أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاخرس - الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد















المزيد.....

الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 08:58
المحور: حقوق الانسان
    


الوطن العربي شريحة جغرافية متصلة ببعضها البعض ، حيث تميز جغرافياً ببقعته المتصلة رغم تواجده بقارتي آسيا وأفريقيا ، هذه البقعة الجغرافية من الكره الأرضية حباها الله بالعديد من المميزات والخيرات التي جعلت منها مطمعاً استعمارياً ،وكنزاً ملئ بالخيرات الطبيعية . من توافر الثروات الطبيعية في باطن الأرض كالبترول ومشتقاته ، والحديد ، والنحاس ... الخ ، إلي خصوبة أرضه الزراعية ،وتنوع تضاريسه المناخية التي توفر عوامل إضافية لمصادر الخيرات ، مع توافر مصادر الثروات المائية التي ينعم بها الوطن العربي من بحار ،وأنهار ومحيطات ووديان ... الخ ،ومنافذ بحرية وبرية استراتيجية تعتبر من أهم اللمنافذ الاستراتيجية في الكرة الأرضية .
الوطن العربي بمصادره وثرواته وموقعه مثل بقعة حضارية ،استقطبت أنظار جميع الشعوب التي تكاثرت علي سطح المعمورة منذ خلق الخليقة .. واحتضن كذلك الديانات السماوية ، فأنعم الله علية بأن جعل من بلدانه مهبطاً للديانات والشرائع السماوية ،وموطناً لرسله وشرائعه ، مما اضاف بعداً آخر لأهمية هذه البقعة وهي البعد الديني الذي جلب علي الوطن العربي المزيد من الخيرات الربانيه التي وعد بها الله أنبيائه ورسلة.
ورغم أن الوطن العربي شهد العديد من الحضارات البشرية ،التي ترامت أطرافها وأبدعت بتراثها ،إلا أن الدولة الإسلامية العربية التي صورها هارون الرشيد وهو مخاطبا لأحدي الغيوم " أينما سقطت أمطارك فهي ستعود لبيت مال المسلمين " جسدت هذه الحضارة وامتدادها ، وكذلك أبهرت الحضارات الأخري بالعلم والمعرفة ،وقدمت للبشرية العلوم والابتكارات العلمية والتكنولوجية في مجالات عديدة كالمجالات الانسانية ، والطبية ، والعديد من العلوم والمجالات الأخرى . إلا أن الحالة العربية واضمحلالها جعل من لغتنا العربية وحضارة العرب بأدني مستوياتها بين الحضارات الأخرى ولغاتها ،وأضحت الشعوب العربية من أفقر شعوب العالم ، وهذا نتاج غياب المشاريع التنموية البشرية ، وتوزيع الثروات واستغلالها .
فمع استعراض أحوال الوطن العربي وأمتنا العربية نادراً ما نجد إحدي هذه البلدان تنعم بالاستقرار ،او بمستويات تنموية قادرة على النهوض بأحوالها وشعوبها ، بل سنجد أنها بلدان وشعوب يفترسها الفقر والجوع ،والفقر والتخلف . حتى الشعوب المنتجة للنفط تعاني من عجز موازنات سنوي .
فالصومال شعبها يتعرض لكارثة حقيقية نتاج الجوع والفقر ، رغم أن أرض الصومال تمتلك من المقومات ما يؤهلها للنهوض التنموي ،وارتفاع الدخل للفرد ،بل وسيجعل منها بلدا منتجاً ، فهي تمتلك ثروات زراعية وحيوانية من أفضل الثروات في العالم ،وكذلك الحال بالسودان الذي يعاني من الفقر والجوع والمجاعات وهو يمتلك أراض خصبة جداً ومنابع مائية كفيلة بتحويلة لبلد زراعي متطور ، ورغم ذلك تفترسة المجاعات. والعديد من بلدان الوطن العربي كجيبوتي ،وفلسطين ،ومصر ،والمغرب ،والجزائر ،وتونس ،ومورتانيا ... الخ جميعها ترتفع بها مستويات نسب الفقر والبطالة والجوع ،وتعاني من أزمات اقتصادية طاحنة ،تلقي بشعوبها لويلات التخلف والفقر ،والهروب ، وكذلك ببلدان الخليج الأكثر غناءاً تجد بقراها وصحاريها فقراء معدومون لا يجدون قوت يومهم ،وما يستر أجسادهم .
وهنا يتبادر للذهن السؤال الأهم ، من السبب ؟
لا اعتقد أن أحداً لا يمتلك الإجابة علي هذا السؤال ، فالجميع يدرك أن وطننا العربي منبع للخيرات ومطمعا للقوي الامبريالية والاستعمارية نتاج ما يتمتع به من ثروات طبيعية وغير طبيعية ،ومثالنا العراق عندما أستغل ثرواته الطبيعية والبشرية ، وشكل حالة عربية أنتجت عراقاً قوياً علمياً .. أقتصاديا مستقلاً ،ارتعدت من قوته قوي الشر والظلام فتكالبت عليه حتى أضحي ابناء العراق جوعي تفترسهم غضة الجوع وتلاحق علمائهم حراب الموت .
وكذلك الحال ينطبق علي جميع بلداننا العربية ،التي يشكو صندوق النقد الدولي من حجم ديونها السنوي المتراكم ، وزيادة نسب الفوائد ، واستنزاف البلدان المدينة لطاقات وخيرات الوطن العربي . وعودة للسؤال ... من السبب؟
منذ تقسيم الوطن العربي ،وتحويلة لدويلات جغرافية مرسومة الحدود ،أدرك الاستعمار إمكانية نهوض بعض هذه الدول ، فجعل بكل دولة بؤرة تؤرق أي استقرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي ، فكان في فلسطين الاحتلال الصهيوني ، وبالمغرب والجزائر مشكلة الصحراء الغربية ،وبالسودان مشكلة الجنوب وطائفية القبلية ، وبالعراق التقسيم المذهبي الطائفي ، والعديد من البؤر التي بدأت تتجلي ملامحها في لبنان وسوريا ،واستكمل هذا التقسيم بأنظمة حاكمة تحرس هذه المهمة ، من خلال اهدار خيرات ومقومات وثروات الأمة ، سواء في المجالات الاقتصادية أو البشرية ،وعطلت عمليات التنمية ،وركزت مصادر الثروات بأيدي طبقة اجتماعية معينة ، وتحويل باقي الشعوب لفقراء يلهثون لسد رمق الجوع ،والبحث عن لقمة العيش بين مخلفات هذه الطيقة .
وبالتزامن مع هذه الأحوال حاولت بعض الطبقات المثقفة والمتدينة أن تخلق حالة توازن وثورة على هذه الأحوال فأنتهجت المسلك السياسي كنمط معارض وثوري لها ، أو لجأت لقوي أكثر استعمارا وأكثر أطماعا بخيرات وطننا ،وابتعدت عن نبض الجماهير الحقيقي ،وجعلت من ثوراتها ومعارضتها بقصور الأمراء والملوك ، محققة هدفها الاسمي بالاستيلاء علي السلطة أو قبه البرلمان أو قصور الرئاسة ، تتسلق علي ألام الجوعي لتمارس دروها وأطماعها .
فالشعوب العربية لا تحتاج سوي أن تتحرر من قيودها ،وتعلن ثورتها الشعبية علي من يوثق قيدها ، يتطلب منها رفع الأقنعه عن وجوهها التي تختبأ خلفها خوفا ورعبا ،وتحرر من الشعارات الزائفه والملونة ، التي يتلاعب بها العديد من حملة لواء الثقافة والدين والأدب ، فلن تجدي نداءات مثقف أو اديب أو فقيه أو داعي ينعم بخيرات قصور الملك والأمير ، أو بعواصم أوروبا ، فجميعها استهلاك للذهون والعقول .
فالحرية لا تستجدي من هؤلاء ، ولا من جيوش الغزاة ، ولا من الدخلاء ، الحرية تنتزع ... فهذه الجماهير الصامته المستسلمة هي من تمتلك مقومات التغيير والتحرر ،وتقسيم الخيرات .
فأن تحركت جماهير هذه الأمة فلن نسمع الطفل الصومالي المتألم جوعاً، أو المرأة السودانية المستنجدة من هتك الأعراض ، أو العراقي الذي يذبح بحراب الطائفية ،ولن يهرب ابناء النيل فقراً .....



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر
- حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة
- يوم الأرض .... يوم الوفاء
- شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
- المرأة وعولمة الجسد
- من ينصف حمدي قرعان
- من الطرف الرابع بعملية اعتقال المناضل أحمد سعدات ؟
- غلاء الأسعار وثورة الجياع
- إبحار في ذاكرة عربي
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ
- من مذابح لبنان إلي مذابح العراق ... ضريبة دماء فلسطينية بأيد ...
- هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟
- فلتان أمني أم فلتان أخلاقي
- بخيت والديمقراطية الفلسطينية
- تحرر المرأة من الشعار إلي الواقع
- ومن هم غير الفاسدين
- الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاخرس - الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد