أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !














المزيد.....

إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 399 - 2003 / 2 / 16 - 02:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


  صبيحة يوم 21 /1 وجدت جثة الشاب "مدحت كاظم" عند الجامع الكبير في وسط مدينة السليمانية.لقد مات هذا الشاب اثر البرد الشديد الذي اقتنص حياته بسبب عدم وجود مسكن أو ملاذ يلويه. لم يكن يتصور هذا الشاب ولا آلاف منهم الذين قدموا من مناطق وسط وجنوب العراق هاربين من جحيم وسطوة النظام البعثي الفاشي، أقول لم يتصوروا أبدا بأن للديمقراطية أيضا لها أنياب تفترس الإنسانية مثلما تطحن الدكتاتورية عظامها. كانوا يعتقدون أنهم تخلصوا من أحلام الرعب والسير متخفيا في شوارع بغداد والبصرة والناصرية..خوفا من أن يقعوا في كمائن فدائي صدام والعصابات الإجرامية التابعة لقصي وعدي..لقد فاضت آذانهم بدعايات ونفاق وأكاذيب المعارضة العراقية حول التجربة الديمقراطية في كردستان العراق مما أدى بكل من يصدقها أن يلقي حتفه مثل مدحت كاظم أو يموت في شواطيء بحار العالم وهم يبحثون عن مكان يشعرون فيه ببعض الأمان.هي بحق تجربة فريدة من نوعها، أنها ديمقراطية التشرد والجوع والحرمان. فعندما لا يعرف احد هل هو حظ السيد جلال الطلباني سكرتير الاتحاد الوطني عندما تزامن موت ذلك الشاب مع مرور يوم على تصريحاته حول الديمقراطية في مناطق نفوذه والتفاخر بها إلى حد قسم هوية الإنسان في العراق إلى مجموعة قومية وطائفية مثل الشيعة والعرب وكلهم ينعمون بالحرية في ظل سلطة حزبه كحرية موت مدحت كاظم! .اوليست هذه حرية ! فلقد اختار بمحض إرادته أن لا يموت في دواليب تعذيب البعث بل على ارض كردستان الديمقراطية !إلى جانب ذلك نظمت فضائية الاتحاد في ذلك اليوم عدد من اللقاءات مع شخصيات عراقية عربية تنتمي إلى أحزاب سياسية لتسألهم عن الحرية التي ينعمون بها في مناطق نفوذ الاتحاد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم تلتق تلك الفضائية بمئات العرب المتواجدين في مناطق نفوذ الاتحاد وهم خارج الأحزاب السياسية؟  هل إن أصحاب الفنادق يقبلون أن يمنحوا الغرف لهم دون إعطائهم تزكية احد الأحزاب التي تدور في فلك الاتحاد؟ أو ليس ناطق اللغة العربية ما زال موضع شك ومضايقة في مناطق كردستان ؟ ثم نسال السيد جلال الطلباني وفضائيته لماذا لا يتفقدون أحوال المئات من أولئك الهاربين من وسط وجنوب العراق كي يجدوا مدى سوء الأحوال التي يعيش فيها هؤلاء في ظل ديمقراطيتهم.
يبدو إن الأحزاب القومية الحاكمة في كردستان تعودت، بفضل حروب النظام البعثي الفاشي والته القمعية، على أن موت "شخص واحد" اثر الحادث المذكور لا يعني أي شيء، والذي يعني شيئا هو كلما تصاعد عدد الموتى فان مصير مدحت كاظم لا يمثل أي معنى بالنسبة للتجربة الديمقراطية الفريدة جدا بنوعها. فما دام الإنسان لا يدهسه جهاز الاستبداد للنظام المجرم في بغداد بل ماكينة الديمقراطية، فهذا انتصار بحد ذاته وينعتونهم بلقب" شهداء التجربة الكردستانية" التي تتفاخر بها وتمتدحها كثيرا المعارضة العراقية أصحاب الرايات الأمريكية،  ولأنها تحلم مثل إخوانها في تلك الأحزاب بامتصاص ثروات المجتمع وتحويل معيشة وحياة الملايين من البشر في العراق مثل حياة مدحت كاظم بعد صدام حسين.
 لعل احد قادة الأحزاب القومية الحاكمة في كردستان سيستشيط غضبا عندما يقرا مقالي هذا ليقول: من قال "للعرب" أن يأتوا إلى كردستان، نحن لسنا مسئولين عنهم، وان نظام صدام حسين يرسل جواسيسه لتخريب هذه التجربة فعلينا الاحتراس من العرب. عندئذ نحن نقول: اذا كفى رياءا ونفاقا والتباهي بهذه الديمقراطية وكفى للمعارضة العراقية أن تستشهد بهذه التجربة التي لم يحصل فيها الإنسان في كردستان والهاربين من الدكتاتورية إلا على بؤسهم وشقائهم.فعندما ينتفي للإنسان في أي مكان للعالم حقه في الإقامة و السكن والسفر وتحت ذرائع مختلفة يتم مصادرة ذلك الحق، فأن ذلك النظام الذي يعيش في ظله لا يعدو أن يكون سوى معاديا له مهما أطلقت عليه من تسميات ومهما حاولوا تجميل وجهه البشع.

 



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ ...
- في ذكرى اضراب عمال الزيوت النباتية
- لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي في معادلة الاوضاع السياسية في ...
- الحظ العاثر لندوة احمد الجلبي عندما تتزامن مع مكرمة صدام حسي ...
- مرحبا بالمدنية والتحضر ..مرحبا بقتل المزيد من اطفال العراق
- ما بين- مكرمة صدام حسين- والحرية السياسية
- ثلاثة رسائل من الحزب الشيوعي العمالي العراقي في تورنتو
- BBC تسبح عكس أتجاه التيار الانساني
- ان كنت تكذب فأصقله جيدا ! لماذا هذا هذا العويل على -الشعب ...
- -الشيطان الاكبر- عراب الاسلاميين في -تحرير العراق-
- في الذكرى الرابعة لرحيل القائد العمالي والشيوعي الرفيق حكمت ...
- الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !
- رسالة مفتوحة الى الجالية العراقية في كندا
- دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي
- في الدفاع عن المجتمع المدني العراقي
- جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ...
- رسالة مفتوحة الى وزير حقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان - ...
- الاستفتاء والحصار
- السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !