أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!















المزيد.....

مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد أكثر من خمسة عشر يوما من صدور بيان "مسلمون ضد التمييز" من قبل مجموعة من الكتاب والمفكرين والأكاديميين المصريين، لم يتجاوز عدد موقعي البيان العشرات، كما وأن العدد الإجمالي للموقعين لن يكون ذا شأن يذكر حتى بعد فترة طويلة من صدور هذا البيان، وهذا التوقع ليس ضربا من ضروب الودع والتنجيم، وإنما هو قراءة تتسم بكثير من الواقعية للتناقض الوارد في عنوان البيان أولا، وهو مايمنع كثير من الناس الذين تجاوزوا المقدس الديني الإسلامي من التوقيع عليه، و قراءة للعقل المسلم ثانيا الذي لا يعني توقيعه على مثل هذا البيان إلا هزيمة لنصوصه الإستئصالية، وإندحارا لأفكاره العدوانية، وطعنا بما يدعيه من أحقية مقدسه الإسلامي.

عنوان البيان احتوى على تناقض كبير لم أكن أتوقع أن يقع بمثله أكاديميين وأساتذة جامعات، وإن كان هذا حال العنوان "والمكتوب يتضح من عنوانه" فكيف سيكون مضمون هذا البيان الذي امتلأ وللأسف بمجموعة من التناقضات البديهية، والخطايا الفكرية، والمطبات الغير محمودة التي لم نكن نتمناها لمحرري البيان الذين بدا حالهم مع هذا البيان كأنهم رجال دين من أمثال اؤلئك الذين يحتلون الفضاء والأرض ويحاولون عبثا وزيفا الدفاع عن دين الإسلام عبر الإستعانة بآيات ونصوص يؤكد كثير من المسلمين بالبرهان النصَي القرآني وماتلاه من أحاديث وإجتهادات وقبل ذلك بأفعالهم، بأنه قد تم نسخها و تجاوزها ولم يكن لها في يوم من الأيام مكانا من الإعراب في القواعد والحياة الإسلامية.

فأيُ اسلام هذا الذي يقف ضد التمييز؟
إسلام أصحاب البيان الذين استشهدوا بآيتين من سورة البقرة..أم إسلام بن لادن والظواهري والزرقاوي الذين امتهنوا القتل وارهاب المدنيين الأبرياء بغطاء شرعي من آيات من ذات السورة..إسلام مكة الضعيف المهادن أم اسلام المدينة القوي المتجبر الإجرامي..إسلام التودد الى اليهود أم اسلام ابادتهم وتشريدهم من ديارهم..اسلام النفاق والحديث عن تسامح المسلمين والعيش المشترك أم اسلام الأفعال الإجرامية بحق المختلف من شيعة العالم الإسلامي و الأقباط المصريين وكذلك البهائيين ومسيحيي الشرق الأوسط وأيزيدية العراق وكرده وصابئته..إسلام التبجح بالشرف والحفاظ عليه والتغني بالنخوة والشهامة والغيرة أم إسلام خطف فتيات الأقباط وأسلمتهن واسلام جرائم اغتصاب القاصرات بعد قتلهن كما حدث ويحدث يوميا في أكثر من دولة اسلامية، وحدث قبل أيام هنا في تايلند عندما قام المسلم الباكستاني "محمد عارف" بقتل فتاة تايلندية ومن ثم اغتصبها وهي ميتة وبعد ذلك قام بتقطيع جسدها الى أجزاء ملقياً كل جزء من جسدها في نهر من أنهار العاصمة التايلندية بانكوك في جريمة لم يسجل التاريخ الشرق أسيوي مثيلا لبشاعتها وخستها، وحتى كتابة هذه السطور يبحث الغواصون عن رأس الضحية دون جدوى..إسلام يتحدث عن إغاثة الملهوف وحماية الدخيل والأسير أم اسلام قتل الأسرى واغتصاب نسائهم..اسلام يقول لا تأذوا شيخا أم اسلام محمد الذي أمر شخصيا بإغتيال أم قرفة وغيرها من العجائز المسنين..اسلام يتحدث زيفا عن زهد عمر بن الخطاب أم اسلام آلاف الدراهم التي دفعها عمر مهرا لزوجة تصغره بعشرات السنين..إسلام ينادي بتحرير الرقاب أم اسلام مازال يحلل العبودية حتى يومنا هذا ويؤكد في نصوصه ان الناس درجات، وهو مادعا وجهاء عشيرتنا الى أن يعقدوا اجتماعا استثنائيا بعد منتصف احدى الليالي، بعد أن تناهى الى أسماعهم أن شخصا ممن يعتبروه من "عبيد" العشيرة، حيث كانوا كذلك حتى خروجنا من فلسطين عام 1967 وانفصلوا رغما عن العشيرة ووجهائها بعد الخروج من فلسطين وأقاموا حياتهم الخاصة وأصبحوا عشيرة منفصلة بحد ذاتها، أن هذا الشخص قد فكر – مجرد تفكير – بأن يتقدم بطلب الزواج من إمرأة من نساء عشيرتنا مطلقة وتجاوزت الخامسة والأربعين ولديها نصف دزينة من الأولاد، وقد قرروا في نهاية هذا الإجتماع الإستثنائي أن يقتلوا الرجل عقابا له لمجرد التفكير في الزواج من "عمته" أو سيدته هكذا يجب أن ينادي "العبد" أي أنثى من العشيرة حتى لو كانت رضيعة وكادوا أن يقتلوه لولا جهود القليل من العقلاء في العشيرة..اسلام الأقربون أولى بالمعروف أم الإسلام الذي ساعد بنصوصه على التمييز حتى بين أبناء العائلة الواحدة كما هو حال إحدى بنات قريتنا وكثيرات غيرها، المصابة بداء "البهاق" حيث منعها أهلها من الخروج والتعليم وتم ازدراءها من قبل كل أفراد الأسرة، واذا مازارهم أحد وسألهم عن هذه الفتاة ومن تكون؟ قالوا له: إنها الخادمة لا لشيئ إلا إلتزاما بأحاديث نبي الإسلام التي لعن بها المصاب بهذا المرض الجلدي.

إسلام الحض على العلم والدعوة الى طلبه ولو كان في الصين أم اسلام التدواي بالحجامة وبول البعير..إسلام النظافة من الإيمان أم اسلام استخدام حجارة الصحراء في تنظيف المؤخرات، وشرب الشراب وأكل الطعام حتى لو وقعت فيه ذبابة، ذلك ان في أحد جناحيها داء وفي الثاني دواء كما ذكر نبي الإسلام..والقائمة تطول وتطول بين مايحاول البعض اضفائه على هذا الدين من سماحة وتقبل للأخر ورحمة ومودة ونظافة وبين اسلام الأفعال المشينة في الميدان الإسلامي تجاه المسلمين بين بعضهم البعض وتجاه الآخر المختلف. إن مايحصل في العراق اليوم من قتل لشيعة العراق وهم مسلمين وناطقين بشهادة الإسلام، بواسطة الأجساد المفخخة العفنة هو واحد من عمليات التطهير الكبرى التي اقترفها ومازال يقترفها الإسلام والمسلمون، وبعد كل هذا يأتي زملائنا أصحاب البيان ليقولوا لنا مسلمون ضد التمييز قاصدين طبعا الدفاع عن القبطي المصري تجاه مايحصل ضده من تمييز وصل في أحيان كثيرة الى القتل بسبب مسيحيته، في حين أنه كان من الأجدى أن يكون البيان فيما لو كان لا بد من هكذا بيان أن يوجه بحيث يتوقف المسلمون – لا أن يذكر هذا في البيان على سبيل رفع العتب فقط - عن ممارسة التمييز بين بعضهم البعض قبل أن نطالبهم بوقف التمييز ضد أبناء الديانات الأخرى.

سلسلة الجرائم البشعة والرهيبة التي رافقها كمٌ كبير من التمييز والتفرقة العنصرية والإذلال بحق الأخر لم تتوقف يوما منذ أن أبصر هذا الدين النور وحجبه في ذات الوقت الى يومنا هذا، وكل تلك الجرائم ارتكبت باسم اله الإسلام ونصوصه، وبتحريض علني موثق من نبي الإسلام، وبرعاية من كل خلفائه.

سيقول الكثيرين أن كل تلك حوادث فردية..ويكفي أن أذكر هنا أن الزغاريد التي انطلقت والحلوى التي تناثرت فوق الرؤوس، والأفراح العامرة التي أقيمت، وعلائم الرضا والإنشراح التي بدت على وجوه أغلب المسلمين، عقب التفجيرات الإرهابية التي طالت الأبرياء في نيويورك وواشنطن، لاتعني إلا شيئا واحدا فقط، وهو ان كل هؤلاء شركاء في الجريمة وليس فقط الإرهابيون الذي خطفوا الطائرات وفجروها في البرجين ومبنى البنتاغون.

إختتم الزملاء بيانهم بالدعوة الى الترجمة الصحيحة لما ورد في "القرآن" حول حرية الإنسان وحرية الإعتقاد والدفاع عن الإنسان من حيث هو انسان دون أن يقولوا لنا من أين أتت أيات الدعوة الى قتل الآخر المختلف، أو اجباره على دفع الجزية وهو صاغر، إلا اذا توفر بين يدي الزملاء قرآنا آخر غير القرآن الذي نعرف.

كان يجب أن يكون عنوان البيان هو "انسانية ضد التمييز" أو أي شيئ آخر من هذا القبيل، عندها فقط لن يجد الكثير وأنا منهم أي تناقض يمنعهم من التوقيع على هذا البيان كما وأن البيان قد يجد اقبالا أيضا من المسلمين أنفسهم لأنهم مع عنوان كهذا "انسانية ضد التمييز" سيعلموا انهم ليسوا هم المعنيون بكلمة "انسانية" فلا قيمة للانسان والانسانية في دين تعج نصوصه بأوامر القتل ويزخر تاريخه بالجرائم البشعة.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يرغب المسلمون حقا بالسلام مع اليهود؟
- وتتوالى جرائم النظام المصري وفضائحه
- يورانيوم ونووي بشرى المولد النبوي
- بيان تهديد أم بيان نعي للظلاميون وأفكارهم؟
- إلا نبيكم
- الفلسطينيون وتصريحات ولي الفقيه الجديد
- لا سيادة لدولة الإستبداد
- وفاء سلطان والعالم الإسلامي..
- من يحاكم من يا آل مهدي؟
- أم الهزائم الكاريكاتيرية
- الإسلام والمطالبة بإحترام الأديان
- الإسلام وإرهاب المقاطعة
- أقباط مصر ومجزرة جديدة بحقهم
- يالها من جنة على جثث الضعفاء
- حزب الله وحماس وإرتهان الأوطان
- لماذا يطلبون الله في الملمات؟
- لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟
- نعم.. ثمة مشاكل في الإسلام
- إغتيال رأي..
- الإسلام هو الحل..ولكن لِمَن؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!