أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الاخرس - تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأنه















المزيد.....

تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأنه


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لفت نظري صدفة حجم الحوار والتعليقات التي نشرتها أحد المواقع المسيحية حول المقال الذي نشرته بالحوار المتمدن تحت عنوان "حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة" ، حيث قام أحد الأخوة المسيحيين بنقلة وإخضاعة كمادة للحوار والنقاش ،التي كانت تحاول إثبات عنصريتنا ككتاب عرب ويساريين ، ومع ترافق هذا الحوار ،توجهت لي أحد القنوات الفضائية الإسلامية بدعوة للحوار حول نفس الموضوع.
بكلا الحالتين رفضت الاشتراك أو التعليق أو التجاوب معهم لإيماني المطلق بأن يمتلك هذا الحق هو الموقع الذي نشر من خلاله المقال ، وأن الحوار والنقاش لا بد أن يكون من علي صفحات "الحوار المتمدن" .
بداية اليسار العربي بشكل عام ،تمكن في حقبة تاريخية قريبة من الاستحواذ علي اهتمامات قطاع واسع وعريض من أبناء الأمة العربية ،حيث شكل هذا اليسار المتنفس والديمقراطي لهذه الأمة التي سجنت بالظلم وكبلت بالألام ،هذه الأمة التي غيبت نهائيا عن المشاركة بواقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ،وغابت عنها شمس الديمقراطية ،ونسائم ربيع الحرية ، فجاء اليسار بشعاراته وأطروحاتة وإيديولوجيته ليطرق مشاعر وأفئدة الجماهير العربية .
ورغم كل المحاولات إلا أن اليسار فشل في بلورة سلطة يسارية واحدة بالوطن العربي ، وهذا ترجم بالتراجع في قوة اليسار العربي في الحقبة الأخيرة ، والعديد من قواه شارفت علي الاضمحلال والغياب كليا ، وذلك أيضا ليس إلا نتاج جملة من المتغيرات والظروف التي شهدتها الساحة العالمية في العقدين الأخيرين ،منها الأيديولوجي متمثلا بانهيار المنظومة الاشتراكية،وتساقط حباتها بالتوالي ،وانفراط عقدها بأكمله ما دون كوبا وكوريا الشمالية ، نتيجة النظام ذو الطابع العسكري ، أما اليسار العربي فقد ارتكب جملة من الأخطاء الأيديولوجية التي أدت به إلي هذه الأحوال ، وجعلت منه قوي الأقلية التي فقدت قاعدتها الجماهيرية التي تحولت صوب القوي الإسلامية ،وهذا ما أكدته أحوال الساحتين الفلسطينية واللبنانية علي وجه الخصوص .
أخطاء اليسار العربي تجلت في تمسكة بالقوالب النظرية التي حاول تطبيقها دون مراعاة لخصوصية المجتمعات العربية ، أو للقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية ،والتراث العربي المستند لحضارة عربية ذات أصول وجذور إسلامية (دينية) ،ومجتمع يتملكة النزعات الدينية ،إضافة لغياب الوعي الثقافي لمعظم الشعوب العربية ،هذه الأخطاء سارعت بانهيار اليسار العربي ،واضمحلاله في العديد من البلدان والأقطار العربية . برغم كل ما امتلكه اليسار العربي وتميز به من رواده الفكريين ومثقفية وأدبائه ،الذين أمتلكوا ملكات فكرية وأيديولوجية كانت تمكنهم من خلق مزيج بين الإطار الأيديولوجي والتراث ،والقيم ،والعادات الاجتماعية العربية والسياسية والاقتصادية في هذه المجتمعات . خاصة وأن معظم برامج القوي اليسارية تناولت فقرات تنص علي "الاسترشاد بكل ما هو تقدمي من تراث الأمة العربية".. وهذا ما لم يري النور ، بل بقي نصوص ،وتثبت اليسار بالقوالب النظرية ، حتى وصفها أحد اليساريين "لو سقطت قطرات المطر بموسكو نرفع المظلات هنا".
إذن من خلال هذا علينا أن نحاكي واقعنا العربي ،ونخاطب جماهيرنا العربية بلغتها وعاطفتها وعاداتها وقيمها ،ونعيش بآلامها ومعانياتها ، ولا ندفن رؤوسنا بالرمال ، كمن يعيش بالقصور ويتكلم بلغة الفقراء ،والمعدومين.
فعندما تناولت قضية عبد الرحمن الأفغاني ، لم يتم تناولها وفق مدلولات الدفاع الديني ، بل من واقع المساواة بين الأجناس البشرية ،بعيداً عن التمايز المذهبي والعقائدي والديني .
ففي الوقت الذي يهان به الإنسان العربي والمسلم بكل بقاع الأرض ، من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان ،في الوقت الذي بكي به جورج بوش حبا وتعاطفا مع عبدا لرحمن ،لأنه خالف الدستور الذي سنته نفس الحراب الأمريكية في أفغانستان ،وتسارعت الدول الغربية التي تحثنا وتعلمنا الديمقراطية للذود عن عبدا لرحمن ،وهي نفس القوي التي يتلذذ جنودها علي أجساد أمهاتنا وأخواتنا في سجون العراق بدون أي إثم سوي أنهم أبناء العرب ، هي نفس القوي التي انسحبت بمؤامرة من سجن أريحا لتسليم الرفيق أحمد سعدات للصهيونية ،ونفس القوي التي تحتجز الآلاف بسجونها ،وسجن غوانتناموا بدون أي تهم أو محاكمات ، أو أي أسباب .
هل عبدا لرحمن المسيحي (المرتد) أحق منا بالعيش بمساواة وحرية وديمقراطية؟ وهل يمنعنا اليسار من الدفاع عن عروبتنا وأمتنا وأبناء جلدتنا؟
عبد الرحمن ليس أحق من أي طفل عربي يموت جوعا بالسودان والصومال ،وليس أحق من أي امرأة عربية ينتهك عرضها في فلسطين والعراق ،أو بسجون الغرب الديمقراطي أو (المسيحي المتسامح حسب ما ورد بحواراتكم).
واليسار العربي هو وليد آلام وآهات هذه الأمة ، ولن يتنازل عن الدفاع عنها تحت أي مبررات أو اتهامات ، لنه وليد الجرح النازف ، وليس ملك قوالب جامدة يتمترس خلفها الجمود الفكري والعقائدي أو المذهبي ، بل فكرة وأيديولوجية هدفها وغايتها حرية الإنسان وسعادة النفس البشرية ،وتحريرها من ربق القيد والظلم .
ولنا الحق كذلك بالتساؤل لماذا تصول وتجول المؤسسات المسيحية بعالمنا العربي بحرية ،في الوقت الذي تمنع أي منظمة عربية من إغاثة أبناء العرب الفقراء ، أليس هذا نتاج ثقافة دينية عبر عنها بوش بحملته ضد العراق تحت مسمي الحرب الصليبية ،أو ليس الفكرة الصهيوينة التي يدعمها الغرب هي فكرة تلمودية ؟
لن نتنكر لعروبتنا وهموم أمتنا ليمتدح ديمقراطيتنا واعتدالنا الغرب ، بل نصرخ ونعلنها بأعلى صوت نعم يقتل العربي وينتهك عرضة بدوافع دينية ، وتحت غطاء صراع الحضارات .
فالقضية ليست تمايز ديني كما فهمها الأخ المسيحي ،ولا تتعلق بأيديولوجيات عقائدية ، بل هي قضية حقوق ومساواة وديمقراطية ، تناولتها بغلاف ديني ،للتمايز البشري الذي يمارس الآن ،والذي دفعك لقراءة المقال ونقلة وإخضاعه للحوار من غيرتك الدينية وليس الإنسانية علي عبد الرحمن ، فكم عبد الرحمن إذن علينا التعاطف معه بأمتنا العربية ،الآلاف الآلاف ..... ولو كنت حريصا لتناولتم المقال من جوانبة الإنسانية ،وأبعاده الديمقراطية ، فلماذا تركتم كل ذلك وركزتم علي الجانب الديني للقضية ؟
سامي الأخرس
12/4/2006



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد
- وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر
- حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة
- يوم الأرض .... يوم الوفاء
- شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
- المرأة وعولمة الجسد
- من ينصف حمدي قرعان
- من الطرف الرابع بعملية اعتقال المناضل أحمد سعدات ؟
- غلاء الأسعار وثورة الجياع
- إبحار في ذاكرة عربي
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ
- من مذابح لبنان إلي مذابح العراق ... ضريبة دماء فلسطينية بأيد ...
- هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟
- فلتان أمني أم فلتان أخلاقي
- بخيت والديمقراطية الفلسطينية
- تحرر المرأة من الشعار إلي الواقع
- ومن هم غير الفاسدين


المزيد.....




- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الاخرس - تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأنه