أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي















المزيد.....

دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 224 - 2002 / 8 / 19 - 01:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا يختلف اثنان على ان عودة المفتشين او عدم عودتهم الى العراق هو المشكلة التي تتحجج بها امريكا في شن حملة عسكرية على العراق. ويمكن ادراج هذا المبرر في ارشيف أسخف المبررات في تاريخ تدشين الحروب تحت راية الامم المتحدة . وبعيدا عن الترهات التي ترددها الصحف العراقية والقومييون التقليديون العرب بأن امريكا تحاول ان تغطي فضائحها المالية وازمتها الاقتصادية عن طريق ضرب العراق . وايضا بعيدا عن سخافات اليسار  وتلاوينه بأن امريكا تريد ضرب العراق للسيطرة على ابارها النفطية وكأن نظام حسين لم يعرض التعاون الكامل والامتيازات الكبيرة لشركات النفط الامريكية للعمل في العراق في الاروقة والدهاليز السرية .وثم بعيدا عن دجل ونفاق توني بلير والانظمة العربية الحاكمة التي تبرر ضرب العراق لحيازته على اسلحة الدمار الشامل . ويضيف الى المشهد المسرحي رياءا اكثر هو الحكومتين الكويتية والاردنية التي تتذرع الاولى بأن العراق لو هدد الكويت وهناك اجماع دولي لن تمانع في استخدام الجيش الامريكي لمعسكرات كويتية في شن هجومها .اما الحكومة الاردنية فتسمي وجود الجيش الامريكي على اراضيها بمناورات تقليدية لا علاقة لها بضرب العراق .

وتقف جميع الانظمة الرجعية في المنطقة للحصول على غنيمتها وتأهيل نفسها كي تكون من محور الخير على حساب جماهير العراق والمجتمع العراقي . فتركيا تطالب بتسليح التركمان خوفا عليهم وتطالب بحقوقهم القومية .هذه الدولة العسكرية الفاشية التي وقعت اتفاقيات مع مثيلتها في العراق في الثمانينات من القرن الفائت تنص على ملاحقة المعارضين السياسيين على حدودهما تذرف دموع الالم على التركمان المغدورين. هذه الدولة التي تحاول ان تخلق بؤرة موهومة للنعرات القومية كي تمهد الاسس المادية في تدخلها العسكري والسياسي في رسم مستقبل المجتمع العراقي . اما ايران جمهورية الاسلام الدموية  تعمل على اشاعة تصوير كاذب ومخادع عن"الشيعة المضطهدين" في العراق. تعمل منذ سنوات على تدريب عملاء لها مستغلة الظروف القاهرة واللانسانية لاسرى الحرب العراقيين في سجون الاسر الايرانية  .انها تحاول ان تقطع جزءا من المجتمع العراقي من اجل طموحاتاها القوموية وتوسعاتها الاقليمية لتعيد نفس تجربتها الاسلامية الفاشلة في العراق التي لم تولد غير الفقر المدقع والاجرام والقهر والتمييز الجنسي والطائفي وانعدام الحقوق رغم انه لم تبق لتجربتها سوى العمر القصير في الانهيار .ويبقى شيوخ الخليج دمى امريكا في المنطقة، فلا حول لها ولا قوة ولن تسطع الصمود يوما بوجه رياح التحرر في بلدانها لو لا الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي الامريكي لها .فكانوا ومازالوا قاعدة للرجعية وامريكا في ضرب رياح التغيير والمساواة والحرية في المنطقة والعراق.

في هذه البقعة يقع المجتمع العراقي . وفي هذا المكان تعيش جماهير العراق بين سندان امريكا والانظمة الرجعية في المنطقة ومطرقة جلاد اسمه صدام حسين وحزبه الفاشي . ويقف كوفي عنان رئيس اكبر منظمة دولية في العالم ليلوح بالقانون الامريكي والعصا الامريكية . انه احد موظفي البيت الابيض الامريكي اكثر مما هو موظف في الامم المتحدة . انه الاداة التنفيذية والوجه المنافق للجبروت العسكري والهيمنة الامريكية في العالم .ان كوفي عنان وشرعية منظمته انتفت منذ زمن بعيد في المجتمع البشري لكنه المفتاح للبيت الابيض.ففي شريعة الغاب الوحوش الكاسرة ترسم افاق المجتمع .

جميع الاصوات النشاز عالية والجميع يخطط في تعميق تفتيت المجتمع المدني العراقي وتحويله الى افغانستان او لبنان اخر.مواقف احزاب المعارضة العراقية اقلها نذيرا بالشؤوم هو البيان الاخير لائتلاف القوى الوطنية الذي لا يعدو ان يكون اكثر من مواقف اخلاقية مطاطية تلونها الصفات الطائفية والتملق والانتهازية وتقديس الاوضاع القائمة .العمل في مواجهة السياسات الامريكية بشكل فعال غائب كليا في ذلك البيان .الدفاع عن المجتمع المدني العراقي وضمان الحريات الانسانية وانهاء كل اشكال التمييز الجنسي والقومي والديني والعمل على رفع الحصار الاقتصادي بدون قيد او شرط على العراق واسقاط النظام البعثي الدموي لا نظام صدام حسين فقط جميعها غائبة لانها لا تلتقي مع السياسة الامريكية .

ويبقى الحزب الشيوعي العمالي العراقي الوحيد من هذه القوى يمتلك هذه الاجندة والبرنامج. انه الحزب الذي وقف منذ اثنا عشر عاما ضد جميع السيناريوهات المقيتة المعادية للانسان في العراق . انه يطالب العلمانيين والمثقفين والتقدميين وكل من يلتقي مع تطلعات الانسان العراقي وامانية في العيش سالما ومرفها ان لا يقفوا مكتوفي الايدي ويدعوهم للانضمام اليه .عندها لن تكون افاق المجتمع العراقي في غياهب الظلمات.

  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدفاع عن المجتمع المدني العراقي
- جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ...
- رسالة مفتوحة الى وزير حقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان - ...
- الاستفتاء والحصار
- السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي
- تحالفات المعارضة العراقية والمشروع الامريكي والمجتمع العراقي
- شباب العراق وقود التيار القومي
- الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي
- الارهاب في الفكر القومي
- ثقافة العنف وثقافة حقوق الانسان ..حقوق الانسان من منظور الحز ...
- امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر


المزيد.....




- -عليك الذهاب للمفتي-.. وزير الطاقة السعودي يثير تفاعلا برد ع ...
- السعودية.. جمله قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس باللقاء كشفه ...
- من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف ...
- المتحولون جنسيا يحظون بدعم جديد من إدارة بايدن
- البرهان: لن يحلّ السلام في السودان إلا بعد خروج -الدعم السري ...
- بولندا تنشر قواتها قرب حدود روسيا في إطار مناورات عسكرية مع ...
- يحتوي على كهوف وأنفاق مرعبة.. اكتشاف أعمق ثقب أزرق تحت الماء ...
- تفريق تظاهرة ضد مشروع قانون حول -التأثير الأجنبي- في جورجيا ...
- كريم خان.. الوجه المراوغ للعدالة الدولية
- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي