أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟















المزيد.....

ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 09:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


انعقدت اليوم أول جلسات المجلس التشريعي الجديد ،ومنذ الوهلة الأولي التي تناولت جدول الأعمال إتضح الانقسام البرلماني الذي سيشكل ملامح المرحلة البرلمانية القادمة، وعمليات الشد والجذب بين السلطات سواء التشريعية أو الرئاسة ، وسيتجلى ذلك واضحا عندما يتم تشكيل الوزارة الجديدة ،وحدوث الاحتكاكات في الوزارات علي أرض الواقع.
ولنكن منطقيين وواقعيين فمن يري الأمور سهلة وبسيطة فهو واهم بأوهام ومثاليات ، حيث ستفرز التركيبة الجديدة واقعا تصادميا في شتي المؤسسات من قمة الهرم المؤسساتي حتى أدناه ، وهذا نتاج طبيعي للموروث القديم الذي سيطرت عليه حركة فتح وجسدته بالواقع ،وبين الوافد الجديد حركة حماس وما ستحاول من خلاله تجسيد ملامح شخصيتها المؤسساتية وهذا ما لمسناه اليوم من جلسة المجلس التشريعي ،وإرهاصات الاحتكاك والتصادم .
وحقيقة لا يوجد طرف ملام وآخر غير ملام بما حدث اليوم بجلسة المجلس التشريعي ،فكلا الكتلتين جاءت للمجلس وهي مستعدة لما سيواجهها ،ولديها تصور كامل للسيناريو ، وعندها النية لاستعراض عضلاتها ،رغم إدراك كتلة فتح بأن عضلات كتلة حماس أقوي واشد فتوة . وهذا ما ترجم من انسحاب نواب فتح ،وتحقيق حماس لما سعت إليه من إلغاء قرارات المجلس السابق وهو ما كان يشغل تفكيرها وعلي قمة أولوياتها منذ إعلان القرارات التي سبقت تنصيب المجلس الجديد . وليس هنا بيت القصيد ،سواء هذا حق قانوني أم غير قانوني ، فكان الأجدر تشكيل لجنة قانونية محايدة ،وما أكثر رجال القانون المحايدون. والبث حسب توصيات هذه اللجنة ،والطرف الآخر كان علي الأخوة بحماس التروي بمناقشة هذه القضية حتى تستقر النفوس وتهدأ الأحوال ،خاصة وهي تدرك أن تأثيرات النتائج لا زالت تلقي بآثارها علي المجتمع الفلسطيني بشكل عام ،وأبناء فتح بشكل خاص.
1) حماس:
الإخوة بحركة حماس يسعون لتطبيق سياستهم وتنفيذ برنامجهم الانتخابي واثبات إنهم بجاهزية للخوض بمعترك السلطة، وقيادة دفتها ،ويحاولون وضع كافة التصورات التي تمكنهم من تحقيق ذلك سواء علي الصعيد المحلي أو الخارجي ،لإدراكهم التام بأن الفرصة سنحت لهم لتثبيت قواعدهم الشعبية والجماهيرية ،والتثبت بهذه الفرصة التاريخية ،ومن خلفهم الإخوان المسلمين التي تري بهم النموذج الذي ستنطلق منه لتثبت لجماهير الأمة العربية والإسلامية إنها الأقدر على تحقيق العدالة الاجتماعية ،وإنقاذ الشعوب من حالة اليأس التي تعيش بها، ومن هنا فهي لن تدخر جهدا بإنجاح هذه التجربة التي لم تتحقق لهم ،رغم سعيهم التاريخي لنيل هذه الفرصة بالقيادة.
والسؤال هنا من سيدفع ثمن معركة ثني الذراع التي شهدها المجلس التشريعي اليوم؟
كان من الأجدر بحركة حماس أن تدرك بأن المواطن الفلسطيني ،لم يعد يمتلك صبرا وقدرة علي المزيد من التصارع والتجاذب بين قواه السياسية ‘ فشعبنا تكدر من هذه الأزمات ،ولم يعد لديه القدرة علي التواصل والحياة وسطها ، وما كانت نتائج الانتخابات الأخيرة ، تكون هكذا لولا هذه الحالة ،والتي خلقت منه شعب يختزل بأعماقه الأزمات والآلام والتوهان .
فما كان من العقلاء بحماس إدراك هذه الحالة ،ومناقشة المواد القانونية والقرارات السابقة للمجلس السابق من خلال فتح حوار وطني يحدد به التوافق بين الآراء ووجهات النظر ، والخلوص لحلول أكثر واقعية مقبولة من كافة القوي الوطنية ،والبعد عن إرهاق المواطن الفلسطيني مما حدث اليوم بمجلسهم التشريعي الجديد.
هذا ما غاب عن ذهن الدويك والزهار وهو حالة الأرق والغليان التي تكتظ بها نفوس وصدور شعبنا سواء بالداخل أو بالشتات .. وما كان من نواب حماس مخاطبة زملائهم وممثلين شعبهم بكلمات مثل (أولئك .. أو المنسحبين) فعلي النائب التحلي بأخلاق ناخبيه الذين أعطوه ثقتهم ،والحرص علي الألفاظ.
2) حركة فتح
حركة فتح وهي بالأمس القريب كانت تمثل رأس الهرم ،ومعادلة القرار الفلسطيني ،وقائدة مسيرته ،فجأة وجدت نفسها بموقع المهزوم ،العاجز عن مواجهة طموحات حركة حماس ،خاصة وان أسوأ المتشائمين بفتح لم يتوقع هذا السيناريو ، فلم تهيأ فتح نفسها بعد لتقبل هذه الحالة ، ولم تتمكن من تجاوز حمي الهزيمة ،فأعلنت حالة الاحتجاج بطريقة غير شرعية من خلال انسحاب نوابها من الجلسة التشريعية ،وهو ما مثل حالة توتر ونفور بالمجلس وعكس ذاته علي المناقشات والحوارات ، فكان أحرى بنواب فتح التقدم بحلول اكثر واقعية ومنطقية ، وعكس صورة وطنية عامة ، تلفظ حالة التحزب ، وهذا كان يمكن أن يمكن أن يتحقق من خلال العديد من المقترحات مثل الطلب بتأجيل الجلسة وفسح المجال للحوار والنقاش ، أو الاحتكام لمنطق القانون والدستور الذي اقره نواب فتح السابقون ،والذين أبدعوا به في مخالفة رؤى الشهيد ياسر عرفات ،وتفننوا بتقويض صلاحياته تحت شعارات الإصلاح ،وكأن الأمور ستدوم لهم ( لو دامت لغيرك ما وصلتك) مثل شعبي لم يدركه نواب فتح السابقون.
3) القوي الأخرى:
الكتل البرلمانية الأخرى والتي لا حول ولا قوة لها إلا بالله ، فهي كمن ينحت بالصخر بأظافره ،وهذه القوي التي تحاول لعب دور الوسيط بين الكتلتين الأكبر ،أو الملطف للأجواء السياسية والحزبية ، وهو ما تم لمسه من خلال المداخلات لنوابها التي انطلقت مجملها من رؤية وطنية ،ومصلحة الوطن ، ورغم ذلك كانت الصفعة قوية وشديدة لها ، عندما تم التصويت علي مقترح النائب "جميل المجدلاوي" برفع الجلسة لليوم التالي ،لإفساح المجال لمز يدا من تهدئة النفوس والحوار والنقاش ، كمحاولة لتلطيف الأجواء التي تأزمت بانسحاب نواب فتح ، فكانت الصفعة ووقوع الأغنام بين فكي الذئاب ، والافتراس تحقق من خلال موافقة تسعة نواب علي المقترح ،وبحسبة بسيطة نعرف من هي هذه الأصوات.
إذن فالإصرار من كتلة حماس كان واضح وجلي بتمرير ما تصبو له من قرارات ،ترجمت بردة فعل سريعة من خلال مهاجمة مسلحي كتائب القصي للمجلس التشريعي بغزة ،وخروج نواب حماس تحت حمايات ومصفحات عصية الاختراق.
4) من الرابح ومن الخاسر:
كل الكتل الممثلة بالمجلس هي الرابح أكيد ،لأنها تسعي لتحقيق مصالحها ورغباتها وأهدافها الحزبية ،سواء حماس أو فتح او الكتل الأخري ،حيث إنهم سيتجاوزوا كل ماحدث بالحوار الذي يتم من تحت طاولة الإعلام ،وبغياب الحقيقة ، ولن يعصي عليهم صياغة نقاط التقاء ،وتجاوز الخلافات مهما اشتدت معركة الشد والجذب فيما بينها ، وهذا عرف سياسي دائم ومتواصل .
فمن الخاسر ....بكل تأكيد هو شعبنا الذي تطحنه الأزمات تلو الأزمات في الداخل ، الجوع والفقر والفوضي والمحسوبية والفساد والفلتان الأمني والأخلاقي ،والأمراض النفسية ومظاهر لم يعهدها شعبنا من قبل .
وأهلنا بالشتات الذين يعانون القتل والتشريد والترويع بالعراق ولبنان ،والملاحقة والاغتراب وهموم الوطن تتجذر يوميا بهم ،أولئك الذين لم تغفل قلوبهم لحظة عن النبض بحب فلسطين ،ولم تغب أذهانهم عن حلم العودة واستنشاق عبق البرتقال ،وتذوق زيتون القدس ،وعنب الخليل.
وما بين فتح وحماس شعب احتاس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ
- من مذابح لبنان إلي مذابح العراق ... ضريبة دماء فلسطينية بأيد ...
- هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟
- فلتان أمني أم فلتان أخلاقي
- بخيت والديمقراطية الفلسطينية
- تحرر المرأة من الشعار إلي الواقع
- ومن هم غير الفاسدين
- الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟