أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد هجرس - حراس التراث الحى .. يستغيثون!














المزيد.....

حراس التراث الحى .. يستغيثون!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


الحرف التقليدية .. أحد الأنشطة المهمة التى تحتفى بها كافة الأمم وتتسابق الدول فى دعمها والحفاظ عليها وحمايتها من الانقراض فى مواجهة جبروت ومستجدات عصر ما بعد الثورة الصناعية.
وأسباب هذا الاهتمام العالمى بالحرف التقليدية لا تقتصر فقط على الأبعاد الاقتصادية المهمة لهذا النشاط الفريد، ولا على الأبعاد الاجتماعية له حيث يوفر حصة لا بأس من فرص العمل، وإنما تمتد إلى الأبعاد الثقافية والحضارية حيث تعتبر هذه الحرف التقليدية أحد أهم عناصر الثقافة المادية المعبرة عن الهوية الوطنية، وهى الهوية التى تواجد تحديات كبيرة فى عصر العولمة والشركات العابرة للقوميات والتسابق المحموم بين الدول الكبرى للهيمنة على النظام العالمى وإخضاعه لثقافة دول "المركز" و "أهل القمة
، وبخاصة الرغبة المسعورة من جانب المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة لـ "أمركة" العالم.
ولهذا تهتم دول العالم، كبيرها وصغيرها، بهذا القطاع الذى يمثل "التراث الحى" فى مقابل الآثار التى تمثل التراث الميت، لدرجة أن بعض البلدان تخصص حقيبة وزارية للحرف التقليدية.
أما عندنا .. فان الأمر مختلف تماماً، وأخشى أن أقول أنه قد وصل إلى حد الكارثة.
حيث لا توجد هيئة "قومية" حقيقية تتولى شئون هذا النشاط.
حتى "الإدارة" الهزيلة المنوط بها الاشراف على الحرف التقليدية، والتابعة لوزارة الثقافة، والتى كانت تنحت فى الصخر من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، جار عليها الزمان وأصبحت ألعوبة فى يد البيروقراطية المصرية العتيدة .
فبعد أن كانت تتبع قطاع الفنون التشكيلية، باعتبار أنها نشاط فنى فى التحليل الأخير، صدر "فرمان" بنقل تبعيتها إلى صندوق التنمية الثقافية.
وهذا الصندوق ليس معروفاً عنه قيادة نشاط بعينه فى الحياة الثقافية والفنية والابداعية. وكل ما عرفه الناس عنه أنه يقوم بتقديم الدعم المالى إلى هذا النشاط او ذاك دون ان يكون مسئولا عنه .. فليس فى هيكله كوادر او هيئات مخصصة ومؤهلة للقيام بهذه المهمة.
ومع ذلك .. قال بعض "المتفائلين" أن هذا "السيد" الجديد يمكن ان يكون فاتحة خير على الحرف التقليدية، لأنه "سيد غنى" وقادر ويده طويلة.
وزاد من تفاؤل هؤلاء ان وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى طلب أن يتم التسليم والتسلم بصورة سلسة وعلى يد لجنة تضم صفوة من الخبراء والفنانين من ذوى الاختصاص والاهتمام بهذا الشأن.
لكن هذا الطلب الوزارى تحول فى التطبيق إلى شئ آخر معاكس تماماً. وقد تلقيت عشرات الاستغاثات من العاملين بهذه الإدارة الذين فوجئوا بـ "أوامر" بيروقراطية عثمانلية بأن يتركوا الجمل بما حمل.
وعندما سألوا الأسياد الجدد: ما هو مصيرنا وأين نذهب؟ لم يكترث أحد حتى بالرد عليهم.
وفى نفس الوقت تناثرت أنباء بأن الأمير تشارلز، الذى يساند الحرف التقليدية ويدعمها فى العديد من البلدان، ومنها بلدان عربية، أبدى رغبته فى دعم هذا النشاط فى مصر. فتفتقت عبقرية البيروقراطية المصرية عن هذه الآلية كى يكون صندوق التنمية الثقافية هو المستفيد الأول من الحصول على دعم أمير ويلز، وان يكون "مصبا" لتلقى الأموال بعد ان كان "منبعاً" لمنحها لمن يستحق.
ولا يهمنا التوقف عند هذه الالاعيب والدهاليز البيروقراطية.
ما يهمنا فى المقام الأول هو الحفاظ على حقوق العاملين فى هذا النشاط، من فنيين وحرفيين وإداريين، وألا يضاروا بسبب التسليم والتسلم وتغيير جهة الإدارة.
وما يهمنا اولاً وقبل كل شئ هو الحفاظ على الحرف التقليدية المصرية المهددة بالانقراض.
وها نحن ندق أجراس الخطر .. فالقضية أكبر بكثير من هذه التنقلات البيروقراطية داخل أروقة ودهاليز وزارة الثقافة، بل أكبر من وزارة الثقافة ذاتها .
فهل نضع أيادينا على خدودنا ونكتفى بالفرجة؟



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر متخلفة بثلاثين عاماً عن الدول التى تشجع الاستثمار!
- صورة أقوى من الكلام
- ليس دفاعاً عن البهائية .. والبهائيين
- الديموقراطية أحط شىء فى العالم
- فعلها الهندي الأحمر المتمرد!
- اطلبوا الحريات.. ولو من الكويت
- قطارات من أجل الحوادث
- إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!
- وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة
- كلام -هجايص- .. وكلام من دهب!
- حزب المحافظين
- ابنتي.. والإرهاب
- قبطى ... لامؤاخذه!
- هؤلاء يجب إقالتهم .. والمحافظ المحبوب اولهم
- الطموح الإيراني والغيبوبة العربية
- أحزاب -تجارية- !
- تريدون القضاء علي بعوض الكراهية.. جففوا مستنقعات التطرف الدي ...
- رسالة من رئيس وزراء فرنسا .. إلى الدكتور نظيف
- عندما تساوي حياة المواطن.. ثمن وجبة كفتة!
- تقرير مهم لمجلس غير مشكوك في مصاهرته للحكومة


المزيد.....




- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...
- غانا تسترجع آثارا منهوبة منذ الحقبة الاستعمارية
- سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد هجرس - حراس التراث الحى .. يستغيثون!