اكرم السموقي
الحوار المتمدن-العدد: 6309 - 2019 / 8 / 3 - 22:56
المحور:
الادب والفن
الى خيري شرقي
ماتت حقول السنابل بأكملها وتناثرت ذكرياتها متألمة لمّلم أشلائها ياصديقي فهذا القلب تأكله الأحزان وهذه العيون ستعمى شوقاً لرؤية سنجار مثل أيام زمان فكيف أخبرهم بأن خلف قد مات وناصر قد أستشهد ومن القرية لم يتبقَ سوى الرماد
خيري إن عدت إلى هناك فأبكِ كثيراً لعل دموعك تخلد الرحمة في قلوب الناس
وأنت تنظر الى وحشة المكان لاتخاف من القنابل المزروعة بفم الأزهار فلا تدع جاراً يقتل جاره لأن اطلالةً وحيدة لا تعبر عن جمال المكان
عندما تزور مكتبة الأمل أجمع حولك بقايا أثاثها المحطم ولمّلم بقايا جثث أوراقها وأنشرها تحت الأمطار لعل السواد الذي كتب فيها يختفي وأنت تدرّس الأطفال في مدارسنا علّمهم أن الإنسان هو إنسان وإن الإختلاف في الأديان لايعني قتل النفس بدون استئذان
أزرع الكثير من جذور اللبلاب كي يلتقي سياج مع سياج وأكتب بالطبشور أو بالاصباغ على الجدران إذا لم تعود إلى هنا ياصديقي فلا أحد يسكن في دارك سواك
وإن زرت قبر خلف يوماً ما فقل له هذا الكلام سلاماً ياخلف ياليت هذا السلام يجمعني بك فهذه الدنيا استوحشت وهذا الزمان لم يعد كما عرفناه سابقاً
فمنذ رحيلك قد تغير الكثير من الأشياء
رحلت أجيال وقدمت أجيال وياليتني مثلك لم أرَ هذه الأيام التي غرقت في ألوان الطغيان التي أغتصبت النساء وكفنت الأطفال الأبرياء
ففي أيامنا تعودنا أن نرى الأبناء يدفنون الآباء فاليوم نرى الآباء يدفنون الأولاد فأختلت موازين الحياة ياصديقي فالكثير من الأحباب قتلوا والقليل من الاعداء يموتون
فهذا ناصر أستشهد ولم يحظَ بقبرٍ حتى يدفن فيه فنُحرم من زيارته مدى الحياة
خيري احرص ألاّ تشهد الأجيال القادمة ما رأيناه نحن من حُزنٍ ودمعٍ وآهاتٍ
سلاماً ياخيري لك مني أصدق سلام
#اكرم_السموقي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟