أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين ديبان - طارق رمضان وأضعف الإيمان














المزيد.....

طارق رمضان وأضعف الإيمان


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 12:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


على الرغم مما هو معروف عن المستوى العالي من الفطنة والذكاء الذي يتمتع به الشعب البريطاني عامة,والعاملون منه في حقول السياسة بوجه خاص ,إلا أن هذه الفطنة وهذا الذكاء يبدو انهما لايمنعان من الوقوع في هفوات وأخطاء هي من الغباء الشديد بحيث لا ينزلق اليها أو يقع فيها إلا البعض الذي نتندر بغبائه وسطحيته في التعامل مع مستجدات الحياة اليومية على كافة الأصعدة, والموضوع الذي أتحدث عنه لا يمكن اعتباره هفوة أو خطأ فحسب.بل يتعدى ذلك الى مستوى أستطيع أن أسميه بالمنزلق الخطير الذي تجر نفسها الحكومة البريطانية اليه,وتجر معها بالتأكيد شعبها الذي لم تجف دماء أبناءه بعد نتيجة العمليات الإرهابية التي استهدفت لندن الشهر الماضي.


إن ماحصل بتعيين الحكومة البريطانية للمدعو طارق رمضان مستشارا لمكافحة التطرف هو قرار غير مفهوم بتاتا وبغير معنى ايجابي,لا بل أن آثاره السلبية على بريطانيا وشعبها ستكون أخطر من تلك القرارات التي استندت اليها الحكومة البريطانية,عندما قررت إستضافة شيوخ الإرهاب والقتل.أمثال عمر بكري وياسر السري والفقيه والمسعري الى آخر لائحة القتلة والمجرمين,وهو مافرضته عليها التزاماتها القانونية والإنسانية,لتعود وبعد أن تجرع شعبها من كأس إرهاب هؤلاء,لتعدل قوانين قديمة,وتبحث عن قوانين جديدة,لتحمي شعبها من عبث وهوس المجرمين المتأسلمين, وخير مافعلت,فكيف تعود الحكومة وبعد مرور أيام فقط على إتخاذ قراراتها بطرد عددا من أئمة الحقد والكراهية والتضييق القانوني على عمل البعض الآخر,أن تتخذ قرارا بهذه الخطورة دون أي حساب للنتائج التي ستتمخض عن هكذا قرار إما عاجلا أو آجلا؟.


إن الحديث عن طارق رمضان وهو حفيد مؤسس مجموعة الإخوان المسلمون بوصفه مفكرا إسلاميا مستنيرا ومعتدلا, هو حديث لا يمت للحقيقة بصلة,ومن المفروض أن تكون الحكومة البريطانية قد أخذت درسا جليا مما قد حصل لها ولشعبها على أيدي هؤلاء,وليس هناك معتدل مستنير,أو متطرف سلفي متشدد,فطارق رمضان لايختلف عن مواطنه ياسر السري, والبيانوني زعيم إخوان سوريا لا يختلف عن مواطنه عمر فستق,وقد رأينا كيف أن البيانوني وفي لقاء مع قناته المحببة الجزيرة كان قد أتحفنا بمواقف ليبرالية عن حقوق الإنسان بنوعيه الذكر واللأنثى, وعن التعددية السياسية والحزبية,يعجز عنها حتى أستاذ الليبرالية الأول شاكر النابلسي الذي أجل وأحترم,ولا يختلف ماتحدث عنه البيانوني أو مايتحدث به هذه الأيام جماعة الإخوان المسلمون من أتباع الفرع الفلسطيني الحمساوي من حرصهم على الديقراطية والإنتخابات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة عن مايحمله طارق رمضان من أفكار ومبادئ, لاتعدو كونها تدليسا وضحك على الللحى,عملا ببعض ماتوارثوه من أحاديث ومنها ذلك الحديث الذي يحض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-(طبعا المنكر والمعروف حسب مايرون هم ولهم وحدهم حق تحديد متى يكون الفعل منكرا أو معروفا)- باليد وإن لم يكن فعليه أن يأمر بذلك باللسان,وإن لم يكن فعليه فعل ذلك بقلبه وهذا على مايذكر الحديث هو أضعف الإيمان.

لقد إعتاد هؤلاء على ممارسة التدليس, والظهور بمظهر المعتدل,وقد أجادوا لعب هذه الأدوار على أمة مجهلة, فحين يكون هؤلاء لا حول ولا قوة لهم بعيدين عن مراكز السلطة والمال والسلاح, يكونوا أكثر من الحملان وداعة(والقط يأكل طعامهم),وماأن تسنح الظروف بالحصول على المال والسلاح والنفوذ حتى نراهم على حقيقتهم,مجرمين وقطاع طرق وقتلة,محاولين فرض قوانينهم البدائية على كل من يطاله سلاحهم ونفوذهم,يحاسبون ويعاقبون..يقتلون ويعدمون..يضربون الأعناق ويقطعون الأيادي...يصادرون المرأة هذا المخلوق العورة حسب فكرهم ولا عورة حقيقية إلا هم وأفكارهم السوداء كسواد قلوبهم,منتقلين بذلك من مرحلة جهادية للأمر بمعروفهم والنهي عن منكرهم بقلوبهم وألسنتهم الى مرحلة متقدمة تفرض عليهم فرض قوانينهم بأياديهم ,طالما أتيح لهم المال والسلاح والنفوذ.

لقد رأينا جميعا مافعله اخوان سوريا من قتل وإرهاب يزيد عما فعله النظام السوري,وسيفعلوا ذلك لو أتيحت لهم الظروف من جديد رغم كل الأحاديث الكاذبة حول وطن للجميع يتعايش فيه الجميع ,والذي يبثها شيوخهم, ولا زلنا نرى ماتفعله حماس بحق الشعب الفلسطيني في الداخل عموما وغزة خصوصا,كان آخره قتل فتى فلسطيني نتيجة عبوة ناسفة ألقيت على حفلة فرح,بعد أيام من توزيع منشورات في غزة بتوقيع حماس تحذر من إقامة الحفلات الماجنة حسب وصفهم,ولايغيب عن بال المراقب النبيه أن الإختلاف في خطاب حماس بين قياديها في الضفة الغربية والآخرين المتواجدين في غزة, ليس إختلافا بين معتدل ومتطرف,بقدر ماهو إختلاف بكمية السلاح والنفوذ,الذي يتواجد بكثرة في غزة,ويقل في الضفة الغربية .


إن القتل والعنف والإرهاب ومصادرة الحريات وفرض اللون الواحد والزي الواحد هو ديدنهم ,طالما أنهم قادرون على فعل ذلك في اللحظة التي يتوفر لهم النفوذ والسلاح والمال لفرض قوانينهم المهترئة تلك, وكل التدليس الذي يمارسونه والحديث المزعوم عن إحترام الحريات الخاصة والعامة وحديثهم عن التعايش المشترك مع الغير,وأفكارهم النيرة والمعتدلة كما يحلو للبعض وصفها,ومنها أفكار هذا الطارق رمضان(مستشار الحكومة البريطانية لمكافحة التطرف) ماهي إلا كذب ودجل ونفاق يحللوه لأنفسهم ,عملا بما أمر به الحديث,على أنه جهاد القلوب وهو أضعف الإيمان .



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تغعلها الحكومة العراقية؟
- خالد مشعل والمقاومة العراقية
- وطن أم عقار
- انهم يرقصون على جراحنا
- !!!بيان تهديد رقم 2 الى سيد القمني
- الارهاب...الى متى؟؟


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين ديبان - طارق رمضان وأضعف الإيمان