أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - كلام و غرام














المزيد.....

كلام و غرام


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


سألها وهو يتامل يداها الجميلتين
ما مهنتك
ردت بود مضفرة الآكاليل
أمزجها بسعف النخيل والزهور الناعمة
مهنتي رائعة.
تدير علي اموالا لا تخطر على بال احدا
غبر إن وقتي ضيق جداً
ولمن تضفرين
للجنائز التي تملؤ الأزقةوبالأخص هذه الايام .
وللاعراس ويا مكثرها هذه الايام أيضاً.
كما انني اقوم في تنسيق باقات الورود الغالية الثمن بشكل رائع مما يجذب المشترين إلي ومحبين الورود. يجذب المتباهون
بارعة ايضا في تزيين القاعات والمؤتمرات الغير المجدية وتزيين قاعات للندوات التي تدور حول مواضيع لا تهم احدا سوى مبتكريها
والمتباهين وعندما اذهب للتزيين مثل هذه الاماكن احير لان لا اعرف بماذا يتباهون هؤلاء وعادة مثل هذه المؤتمرات والندوات لا تهم سوى الاعلام المرئي والغير المرئي
واحيانا كنت اساهم في توزيع باقات الورود على الجيوش المارة من امام مشغلي القديم .في كل معركة عندما كان يعود الجيش بعلامة (النصر)لا بالنصر طبعاً .
أما في فترة الكساد تراني اقوم بجمع زهور البرية وازينها حسب مزاجي المتأرجح في سلال عتيقة صنعتهما جدتي
يوم كان لنا بيتا ومشغلا للسلال وحقولا للحنطة.
في موسم الحصاد كانت جدتي تصنع سلالا من اعواد الخيزران
.جدتي رحلت وسلالها بقيت مركونه في زواية البيت لأتسلى أنا بها في أوقات الفراغ.
وبعد ان ازينها اوزعها بملل في زوايا البيت وكي لا انسى.
انني مضفرة للآكاليل وبعدها اخلو الى نفسي اضفر همومي حتى املها
وبعدها اضفر ظفيرتي ك اسلي وحشتي التي تلازمني كظلي
وأنام منهكة وفي صدري رجلا غيوراً لم يولد بعد.
هذه هي انا
وانت ما حرفتك ؟
اجابها بإعتزاز
انا صانع للقبعات يا سيدتي
اجيد صنع كل الانواع والاشكال وحسب المقاييس وكما يريدها الزبون بالضبط
اصنع للفقير وللثري
اصنع للغانيات للراهبات للمسنات لمرضى العضال للحكام للعمال للمتباهين
ولمحبي الموضى والفوضى معا
للمتكبرين للمؤمين
اصنع قبعات
رياضية بكل انواعها
ولسواق السيارات المسؤولين ولاصحاب الرؤوس الفارغة والشبه فارغة
ولي موسم في السنة مرة اصنع بها قبعات بخيوط مذهبة لرجال الدولة اللذين يديرون رؤوساً مهمة
كما يريدونها.
ولي زبون مهم جدا بات من اهم زبائني اي كل عام يغير قبعته حسب الوضع الذي يكون فيه
وحسب الامزجة التي تقوده او يقودها كله سواء
هم متعاونون ويتعاملون برقة مع بعضهم البعض
ففي كل موسم اصنع له قبعة تختلف عن السابقة
وبشكل مغاير تماما وهذا يحيرني وبما انه يدفع لي جيدا
فلا يهمني هذا الأمر طالما الدفع مقدما
ونحن اصحاب الحرف اليدوية كل ما نملكه هي حرفتنا
وما نحصل عليه هو عرق جبينا فنحن لسنا سوى ظهر منحني ويدان مستهلكتان
ثم بسط يديه امامها
انظري الى يداي انها مليئة بثقوب دقيقة اثر ابرة الحياكة انها تثقب يداي اثناء غرزي للابرة وسحبها ساكتا
ثم عاود كلامه من جديد
تصوري رغم انني صانع للقبعات في حياتي لم اضع قبعة على راسي
وانا مثلك عندما امر بفترة الكساد
اشغل نفسي بصناعة قبعات للمهرجين واضعها فوق رؤوس الفزاعات
التي تتوسط مزارع جدي التي التهمتها الغربان
ولم تبقي شيء منها سوى تك الفزعات وانني احتفظ بها لانها تذكرني بطفولتي البائسة
ثم سكت هنيهة معا كل يتأمل الاخر
كل غاص في الاخر دون أن ينتبه
ثم بصوت واحد كل قال للاخر ماذا لو اننا
ثم صمت معا من جديد
وبعدها قالت له ك تبدد ذلك الخجل
وهي تهديه
حزمة من زهور الخزامى
خذها هذه لك ضعها في غرفتك ك تعطر غرفتك وتنعش قبلك
اجابهابود
ماذا لو ان صاحبتها ترافقني هذا سيزيد قلبي انتعاشا
ردت عليه
اعطيني مهلة حتى انهي اعمالي العالقة وبعدها سألحق بك
اخذ الحزمة ومضى
وبقيا ينتظرها رغم انه كان على يقين تام قدومها مستحيل.
ولا هي ذهبت اليه
ولا هو عاد اليها
ك يعرف ما سبب تعوقها
بقيت هي تضفر وتحوك الآكاليل
واستمر هو يصنع القبعات لكل المناسبات
وبعد سنين طويلة التقيا دون موعد مسبق
كما التقيا اول مرة
كانت قد ذوت وشحب لونها
اما هو ازداد نحافة
كل منهما كانا قد خف بصره
وبصعوبة كل تعرف على الاخر
لان الزمن كان قد اتلف ذاكرتهما
ورغم إن كل كان قد انتظر الاخر
غير ان الوقت كان قد فات ولم يعد ينفع ان يتحاسبا
صافح كل الاخر بلطف مضى كل في طريقه.
لأن الوقت كان ضيق جداً..!








#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل الوحشة
- هدية القط فأر ميت
- اسف ظننتكِ دُمية
- رغم أنف الوهم أحببتك
- مرحبا دنيا
- نعم نعم
- إضمامة غريب
- على لسان امرأة من بقايا حروب
- حزمة أجوبة
- (رابيتا )
- لا تسأل
- حارس حطام
- الرجال نوعان
- أنا شماعة وأنت فزاعة
- حبيبي الوطن
- لحظات مكسورة الجزء 13
- لانزر ولا هذر 8
- في هذا المساء المتأخر
- بائعة الخردوات2
- لا تندهش


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - كلام و غرام