أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الديموقراطية أحط شىء فى العالم














المزيد.....

الديموقراطية أحط شىء فى العالم


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1547 - 2006 / 5 / 11 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أول ما يقفز إلى ذهن الغالبية الساحقة منا أن قائل هذه العبارة الاستفزازية هو أحد أتباع أسامة بن لادن أو أبو مصعب الزرقاوى.
لكن الحقيقة أن العبارة تحمل "شهادة منشأ أوروبية" وصاحبها غربى الأصل والفصل.
وبداية الحكاية يرويها لنا المفكر الكبير الدكتور مراد وهبه فى ورقة بالغة الأهمية قدمها فى ندوة نظمتها منذ أيام الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير بالاشتراك مع مؤسسة كونراد أديناور عن "دور التنوير فى دعم التحول الديموقراطى فى مصر"، وكان لكاتب هذه السطور شرف المشاركة المتواضعة فى مناقشاتها ومداولاتها.
فقد تتبع مفكرنا الكبير نشأة الديموقراطية، المصطلح والمفهوم، ورأى أنه يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد ثم تعرض لنكسة خطيرة نتيجة وفاة المدافع عنها "بركليز" وأيضا نتيجة الحملة التى شنها عليه كل من أفلاطون وأرسطو باعتباره "حكم الأغلبية الفقيرة المتدنية"؟ ونظرا للنفوذ الفكرى الهائل لهما – أى أفلاطون وأرسطو - اختفت كلمة "الديموقراطية" وأصبحت أثراً بعد عين.
وظلت كلمة الديموقراطية مختفية لأكثر من ألفى عام وعندما كان يرد ذكرها أثناء هذه الفترة كان يأتى فى سياق عبارات كالتى جاءت فى عنوان هذا المقال والتى تقرر بدون لف أو دوران أن "الديموقراطية أحط شىء فى العالم" لانها "تستثير غرائز الجهلاء بالخطابة وتؤدى الى حكم الغوغاء".
لكن رغم مرور ألفى عام على انزواء الديموقراطية فإنها نهضت مثل طائر الفينيق من تحت الرماد وعادت الى الظهور فى أوروبا وأمريكا حتى أصبحت المعيار الرئيسى على سلامة أى نظام للحكم.
كيف حققت الديموقراطية هذه "المعجزة" وكيف استيقظت من سباتها العميق الذى يتفوق على نوم أهل الكهف؟
الإجابة التى يقدمها مفكرنا الكبير أن ذلك تم بفعل تراكم أفضى مع الوقت الى ذيوعها وتأسيسها. وقد قيل أن نقطة البداية لهذا التراكم مردودة إلى الإصلاح الدينى بوجه عام والفحص الحر للانجيل بوجه خاص. لكنه يرى أن ثورة كوبرنيكوس هى نقطة البداية عندما أعلن أن الارض ليست مركز الكون، وبالتالى لم يعد الانسان مركزا للكون، ومن ثم لم يعد للإنسان القدرة على ادعاء امتلاكه للحقيقة المطلقة.
وفى هذا السياق بزغت شمس "العلمانية" فى القرن السادس عشر، باعتبار ان العلمانية هى التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق.
بعدها مباشرة، وبالتحديد فى القرن السابع عشر، تأسست نظرية "العقد الاجتماعى" عند "هوبز" و"لوك" و"روسو".
وجوهر هذه النظرية باختصار هو أن المجتمع من صنع الإنسان وليس من صنع الله.
ومن العلمانية والعقد الاجتماعي تأسس "التنوير" فى القرن الثامن عشر.
وفى القرن التاسع عشر نشأت "الليبرالية"، وكان الاب الروحى لها هو الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت مل. وهى تعنى ببساطة أن سلطة الفرد فوق سلطة المجتمع.
وبهذا النحو تشكلت "رباعية الديموقراطية" من العلمانية والعقد الاجتماعى والتنوير والليبرالية.
رباعية الديموقراطية هذه، أو بالأحرى رباعية مراد وهبة، تنطوى على العديد من الأفكار المهمة والملهمة. منها أن الديموقراطية عملية تاريخية تنشأ وتتطور وتتراجع وتنتقل من خنادق الدفاع، وحتى من قبور الانزواء والنبذ والنكران، إلى الحياة من جديد، بالتوازى – وبالتفاعل – مع تحولات موضوعية واعتبارات ذاتية يجدر تأملها ودراستها بإمعان.
وهذا معناه أن الديموقراطية ليست مجرد شعار، أو قرار فوقى، وإنما "منظومة" متكاملة ومتفاعلة تبدأ بوضع حدود فاصلة بين الدين والسياسة، وتتدعم بالتعامل مع المجتمع باعتباره حقيقة بشرية من صنع الإنسان والاعتراف بعدم إخضاع الإنسان لأى سلطان غير سلطان العقل، لان تعطيل العقل يعنى مصادرة التقدم. ومن هنا ارتبط التنوير بالتقدم .
وقال أن الديموقراطية – لغة – هى حكم الشعب بالشعب للشعب، فان معنى ذلك أن مصدر الحكم هو الشعب وليس غير الشعب.
والسؤال هو: كيف يحكم؟
الإجابة كما وردت فى السطور السابقة هى : بالعقل.
لكن هل للشعب عقل؟
الإجابة هى: نعم .. انه العقل العام فى مقابل العقل الخاص. فإذا كان العقل الخاص متنورا فلابد أن يكون العقل العام متنورا.
ويترتب على الجواب على الأسئلة المثارة أن ثمة علاقة بين التنوير والديموقراطية. والسؤال إذن : كيف يمكن بث روح التنوير فى الديموقراطية؟
هذا هو السؤال الكبير الذى طرحته الندوة. وشاء الدكتور مراد وهبه أن يزيد السؤال صعوبة، وبالأحرى عمقا، حيث رصد الأزمة المزدوجة التى تواجهها الديموقراطية حاليا، بين الديموقراطية وأحد عناصرها وهو الليبرالية، ثم بين الديموقراطية والإرهاب، متسائلا: كيف نرفع هذه التناقضات التى تواجهها الديموقراطية فى أزمتها الراهنة، وكيف نتعامل مع أزمة الديموقراطية ونحن بصدد تأسيسها فى مصر؟
هل الجواب فى التنوير؟
وإذا لم يكن فى مصر تيار تنويرى .. فمال العمل؟
وإذا لم يكن لدينا تنوير، ولا علمانية، فكيف نؤسس الديموقراطية؟
إنها ليست مجرد تساؤلات .. إنها تحديات حقيقية يجدر بالجماعة الوطنية والديموقراطية المصرية أن تتأملها وتحللها بموضوعية، وبعيدا عن الغوغائية، ليس من باب الترف الذهنى، وإنما بحثا عن إجابات علمية لـ "أم المعضلات" التى يستحيل التعويل على المضى قدما فى ملفات الإصلاح دون حلها.
وفى كل الاحوال لا يجب ان يتملكنا اليأس.. فالديموقراطية قد ضربت بالحذاء فى أوروبا كما رأينا وانزوت لمدة ألفى عام فى نفس البلاد التى تباهى بها العالمين اليوم.
وليس المطلوب منا أن ننتظر نحن أيضا لمدة ألفى عام لكى نعيد الاعتبار الى الديموقراطية .. بل المطلوب أن نتعلم من تجارب البشرية وألا ننكفئ على ذواتنا فى محاولة إعادة اكتشاف القوانين المكتشفة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعلها الهندي الأحمر المتمرد!
- اطلبوا الحريات.. ولو من الكويت
- قطارات من أجل الحوادث
- إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!
- وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة
- كلام -هجايص- .. وكلام من دهب!
- حزب المحافظين
- ابنتي.. والإرهاب
- قبطى ... لامؤاخذه!
- هؤلاء يجب إقالتهم .. والمحافظ المحبوب اولهم
- الطموح الإيراني والغيبوبة العربية
- أحزاب -تجارية- !
- تريدون القضاء علي بعوض الكراهية.. جففوا مستنقعات التطرف الدي ...
- رسالة من رئيس وزراء فرنسا .. إلى الدكتور نظيف
- عندما تساوي حياة المواطن.. ثمن وجبة كفتة!
- تقرير مهم لمجلس غير مشكوك في مصاهرته للحكومة
- حوار ساخن مع الجنرال جون أبى زيد
- معاقبة السعودية بسبب إسرائيل.. ومصر بسبب نور.. والسودان بسبب ...
- فضيحة خطيرة
- الوزراء .. مطالبون بصوم ربيع الأول والآخر!


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الديموقراطية أحط شىء فى العالم