أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - ولاية غزة المتحدة وعاصمتها جحر الديك















المزيد.....

ولاية غزة المتحدة وعاصمتها جحر الديك


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشتعل ثورات الشعوب المضطهدة ،وتستعر اشتدادا ومقاومة لتحقيق أهدافها ، التي انطلقت لأجلها ، فلم يذكر التاريخ لنا ثورة انطلقت وتلاشت دون أن تحقق أهدافها الاستراتيجية التي وضعتها نصب أعينها ،منذ إطلاق الرصاصة الأولي وأول الكلمات . فالشعوب لا تثور سوي علي محتليها ،ومغتصبي أوطانها ،أو من سحقوها ،وظلموها0
والثورة الفلسطينية التي تعتبر من أكثر ثورات العالم ،والعصر الحديث عدالة ،حيث انطلقت من رحم القهر والآلام ،لتسمع صوت الشعب الفلسطيني للعالم أجمع ،الذي أرادوا أن يحولوه لقضية لاجئين ، فكانت الطلقة الأولي والكلمة الأولي ن لتعبر عن شعب وقضية ،وحقوق عادلة تم اغتصابها عنوة .
وتمكنت الثورة الفلسطينية بفترة وجيزة أن تجعل فلسطين ،القضية الأولي علي سلم أولويات الأسرة الدولية ،وتنال تضامن وعطف العديد من الشعوب التي لم تعرف شيء عن فلسطين ، بل واستقطبت العديد من المقاتلين الأجانب الذين لم تربطهم بفلسطين أي روابط ، سوي إيمانهم بتحرير الشعوب من الظلم والاضطهاد.
وتمترست ثورتنا بفعل ما تراكم لها من خبرات ومنجزات أن تشكل جسدا ثوريا ،ومؤسساتياً عبر عنه بمنظمة التحرير الفلسطينية ،ومؤسساتها كالمجلس الوطني ،والصندوق القومي ،والمراكز الثقافية ، والاقتصادية ، بل وأضحت تلعب دورا مركزيا في القرار العربي والدولي ، كما وتمكنت من خوض مواجهات دامية مع العدو الصهيوني عبر فصائل الفعل الوطني ، تحت شعارات أطلقها برنامج منظمة التحرير الفلسطينية دولة فلسطينية وعاصمتها القدس في حدود عام 1967م ، وحق العودة ،وتقرير المصير ، والتي من اجلها قاومت منظمة التحرير مشروع السادات واتفاقيات كامب ديفيد وكل المشاريع السلمية التي لم تعترف بالحقوق الفلسطينية .
وتسارعت المتغيرات الدولية بداية من انهيار القطب الاشتراكي ،الذي كان يشكل توازن عالمي ، وسنداً للعديد من قوي التحرر العالمي ، وتبعه الحرب العراقية الأولي ، والعدوان الثلاثيني علي العراق ، ووفق الرؤى الفلسطينية المتنفذة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، تم عقد مؤتمر مدريد الذي شرع به بداية التفاوض مع الاحتلال الصهيوني كأول قناة رسمية ، وبخضم هذه المفاوضات ولد فجأة اتفاق اوسلو ،والذي عبر عن ولادة من رحم الهزيمة وبدايات التنازل عن كل الثوابت التي راح علي مذبحها آلاف الشهداء ، وقدم العديد من القادة الفلسطينيين أرواحهم فدائها ،وووقعت اتفاقيات غزة – أريحا ، وتجلت منها أول سلطة وطنية فعلية علي الأرض ، لا تملك أي من الحقوق السياسية سوي تشكيل مؤسسات جسد بلا روح ،وتحت شعارات التنازل عن الثوابت الوطنية أفرزت المرحلة قوي فلسطينية معارضة تمثلت بالقوي الإسلامية (حماس والجهاد) التي تمسكت بالثوابت والحقوق ، ومارست كل ما تمتلك لإفشال هذه الاتفاقيات من خلال برامجها السياسية ، ومقاومتها لهذه الاتفاقيات بالعمل العسكري الذي ركزت به علي ضرب العمق الصهيوني من خلال العمليات الاستشهادية .. الخ ، واندلعت انتفاضة عام 2000(انتفاضة الأقصى) ومارست القوي الوطنية معارك ضارية ومقاومة بطولية في التصدي للبطش الصهيوني الذي مارس كل ما أفرزته تقنية الدمار والتدمير ضد الشعب الفلسطيني ، محاولا إخضاعه .
ومع اغتيال الشهيد أبو عمار ،واغتيال معظم أمناء وزعماء الفصائل الوطنية بداية من الدكتور فتحي الشقاقي ، وأبو علي مصطفي ،والشيخ احمد ياسين ،والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ،نهاية بالرئيس ياسر عرفات ،تمكن العدو الصهيوني من إفراغ الساحة الفلسطينية من زعمائها التاريخيين المؤثرين بالقرار الفلسطيني . وكنتيجة فعلية بدأت الساحة الفلسطينية مرحلة جديدة ، حيث تجلت بانتخاب أبو مازن رئيسا ،وإجراء الانتخابات البلدية والتشريعية ، وشاهدنا الانقلاب السياسي والفكري الذي طرأ علي أكبر فصيل معارض (حماس) حيث انتقلت بسرعة الصاروخ من موقع المتصدي للحلول الجزئية واتفاقيات هدر الحقوق ، إلي من عرضوا هدنة 15 عاما ،واللهث للتفاوض مع الغرب ، ومسك زمام السلطة الفلسطينية . وهكذا تكون منظمة التحرير الفلسطينية ببرنامجها السياسي ، الذي طرحة الشهيد أبو عمار ،وفاوض الاحتلال منطلقا وفق سياسة المراحل وليس المرحلة ، قد داعبت حماس ، والأخيرة لم تفوت الفرصة وهرولت ومعها قوي المعارضة لتتبني نفس البرنامج وتجعله كهدف استراتيجي ،وتكتيك سياسي.
وعليه فقد تحول الحلم الثوري الفلسطيني من دولة بحدود 1967 م ذات سيادة وطنية ،وثوابت لا تخضع للتنازل أو المساومة ، إلي شعارات استهوتها فصائل الفعل الوطني ، لترنيمة كالشذي علي أذان شعبنا ، ويكفينا ما حققناة من أنجاز بتحرير غزة ، حيث يمكن لمجلسنا التشريعي المنتخب والذي سيعقد جلسته الأولي في السادس عشر من شباط الحالي أن يعلن استقلال ولاية غزة المتحدة ، ولن يجد النواب التشريعيين عاصمة تليق بهذه الولاية الوليدة أفضل من جحر الديك ، لتمتعها بمزايا أفضل العواصم العالمية من مميزات تؤهلها وبجدارة لتكون عاصمتنا.
ولنبدأ من جديد بطرح برامج مقاومة جديدة ونقاتل من جديد ، لنعلن انضمام المستوطنات العشوائية التي ستنسحب منها قوات العدو من طرف واحد في الضفة الغربية لنضمها لولايتنا المتحدة وبذلك تتسع رقعة الحكومة القادمة ، وتمتد سلطاتها.
ها هو البرنامج الوطني الذي انطلقت من اجله الثورة الفلسطينية ، والقوي الوطنية والإسلامية الأخرى الغير منطوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية. قزم واقتضب بفعل المتغيرات التاريخية والدولية حتى بدي لا يعبر عن طموح طفل فلسطيني لم يولد بعد ، وتحول الحلم من دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس ، وحق العودة وتقرير المصير ، إلي ولاية غزة المتحدة التي تفقد لمقومات محافظة يمكن أن تدير شؤونها الداخلية، وقوانا تلهث لأجل هذه الولاية ، وخاضت تغيرات شاملة علي كافة برامجها السياسية والأيديولوجية ، وأساليبها الكفاحية التي أضحت بالية لا تتلاءم والمتغيرات السياسية والدولية.
وستبقي دماء الشهداء هي الشاهد والشهيد علي شعب ضحي وقاوم ، وقادة لن يتمكن التاريخ من تمجيدهم سوي بالهزيمة والتنازل 0
ولننتظر ما ستمليه علينا الأيام القادمة ، فربما كان في الأفق جديد، وحتما هناك جديد ، لكن حتما لن يكون لصالح شعب فلسطين.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاطئ غزة ... ملكية خاصة
- لماذا الآن أشعلتم فتيل الحزبية ؟
- حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة
- المرأة العربية رمزاً للتخلف بعصر التمدن
- حملوك فارساً ......
- تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأ ...
- الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد
- وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر
- حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة
- يوم الأرض .... يوم الوفاء
- شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
- المرأة وعولمة الجسد
- من ينصف حمدي قرعان
- من الطرف الرابع بعملية اعتقال المناضل أحمد سعدات ؟
- غلاء الأسعار وثورة الجياع
- إبحار في ذاكرة عربي
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - ولاية غزة المتحدة وعاصمتها جحر الديك