أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الحسين الطاهر - ترجمة كاملة لسِفر رؤيا ايليا المنحول















المزيد.....


ترجمة كاملة لسِفر رؤيا ايليا المنحول


الحسين الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 00:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


رؤيا ايليّا من النصوص المنحولة المهمة المتعلقة بأحداث آخر الزمان، و لذلكَ رأيتُ تقديمه كامِلا باللغة العربية مُترجَما عن اللغة الإنكليزية.

و إيليّا هو إلياس، نبيٌّ يهوديّ مُهِم مِن مُعجزاتِه -وفق الكتاب المقدّس- تكثيرَ الطعامِ و إحياءَ الموتى، الا ان اهمّ افعالِه كانَ الانتصار على انبياء البعل و إثباتِ قُدرة الله (يهوه) الواحِد. و لم يمُت ايليا بل رفعه الله الى السماء مَع وعدٍ بارساله الى الأرض قبل "يوم الرب العظيم"(1).

و تُنسَبُ إلى ايليا رؤيا مسيحية منحولة (غير مُعترَف بقداستِها رسميّا في الوقت الحالي)، تتناول أحداث آخر الزمان، ظهرت نسختها القبطيّة -التي ترجمتها أسفله- في بداية القرن الرابع الميلادي عن أصلٍ يهوديّ أساس ظهرَ أولا في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي. و النص القبطيّ مأخوذ من نصٍّ يوناني لم تصِلنا منه الا ستّة سطور، اما المخطوطة القبطية فكُتِبَت في القرن الرابع أو الخامس الميلادي. و يُقدَّرُ تاريخ ولادة اسطورة رؤيا ايليا عموما بين سنتي 250 م و 350 م(2).

احتوَت المخطوطة القبطية المكتوبة باللهجة الاخميمية على 22 ملفٍ غير مُرقّم اضافة الى جُذاذات من ملفٍ ثالثٍ و عشرين، احتوَت على نصّينِ رؤيويين (يتعلّقانِ بأحداثِ آخِر الزمانِ)، الأولُ منهُما مجهول الكاتِب، بينما الثاني نُسِب للنبي ايليّا (في الصفحات 19-44 من المخطوطة بعد ترقيمها)(3).

و ترجمةُ النصِّ الى اللغةِ العربيّةِ هي التالية(4):


قولُ الربِّ الذي صارَ اليّ: يا ابن الإنسان، قٌل لِهذا الشعب: لِمَ تُضيفون خطايا الى خطاياكم فتسبِّبون غضب الربِّ الإلهِ الذي خَلَقكم؟َ! لا تُحبّوا العالَم الذي انتم فيه، لان كبرياءَ العالَمِ مِنَ الشيطانِ، و كذلكَ هو فناؤه. تذكّروا أنَّ رَبَّ المجدِ، الذي خلَقَ كُلَّ شيءٍ، كانَ بِكُم رحيما، لعلَّه يُنقَذَكُم من أسرِ هذا الدهرِ. حيثُ أنَّ الشيطان، و لمراتٍ عديدةٍ، أرادَ مَنْعَ الشمسِ من الشروقِ على الأرضِ، و مَنْعَ الأرضِ من حملِ الثِمار، مُتمَنيّا ان يُبيدَ الناسَ كالنارِ المُزَمجِرة، مُتمنيّا ان يُبيدَهُم كالماء (المُكتَسِح؟). لِهذا السَببِ كانَ ربُّ العِزّةِ رَحيما؛ فأرسلَ إبنَهُ لِهذا العالَمِ لعلّهُ يُنقِذُنا من أسرِه. لَم يأمُر ملاكَا قدِمَ إلينا، و لا رئيسَ ملائِكةٍ و لا أيَّ قوّةٍ أُخرى، لكِن جَعَل نفسَهُ فِي هيئةٍ بشريّة قادِما إلينا يُريدُ إنقاذَنا [...]، لهذا كونوا له أولاداً [كما؟] يكونُ (هو) لكُم أبا.

تذكّروا إنه أَعدَّ لكُم عُروشا و تِيجانا في السماء، إذ انَّ جميعَ مَن يستمِعُون إليَّ سيتلقّونَ العروشَ و التيجانَ وسطَ اولئك الذينَ ينتمونَ لي (جماعتي؟). قال الربُّ: سوفَ اكتبُ إسمي على جبهتِهم، و سوفَ اختُم على يمينِهِم. سوفَ لَن يذوقوا الجوعَ و لا العطَش، و لن يكونَ لأولادِ الفوضى (اولادِ الخارجِ عن الشريعة، أولاد الإثم) قوةٌ عليهِم، و لن تمنعهُم (سلطةُ) العروش، بل سوفَ يسيرونَ مع الملائكةِ الى مَدينتي. أمَّا الخُطاة فسوفَ يُفضحون، و سوفَ لن يَعبروا العروشَ (عروشَ السماءِ) بل ستختَطِفهُم عروشُ الموتِ فتستَحوِذُ عليهِم، لِأنَّ الملائكةَ لا تأتَلِف مَعَهُم و هُم قَد نأوا بأنفُسِهُم عَن أماكِن الراحةِ (التي أعدّها الربُّ).

إسْمَعوا، يا حُكماءَ الأرضِ، (أُحدِّثكُم) عَن الخونةِ الذينَ سيتضاعَفونَ في آخِر الأزمانِ، إذ انَّهُم سيعتَنِقونَ تَعاليما ليسَت مِن الله، إنَّهُم سيَكفرونَ بقانونِ اللهِ. هؤلاءِ الذينَ إتخذوا بطونَهم أربابا، سَيقولون " لا يوجَدُ صيامٌ؛ إنَّ الله لم يوجِده! " ينأونَ بأنفُسِهِم عن عهدِ (اللهِ)، فيحرمونَ أنفُسَهُم مِن الوعودِ المجيدَة؛ تلكَ التي رُسِّخَت في كلِّ الأزمانِ بالإيمانِ الثابِت. فلا تدعوهُم يخدعوكُم، و تذكّروا أنَّ الربَّ خَلَق كُلَّ (فتراتِ) الصيامِ حينَ خَلَقَ السماواتِ لأجلِ مَنفَعةِ الناسِ؛ "بسببِ العواطِفِ و الرغباتِ التي تُهاجِمكُم، لئلا يُحرقكُم الشريرُ، لكنَّهُ صومٌ قُدسيٌّ ذلكَ الذي خلقتُه" يقولُ الرَبُّ.

لَن يُذنِبَ الذي يصومُ في كُلِّ الأوقاتِ غيورا (على الشريعةِ) مُحارِبا (لشهواتِه). ليَصُم الشخصُ المُقدَّس. (أمّا) النجِس الذي يصومُ فإنَّهُ يُغضِبُ الرَبَّ و الملائكةَ، و يُعَذِّبُ روحَه، جامِعا لنفسِه الغضبَ ليومِ الغضبِ. الصيامُ المُقدّسُ هو ما خلقتُه بقلبٍ طاهرٍ و يدينِ طاهرتينِ، يغفرُ الخَطايا و يَشفي العِلَلَ و يطردُ الشياطينَ، إنّهُ مؤثِّرٌ حتى (يصِلَ) عَرش الربِّ. و بالإضافةِ إلى هذه الأشياءِ، تُغفرُ الخَطايا بالصلواتِ الطاهِرة.

مَن مِنكُم يذهبُ إلى الحقلِ فخورا بمهارَتِهِ بلا أداة في يَده؟ بَل مَن يذهبُ للحربِ دونِ ارتداءِ درعٍ؟ إن وجِد هذا الشخص ألَن يُقتَلَ لإنّهُ قَلَّلَ مِن مكانةِ الملِك؟! و بنفسِ الطريقةِ لَن يكونَ مُمكِنا لأيِّ شخصٍ أن يذهَبَ الى المكانِ المُقَدَّسِ حينَ يكونُ مُرتاباً. إنَّ المُرتابَ في صَلاتِه [يكونُ الآخَرونَ ضِدَّه؟]، كما تَرفُضُه الملائكةُ (أيضا)، لِذا ليكُن بالُكُم واحِدا في الربِّ في كُلِّ الأوقاتِ، كي تَفهموا في كُلِّ لحظةٍ (كلَّ شيء؟).

مِن أجلِ الملوكِ الآشوريينَ و فناءِ السماءِ و الأرضِ و ما تحتَ الأرضِ، لِذا لَن يَنتَصِروا الآنَ عليهِم، يقولُ الربُّ، و لَن يكونوا خائفينَ في الحربِ. حينَ يرونَ مَلِكا يَنهضُ في الشمالِ، سيُدعى الملكُ الآشوريُّ. سيُضاعِفُ ملِكُ الجورِ حروبَه على مصرَ و فَوضاها. ستَتَنَهَّدُ الأرضُ (كُلّها) معاً لأنَّ أولادَكُم سيُقبَضُ عليهِم. كثيرونَ سيتمنونَ الموتَ في تلكَ الأيامِ، لكِنَّ الموتَ سيُضَلِّلُهُم. و سينهضُ ملكٌ في الغربِ، و سيُدعى ملكَ السلامِ. سيعبرُ البَحْرَ كأسدٍ يزأر، و سيَقتلُ ملكَ الجورِ و سيثأرُ لنفسهِ على مصرَ بحُروبٍ و سفكِ دماءٍ كثيرة. سيَحدثُ في تلكَ الأيّامِ إنَّهُ سيأمُر سلامَا من مصرَ و هديّةً [تافِهةً]، و سيمنَحُ سَلاماً لهؤلاءِ [القدِّيسينَ، قائِلاً] "واحدٌ إسمُ الله"، و سيَمْنَحُ التكريمَ و المكانةَ العاليةَ للقدِّيسينَ، و سَيَمنَحُ هدايا تافِهة لبيتِ اللهِ يأخُذُها بمكرٍ مِن مُدُنِ مصرَ دونَ عِلمِها. و سيُحصي الأماكِن المُقدَّسة و يَكيلَ الأصنامَ الوثنيةَ، و سيحسِبُ ثَرواتها و يُعيِّنُ كَهَنَة، و سيأمُرُ بالقبضِ على حُكماءِ الأرضِ و (الرجالِ) الأجلّاءِ و سيُؤخذونَ إلى العاصمةِ على البحرِ قائلينَ "طفلٌ مسروقٌ" (؟).

سَتَتَنَهَّدُ كُلُّ مُدُنِ مصر في تلكَ الأيّامِ لأنها لَن تسمعَ صَوت البائعِ و صَوتَ المُشتري؛ ستُمسي أسواقَ مصر مُغبرّة، و كُلُّ مَن في مصرَ سيَبكي (بحُرقة). سيتمنونَ الموتَ (لكنَّ) الموتَ سيفُرّ و يُغادِرهم، سيُسرِعونَ في تلكَ الأيّامِ الى الصخورِ يقفِزونَ مِن فوقِها قائلينَ "إهوِ علينا !" و معَ ذلِكَ لَن يَموتوا ! محنةٌ مُضاعَفةٌ ستزدادُ على كُلِّ الأرضِ في تلكَ الأيّامِ. ("ملكُ السلامِ") سيأمرُ الملوكَ أن يَحجِزوا كُلَّ النساءِ المُرضِعات، فيُحضروهُنَّ إليهِ مُقيَّداتٍ ليُرضِعوا التنانينَ فيَطرحنَ دمَّهُنَّ مِن اثدائهِنَّ و يعطيهنَّ للسِهامِ المَسمُومة.

بسببِ المشاكلِ في المُدُنِ، سيأمرُ أيضا بالقبضِ على كُلِّ طفلٍ صغيرٍ؛ ابنِ اثنتي عشرةَ سنة أو أصغَرَ، ليُعلَّمَ رميَ السِهامِ، و ستَندِبُ قابِلةُ الأرضِ. تلكَ التي وَلَدَت ستَنظُرُ إلى السماءِ قائلة "لِم جلستُ على حجرِ (الولادةِ) لِألِدَ أطفالا إلى العالَم؟!"، و اللواتي لَم يُنجِبنَ و العَذارى سيَبتَهِجنَ قائِلات "إنّهُ أوانُ ابتِهاجِنا لأن لا أطفالَ لنا في (هذا) العالمِ، بل أطفالُنا في السماءِ". في تلكَ الإيامِ، سينهَضُ ثلاثةُ ملوكٍ فُرْسٍ و سيأسِرونَ اليهودَ الذينَ في مصرَ، و يأخذونهُم إلى أورشليم ليستوطِنوها و يَعيشوا فيها. لِذا إذا سمعتُم بهذا الرحيلِ (الى؟) اورشليمَ فشُقّوا ملابِسكُم يا كَهنةَ الأرضِ، لإنَّه لن يمرَّ وقتٌ طويلٌ حتى يأتي ابنُ الدمارِ.

سيظهرُ الخارِجُ عن الشريعةِ في تلكَ الايامِ، في الاماكِن المُقدّسة. سيهربُ الملوكُ الفُرسُ، في تلكَ الأيّامِ، إلى [...] مع الملوكِ الآشوريينَ. أربعةُ ملوكٍ سيَتحاربونَ مَع ثلاثةٍ، سيتقاتلونَ ثلاثَ سنينَ في ذلك المَكانِ حتى يأخُذُوا ثَروةَ المعبدِ التي في ذلكَ المكانِ. في تلكَ الأيّامِ سيجري الدمُّ مِن قوصَ إلى ممفيس (منف). سيُصبحُ نهرُ مصرَ دماً، فلَن يكونَ الشربُ منهُ مُمكِنا لثلاثةِ أيّامٍ. ويلٌ لمصرَ و مَن يعيشُ فيها. في تلكَ الأيّامِ، سينهضُ ملكٌ في مدينة الشمسِ (هليوبولس؟) و ستكونُ كُلُّ الأرضِ في هَرَجٍ و ستهرُبُ (نِزولا) الى مَمفيس.

في السنةِ السادِسةِ، سيوقِعُ الملوكُ الفرسُ ملِكَ آشورَ في كمينٍ في ممفيس فيَقتلوه، و سيثأرُ الفرسُ لأنفُسِهم على الأرضِ فيأمرونَ بقتلِ كُلِّ وثنيٍّ و خارجٍ عن الشريعةِ، و سيأمرونَ بِبناءِ المعابِدِ المُقدَّسة و سيُضاعِفون مُجددا هداياهُم إلى بيتِ الله قائلينَ "واحدٌ إسمُ الله"، و ستعبدُ كُلُّ الأرضِ الفُرسَ، و الآخرونَ الذينَ لَم يموتوا من الضرباتِ سيقولون "ملكٌ عادِلٌ هو الذي أرسَلَهُ إلينا الربُّ حتّى لا تَخربَ الأرضُ". سيأمرُ بألّا يُعطى شيءٌ للملِكِ لثلاثِ سنينَ و ستّةِ أشهُرٍ، و ستكونُ الأرضُ مليئةً بالاشياءِ الحَسنةِ بمنفعةٍ عَظيمةٍ. سيذهبُ الأحياءُ إلى الأمواتِ ليقولوا لهُم "قوموا و كونوا مَعَنا في هذهِ الراحةِ".

في السنةِ الرابِعةِ مِن (حُكمِ) ذلك الملِك، سيظهرُ ملكُ الفوضى (الخارجُ عَن الشَريعةِ) قائِلاً "أنا المَسيحُ" رغمَ إنهُ ليسَ بِهِ، فَلا تُصَدِّقوه، فَحينَ يقدِمُ المسيحُ يقدمُ كبُركةٍ جامعةٍ للحَمامِ، يُحيطُهُ تاجٌ مِنَ الحمامِ، يمشي على غيومِ السَماءِ، مرسومةٌ حولَهُ علامةُ الصليبِ، و سيراهُ العالَمُ كُلُّهُ كَشَمسٍ أشرَقَت مِن الشَرقِ إلى الغَربِ، هكذا سوفَ يقدِمُ مُحاطاً بِكُلِّ ملائكَتِه. سيُطلِقُ ابنُ الفوضى يَدهُ أيضا ليقِف في الأماكِن المُقَدَّسةِ، سيقولُ للشمسِ "إنزلي!" فتنزِلُ، و يقولُ "اشرقي!" فَتَشرق، سيقولُ "ليكُن ظلاما" فيكونُ، و سيقولُ للقَمرِ "كُن دَما" فيكون، سيذهبُ مَعَهُما مِن السماءِ، و سَيَمشي على البحرِ و الانهارِ كما يمشي على الأرضِ الجافَّةِ.

سَيَمشي الكسيحُ و سيجعلُ (ابنُ الفوضى، ابن الإثم) الأصَمَّ يَسمعُ و الأبكَمَ يتكلَّم و الأعمى يَرى، و سيُطَهِّرُ المَجذومينَ و يَشفي المَرضى، و (أمّا) مَن تَلَبَّسَتُه الشياطينُ فسيُخرِجُها مِنهُ. سيزيدُ مِن علاماتِه و آياتِه أمام الجَميع، و سيفعلُ أشياءً فَعلها المسيحُ مع استثناءٍ وَحيدٍ هُو إقامةُ الموتى؛ مِن خِلالِ ذلكَ ستعرفونَ إنَّهُ إبنُ الفوضى؛ فليسَ لَهُ سُلطانٌ على الروحِ. سأُخبِرُكُم بعلامَاتِه لِتعرفوه: هُو وَلَدٌ صغيرٌ [...] بسيقانٍ نحيفة، و (هُناكَ) بُقعةُ شعرٍ أبيَضَ على جَبهَتِه، [وَ لديهِ بُقعةٌ صلعاء؟] و يَصِلُ حاجِباهُ إلى أُذُنيهِ، و على يديهِ [...]. سيَتَبَدَّلُ أمامَ مَن يتَتَبَّعَهُ بنظرِه؛ سيكونُ طفلا صغيراً و سيكونُ رَجُلاً عجوزاً، و سيَتَبَدَّلُ بِكُلِّ علامَاتِه إلا العلامَةُ على جَبهَتِهِ فهيَ لا تَتَبَدَّلُ. بِهذا ستعرفونَ إنَّهُ إبنُ الفَوضى.

ستَسمعُ العذراءُ التي تُدعى طابيثا ان المُتطاوِلَ (الوقِحَ) أظهرَ نَفسَهُ في الأماكِنِ المُقدَّسةِ، فتلبَسُ ثيابَاً مِن الكِتّانِ الناعِمِ و تَقتَفي أثَرَهُ إلى اليهوديّةِ (مُقاطَعةِ يهوذا)، موبِّخةً إيّاهُ بعيدَا حتّى أورشَليمَ بِقولِها "أيّها المُتطاوِل، يا إبنَ الفوضى، يا عدوَّ جميعِ القدّيسين، المُتطاوِل، طِفل الفوضى، ألا تَستحي مِن فعلِ ذلك؟! مِن إضلالِ شعبِ اللهِ الذي لا تستحي قُدّامَه؟! ألا تَعلَمُ إنَّنا نعيشُ في الرَبِّ؟!"، يقولونَ (طابيثا و انصارُها؟) الكَلِماتِ التي تَغلبه؛ يقولونَ "إضافةً إلى هذه الأشياءِ سنترُكُ جَسَدَ الروحِ، سنقتُلُكَ و لَن تكونَ قادِرا على الكلامِ في ذلِكَ اليَومِ، لإنَّنا أقوياءٌ بالرَّبِّ في كُلِّ الأوقاتِ، و انتَ عدوُّ الرَّبِّ في كُلِّ الأوقاتِ". سيُنصِتُ المُتطاوِلُ و سَيَغضبُ و سيَشِنُّ حرباً عليهِم، و ستُحيطُ بِهِم كُلُّ المدينةِ. في ذلكَ اليومِ سيهتِفونَ بإبتهاجٍ نحوَ السماءِ مُشرِقينَ، يَراهُم جميعُ الشعبِ و العالَمِ كُلِّه، فلَن يغلِبَهُم إبنُ الفَوضى.

سيذهبُ (ابنُ الفوضى) إلى الأرضِ يبغي الإثمَ بِحقِّ الشعبِ؛ سيُلاحِقُ كُلَّ القديسينَ و سيُحضَرونَ مُقيَّدينَ مع كَهَنةِ الأرضِ فيقومُ بقتلِهِم و [...] و قلعِ عِيونِهِم بِملاقِطَ حديديَّةٍ و سلخِ جِلدِهِم و قطْعِ رؤوسِهِم. سيُحضِرُ الكهنةَ واحِدا تِلوَ الآخَرِ فيأمُرُ بإحضارِ الخَلِّ و محلولِ المِلحِ إلى إنوفِهم. اولَئِكَ الذين لا يَتَحمَّلونَ عذابَ المَلِكِ سيأخُذونَ ذَهَباُ و يَهربونَ بالقارِبِ (العبّارة) إلى الفيافي، و سينامونَ كَالموتى فيَتَلَقّى اللهُ نُفوسَهُم و أرواحَهُم. ستُصبِحُ أبدانَهُم أحجاراً و لَن تَتَغذّى وحوشُ البريَّةِ عَليها حتى يومِ الدينونةِ الأخيرِ، (حينئذٍ) ينهضونَ و يَجِدون أماكِنَ راحَتهم، لكِنَّهُم لن يكونوا في مَملَكةِ المَسيحِ كأولئِكَ الذينَ قاوَموا، لإنّ الرّبَ قالَ "سأُعطِيهِم (الفُرصةَ) ليَجلِسوا إلى يَميني" و سيَتَلقّونَ البَرَكةَ فوقَ الآخَرينَ، و سيَكونونَ مِلوكاً على إبنِ الفوضى، و سيَرَونَ فَناءَ السماءِ و الأرضِ، و سيَتَلَقّونَ عُروشاً و مَجدَ التيجانِ.

سيجلسُ السِتّونَ المُستقيمونَ (الأبرار) على العرشِ، هؤلاء المُستعِدّونَ لهذهِ السَاعةِ. سيَتَدَرَّعونَ بدِرعِ اللهِ، سيَحُثُّونَ الخُطا إلى أورشَليمَ ليُقاتِلوا المُتَطاوِلَ قائلينَ "مارَستَ كُلَّ قوةٍ أُعطيَت للأنبياءِ مُنذُ البِدايةَ، لكِنَّك لم تَقدِر على إقامةِ الموتى، لِأنَّكَ لا تَملكُ القوَّةَ على الروحِ، و هكذا نَعرِفُ إنَّكَ إبنُ الفوضى". سيُنصِتُ (المُتطاوِلُ) و يَغضَبُ و يَأمرُ بحرقِ مذابحِ الكنائِسِ، و بتقييدِ المُستقيمينَ ليُرفعوا للحرقِ. في ذلكَ اليومِ ستقسوا قلوبَ كثيرينَ ضِدَّه فَيَفُرّونَ مِنهُ قائلينَ "ليسَ هذا بالمسيحِ، فالمسيحُ لا يَقتلُ المُستقيمَ و لا يَضطهِدُ الناسَ حينَ ينشِدُهُم، لكِنَّهُ يُقنِعُهُم بالعلاماتِ و الآياتِ".

في تلكَ الأيّامِ، ستَحِلُّ رَحمةُ المسيحِ على اتباعِه، فيُرسِلُ ملائكَتَهُ مِن السماءِ، و عَدَدُهُم ستّونَ ألفا و أربعُمِئة، و لِكُلٍّ منهُم ستَّةُ أجنِحةٍ، و سيُحرِّكُ هديرُهُم السماءَ و الأرضَ إذ يُسبِّحونَ و يُمجِّدونَ، و سيأخُذونَ على اجنحَتِهِم كُلَّ مَن مكتوبٌ على جَبهتِهِ أسمُ المسيحِ، و على يديهِ الختمَ، كَبيرا كانَ أم صَغيرا، ليُبعَدَ عَن غضبِه (غضبِ ابنِ الفوضى). ثُمَّ سيَصنَعُ (المَلكانِ) جبرائيلَ و يورييلَ (أورئيل) عمودَاً مِنَ النورِ مُتَقَدِّمينَهُم إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، و سيُعطَونَ (نِعمةَ) الأكلِ مِن شجرةِ الحياةِ و سيلبسونَ ثياباً [بيِضاً] [...]. و ستَحرُسُهُم الملائِكَةُ، و سوفَ لَن يَظمأوا [كما انَّ إبنَ الفوضى سوفَ لَن] ينتصِرَ [عليهمِ].

[في ذلك اليومِ، سَتَهتَزُّ] الأرضُ [...]، و ستَسقُطُ الطيورُ على الأرضِ مَيِّتةً، و سَتيبَسُ الأرضُ و تجفُّ مياهُ البَحرِ، و سيَتأوَّهُ الخُطاةُ على الأرضِ قائِلينَ "ماذا فَعَلتَ بِنا يا ابْنَ الفَوضى بِقَولِكَ انَّكَ المَسيحُ بَينما انتَ في الحَقيقَةِ الشيطانُ؟ لا تَقدرُ على إنقاذِ نَفسِكَ و تُريدُ إنقاذَنا؟! لقَد عمِلتَ أمامَنا العَلاماتِ فأقصَيتَنا عَن المسيحِ الذي خلَّصَنا. ويلٌ لَنا لإنَّنا استمعْنا إليكَ [...]". المَجاعَة [...] [شخصٌ] عادِلٌ [سنَعبُدُه] أو أينَما [يكونُ ذاكَ الذي سيُعَلِّمُنا لِـ] يُنادى عَليهِ [...] في مَحكَمةِ الحَقيقةِ.

في ذلكَ اليومِ سَتُزَمجِرُ التِلالُ و الأرضُ، و سيقولُ [الأشرارُ؟] لبعضِهِم "هَل سَمِعتُم اليومَ صوتَ الرَجُلِ الذي يَمشي بِلا مِثولٍ لأحكامِ إبنِ اللهِ؟" ستُقابِلُ خَطايا كُلِّ شخصٍ (مُقتَرِفَها) في المكانِ الذي اقتُرِفَت فيه، سواء كانَت (خطايا) النهارِ أو اللَيلِ. و سيَرى المُنتَمونَ للمُستقيمينَ و [...] الخُطاةَ يُعاقَبونَ، (هُم) وَ مَن تبِعَهُم و خانَهُم حتى الموتِ. ثُمَّ [...] الخُطاة، أو سَيَرونَ مكانَ المُستقيمينَ و بِذلك ستكونُ النِعمَةُ. في تلكَ (الأيامِ؟) ما يَطلبُه المستقيمونَ سيُعطى لهُم. في ذلك اليومِ سيَقضي الربُّ (في) السماءِ و الأرضِ؛ سيحكُمُ عَلى مَن اعتَدى في السماءِ و في الأرضِ، و سيحكُم بينَ رُعاةِ الشعبِ فَيَسألُهُم عَن قَطيعِ الخِرافِ فيُخْبِرونَهُ دونَ خِداعٍ.

بعدَ هذهِ الأُمورِ، سينزِلُ ايليّا و أخنوخ (اينوخ، انوش) فيَخلَعانَ جَسَد هذا العالَم و يضعانَ جَسَدَهُما الروحيّ، فيُلاحِقانَ إبنَ الفوضى و يَقتلانِه، غيرَ مُستطيعِ الكَلامِ. في ذلك اليومِ، سَيَذوبُ أمامَهُما كالثَلجِ تُذوِّبُهُ النارُ، و سيُدَمَّرُ كتنينٍ لا نَفَسَ فيهِ، و سيَقولانِ لَهُ "حانَ أوانُك، لِذا سَتُدَمَّرُ اليومَ انتَ و المؤمنينَ بِكَ". سيَهلَكونَ في حُفرَةِ الهاويةِ التي ستُغلَقُ عليهِم. في ذلكَ اليومِ، سيأتي المسيحُ مِنَ السماءِ، مَلِكُ كُلِّ القدِّيسينَ، و سيُضرِمُ النارَ في الأرضِ، سيَقضي (مُدّة) ألفِ سنةٍ عليها لأنَّ الخُطاة حَكموها. و سيَجعلُ سماءً جديدةً و أرضاً جديدةً، و لا شيطانَ [...] فيهما، صاعِدا و نازِلا، بكونِهِما معَ الملائكةِ في كُلِّ الأوقاتِ و معَ المسيحِ لألفِ سنةٍ.


(انتهى)



المصادر و المراجع:
(1) موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطي الأرثوذكسي الالكتروني، قاموس الكتاب المقدس - دائرة المعارف الكتابية المسيحية، مادة: ايليا النبي: https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_500.html
(2) موقع Early Christian Writings الالكتروني، Apocrypha ، Coptic Apocalypse of Elijah : http://www.earlychristianwritings.com/copticelijah.html
(3) Anthony Alcock – The Apocalypse of Elijah. English translation made from the text in Georg Steindorff Die Apokalypse des Elias (1899)، على الرابط: https://alinsuciu.com/2013/01/20/guest-post-anthony-alcock-the-apocalypse-of-elijah-english-translation-made-from-the-text-in-georg-steindorff-die-apokalypse-des-elias-1899/#_ftn4
(4) الترجمة عن النص الانكليزي الذي قدّمه: Anthony Alcock – The Apocalypse of Elijah. English translation made from the text in Georg Steindorff Die Apokalypse des Elias (1899 على موقع Alin Suciu الالكتروني: https://alinsuciu.com/2013/01/20/guest-post-anthony-alcock-the-apocalypse-of-elijah-english-translation-made-from-the-text-in-georg-steindorff-die-apokalypse-des-elias-1899/ . و النص موجودٌ ايضا على الرابطين: http://www.3-in-1.net/Pseudepigrapha/Apocalypse%20of%20Elijah/The%20Apocalypse%20of%20Elijah.htm
و https://archive.org/details/pdfy-8kXMoCqhZarIc0pj و بصيغة pdf على الرابطين: https://suciualin.files.wordpress.com/2013/01/apocalypse-of-elijah.pdf و https://ia802703.us.archive.org/10/items/pdfy-8kXMoCqhZarIc0pj/The%20Apocalypse%20Of%20Elijah.pdf



#الحسين_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض المصادر الخارجية لأحاديث الدجّال النبوية
- عَفوَك سيّدي
- باسمك هُبَل - شعر شعبي عراقي
- المحاجّة في القرآن
- رياح انليل
- بلاد اشور
- سيرة حياة -ابانا الذي في السماوات-
- بابل
- بين دولة الثقافة و دولة العنصرية
- كلاب العراق
- اخلقه ما اشاء
- دلموننا
- الضربة الداعشة
- عشتار الابد
- غيومٌ و ضباب
- احياء التراث السومري عند الساسة المعاصرين
- كلمات سومرية حيّة
- فَرِض الجهادُ
- عقول ضالة
- دخلَ فيهم


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الحسين الطاهر - ترجمة كاملة لسِفر رؤيا ايليا المنحول