أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سعد هجرس - اطلبوا الحريات.. ولو من الكويت














المزيد.....

اطلبوا الحريات.. ولو من الكويت


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 11:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


فعلتها الكويت.. وفي حكم تاريخي لمحكمتها الدستورية اصدرته يوم الاثنين الماضي ألغت قانونا كان يضع قيودا علي التجمعات والتظاهرات والمسيرات العامة في البلاد، واستمر العمل به علي مدار ثلاثة عقود.
وكان هذا القانون الملغي ينص علي وجوب حصول المواطنين علي ترخيص مسبق من السلطات قبل تنظيم أي تجمع أو اجتماع عام.
ويعني إلغاءه ان الراغبين في تنظيم تجمعات او مسيرات عامة في الكويت لم يعد عليهم سوي اخطار السلطات بما ينوون القيام به ولم يعودوا مضطرين للحصول علي ترخيص مسبق بذلك.
إنها إذن رياح الحرية وقد هبت نسائمها علي الكويت.
ولذلك فان الكويت تستحق التحية والتهنئة علي هذه الخطوة الهائلة التي تضعها ليس فقط في صدارة دول الخليج، وإنما ايضا في صدارة الدول العربية بأسرها التي تتيح حرية التجمع والتظاهر بدون قيد أو شرط.
صحيح ان الكويت ليست غريبة عن الديمقراطية، بل لعلها هي السباقة في الخليج بأسره بهذا الصدد لكنها كانت في كثير من الاحيان ديمقراطية اشبه »بديمقراطية اسبرطة« حيث لم تكن حقوق الاشتراك في الحياة السياسية متاحة الا للذكور الحاملين للجنسية الكويتية من الدرجة الاولي. بينما يقف خارج الساحة السياسية كل النساء والـ»بدون«.
ورغم ذلك.. كان مجلس الامة الكويتي، ولايزال، برلمانا حقيقيا، له أنياب وأظافر، وليس مجرد ديكور.

وحتي عندما وقف هذا البرلمان علي يمين الحكومة واتخذ مواقف متخلفة تجاه عدد من قضايا الحريات والابداع والثقافة.. ظلت التجربة الكويتية متميزة وفريدة في الصحراء العربية القاحلة المخاصمة لكل صور الديمقراطية.
وبحكم المحكمة الدستورية المشار اليه حققت الكويت انجازا كبيرا ننحني امامه إجلالا وتقديرا.
ومع هذا الاجلال والتقدير.. تغمرنا - في مصر - مشاعر الحسرة، لان يجري هذا التطور الهائل في دولة من دول الخليج بينما ارض الكنانة التي كانت حاملة مصابيح التنوير في العالم العربي من قبل، والتي كانت المنارة التي يحج اليها كل عربي متعطش للحرية، تمدد العمل بقانون الطوارئ لمدة عامين آخرين.
وغني عن البيان ان هذا التمديد بمثابة سيف مسلط علي كل الحريات حتي لو أقسمت الحكومة علي المصحف والانجيل بانها لن تستخدمه الا لمكافحة الارهاب، ولن تسعي الي تمديده فترة اخري.
وتغمرنا - في مصر - مشاعر الحسرة كذلك ونحن نري في نفس اليوم الذي تصدر فيه المحكمة الدستورية بالكويت حكمها التاريخي الذي يحرر حقوق الاجتماع والتظاهر من أي قيود، نري قوات الامن تهاجم مئات المشاركين في مظاهرة خرجت الي ميدان طلعت حرب بقلب القاهرة بمناسبة عيد العمال.
وكما تقول التقارير الاخبارية فان قوات الامن قد انقضت علي المتظاهرين بعد دقائق من بدء المسيرة السلمية التي دعا اليها 17 حزبا وحركة تغيير ومركزا حقوقيا واجتماعيا.
واجبرت قوات الامن مئات المتظاهرين علي اللجوء الي مقر الحزب الناصري بشارع طلعت حرب، واحتجزتهم داخله، كما طاردت مندوبي وسائل الإعلام لابعادهم عن المكان.
هل هذا معقول؟
الكويت تسمح بالمظاهرات بمجرد الاخطار، بينما مصر - بجلال قدرها - تقمع المتظاهرين!
نفس التراجع في مكانة مصر ودورها الريادي نراه في مجالات اخري كثيرة. ونحن هنا لا نقارن مصر بالدول الاسكندنافية المتقدمة او غيرها من البلدان الاوروبية والغربية وانما نقارنها بالدول العربية الاخري التي طالما دأبت علي النظر الي القاهرة باعتبارها الرائدة وبؤرة الاشعاع الحضاري. فاذا بالامور تنقلب ونجد دولة صغيرة مثل قطر تتفوق علي الاعلام المصري.. بعد ان كانت عبارة »هنا القاهرة« التي تنطلق من الاذاعة المصرية تحرك الحجر من المحيط الي الخليج.
ونجد دولا عربية اخري كثيرة، قد تخلصت من وصمة القوانين التي تجيز حبس الصحفيين وغير الصحفيين في قضايا النشر، بينما نحن نقدم رجلا ونؤخر اخري منذ اكثر من ست سنوات مرت علي تقديم نقابة الصحفيين لمشروع قانون شاركت في صياغته كوكبة من افضل العقول القانونية والصحفية المصرية علي رأسهم المستشار عوض المر رئيس المحكمة الدستورية الراحل.
ومع ذلك فان هذا المشروع الممتاز »تاه« في دهاليز مجلس الشعب »سيد قراره«.
ونجد دولا عربية اخري قد احترمت قواعد العمل النقابي بينما مصر المحروسة تفرض الحراسة علي نقابة المهندسين التي تضم اكثر من 330 الف مهندس، وتحيط التنظيمات النقابية بالعديد من التعقيدات والقيود غير المبررة.
ان صدمة قرار المحكمة الدستورية بالكويت يجب ان توقظ الغافلين الذين يجدر بهم ان يتذكروا ان مكانة مصر، ودورها الريادي، وتأثيرها في مجالها الحيوي العربي، ليست حقوقا تاريخية مكتسبة.. وانما هي محصلة عناصر كثيرة في مقدمتها الدور التنويري للقاهرة واحتضانها لقضايا الحريات وحقوق الانسان.
ولعلنا نفيق!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطارات من أجل الحوادث
- إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!
- وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة
- كلام -هجايص- .. وكلام من دهب!
- حزب المحافظين
- ابنتي.. والإرهاب
- قبطى ... لامؤاخذه!
- هؤلاء يجب إقالتهم .. والمحافظ المحبوب اولهم
- الطموح الإيراني والغيبوبة العربية
- أحزاب -تجارية- !
- تريدون القضاء علي بعوض الكراهية.. جففوا مستنقعات التطرف الدي ...
- رسالة من رئيس وزراء فرنسا .. إلى الدكتور نظيف
- عندما تساوي حياة المواطن.. ثمن وجبة كفتة!
- تقرير مهم لمجلس غير مشكوك في مصاهرته للحكومة
- حوار ساخن مع الجنرال جون أبى زيد
- معاقبة السعودية بسبب إسرائيل.. ومصر بسبب نور.. والسودان بسبب ...
- فضيحة خطيرة
- الوزراء .. مطالبون بصوم ربيع الأول والآخر!
- من الذى أضرم النار فى معقل الليبرالية المصرية ؟
- المهندسون يرفعون شعار: الضغوط الأجنبية هى الحل!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سعد هجرس - اطلبوا الحريات.. ولو من الكويت