أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين ديبان - الإسلام وإرهاب المقاطعة














المزيد.....

الإسلام وإرهاب المقاطعة


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 08:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



في الأيام الأخيرة تلقى هاتفي النقال مجموعة من الرسائل القصيرة التي تحضني على مقاطعة البضائع الدنماركية، وكذلك فقد استقبلت من خلال البريد الإلكتروني مجموعة من الرسائل الأخرى للغرض ذاته في إطار حملة إسلامية غاضبة ردًا على مانشرته احدى الصحف الدنماركية من رسومات تصور محمد نبي الإسلام بأشكال مختلفة، وبالتأكيد لم يأت هذا الفعل الدنماركي إلا في سياق فردي يرتبط ارتباطا مباشرا بالأشخاص الذين رسموا تلك الرسوم ضمن حرية من التعبير عن الأراء والأفكار يكفلها القانون الدنماركي حاله حال بقية القوانين في الدول الغربية التي تقدس الحريات الشخصية ولا هم لها إلا الدفاع عن تلك الحريات في ذات الوقت الذي مازالت فيه مجتمعاتنا الإسلامية لا تعرف شيئاً عن تلك الحقوق ولم تسمع بها أساساً في ظل أنظمة الحكم الشمولي الديكتاتورية وأنظمة ولاية الفقيه والإمارات الإسلامية المستحدثة في منطقتنا قهرًا وإنتخاباً وفي ظل جهل عام ومطبق يتمتع به المسلمين حتى في شؤون دينهم الإسلامي.
هذا الجهل الإسلامي الذي لا يفرق بين مجموعة أشخاص عبروا عن آرائهم وأفكارهم وبين الدولة التي يتبع لها هؤلاء فأصبحوا يطالبون ليل نهار وفي حملة لايمكن أن توصف إلا بالعنصرية لمقاطعة منتجات الدولة الدنماركية من ألبان وأجبان ولحوم وغيرها ردًا على نشر تلك الرسوم وكأن المسلمين ونبيهم وقرآنهم بريئون جداً من التهجم على الآخرين والإستهزاء بمعتقداتهم وشعائرهم والدعوة الى قتلهم والتشفي بمصائبهم وقبل ذلك الإستعلاء على الآخرين جميعاً على اعتبار ان المسلمين هم خير أمة أخرجها ربهم في هذه الأرض.
لابد من التذكير أن مجازر المسلمين وأفعالهم العنصرية بحق الآخرين وبحق بعضهم البعض لم تتوقف يوماً منذ نشوء هذا الدين في بيئة صحراوية ذكورية قاحلة وقاسية انعكست على نفوس أبنائها فكان الغزو أسلوباً وحيداً لبقائهم مع مايرافق ذلك من قتل ونهب وسبي وإنتهاك للحقوق والمحرمات، وجاء الإسلام ليرسخ مفهوم الغزو هذا ويقدسه معتبرا أنَ من لم يقم بفعل الغزو في حياته فإنه سيموت ميتة جاهلية بمعنى أنه كافر ويستحق الذهاب الى النار حسب عقيدة محمد، وعلى هذا الأساس جيَش محمد الناس في غزواته والفقه الإسلامي مازال حتى الأن يسمَي معارك محمد بالغزوات وهي كذلك فعلا بما يحمل هذا المفهوم من همجية وعنف وإجرام تحاسب عليه أضعف القوانين في أكثر المجتمعات تخلفاً وانحطاطاً فما عسانا نقول تجاه رسول ادعى لنفسه صفة أشرف الخلق أرسله إله الرحمة والعدل وهو بأفعاله التي قام بها وقومه تجاه الآخرين بريء تماما من الأفعال الجليلة والصفات الحميدة التي نسبها لنفسه.
ماذا يمكن لنا أن نسمَي قتل الرسول وصحبه لأبناء قومه بداية ومجازرهم التي ارتكبوها بحق يهود بني قريضة لاحقا وجرائمهم بحق البشرية من بلاد الهند الى بلاد السند كما يقولون تحت شعارات الفتح الإسلامي وهداية البشر الى دينهم العظيم وصراطهم المستقيم؟ ماذا يمكن أن نقول في الإغتيالات التي أمر بها محمد شخصياً واستهدفت عددا من معارضيه وأغلبهم شعراء عارضوه بالكلمة ولم يحملوا سيفا في وجهه؟ ألا يحق للعالم وشعوبه أن يقاطع البلاد الإسلامية مقابل مايحتوي عليه القرآن من آيات السيف والقتال التي تدعو لقتل كل من لا يتبع دين محمد من اليهود والمسيحيين وبقية البشر الذي يصفهم القرآن بالمشركين؟ ألا يحق للولايات المتحدة الأمريكية وشعبها أن يقاطعوا كل ماهو مسلم وليس فقط المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بعد أن قتل تسعة عشر مسلما من أبناء هذه البلدان أكثر من ثلاثة آلاف مواطن أمريكي بغطاء كامل من نصوص قرآن المسلمين وبتشجيع منهم تجلى بالفرحة العامرة والزغاريد وتوزيع الحلوى عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ أم أنَ مجرد رسم بعض الصور لمحمد هو جريمة بنظر المسلمين لا يعادلها أي جريمة حتى لو كانت قتل الآلاف من البشر الأبرياء في عقر دارهم.
ألا يحق للمملكة المتحدة وشعبها أن يقاطعوا باكستان ومعها بقية البلدان الإسلامية لما قام به مجموعة من الباكستانيين المسلمين من عمل إجرامي تفجيري أودى بحياة العشرات من الأبرياء وهم في طريقهم الى أعمالهم، ماذا يمكن أن نسمي منع المملكة العربية السعودية للمسيحيين من أن يحملوا معهم الإنجيل أثناء زيارتهم للسعودية وإذا صادف أن عثر على انجيل يحمله أحد الزائرين تقوم السلطات السعودية الإسلامية بتمزيقه؟ وبماذا نفسر قيام تلك السلطات ذاتها بتحطيم (الترب والمسابح) والدوس عليها بالأقدام والتي يحملها المسلمون الشيعة السعوديون بعد عودتهم من زيارة عتباتهم المقدسة في العراق وسوريا وبماذا نفسر منع المسيحي من دخول مكة والمدينة المنورة بدعوى نجاسته؟ أليس القول بأن هناك بشرا نصارى ويهود أنجاس وآخرين مشركين وكفار هو جريمة تتجاوز في فظاعتها وبشاعتها أي جريمة أخرى.
إن سلاح المقاطعة الإسلامي الإرهابي غير ذي جدوى في ظل حاجة المجتمع الإسلامي الماسة للعالم أجمع عموماً والغربي المسيحي خصوصاً وهي حاجة يفرضها واقع المسلمون الغارق في تخلفه ورجعيته والذي كان للنصوص الدينية الدور الأكبر في ترسيخ تخلفه ورجعيته وقد اعتدنا على مثل هذه الحملات التي تبدأ كبيرة وسرعان ماتتلاشى ويعود كل شيئ الى مكانه وكل سفير يعود بذل وصمت الى سفارته، والمستفيد الوحيد من اشعال نار هذه المقاطعة بعضا من تجار الدين الملتحين الذين يسارعون الى طرح بدائلهم من المنتجات التي يصفوها بالإسلامية ولا ضحية في هذه العملية الا المواطن المسلم المسكين الذين صادروا عقله أولاً ثم قرروا أن يصادروا أمواله بحجة هذا الدين.
إننا اذا أردنا أن نطالب الأخرين بإحترامنا فعلينا قبل ذلك إحترام الأخرين ومعتقداتهم وكتبهم وأنبيائهم، والكف عن الدعوة والعمل على قتلهم وإلغاء النصوص التي تلغي الآخر وتسخر منه وتصفه بأبشع الأوصاف وإلا فكما تدين تدان وعليه فمن كان بيته من زجاج عليه أن لا يضرب الأخرين بالحجارة.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقباط مصر ومجزرة جديدة بحقهم
- يالها من جنة على جثث الضعفاء
- حزب الله وحماس وإرتهان الأوطان
- لماذا يطلبون الله في الملمات؟
- لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟
- نعم.. ثمة مشاكل في الإسلام
- إغتيال رأي..
- الإسلام هو الحل..ولكن لِمَن؟
- من ماأحلى النصر بعون الله الى سوريا الله حاميها
- عبد الكريم سليمان في ذمة جند الله
- الى متى هذا الغباء الفلسطيني؟
- مؤتمر واشنطن...عدالة قضية وهشاشة نظام
- المنصور وصدام والمثقفين العرب
- محاكمة صدام...والعرب
- بشار الأسد وفلسفة الصبيان
- من قتل غازي كنعان؟
- ليتني كنت عراقيا
- بشار الأسد..اللهم نفسي
- حماس بلا خجل أو حياء
- حمدا لله..لم يلتزموا بالإسلام


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين ديبان - الإسلام وإرهاب المقاطعة