أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ديبان - المنصور وصدام والمثقفين العرب














المزيد.....

المنصور وصدام والمثقفين العرب


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دفاعا عن التاريخ والتراث,ودفاعا عن الإرث الحضاري والسلف المثالي,ودفاعا عن الدين وخلفائه الصناديد الفاتحين,تبارى جمع من(( المثقفين)) العرب الغيارى الميامين الى الهجوم على من صورت لهم مخيلتهم بأنهم وراء تفخيخ وتفجير تمثال أبو جعفر المنصور الخليفة الديكتاتور,ومع رفضي المطلق لسياسة التفخيخ والتفجير التي لم تطل حتى الأن إلا الأبرياء من العراقيين,فإني أؤكد أن عمليات التفجير هذه تطال ولأول مرة هدفا صحيحا كان يجب أن يزال منذ زمن طويل وبأي طريقة كانت,فيما لو أراد العراقيون حقا الخروج من الزمن الديكتاتوري بكل رموزه الكريهة والمظلمة الى أنوار الديمقراطية والحرية وإحترام حقوق الإنسان,فالطاغية لا مكان لتبجيله وتكريمه إلا من قبل طاغية مثله,وينطبق هذا على كل الطغاة في كل زمان ومكان,وجرائم هؤلاء لا تسقط بتقادم السنين.


لا أفهم عن ماذا يدافع هؤلاء(( المثقفون)),وعن أي إرث حضاري يتحدثون,ولم يصل الى أسماعنا من حقبة ذلك الطاغية ومن سبقه ومن لحقه,إلا القتل والإضطهاد والغدر بعد أن اعتقلوا الله(أيها الناس,إنما أنا سلطان الله في أرضه,أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده,وحارسه على ماله,أعمل فيه بمشيئته,وإرادته وأعطيه بإذنه,فقد جعلني الله عليه قفلا,اذا شاء أن يفتحني فتحني لإعطائكم,واذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني)- الكامل في التاريخ لإبن الأثير- وأصبحوا هم الآلهة وهم من يهب الحياة أو يقبض الروح,وبيدهم مفاتيح الجنان ان أكرموا المتزلفون المتملقون,وجحيم النار إن عاقبوا المتمردون من المعارضين الكفرة والزناديق المارقين,وعلى هذا المنوال تجد المنصوريقتل ويغدرو ويهدد ويتوعد(أيها الناس..لاتخرجوا عن أنس الطاعة الى وحش المعصية,ولا تسروا غش الأئمة,فإن من أسر غش إمامه أظهر الله سريرته في فلتات لسان,وسقطات أفعاله,وأبداها الله,إن من نازعنا هذا القميص أوطأناه مافي هذا الغمد,ومن نكث بيعتنا فقد أباح دمه لنا)-في التاريخ العباسي للدكتور أحمد مختار العبادي-,ولأن المنصور يعلم تماما كيف أصبح حال رعيته بعد حوالي اثنين وعشرين عاما هي مجموع سنوات حكمه من القتل والقمع والتخويف والترهيب والتجويع وهي ذات السياسة التي مارسها الديكتاتور المخلوع صدام حسين ويحاكم عليها هذه الأيام,فإننا نجد المنصور يوصي ابنه بعد أن دنا من الأجل المحتوم واصفا أحوال الرعية(إني تركت لك الناس ثلاثة أصناف:فقيرا لايرجو إلا غناك,وخائفا لا يرجو إلا أمنك,ومسجونا لا يرجو الفرج إلا منك..),فعن ماذا تدافعون أيها المثقفون بالله عليكم...هل تشعرون بالفخر وأنتم تدافعون عن هذا الإرث العار..أي نوع من المثقفين أنتم..


إن أشباه المثقفين العرب وتعويضا-خوفا من نقمة الأحرار- من ذرف الدموع على محبوبهم وبطلهم ومانحهم وواهبهم صدام حسين..ذرفوا الدموع على جده وسلفه الغير صالح أبدا أبو جعفر المنصور..وهم بذلك كأنهم يذرفوا هذه الدموع على صدام..إنها تقية المثقفين العرب-بقايا العروبيين والمتأسلمين- واذا علمنا أن أبو جعفر المنصور قد ولد في نفس العام الذي مات به سفاحا آخر هو الحجاج بن يوسف الثقفي في توالي قدري لإستمرار الطغاة فإن من المستحسن جدا أن يحاكم المنصور في ذات الوقت الذي بدأت محاكمة حفيده صدام حسين,وهذه نهاية طبيعية للطغاة وإن تأخرت بعض الشيئ.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة صدام...والعرب
- بشار الأسد وفلسفة الصبيان
- من قتل غازي كنعان؟
- ليتني كنت عراقيا
- بشار الأسد..اللهم نفسي
- حماس بلا خجل أو حياء
- حمدا لله..لم يلتزموا بالإسلام
- نعم عرب ولانخجل!!
- طارق رمضان وأضعف الإيمان
- هل تغعلها الحكومة العراقية؟
- خالد مشعل والمقاومة العراقية
- وطن أم عقار
- انهم يرقصون على جراحنا
- !!!بيان تهديد رقم 2 الى سيد القمني
- الارهاب...الى متى؟؟


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ديبان - المنصور وصدام والمثقفين العرب