أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - إبحار في ذاكرة عربي














المزيد.....

إبحار في ذاكرة عربي


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدرك ملياً إنني ناجيت أعماقي ، واستنفرت كل ما بداخلي من حواس وأحاسيس ،علني أجد شيئاً أكتب به ،أم أناجي مفاتنه الجميلة ،وأغازلة بقلمي ومشاعري، همت وشرد ذهني باحثاً عن حقيقة واحدة نناجي أنفسنا بها ،فوجدت فلسطين ماثلة تغازلني بمصابها وآلامها، فهربت ،وإذا بالعراق تصفعني علي وجنتي بجراحها وآهات ماجداتها ،وهربت مرة أخري إذ بالسودان وأطفالها يبتسمون ابتسامه الجوع والتشريد ،ومن هناك الصومال اسمع ضحكاتها ترنيمة ألم ، فهربت وهربت ،وحاولت أن أحلم للحظات ،وأصنع لنفسي صومعة عاجية،وأحلام وردية ،أعيش بها.فتذكرت إنني عربيا ،مسلماً، تذكرت إنني أحيا بعصر وزمن شعارة ،إن كنت عربيا فلا يحق لك التفكير ،ولا يحق لك مناجاة العقل ، ولا يحق لك أن تحلم ،ولا مداعبة قلمك،فنحن من ركلنا حضارة وتاريخ ،فنحن من أضحينا نتراقص علي إجتراحات أبناء جدلتنا.
فواصلت البحث ،والركض في ذاكرتي عسي أن أجد ما أداعية ،فجال بخاطري وليد جنيلاط ،وعبد الحليم خدام ،والجلبي ،والحكيم ،جميعهم رأيتهم قادة بمؤتمر ادفع أكثر لتملك أمه.
كما استحضرني في الطرف الأخر الشهيد ياسر عرفات ،والقائد صدام حسين ،والشهيد أبو العباس ،والقائد جمال عبد الناصر ،بمؤتمر تحت شعار نموت ولا نساوم ،نموت ويحيا الوطن ،فحينها أدركت حقيقة واحدة لما سمعت " من هو عدي ومن هو قصي ومن هو محمد ... المهم العراق" أدركت لماذا كان مصير هؤلاء هكذا ،وأدركت معني هذه الكلمات ،وبأي عصر نحن نحيا ،إنه فعلاً عصر الاستحمار لمشاعرنا ،وعقولنا ،لأننا استسلمنا لخطاب شيطان ،داعبنا بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتوقف حلمي لحظة ،لأجد صفعة أخري تلطمني بقوة ، زواج بمائتي ألف دولار لليلة واحدة من مطربة شهيرة جميلة برجل أعمال ، ونساء أمة يتسولن قوت يومهن ، سمعتهن جميعا يصرخن ليتنا امتلكنا جمال هذه المطربة ،بزمن سيطر به علينا خطاب الشيطان ،وخاطبنا بلغة الاستحمار، بزمن نسجد به لنقبل يد مولاي الثامن عشر ، وأنف مليكي المفدى ،بزمن استحمروا به أدميتنا وذاتنا ،وإنسانيتنا ،وكرامتنا .
حقيقة هذا ما أمسكت به من رحلة السفر الشاقة التي أبحرت بها بذاكرتي ،ولم يسعفني الحظ أن أبحر أكثر ،لأنني كدت أن أغرق من تلاطم الأمواج ،التي كانت تلقي بي تارة هنا وأخري هناك ، حتى شعرت إنني أفقد أغلي ما أملك ألا وهي عروبتي هذه العروبة التي هي مجد عزتي ،وعنوان بقائي وانتمائي ... فأمسكت بطوق النجاة ألا وهو قلمي ،وجئت لكم أستريح بينكم ،أيها القراء ،عسي أن أجد راحتي بين أذهانكم وعقولكم ،لأنكم الصادقون.
ولنا الله



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ
- من مذابح لبنان إلي مذابح العراق ... ضريبة دماء فلسطينية بأيد ...
- هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟
- فلتان أمني أم فلتان أخلاقي
- بخيت والديمقراطية الفلسطينية
- تحرر المرأة من الشعار إلي الواقع
- ومن هم غير الفاسدين
- الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يصافح بوتين في ألاسكا وبدء الاجتماع بينه ...
- شاهد لحظة لقاء ترامب ومصافحته بوتين قبيل توجههما لعقد قمة أل ...
- -80 ألف جندي قيد العلاج-.. انتحار نقيب إسرائيلي يكشف -أزمة ص ...
- دعوة إلى الرفيقات و الرفاق للمشاركة ب”: “أسطول الصمود العالم ...
- لحظة لقاء ترامب وبوتين ألاسكا قبل قمة تاريخية حول أوكرانيا
- 8 مزايا يمنحها تمرين -البلانك- لجسمك في شهر واحد فقط
- انطلاق قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين على وقع مخاوف أوكرانية أو ...
- رويترز: جنوب السودان يناقش مع إسرائيل تهجير فلسطينيين إلى أر ...
- دكاترة تونس.. مسيرة علمية طويلة تنتهي على قارعة الطريق
- -هدد بالمغادرة-.. أبرز تصريحات ترامب قبل قمة ألاسكا مع بوتين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - إبحار في ذاكرة عربي