أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قطة جبلية














المزيد.....

قطة جبلية


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6347 - 2019 / 9 / 10 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


كانت كقطة جبلية
لديها سبع ارواح
قلب واحد
وجسد عنيد
ملفوفة بأكاذيبه البيضاء
عند غيابه تشغل نفسها
بقراءة اشعاره
للمرأة التي غدر بها
حباً بالتجربة الباطلة
أشعاره .
المطعمة بالنوايا الحسنة
في كل لقاء تراها
تفقد روحاً من الارواح السبع
على قبضة يده المحكمة
بعد اللقاء بقليل تفر بعيدا عنه
تفرمن قبضته اللعينة
تتوه ك متشردة في الازقة القديمة
مجرجرة خلفها صبية حزينة خسرت كل خرزها الملونة.
أثناء لعبها مع ابنة المختار رغم انها (تشحط)اثناء اللعب.
كانت تغلبها بحيلها البريئة.
هي ابنة ذلك البائع المتجول التي تسكتها خيبتها
لتعود اليه كقطة مطيعة. جائعة. غضبة.
يعود هو بقبضته المحكمة ك ليخنق الروح السادسة.
تفر القطة من جديد
تمر بجانب مدرسة اهلية للراهبات التي كانت لا تقبل إلا ابناء الاغنياء.
هي التي تخلى اباها عن مهنة البائع المتجول وإلتحق في الجيش ليزيد من دخل البيت .
ذهب ليحارب من أجل الحكام لا من اجل الوطن.
لان الوطن لا يرسل ابناءه الى الموت لكنه زاد البيت هماً لانه لم يعد..
فجأة نمت الغصة في حنجرتها وهي تتذكر يوم اخذتها امها كي تسجلها هناك جاء رد المديرة قاسياً
وهي تقول لأمها
نحن اسفون لا نقبل ابناء الفقراء ولكن بصورة غير مباشرة
قالت بكل قسوة هذه المدرسة مصارفها ثقيلة وانت لست بحمل ثقلها.
تجرها امها من يدها والدمعة السافرة تستقر على ظهر كفها الصغيرة
هي ممسكة بيد امها. المكسورة الخاطر..
ثم تعود اليه القطة بروحها الخامسة.
تعود وديعة.مخنوقة بعبارة( الام بلسم)
ليشد هو الخناق عليها من جديد.
تتملص منهُ من جديد بروحها الرابعة. تتركهُ رغم اللهفة التي تكنها لروحه.
تذهب بعيدا.
خلفها تعدو فتاة جميلة بأبتسامة تدير رؤوس الرجال.
فتاة محتشمة تربت على هذا عيب وهذا حرام .
بملابسها الطويلة وشعرها المرفوع
هذه التي تذهب كل يوم من نفس الطريق على عملها
دون ان تنتبه لأحد. أو تهتم للنظرات التي كانت تنهشها وهي حيا.
حتى جاءت يداهُ المحكمتان. الباردتان .لتنتشلها من عوزها الذي ظل يلازمها.
حتى بعد أن احكم بقبضته عليها.
عوز الحرية. عوز الإخلاء سبيل.
رغم النعم فأن العوز بقيا يلازمها
كظل متبرص دنيئ ك وحمة على خد فاتنة يصعب ازالتها..
عادت اليه بعد خبية امل مقنعة
بأن الهروب أسوء من المواجهة.
عادت لتواجهه :
تعبة منهكة الى اضمامته الدافئة.عادت
لكن بقبضته القوية شلها من جديد ليخنق الروح الرابعة. .
يصر هذه المرة القضاء عليها. يخنقنها بقلبه الرحيم.
ساخرأً من عودتها اليه. زاجراً مهدداً اياها. بدم بارد.كيديه
تتوسل اليه من جديدان يرخي يداه عنها ان يطلق سبيلها
لكنه يصر على ان يزهق ماتبقى منهاومن الارواح السبعة.
التي تقمصتها منذ ان نفقت قطتها على يد ابن الجيران
الذي تربى في بيت علموه أن قتل القطط والكلاب حلال
وكل الارواح الذائقة للموت
يجب أن تزهق على يديه الطاهرتين
.ولأنه مجرد طفل في قانونها الانساني سامحته.
لكنها من يومها تخاف ابن الجيران. والجيران.
وكل من اقتنع بأن زهق الأرواح حلال,
إن لم تكن طاهرة حسب ناموسهم .
هاهو يطبق أحكام الجيران عليها
كي لا تعاود الهرب من جديد
هكذا يكون قد انهى كل شيء بظرف دقائق.
يزهق ما تبقى منها من الارواح القطة التي تقمصتها..
هي تموء بصوت مكتوم
خشية. ان يحس احدا بما تفعله يداه .
أو يتكالبوا الجيران مؤيدين ردة فعله.
مبررين بأن من حقه طالما هي رهن أشارة أصبعه.
يشد عليها بقبضته التي تعودت عليها.
غفلة تنفلتُ من قبضته اللعينة تفرفزعة.
لتحافظ على ما تبقى منها
فلتت بعد أن عادت بروحها العزيزة.
فلتت من قبضته هذه المرة الى الابد .
عادت الى الجبل
لم تعد تشتاق الى قبضته
تموء من الوحشة
تموء تحت ضوء القمر.
روحها العزيزةحرة طليقة.تبحث عن طيف امها
التي ماتت بحسرة طفلتها المهانة .
لم تعد تك القطة التي تعشق خناقها
بل تخنق في مهده كل طفل يولد من رحم العوز.
حتى لهفتها التي تذكرها به تخنقهاًقبل أن تطلقها..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام و غرام
- في ظل الوحشة
- هدية القط فأر ميت
- اسف ظننتكِ دُمية
- رغم أنف الوهم أحببتك
- مرحبا دنيا
- نعم نعم
- إضمامة غريب
- على لسان امرأة من بقايا حروب
- حزمة أجوبة
- (رابيتا )
- لا تسأل
- حارس حطام
- الرجال نوعان
- أنا شماعة وأنت فزاعة
- حبيبي الوطن
- لحظات مكسورة الجزء 13
- لانزر ولا هذر 8
- في هذا المساء المتأخر
- بائعة الخردوات2


المزيد.....




- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قطة جبلية