكاريّة : صورة مرسومة لتسجيل حدث ما
مشهدٌ من مشاهد مسرحيّة أو غيرها لَوْحة غراميّة
لَوْحة حيّة : مشهد مسرحيّ ساكن
لَوْحة مستوية : أداة مسح تتألّف من لَوْحة للرسم ومسطرة موضوعة على مِرجل تستخدم لتعيين ورسم الطبوغرافية
لَوْحة التَّسجيل : لَوْحة يوضع عليها الأهداف في لعبة أو مباراة
لَوْحة جدوليَّة : برنامج محاسبة أو مسك دفاتر للحاسوب
لَوْحَةُ خَشَبٍ : اللَّوْحُ
لَوْحَةُ الْإِعْلاَنَاتِ : لاَفِتَةٌ مِنْ خَشَبٍ أَوْ وَرَقٍ مُقَوّىً

وفي لوحة العربة "ألربل" ـ وهنا لا أقصد اللوحة بمفهومها الدارج (تشكيلياً )، وإنما أقصد التشكيل الجمالي كما في لوحة رقص انفرادي أو لوحة منظر مسرحي ـ أكد الفنان سلام محمود على تعمية ملامح الحصان منطلقاً ـ حسب اعتقادي ـ من أن الخيول لم تخلق لهذا العمل وإنما خلقت للجمال والسباق غير المشروط بالمكاسب والقمار.

وعوداً على العربة نجد الفنان محمود أكد على الشكل العام بتفاصيل بسيطة، لكنه نجح تماماً بإشباع الذائقة البصرية بهذه الوسيلة، لكن الأعمق من هذا هي الممارسة الطفولية التي لازمت أغلب أطفال المناطق التي تحتوي على هذا النوع من وسائل النقل، لتأكيد احتيال من احتيالات ( الهو id ) على (الأنا ego ) بأن الإنسان فطرياً مجبول على المشاكسة، وكحالة من حالات التسامي والتصعيد أحالها الـ ( الضمير super ego )إلى عمل فني سيبقى خالداً في الذاكرة.
ولم تأخذه الفكرة المنبثقة من عمق الذاكرة إلى نسيان لونين ( ساخن وبارد ) ليكونا معادلاً لونياً، وهذا ثانياً.. أما الـ أولاً فهي تلك الخطوط النازفة من الحصان على اللون الأحمر جاعلاً اللون الآزرق يلحق به كمحاولة لخفض القلق.
وهذا وعي متجاوز قد لا يشعره المتلقي البسيط، لكن العين الثالثة الفاحصة للمتأثرين بالجمال والواعين لشروط اللعبة يتوقفون عندها كثيراً ويحاولون الوقوع على السبب والمعنى، وكل هذا يصب في بودقة الفن الحقيقي.

وفي تخطيط آخر رسم عربة يلجرها حصانان وهذا يتنافى مع أوردته آنفاً، لولا إضافته للمرأة، إذ عمّق فكرته بأن المرأة عبارة عن مهرتين إحداها جامح والأخرى هادئة ولا يجرؤ على قيادتهما إلا حوذي يجيد الموازنة بين الرسن لتسير العربة بأمان، وهذا ما نظّر له إفلاطون بين الجموح والاستكانة، وأورده سياسياً معاوية بن أبي سفيان بمقولته " لو كانت شعرة بيني وبين الناس ما انقطعت.. فإذا أرخوا شددت وإذا شدوا أرخيت ".

من جانب آخر أرى أن الفنان سلام محمود أكد على قضية ثورة الواقعية على الكلاسيكية ( حيث تعمّقت الرومانسيّة في الخيال، والأوهام، والأحلام، والهروب من الواقع، وابتعدت عن قضايا الإنسان ) في الكثير من نصوصه اللونية ولم يدع للصدفة أو العشوائية محلاً مراعياً القيم الجمالية بالحركة والثبات، وتثوير الحس الجمالي كقصيدة غزل داعبت انوثة الأرض ونثر عليها مطيبات صورية، لتكوّن لحناً على سلّم موسيقا نجاة الإنسان من المبالغة الكلاسيكية حيث اعتمدت المدرسة الواقعية على المنطق الموضوعي أكثر من الذات، وتصور الحياة اليومية كما هي دون زيادات أونقصان.
وهذا نابع من اعتقاد أصحاب هذه المدرسة بضرورة معالجة الواقع وتسليط الأضواء على جوانب مهمة يريد الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور.

وبانتقالة غير نوعية نجد أن الفنان محمود كان موفقاً جداً برسم البورتريه، أي أنه يمتلك القدرة على نقل مشاعر الموديل بصدق مع المحافظة على أدق تفاصيله، وهذا مالم تستطع توثيقه أية كاميرة رقمية كونها ( الكاميرا ) دقيقة بالتفاصل ولكنها بعيدة جداً عن نقل المشاعر الكامنة في ذات الموديل، والمثير للإعجاب برسوماته هذه أنه ( الفنان سلام محمود ) لم يبالغ باللون كتزويق جمالي، كونه يعي تماماً أن إظهار مكنونات الشخصية أهم بكثير من الشكل الظاهري، وهنا عليَّ أن أطالب الـ ( رسامين ) بمتابعة هذا الفنان واستغلال هذه القدرة لتوظيفها بتأثيث جماليات أعمالهم، حيث أقول وبكل ثقة حين وقفت أتأمل أعمال محمود انتابتني رغبة بمصاحبته ومرافقة خطواته كي أتعلم مالم تعلمني إياه سنين تجربتي التشكيلية.

وفي نفس الخصوص نشاهد بورتريهات بقلم الرصاص الـ HB أي أنه لم يستخدم الـ H بترجاته والـ B بترجاته، لكنه بمهارة محترف ومخيلة فنان يوثّق الموديل شكلياً وبكل درجات الظل والضوء، وينقل الروحية والمشاعر بشكل وائع، وهذا ما لمسته حسياً في بورتريه القاص علي السوداني.

ولكي نفي بعض حق الفنان محمود من قراءتنا هذه علينا تأشير اشتغاله على البوستر والإعلان، حيث كان للبوستر الإعلاني والسياسي تأثير كبير على متابعي أفلام السينما والمواقف السياسية، إذ يشي ببعض مكنونات القصد، ويعبر عنها من خلال لقطات بسيطة تمنح المتلقي فكرة أولية عن مضمون وقصدية العمل.. وبهذا الخصوص أتذكر البوستر الذي رسمه فنان من رومانيا مفاده رسألة بريدية معنونة إلى فلسطين، وعلى المضروف أختام لعدة دول لها علاقة باحتلال فلسطين، وثمة جملة بخط اليد " نعتذر عن إصال الرسالة لعدم التمكن من الوصول إلى العنوان ".

فلم يهمل الفنان سلام محمود هذا الجانب الذي لم يشتغل عليه كثير من فناني العراق، بل وجعله ذاكرة لحقبة زمنية أبسط ما يقال عنها ( ألزمن الأنيق ).

ومن تشظيات هذا الفنان الجمالية الاشتغال على الكاريكاتير.. ذلك الفن الصعب الذي يوجز جملاً ومقالات بصورة وحوار بسيط، ولم يستشظ السياسيون من الفنانين عامة لكنهم حاربوا رسام الكاريكاتير بكل وسائلهم الملتوية، كونه فن يفهمه الجميع وله تأثيره البالغ في إيقاظ الشعوب.

وأخيراً.. لابد من الإشارة إلى بعض نشاطاته:

1990 معرض شخصي دراسي في اكاديمية الفنون قاعة قسم التربيةالفنية
1994 التخرج من الاكاديمية
1989-1992 المشاركة في المعرض الجماعية التي كانت تقيمها دائرة الفنون
1998معرضي الشخصي الاول في عمان قاعة لاميزون فيرت(الشميساني)
1999المعرض الشخصي الثاني (لاميزون فيرت)
2001المعرض الشخصي الثالث (فندق حياة ريجنسي)
2013المعرض الشخصي الرابع قاعة المركزالثقافي النفطي بغداد
اربعة اعمال زيتية مقتنيات السفارة العراقية (بلجيكا)بروكسل
خمس جداريات بموادمختلفة في فتدق بترا بلازا عام 2002
تجسدالاثارالمدينة الوردية البتراء



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص الزعيم اللونية.. موسيقا صامتة
- عادل قاسم.. سيمفونية قلق
- ديستوبيا.. من وجهة نظر حسين بريسم
- حين تُدون الحياة تشكيلياً.. نصوص منى مرعي اللونية.. إنموذجاً
- منتظر ستار.. طاقة تقنية واعدة
- دموع.. في عيون وطن
- وقفة عند مسرحية ذهان
- قراءة في قصيدة -سيادة النهد- للشاعر فائز الحداد
- إنطباع عن مسرحية حراس المزرعة
- تركتكات.. العلامة الفارقة للجمال
- فلاح بهادر وكريم عبدالله في الميزان النقدي
- نجوم من الفن التشكيلي المعاصر
- وفاء دلا.. بين الأسطورة والواقع
- قراءة في مقاتل السياب
- ألنقد والناقد
- رأي وانطباع
- فكرة عامة عن الموسيقا
- فائز الحداد.. مهماز الشعرية الجديدة
- رفات خبز
- قراءة أولى في نص أول


المزيد.....




- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - مخالفة مرورية في موكب سلام محمود