صورة أقوى من الكلام

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صورة واحدة من الصور التي تناقلتها وكالات الأنباء والفضائيات العالمية أمس الأول لمنطقة دار القضاء العالي.. كفيلة بأن تمسح نتائج كل بعثات طرق الأبواب والمؤتمرات التي يعقدها المسئولون في الداخل والخارج للترويج للاستثمار في مصر.
فكيف نتصور أن مستثمراً أجنبياً، أو عربياً، يمكن أن يتحمس للحضور إلي القاهرة وتحويل ملايين الدولارات لاستثمارها في مصر، بعد أن يري قلب القاهرة وقد تحول إلي ثكنة عسكرية، ويري آلاف جنود الأمن المركزي يغلقون مداخل ومخارج وسط البلد، ويري القضاة - الذين سيلجأ إليهم لحل أي نزاع مستقبلي - وهم يمنعون من دخول دار القضاء العالي، ويري المتظاهرين المتضامنين معهم يتعرضون لأنواع شتي من المنع والقمع، ويري الصحفيين - الذين تتطلب طبيعة عملهم التواجد في مسرح الأحداث - يمنعون من ممارسة عملهم ويلاحقون ويطاردون وتنتزع منهم كاميراتهم.
هل مثل هذه الصور.. يمكن أن تؤدي إلي جذب المستثمرين العرب والأجانب الذين ننفق ملايين الدولارات علي مؤتمرات لاغرائهم بمزايا الاستثمار في مصر، والذين تعول حكومة الدكتور أحمد نظيف علي تعظيم إسهامهم في خطتها.
فما بالك وأن المسألة لا تتعلق بالاستثمار فقط، ولا بالمستثمرين العرب والأجانب فحسب، وانما تتعلق بأمور تزيد في الأهمية، وأهمها استقرار هذا الوطن وكرامة شعبه، وهيبة قضائه، ومستقبل عملية التحول الديمقراطي والاصلاح السياسي والدستوري، وحث الأغلبية الصامتة من المصريين علي سحب استقالتهم الجماعية من الاهتمام بالشأن العام.

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل