أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق














المزيد.....

التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 443 - 2003 / 4 / 2 - 04:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الكلمة اليومية ل"صوت إلى الأمام" إذاعة الحزب الشيوعي العمالي العراقي من داخل العراق يكتبها سمير عادل


وهكذا يتحول مجرم إلى بطل وطني، بعد أن أمضى خمسة وثلاثون عاما في ارتكاب عمليات وحشية ضد جماهير العراق، ويذود بالدفاع عنه كل من غرق في مستنقع الأوهام القومية والدينية .هذا البطل صنعته الحرب البربرية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد العراق .فمع تساقط أطنان من القنابل على رؤوس المدنيين العراقيين، يزداد بقدرها رصيد النظام البعثي الفاشي.ذلك النظام الذي ازدادت عزلته داخل المجتمع العراقي اثر أعماله الشنيعة بحق الإنسانية في العراق ،ابتداء من أحواض الاسيد وقلع الأظافر ومرورا بدواليب التعذيب الدموية وفرق الاعدامات وانتهاءا بقطع الرؤوس والآذان ووشم الجباه والألسن وجدف الأنف بشكل علني، تعود الشرعية له من جديد ليحمل راية "تحرير العراق من الغزاة ".العراق الذي لم يملك فيه الإنسان طوال ثلاث عقود غير القهر والحرمان بكل اشكاله، من عمر ذلك النظام الوحشي .واليوم يدفع بالملايين المحرومين الى تلك المحرقة كي يكونوا وقوداٌ لادامة الحرب التي أعلنتها أمريكا لاطاحة نظام صدام .ارض العراق التي لا يمتلك فيها ملايين المحرومين شبرا منها كي يشيدوا عليها منزلا  تؤوي اطفالهم،ارضا حولت معظمها الى قصور رئاسية ومزارع وحقول لجلادي صدام واعوانه،ارضا امتصت عرق وكد الملايين من الجماهير المسحوقة منذ عقود وعقود،ليتحول الى مليارات من الدولارات تذهب الى جيوب الطبقة البرجوازية العراقية، التي تتباكى اليوم وتدفع باولئك المسحوقين الى اتون الحرب، لانقاذ ارض مصاصي دمائهم !    
   ان التيار القومي العربي والاسلامي ،يستغل مشاهد مصرع الاطفال والشباب والنساء اثر القصف الوحشي الامريكي،ليحولها الى مادة لزرع الاوهام والترهات القومية والدينية في صفوف جماهير العراق بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام . ان هذه الحرب هي ورقة اليانصيب الجديدة التي يتنافس عليها كلا التيارين الاسلامي والعربي، بعد ان توج الاول بهزيمة اثر سقوط نظام طالبان والثاني بهزيمة عبد الناصر في حزيران 1967.ولقد استطاع صدام حسين من خلال معاداته لامريكا ان يتحول الى زعيم هذين التيارين، سواء على صعيد قيادته للتيار القومي العروبي في سنوات الحرب العراقية –الايرانية لصد تصدير الثورة الاسلامية في ايران ومطالبته بمقايضة حل القضية الفلسطينية مقابل انسحابه من الكويت عام 1990 واطلاق عدد من الصورايخ الى اسرائيل اثناء حرب الخليج الثانية ،وبعد ذلك ليعلن حملته الايمانية في منتصف التسعينات والدعوة والعمل بقدم وساق في اسلمة المجتمع العراقي.وكان الخطاب الاخير لصدام حسين الذي كرر كلمة "الجهاد" لعدة مرات وعبارة عاشت فلسطين الحلقة المركزية في الفكر القومي العروبي، لاختتام الخطاب ، هو بمثابة إعلان عن قيادة هذين التيارين في التصدي للقوات الأمريكية-البريطانية التي تنوي إسقاط نظامه .ووجد الخطاب السياسي للنظام البعثي الفاشي رواجا كبيرا دون أي منافسة، مما دفع بآلاف في داخل العراق وخارجه للتطوع في الانخراط في هذه الحرب ضد الجيش الأمريكي.ولم تكن العمليتين الانتحاريتين التي قامت بها القوات العراقية ضد الجيش الأمريكي، إلا ترجمة ذلك الخطاب السياسي في الميدان العملي، حيث تم تسويقها عبر وسائل الأعلام العراقية والفضائيات العربية .
ان سياسة الحزب الشيوعي العمالي العراقي وموقفه العملي هو ادانة هذه الحرب الوحشية والمطالبة بوقفها دون قيد او شرط،تلك الحرب التي جلبت وستجلب المزيد من ابادة جماهير العراق وتدمير جميع المعالم المدنية والبنى التحتية  للمجتمع العراقي الى الوراء.وفي نفس الوقت يناشد جماهير العراق بالابتعاد عن خطر الحرب وعدم التوهم بالاكاذيب والدعايات التي تبثها السلطة البعثية الفاشية في الدفاع عن ارض العراق التي لم يملك فيها الكادحين والمحرومين سوى المعتقلات والسجون واعواد المشانق وفرق الاعدامات العسكرية.أن الحرب الدائرة هي بين مجرمين في الإدارة الأمريكية التي تحاول عن طريق القصف الهمجي ارعاب الجماهير لفرض الخنوع عليها حتى بعد اطاحة النظام المجرم في بغداد ،وبين نظام حول تلك الجماهير الى دروع بشرية لحماية نفسه من السقوط .
 
  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتهازية تقفل حلقتها في رد على حديث حميد مجيد موسى
- افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب
- الحكومة البعثية تصّعد من حملاتها الاستبدادية ضد جماهير العرا ...
- الحركة النسوية في العالم العربي من الدفاع الى الهجوم
- إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !
- لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ ...
- في ذكرى اضراب عمال الزيوت النباتية
- لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي في معادلة الاوضاع السياسية في ...
- الحظ العاثر لندوة احمد الجلبي عندما تتزامن مع مكرمة صدام حسي ...
- مرحبا بالمدنية والتحضر ..مرحبا بقتل المزيد من اطفال العراق
- ما بين- مكرمة صدام حسين- والحرية السياسية
- ثلاثة رسائل من الحزب الشيوعي العمالي العراقي في تورنتو
- BBC تسبح عكس أتجاه التيار الانساني
- ان كنت تكذب فأصقله جيدا ! لماذا هذا هذا العويل على -الشعب ...
- -الشيطان الاكبر- عراب الاسلاميين في -تحرير العراق-
- في الذكرى الرابعة لرحيل القائد العمالي والشيوعي الرفيق حكمت ...
- الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !
- رسالة مفتوحة الى الجالية العراقية في كندا
- دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق