أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر














المزيد.....

وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1512 - 2006 / 4 / 6 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1964م ، وتسلحها الإستراتيجي بأهداف شعبنا وقضيتنا الوطنية، حققت بشعارها"وإنها لثورة حتى النصر" المكتسبات الوطنية التي حولت فلسطين من قضية شعب لاجئ مشتت ،لقضية وطنية اعترف العالم أجمع بما فيه القوي التي أتخذت موقف العداء من شعبنا ،هذا الشعار الذي رسم بأنهار من التضحيات ،وآلاف النجوم التي أنارت سماء الوطن، وهي تتثبت بهويتها وانتمائها وجذورها، رجالاً قضوا وهم يرسمون فلسطين في قلوبهم ،والوطن قبلة عشقهم ، لم يحيدوا ولم ينزلقوا في بحور الفتن والغوغاء ،ولم يشرعوا بندقيتهم الطاهرة بوجه اخوة السلاح ورفاق الدرب ،لم يتسابقوا بحثاً عن وسائل الاعلام لتوزيع شرارات الفتنة جزافاً. بل خاضوا معارك الفداء والتضحية يزودون به عن راية واحدة تعانقت بألوانها لتعزف سيمفونية فلسطين ، وترسم رمزاً وطنيا يعلا ولا يعلا عليه . نجوم سطعت في ميادين الشرف ومعارك الكرامة ولبنان وتونس والجزائر والعراق ، معارك شهدت لها الأرض والسماء والبحار ، فدائيون زرعوا باسمائهم الرعب بقلوب الاحتلال وأعوانه وعملائه .
فمنهم من ركب زوارق الفداء لشواطئ الوطن " دلال المغربي" التي قهرت العدو وأدمته ، ومنهم من حول حقول برتقال غزة لألغام تتفجر تحت أقدام الاحتلال " محمد الأسود" ، ومنهم من تحدي قهر القضبان ورنم لحن البقاء "محمد الجمل" ،والقافلة تسير متسلسلة تترابط حلقاتها ،يزين جبينها راية واحدة بالوان أربعة لا تتجزأ لقبعات وأعلام تعزف منفردة .
جيلاً يسلم جيل ، وأحزاب تتلاحم بشرعية الشهداء ونزيف التضحيات ،وكلاً يقسم قسم الولاء لفلسطين ثم فلسطين ، لم يعرفوا ثقافة القبعات الحمراء ،والصفراء،والسوداء،والخضراء ، لم يعتدوا علي ضيوف فلسطين ،لم يقصفوا جامعات الوطن ، لم يقصفوا مقرات ومؤسسات الأمن ، لم يقيموا مهرجانات التحريض والوعيد ، لم تهافتوا ويتسابقوا بحثا عن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية . هؤلاء من رفعوا شعار "وإنها لثورة حتي النصر & وإننا حتما لمنتصرون "
أما في هذا الزمن ،الذي يطل علينا بابداعاته وشعاراته النضالية ،وبقدم لنا النماذج الثورية المقاتلة ، ويرسم شعارات جديدة ،بمسميات جديدة ، حمل معه شعار ثوري جديد "وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر ، وإننا حتماً لمنتقمون " ، فطل علينا اشباه الرجال ،وأضحي شعبنا اسير الجوع ، وفريسة لجشع التجار الذين يكافئون علي جشعهم ، وسلعة تتلاعب بها شركات القطاع الخاص " المملوكة لقيادات " وألعوبة بتصريحات اعلامية وصحفية ، تحول مجاهدينا ومقاتلينا ببنادقهم لاستعراض القوة ضد رفاق الدرب والسلاح ، واستعراض في مسيرات لا تشاهد بها علما واحدا لفلسطين ، مقاتلين وكتائب ومجموعات ما أنزل الله بها من سلطان استوردت لنا مفاهيم ومصطلحات ثورية لم نعهدها ، وشعارات لن نتعلمها ، تحت مسميات اثبات الذات ، وثقافة إن كنت تريد أن تفرض قوتك فلا بد من الاشتباك مع اخوتك ، واطلاق الرصاص علي مقرات ومؤسسات الوطن ،ووضع الحواجز علي الطرقات وتصفية من يخالفك في الرأي أو من رفضت خطبتك لها ، وإن لم تحقق مبتغاك فعليك استعراض قوتك بأحد المهرجانات .
"إنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر " السلطة الوطنية التي فقدت كل مقومات الضبط الأمني والإجتماعي تحت شعار سلاح المقاومة ، وتحت شعارات المحافظة علي شرعية سلاح المقاومة ، الذي نصب وفق أهواء ومصالح حزبية فئوية ، هذه السلطة فقدت الدفاع عن ابنائها وعن شعبها في كل مكان بفعل القوي والأحزاب التي رفعت شعار الحزب أولا والوطن ثانياً . وبفعل ضعفها وجذور الفساد التي أستشرت بها وبمؤسساتها وبعض القيادات الكرتونية التي نصبت وفق ما يحقق مكتسبات لبعض المتنفذين من شركات وتجارة وأستيلاء علي أراضي ... الخ.
ومن يدفع الثمن ؟
شعبنا الباسل في ضفته وقطاعه ،ومخيمات شتاته ، الذي يأن ويأن ولم يجد من يسمع صرخاته ،وأهات آلامه ،ونزيف جراحاته .
فأبناء غزة الذين تكويهم ويلات الحصار ،وتحاصر أمعائهم بفعل جشع تجار اللحوم الذين استغلوا تفشي وباء انفلونزا الطيور ، وتجار الدقيق الذين هطلت عليهم السماء بليلة آلاف الأطنان من الدقيق وبانتاج فلسطيني ، ومرضي القطاع الذين يخشون من أطبائهم في مستشفيات الوطن ممن يتم تعينهم بمبدأ ادفع أكثر لكي تحمل توقيع طبيب عام أو متخصص بأحد المستشفيات ، أم فقدان الأمن الشخصي لك ولأسرتك وأنت بأحد شوارع غزة هاشم خوفا من رصاصة هنا وهناك ....الخ.
"إنها لفوضي حتي النصر ... أو القهر" أبناء مخيمات العراق المرابطين علي الحدود الأردنية – العراقية ،الذين تجري محاولات لإعادتهم لمواجهة مصيرهم في محرقة ميليشيات العراق ،أين حكومتنا السابقة والحالية منهم ؟ وأين الرئاسة ؟ واين جهابذة معارك غزة ؟
"إنها لفوضي حتي النصر ... أو القهر " أحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وأبطال سجن أريحا ،ومن خلفهم جيش الأسري والمعتقلين الذين يواجهون الموت يوميا بزنازين القهر الصهيوني ، وشنت ضدهم معركة قاسية اليوم بمعتقل النقب الصحراوي ، فلم نسمع صوتا نادي بمسيرة تضامن واستنكار ممن ملئت شوارع غزة بهم قبل يومين ، وشكلت لأجلهم لجان التحقيق ، ألا يحق لأسرانا لجنة تحقيق ؟ أو مسيرة وفاء ؟
"إنها لفوضي حتي النصر ... أو القهر " حقيقة فالقلب يدمي وينزف ألماً ، وما دفعني للمس هذا الشعار ، حواراً كنت أجريه مع رفيق من الجبهه الديمقراطية عن أحداث غزة واغتيال الشهيد أبو يوسف القوقا "رحمة الله" واثناء الحوار وإذ بأحد الشباب الذي لم يتجاوز من العمر العشرين عاما كان يستمع لحوارنا ، ينهض صارخا بعبارة " خذ بالك من نفسك " فأضحكتني وألمتني بنفس الوقت ، وأجبته " مٍن مَن؟ " ... وهذا ليس عجيبا وليس غريبا ، ولم يفاجئني كثيراً ، وليس جرما ارتكبه هذا الشاب ، بل هي نتاج ثقافة تعمقت بوجدان ابنائنا ،وهيمنت علي عقولهم وخطابهم ، ثقافة رسخها شعار التحزب والفئويات بأذهان الأطفال وهم برياض الأطفال ، ثقافة تحملها الأيدي المسلحة بالبنادق ... وها نحن نحصد النتائج ، ونجني ما زرعته أيدينا ....



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة
- يوم الأرض .... يوم الوفاء
- شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
- المرأة وعولمة الجسد
- من ينصف حمدي قرعان
- من الطرف الرابع بعملية اعتقال المناضل أحمد سعدات ؟
- غلاء الأسعار وثورة الجياع
- إبحار في ذاكرة عربي
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ
- من مذابح لبنان إلي مذابح العراق ... ضريبة دماء فلسطينية بأيد ...
- هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟
- فلتان أمني أم فلتان أخلاقي
- بخيت والديمقراطية الفلسطينية
- تحرر المرأة من الشعار إلي الواقع
- ومن هم غير الفاسدين
- الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر