أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - هدية القط فأر ميت














المزيد.....

هدية القط فأر ميت


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6330 - 2019 / 8 / 24 - 10:43
المحور: الادب والفن
    



الريح قلعت كل شيء.
الا صاحبة البيت
قلبت كل شيء رأسا على عقب.
قلعت حتى الاشواك التي كانت تحيط في البيت خلعت باب الحظيرة. تتطاير التبن هنا وهناك. قطعت حبل الغسيل. وطارت كل المناديل المطرزة. وطار ذلك القميص الخاكي وتدحرجت فخار الجبن الفارغة ارتطمت بشجرة البطمة تناثرت حولها. خلفت الريح فوضى توجع العين والقلب.. قلبها الذي يأكلها على صاحب البيت الذي ذهب للمدينة لبيع محصوله مؤكدا لها سيعود عند المساء وهاهي تمر ثلاثة ايام وصاحب البيت غائباً تلفنت اكثر من عشر مرات من هاتف جارتها لتطمئن عليه غير ان الهاتف مقفل والجارةتصبرها بعبارة (الغائب كل حججه معه )مضيفة حجة غير مقنعة ربما سقط هاتفه من جيبه اثناء عبوره للساقية عند نهاية القرية. لا تقتنع بكلام جارتها. تشغل نفسها بتنظيف المكان وازالة تك الفوضى لحين عودة الغائب. نظفت الاشواك العالقة على سياجها ربطت حبلها المقطوع لملمت غسيلها المتناثر هنا وهناك الا قميصه الخاكي طار بعيدا كما طارت طائرة ابنها قبل سنين وعلقت على شجرة التوت في حوش المختار وحفاظا على راحته آبت ان تطرق بابه لتستعد طائرة ابنها اسكتته حينها بحفنة زبيب وعندما كبر وحيدها لم يعد يسكته احد.
وقرر ان يذهب بعيدا حاول جاهدا ان يقنعهما أن يلحق به ولكنهما رفض ان يترك دارهما العتيق حزنت على فراق ابنها وعلى فقدان قميص زوجها الذي بعد تسريحه من الجيش احتفظ بقمصانه وبعض سراويل للجيش وذلك للعمل بهما في الحقل لملمت فخارها المكسور ونظفت التبن واعادة باب الحظيرة في محله وعاد كل شيء الى مكانه كأن الريح لم تقتحم المكان. غير إن صاحب البيت لايزال غائبا وبعد ان انهكها ذلك العمل المضني جلست عند النافذة وهي تتمسح على ظهر قطها الاسود معاتبة اياه لانه جلب لها فأرا ميتا رمى به عند رجليها كأنه يود أن يرد لها بعضا من جميلها عليه. والقط غير مهتم كأنه يقول لها هذا كل ما لدي إن اعجبك أو لم يعجبك.
ردت عليه بأسى
هديتك فأر ميت وهدية الريح فوضى عارمة.
ياترى ما هديتك أنت أيها الغائب.
مضى شهراً على غيابه وهي لا زالت تنتظر أن ينتهي النهار ليهل زوجها عليها..في حساباتها الغير دقيقة النهار لايزال في اوله.
مضى الوقت تناثر كحفنة رمل حولها.
و صاحب البيت لم يعد.
كل ما تبقيا من ذلك النهار الطويل.
هو اثار اقدام نصف ممحية.
امرأة انهكها الانتظار..
امرأة فشلت الريح بقلعها ..!
2
طائر غريب
الريح
تارة تعوي
تارة تغني
تارة تهدأ
تارة تزمجر
تراقص ستارتي الشفافة.
بحركات جنونية
بحركات بهلوانية
ريشة لطائرغريب.تاه عن سربه.
سقط في شرك.صياد ماكر
نجح بالهروب لحظة زوغان الصياد
وها هو يسرق الحبوب المنثورة
عند مروره بجانب النافذة صدفة
تاركا ما تبقى منهُ
طعماً لطائر مغرور غرر به
طار عالياً تاركاً ريشتهِ الزاهية.
مؤكداً لي. أنه مر من هنا..
ملتقطاً بعضاً حبوبي المنثورة.. .
هذاالذي انهكتهُ الريح.
لحق بسربه الظال مجبراً
و ريشتهُ العالقة بطرف ستارتي
تؤكد لي انه مر من هنا.
كما علق صاحبها بالشرك.
الريح كعادتها
تآت بالكثير
وتأخذ الكثير
اليوم
هبت بشكل مفاجئ
واخذت الكثير
اوراقي
مشبك شعري
وصورا لرجل
بملابس صيد قديمة
على ظهره شباك مهترئة
عند خاصرته.صرة صغيرة
كل هذا حملته الريح بعيداً
لم توهبني سوى ريشةُ زاهية
معلقةبحافة ستارة دانتيل بيضاء .
عليها طرطشة دماء لطائر غريب..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسف ظننتكِ دُمية
- رغم أنف الوهم أحببتك
- مرحبا دنيا
- نعم نعم
- إضمامة غريب
- على لسان امرأة من بقايا حروب
- حزمة أجوبة
- (رابيتا )
- لا تسأل
- حارس حطام
- الرجال نوعان
- أنا شماعة وأنت فزاعة
- حبيبي الوطن
- لحظات مكسورة الجزء 13
- لانزر ولا هذر 8
- في هذا المساء المتأخر
- بائعة الخردوات2
- لا تندهش
- رجل من التراث
- بائعة الخردوات


المزيد.....




- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - هدية القط فأر ميت