أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين ديبان - لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟















المزيد.....

لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 11:17
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بعد مرور حوالي العشرين يوما على اختتام أعمال المؤتمر القبطي الدولي الثاني الذي إنعقد في واشنطن في الفترة مابين السادس عشر الى التاسع عشر من نوفمبر,مازلت أتابع ردود الفعل المتشنجة والموتورة التي ترد من الأقلام التي تتنازعها الإرتزاقية حينا والحقد أحيانا على التوصيات التي خرج بها المؤتمر وعلى كل من حضر من الأخوة المصريين مسيحيين ومسلمين وكذلك على ضيوفه من مختلف الجنسيات الذين وفدوا الى المؤتمر من أصقاع الدنيا ولا شيئ يدور في خلدهم إلا مناصرة اخوانهم في الإنسانية أقباط مصر في محنتهم المستمرة منذ قرون ولا زالت أمورهم في بلدهم وهم سكانه الأصليون تسير من سيئ الى أسوأ، ومن جريمة بشعة الى أخرى أبشع منها، مع استمرار سياسة الكذب والنفاق والطبطبة على الظهور والتأكيد بذات الوقت زيفا على النسيج الإجتماعي الواحد الذي يتكون منه المجتمع المصري بمسلميه وأقباطه ولا ينسوا بالطبع نوبييه وشيعته هذا بالنسبة لمن هم من توابع النظام من الأقلام المأجورة فيما راحت الأقلام الحاقدة التي هاجمت المؤتمر بأقذع السباب والشتائم وبكيل الإتهامات من كل صنف ونوع من التخوين والعمالة الى الكفر والإلحاد تتحدث عن سماحة الإسلام دون أن يلتزموا بالقليل السمح الذي فيه.

ولأنه قد شرفني المهندس عدلي أبادير رئيس المؤتمر بدعوة كريمة للحضور كضيف،وحاولت جاهدا الوصول الى واشنطن بالوقت المناسب الا أن أمورا فنية حصلت لم أتمكن معها من الحضور الا في الساعات الأخيرة للمؤتمر، وهو ما سأتحدث عنه رغم متابعتي لفعاليات اليوم الأول والثاني عبر البث المباشر الذي حرص موقع الأقباط المتحدون على تأمينه، فإني قد تفاجأت أولا بوجود هذا الكم الكبير من المراسلين والصحفيين بالنسبة لمؤتمر في حوله الثاني من جهة وكون هذا المؤتمر قد تم تغطية نفقاته من شخص وليس من مؤسسات حكومية أو غير حكومية من جهة أخرى وهو ماتكفل به المهندس عدلي أبادير من ماله الخاص وكان من الممكن جدا لهذا الرجل أن يلتفت لإدارة ممتلكاته وأمواله وأن يحيا أيامه دون أن يشغل باله ووقته في أمور تخص إخوانه وأبنائه من أقباط مصر ولكنه وهذا مايلمسه أي شخص فإن هذا الرجل يصر على أن يكون على رأس قومه وفي مقدمة صفوفهم باذلا الجهد والمال في سبيل العمل على استعادة حقوقهم في المساواة والعدالة كجزء مؤسس وأصيل من تكوين الشعب المصري وليسوا بوصفهم غرباء يجود عليهم أهل البلد بالفتات القليل ويتكرمون عليهم بحياة كانوا قد تلقنوا في مناهجهم ومساجدهم وزواياهم بأن الأقباط لا يستحقوها.

ان الكوكبة الجميلة جدا من الأكاديميين الليبراليين والعلمانيين والعقلانيين الذي نجح المهندس عدلي أبادير ومعه النشيط جدا والمتحدث اللبق مجدي خليل في دعوتهم لمؤتمر الأقباط لا يمكن لأي أرض عربية أن تحتضنهم، فهم نخبة من الذين ثاروا على المألوف من الموروث الإستبدادي السياسي والديني الذي تتسم به أفعال جل حكوماتنا العربية وحركات الإسلم السياسي ومعهما ومن خلفهما أشباه من القومجيون والإسلاميون الذين مازالوا يقسمون بحياة المجرم صدام حسين وينادون الإرهابي الأول بن لادن بالشيخ المجاهد ويعتزون بقوانين النظام المصري العنصرية وبدؤا بالنواح من الأن على مصير النظام الديكتاتوري في سوريا، فهل كان سيسمح النظام المصري لشخصيات مثل الدكتورة وفاء سلطان والدكتور شاكر النابلسي والدكتور عبد الخالق حسين بحضور مؤتمرا للأقباط يعقد في مصر وهل سيسمح للدكتور(المناضل)دوما في سبيل حقوق الإنسان سعد الدين ابراهيم بترؤس أعمال المؤتمر بالنيابة وهو ماقام به رغم وضعه الصحي المتدهور والتي كانت سجون مبارك سببا رئيسيا في تدهوره، طبعا اذا افترضنا وكثير من الإفتراض اثم بأن هذا النظام بتركيبته الحالية سيسمح اصلا بإنعقاد مؤتمر للأقباط على أرض مصر حتى لو اقتصر على الأخوة الأقباط أنفسهم، وفي حضور تلك الكوكبة الجميلة شهادة راسخة على عمق البعد الإنساني الذي ناقش به المؤتمر القضايا المطروحة على جدول أعماله وفي المقدمة منها قضية أقباط مصر وكذلك فهي دليل بوجه الذين طالبوا وهم خير من يعلم استحالة تحقيق مطلبهم الأقباط وكبيرهم العمل على عقد المؤتمر في مصر في ظل نظام مازال بعد كل الجرائم التي ارتكبت بحق الأقباط لا يعترف بوجود مسألة أو قضية قبطية، وعليه فإن هكذا تجمعا نوعيا ماكان له الا أن ينعقد فوق تلك الأرض الطاهرة وهي طاهرة لأنها مهبط حقوق الإنسان وليس مهبط الأنبياء كما ذكرت الدكتورة العزيزة وفاء سلطان في كلمتها أمام المؤتمر.

اتهم الكثيرين من الذين هاجموا المؤتمر بالإستقواء بالخارج على بلدهم ومحاولة العمل على تدويل قضية الأقباط في حين أن مجالات الحل الداخلي مازالت مفتوحة على مايدعي هؤلاء، ومالمسته شخصيا حرص أعضاء المؤتمر الشديد على عدم تحميل الأمور أكثر مما تحتمل في وقت توفر لهم ذلك من خلال التغطية الإعلامية المكثفة للمؤتمر والمكان المميز الذي انعقد فيه المؤتمر بجوار مركز صنع القرار العالمي،في ذات الوقت فإن من حق الإخوة الأقباط الطبيعي كما هو من حق غيرهم العمل على ايصال صوتهم الى العالم، في وقت حاول النظام المصري وعبر عقود على كتم صوتهم، كما وأنه يصبح حقا طبيعيا لهم طلب المساعدة من المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية التي تعنى بحقوق الإنسان واضطهاد الأقليات طالما أن النظام المصري ذاته قد وقع على كل الإتفاقيات التي رعتها تلك المنظمات دون أن يلتزم بها بل عمل بعكس ماجاء في قراراتها.


كذلك اتهم البعض المؤتمر والقائمين عليه بالنزعة الطائفية، وهذا الإتهام غير مفهوم بتاتا في ظل حضور إسلامي(من كافة الطوائف) طاغي بلغ الستين بالمئة وحضور بعض السادة من مسيحيي لبنان وحضور الأخ اليهودي العربي الليبي رافائيل لوزون وبعض الشخصيات الأجنبية الأخرى وهو ماأوحى لبعض الأقلام السخيفة أن تدعي بأن عددا من عناصر الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية كانوا من بين الحضور في المؤتمر وهم طبعا يشيرون بذلك الى الأخ اليهودي والشخصيات الأجنبية وتلك الأقلام كانت ستلقي ذات الإتهامات حتى لو لم يكن هؤلاء السادة في عداد الحضور، في الوقت الذي رأيت فيه أن اليهودي ومن منطلق كونه ضحية هو وعائلته من ضحايا هذه الأنظمة جاء ليتضامن مع أخوته في الإنسانية وقد تشرفت بالتعرف عليه وأنا الفلسطيني في آخر لحظة قبل مغادرته.

إن سيل الإتهامات الكبير الذي تلقاه المؤتمر والقائمين عليه لهو أكبر دليل عن مدى النجاح الذي بلغه هذا المؤتمر في فتح الملفات المحرمة وخصوصا ملف الأخوة الأقباط وماتعرضوا له من جرائم، ويبقى على المخلصين الذين يتكاثر عددهم يوما اثر يوم الوقوف الى جانب الأخوة الأقباط بالفعل والتضامن والمساندة والتشجيع حتى يتمكنوا من تحويل توصياتهم التي أقروها في المؤتمر الى واقع ملموس، وكذلك على الشرفاء في هذه الأمة استمرار العمل من أجل تغيير الواقع العربي والإسلامي الرهيب الذي يعيش تحت ظل سياطه كل المواطنين بدون استثناء ديني أو قومي وصولا الى مجتمع ديمقراطي حر يضمن الحرية والعدالة والمساواة.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم.. ثمة مشاكل في الإسلام
- إغتيال رأي..
- الإسلام هو الحل..ولكن لِمَن؟
- من ماأحلى النصر بعون الله الى سوريا الله حاميها
- عبد الكريم سليمان في ذمة جند الله
- الى متى هذا الغباء الفلسطيني؟
- مؤتمر واشنطن...عدالة قضية وهشاشة نظام
- المنصور وصدام والمثقفين العرب
- محاكمة صدام...والعرب
- بشار الأسد وفلسفة الصبيان
- من قتل غازي كنعان؟
- ليتني كنت عراقيا
- بشار الأسد..اللهم نفسي
- حماس بلا خجل أو حياء
- حمدا لله..لم يلتزموا بالإسلام
- نعم عرب ولانخجل!!
- طارق رمضان وأضعف الإيمان
- هل تغعلها الحكومة العراقية؟
- خالد مشعل والمقاومة العراقية
- وطن أم عقار


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين ديبان - لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟