سامي الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 07:52
المحور:
القضية الفلسطينية
"حمدي قرعان" لقبته الصحافة الصهيونية بحمدي الفورد ، نظير لوعته وعشقه لقيادة هذا النوع من السيارات ، وسيم ، جميل ، رشيق ، يوحي لمن يراه بتشبيهه بأحد أبطال أفلام هوليود ، دوما تعتمر شفتاه الابتسامة ، هادئ مفعم بالأمل وإشراقه كل صباح .
حمدي قرعان 32عاماً من سكان البيرة ، الفدائي الذي عشق وطن ، وسماء تلألأت بنجوم الحرية ، تنير دروب الثوار . ضغط علي الزناد وأطلق ثلاث رصاصات ، أردت فكر إرهابي قتيلا ، تجسد بالصهيوني زئيفي.
في السابع عشر من أكتوبر 2001م ، توجه حمدي قرعان إلي فندق "حياة" في القدس ،مصطحباً رفيقه باسل اسمر ،وأمام غرفة رقم" 816" كان اللقاء ،والميعاد مع الثأر والانتقام لشهداء فلسطين العظماء ، فابتسم حمدي وضغط علي الزناد ، وبهدوء الفدائي ،وعيون تداعب زهرات فلسطين ، عاد منتصراً ، وهنئ رفاق دربة ، وجماهير شعبة .
عانق عاهد غلمة المسئول عن التخطيط ، وقبل مجدي الريماوي مسئول الأبطال ، وبشر شعباً أدمته الويلات وإرهاب الصهيونية .
" حمدي قرعان" الفدائي الأول الذي نفذ عملية اغتيال ضد وزير صهيوني مثل فكر إرهابي ، وحالة فكرية ، لم يمثل منصب أو مكان بحكومة إرهاب ، بل كان زئيفي منبع فكراً صهيونيا يؤمن بالتهجير وترحيل شعب فلسطين ، ومن هنا كان اختيار الهدف الذي ينم عن قراءة من مخططي العملية ، وهذا ما كشفته عملية الاغتيال الفاشلة ليهود أولمرت وهو رئيس لبلدية القدس ، وها هو اليوم علي رأس الهرم الصهيوني ، مما يدل علي بعد استراتيجي لمن يخطط لمثل هذه العمليات.
أبحرت طويلا وأنا اقرأ سيرة أبطال سجن أريحا ، بين تاريخ الشعوب والثورات عسي أن أجد ببحور التاريخ شعباً أو ثورةً حاكمت مقاوميها وثائريها ، فلم أجد سوي ثورة واحدة دونت سبق لم يسبقها له غيرها ،ولا أعتقد أن هناك من الثورات من سيكرر تجربتها ، ألا وهي ثورتنا الفلسطينية التي حاكمت ثوار علي رأسهم أمين عام للفصيل الثاني بتاريخ النضال الوطني .
فمن إذن سنصف حمدي قرعان ؟ سؤال أضعه بوجدان شعب وأمة تقاوم الاحتلال ، وفؤاد كل من يتكرم ويقرأ هذه الكلمات !!!!
سامي الأخرس
18/3/2006
#سامي_الاخرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟