أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فلنلقي بغزة بالبحر















المزيد.....

فلنلقي بغزة بالبحر


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1547 - 2006 / 5 / 11 - 11:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة هاشم ، هذه البقعة الجغرافية الصغيرة من فلسطين ، المكتظة بسكانها وكثافتها السكانية ، التي أمتزج بها أبناء اللجوء بمخيماتهم بأبناء البلد بمدنهم وقراهم ، ليكونوا مزيجاً فلسطينياً ، ورمزية للمأساة الفلسطينية ، ونبراساً مضيئاً ينير درب الأمال بالنصر والتحرير ... غزة التي لا تمتلك من المقومات الاقتصادية سوي مساحات قليلة من الأراضي الزراعية ، ومنفذ بري يربطها بجمهورية مصر العربية ،وساحل البحر الأبيض المتوسط ،هذه غزة التي شكلت عبر التاريخ بوابة فلسطين الجنوبية ، ومثلت قبلة لجيوش الفاتحين والطامعين بآن واحد .
بهذه المقومات رسمت غزة عنفوانها البطولي الذي أرعب الاحتلال الصهيوني ،وحول ترابها لألغام تتفجر تحت أقدامهم ،وهاجس عبر عنه الصهيوني "رابين " بالقول " أتمني أن أصحو من النوم أجد البحر قد أغرق غزة " ، التي منذ احتلالها لم يتمكن هذا العدو من إخضاعها أو السيطرة عليها ، مما حدا برئيس الأركان الصهيوني في حقبة السبعينات أن يعلنها بأن قواته المحتلة تسيطر على غزة بالنهار ،والفدائيين يسيطرون عليها بالليل ،غزة التي قاد لواء المقاومة بها الشهيد محمد الأسود "جيفارا غزة " وجعل من مخيماتها ساحات للبطولة والفداء ، ومن بيارات برتقالها مصنعا للأبطال ، مما دفع الصهيوني شارون بتطبيق خطته بهدم أجزاء كبيرة من مخيماتها ، وتوسيع شوارعها وأزقتها ليتمكن من السيطرة عليها وملاحقة فرسانها ، سقط الأسود ولم تسقط الراية ، أستلمها الشهيد الفارس رفيق السالمي الذي لقن العدو دروساً في النضال والتحدي ، وعلمه معاني الجبروت الفلسطيني ، ورحل الشهيد السالمي ولم ترحل جحافل الثوار ،أنبتت دماء السود والسالمي جيلاً ثائراً ، أنبتت الشهيد محمد الجمل ورفاقه ، الذين قادوا معركة السكاكين ،فرسموا لوحة نضالية مستمرة تزهو بفخر وإباء ، قائداً يسلم قائد ،وثائر يخلف ثائر ،وتواصلت المسيرة ، وسلمت الراية لمهندس فلسطين الشهيد يحي عياش ، ليرسم معالم التواصل ،ويلاحق جند الاحتلال ، بعملياته الإستشهادية ،التي ضرب بها معاقل الاحتلال الداخلية ، وتتواصل المسيرة وتعلن غزة التحدي ،وتأبي الخضوع ،وتتحول حبيبات ترابها لألغام متفجرة ،لا تعرف معني التفرقة أو الانحياز للفئويات والأحزاب ، قادة وثوار لم يعشقوا سوي وطنٌ واحد اسمه فلسطين ، لم توجه بندقية الأسود قائد الجبهه الشعبية ،أو رفيق قائد حركة فتح ،أو الشيخ محمد الجمل مقاتل الجهاد ، أو المهندس العياش بطل حماس ، لصدور شعبهم ، بل تلاحموا وسلموا الراية لبعضهم واحداُ تلو الأخر .
غزة التي هبت صوتاً واحداً بيوم وداع الشهيد أبو علي مصطفي تذرف الآهات ، وطافت شرارات الغضب من عيون أطفالها وهي تستقبل بالفجر وداع الشيخ القعيد الياسين ،وتزف للجنة اسد فلسطين الرنتيسي ، غزة التي أبت النوم وهي تستقبل جثمان القائد الرئيس ياسر عرفات . غزة هاشم التي غدى منها ضمير فلسطين وأمير المجاهدين فتحي الشقاقي ليدافع بدمائه عن حق اللاجئين ، ولم ينحني ولم ينكسر ، بل خشع عشقاً وحباً لبرتقال فلسطين وزيتونها.
وتتواصل المسيرة وتقام على أرض غزة هاشم معالم السلطة الوطنية ،التي تمخضت عن اتفاقيات أوسلو ، ويتواصل معها الحصار والقتل والتشريد ، فتثور غزة دفاعاً عن حرمة الأقصي الحبيب ، وتثور ثورتها الشعبية حتى تتمكن من دحر الاحتلال وتستقبل فجر الحرية ،وتشرق شمس الانتصار ،الانتصار الذي رسم بدماء آلاف الشهداء ،وبحور من التضحيات والآلام والعذابات والمعانيات ، تحررت غزة وحلم أهلها بعشقهم للحرية ،وظمأهم للأمن والاستقرار ، والنعم بحياة عادلة تشفي ما أدماه الاحتلال من جراح.
تصحو غزة من وجراحها لتمارس تجربتها الديمقراطية بانتخابات البلديات المحلية ،والمجلس التشريعي ليشهد العالم أجمع بمصداقية هذه التجربة ،وعظمة هذا الشعب العظيم ..
وها نحن نعيش نتائج ثمان وثلاثين عام من مقارعة العدو ،والثورة ،ونتاج ديمقراطيتنا ، فجنا شعبنا فلتان أمني يدفع فاتورته من دماء أبنائه وفلذات كبده لتتحقق مصالح القوي والأحزاب ،ويتحول السلاح الثائر لقصف مدارسنا ومنازلنا وجامعاتنا وسيارات أبنائنا ، وتمارس عمليات الخطف ،وتتحول ليال غزة لبركان فتنة مشتعل ،وساحة اقتتال تجرب بها كل أنواع السلاح المخزنة ، وكأن بحامليها يخشون عليها من رطوبة التخزين ، ولا ضير أن يحاصر الأخ أخاه ،ويقتل الابن أباه، ويخطف الجار جاره ، ولما لا فالحزب باقٍ والوطن زوال .
تشتعل غزة تحت لهب الفتنة ،وأهلها جوعي فقراء ، أدمتهم ويلات الحصار والبطالة ، والمساعدات لا تصل سوي بالانتماء ، وأضحت الأفواه الجوعي لا تجد قوت يومها سوي بانتمائها لأحد الرايات ،وارتدائها لعباءة حزب من الأحزاب ، لكي تنال مساعدة أو لقمة عيش ، وتحمي أبنائها من رصاصات جند الكتائب المنتشرة ،ومقاتلي المجموعات .
غزة هاشم تعيش مؤامرة حقيقية بقناع وطني ،ومسميات وطنية يقودها أولئك الذين حولوا منابر الأعلام لفتيل فتن ومآرب شخصية لصوصيه ،وجعلوا من الوطن عنوان لأطماعهم ،وساحة لمصالحهم الإقليمية ، غزة تغرق تحت لهب الفتنة التي أضحي عنوان خطب صلوات الجمعة ومن على منابر مساجدنا ، فتحولت كلمات الهداية والدعاء لصلاح الأنفس والتعبد لسموم تحرض الأخ ضد أخيه ، وتثور الابن لمعصية أبيه ، والزوجة لتتمرد على زوجها ، شحنوا الصدور بكل ألوانهم الخضراء والصفراء ، ونصبوا أنفسهم أولياء ، ومن يدفع الثمن ؟
نحن الذين نتوجه بمسيرات التشييع لدفن أبنائنا ،ونستقبل المعزين ترحماً على قتلانا ، حيث لم يحتسبهم العزيز الرحيم شهداء " فالقاتل والمقتول بالنار" .
لسنا بصدد الخوض بمعرفة من السبب؟ ومن المسئول؟ فجميعنا شيخا وشابا وطفلا وامرأة ندرك من هي الأطراف التي تتلاعب بساحتنا الفلسطينية ، وتشحن الحقد بالصدور لتمرر مخططاتها في ظل سياسة الاستغباء التي يمارسها قادتنا ، الاستغباء لعقول هذا الشعب ،والتلاعب بعواطفه ، ويشعلوا به فتيل الموت بتصريحاتهم وتصرفاتهم وتحريضهم ، وبعد كل هذا الهدر للدماء ، لا يجدوا لإخراسنا سوي عقد اجتماع عاجل للجنة المتابعة أو تشكيل لجنة تقصي حقائق صماء ، لا نجني منها سوي وأد الحقيقة ووأد جثث قتلانا ،ومزيداً من التوتر والانفلات .
أحداث خان يونس التي اشتعلت ولا زالت تشتعل ، لم نجد شرطياً أو جندياً من قوي الأمن التي أشعرنا المتحدث باسم الداخلية بأن الخير والأمان قادمان من خلال تصريحاته بعمليات الضبط الأمني ،وانتهاء عهد الكلمات ، فأين أنت أيها السوبرمان ؟ أين بالله عليك يا وزير الداخلية من أحداث خان يونس وحي التفاح ؟ وأين قوي الأمن الوطني التي تنتشر في كل مكان ؟ وأين القوي والفعاليات والأحزاب الوطنية ومجموعاتها المسلحة؟
وهناك ألاف الأسئلة التي تدور في خلد ووجدان كل واحد منا ، نبحث لها عن إجابات فتنتج لنا ألاف الأسئلة الأخرى ، ونخلص لمزيداً من علامات الاستهجان والتعجب !!
فلنلقي بغزة هاشم بالبحر .. ونحقق أحلام الصهيوني رابين ... عسي الله أن يهدي نفوسنا ويصلح أحوالنا ...
وهنيئاً لكل من أطلق رصاصة على أخيه النار وعذاب الآخرة .... هنيئاً له ... وليحدثنا كيف ستقر له عين ، وينام وسط أبنائه ،وهناك عيون فقدت أبا وأخاً .. وأم انتظرت أبنها مع صلاة الفجر ولم تشعر بدفء فراشة وحنان حبه وعطفه ... هنيئاً لمن يمتشق سلاحه ويقتل أبناء شعبه ويعود بساعات المساء لبيته ليعلم ابنه الفضيلة .... وهل ينتهي الكلام ؟
سامي الأخرس
9/5/2006





#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأغادر
- ولاية غزة المتحدة وعاصمتها جحر الديك
- شاطئ غزة ... ملكية خاصة
- لماذا الآن أشعلتم فتيل الحزبية ؟
- حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة
- المرأة العربية رمزاً للتخلف بعصر التمدن
- حملوك فارساً ......
- تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأ ...
- الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد
- وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر
- حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة
- يوم الأرض .... يوم الوفاء
- شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
- المرأة وعولمة الجسد
- من ينصف حمدي قرعان
- من الطرف الرابع بعملية اعتقال المناضل أحمد سعدات ؟
- غلاء الأسعار وثورة الجياع
- إبحار في ذاكرة عربي
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - فلنلقي بغزة بالبحر