|
التصور الجديد للواقع بدلالة الزمن....
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 11:26
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الزمن بين الفلسفة والعلم _ التصور الجديد للزمن ...
ما هو الزمن ؟ طبيعته ؟ اتجاهه ؟ وهل يوجد فرق حقيقي بين الوقت والزمن ، أم هما فكرة وخبرة واحدة لها اسمين ؟! هذه الأسئلة ، وغيرها أيضا ، سوف أحاول معالجتها ، من خلال تفكيكها وإضاءتها ، وربما يحالفني الحظ بالتوصل إلى بعض الأجوبة ... .... " جدلية الزمن والحياة عكسية بطبيعتها " لنتخيل المشهد ، كما هو _ لا بالطريقة التقليدية الحاضر الدائم ... الزمن يدفع المستقبل إلى الحاضر ، ويحول الحاضر إلى الماضي ، بشكل ثابت ودائم . وعلى النقيض من ذلك ، الحياة تدفع الماضي إلى الحاضر ، وتحول الحاضر إلى المستقبل ، بشكل ثابت ودائم . جدلية الوجود بين الحياة والزمن ...الحاضر الدائم . .... مرور الزمن ، ظاهرة عامة ومعروفة منذ عدة آلاف من السنين . وما يزال الافتراض القديم أن اتجاه الزمن ، من الماضي إلى المستقبل ، قائما إلى اليوم ... مع أن ذلك الخطأ يدرك عبر الملاحظة المتأنية ، وهو يقبل الاختبار والتعميم بدون استثناء !؟ 1 الزمن أحد الموضوعات الأساسية ، المشتركة ، بين مختلف ظواهر الوجود الطبيعية والثقافية وغيرها ، ما يزال إلى يومنا الحالي 3 / 7 / 2019 موضع سوء فهم ، وأعتقد أن الفهم العلمي للزمن خطأ موروث ومشترك ، وخصوصا إشكالية الوقت والزمن . لا نعرف طبيعة الزمن ، أو مصدره ومكوناته ، حتى اليوم 7 / 7 2019 . لكن ذلك لا يعني أن اتجاه سهم الزمن من الماضي إلى المستقبل ! المستقبل يقترب والماضي يبتعد ....أليست بديهية !؟ اتجاه حركة الزمن ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار ، مع التكرار والتعميم بلا استثناء . المصدر ( أو النبع ) هو البداية . النتيجة ( أو الخلاصة ) هي النهاية . البدايات _ التي لم تزل مفتوحة _ تقترب وبكل أشكالها . والعكس ، النهايات _ التي أغلقت _ تبتعد بكل أشكالها . الوقت بداية مفتوحة ، ونهاية مغلقة ، مثالها اليوم أو الساعة أو القرن أو الدقيقة . اتجاه حركة الزمن ( أو سهم الزمن ) ...من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر ... بينما العكس هو اتجاه الحياة ...من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . الحياة والزمن نقيضان ، ويتعاكسان في كل لحظة . مصدر المغالطة الموروثة والمشتركة ، أو فرضية سهم الزمن التقليدية : 1 ماض 2 حاضر 3 مستقبل ، الرغبة المشتركة واللاشعورية بأن يكون اتجاه الزمن والحياة هو نفسه . للأسف ليس كذلك . والعالم المعاصر ، ومعه العلم الحديث أيضا ، يمشي على رأسه ! بعد تصحيح الاتجاه ، عشرات المعضلات الفيزيائية تجد الحل تلقائيا ، ومعها الكثير من المعضلات الفلسفية الموروثة مثل الصدفة وعلاقتها بالسبب والنتيجة على وجه الخصوص . 2 كعادتها الفلسفة ورثت الفهم التقليدي للزمن ، مع جملة ميراثها المتنوع ،... الغث أو السمين . نيوتن ، بصفته فيلسوفا وليس عالم فيزياء ، صاغ موقف " سهم الزمن " السائد إلى اليوم : من الماضي إلى الحاضر ، ومن الحاضر إلى المستقبل . بقي الأمر على هذا الحال حتى القرن العشرين ، وفكرة اينشتاين الجديدة بالفعل : الزمن بعد رابع للمادة . حاول ستيفن هوكينغ تكملة فكرة ، أو الوصول بها إلى نهايتيها : بداية الزمن ونهايته . وكما هو معروف وباعتراف هوكين نفسه ، أخفق في ذلك .... وما تزال فكرة " الزمن بعد رابع للمادة " أقرب إلى الرمز والشعار الأيديولوجي . 3 في ظروف معقدة _ شائكة وشيقة معا _ توصلت إلى نتيجة صادمة بالفعل .... اتجاه الزمن الحقيقي ، على النقيض من فرض نيوتن ومن الموقف العالمي والعلمي معا : اتجاه مرور الزمن ، من المستقبل إلى الحاضر ، وأخيرا إلى الماضي ، ويبتعد دوما . كتبت العديد من النصوص ( المنشورة على الحوار المتمدن ) ، ولا أريد في هذا النص تكرار ما سبق ، بل تلخيصه ، وبصياغة جديدة مع البرهان المنطقي والموضوعي أيضا . 4 2018 بداية علم الزمن الفارق النوعي بين الفلسفة والفيزياء ، يشبه الفارق بين الوجود بالقوة والوجود بالفعل ؟! الوضع الثنائي يثير المنطق الثنائي ، ويولده بشكل لا شعوري . في حالة وجود حدين أو حالتين فقط ، كما في علاقة الوجود بالقوة والوجود بالفعل ، يخطر على الذهن مباشرة التفسير الدائري ، والوضع الدائري أيضا . والحدس يتجه إلى أحد القطبين ، وهو تفسير غير علمي بطبيعته . لكن بعد إضافة البعد الثالث ، الوجود بالأثر يختلف الوضع والموقف العقلي بالتزامن . المستقبل ( الوجود بالقوة ) . الحاضر ( الوجود بالفعل ) . الماضي ( الوجود بالأثر ) . هي حالات الزمن الثلاثة ، الواقعية والتي يمكن اختبارها بدون استثناء . وبسهولة ، وبواسطة الخبرة المباشرة يفهم الطفل _ة بحدود العاشرة أن الماضي ( أو الوجود بالأثر ) هو المرحلة الثالثة للزمن ، وليس الأولى بالطبع . .... كيف تقبل العقل الإنساني إلى اليوم تلك المغالطة ... التتابع الزمن التقليدي 1 _ الوجود بالأثر 2 _ الوجود بالفعل 3 _ الوجود بالقوة !؟ يرفض عقل الطفل _ة بحدود الخامسة تلك الفرضية الخاطئة . لكنه يستسلم قبل العاشرة ، أو يفقد أمان القطيع . بين الخامسة والسادسة عادة ، يكتشف الطفل _ة الاعتباط والعشوائية في تسمية الماضي بالأمس ، والمستقبل بالغد ... لكننا نستسلم عادة .... .... جدلية الزمن والحياة العكسية ...2
اليوم يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح . غدا يتضمن اليوم والماضي . غدا أجمل . .... خلاصة ما سبق : بسهولة يمكن تحديد اتجاه حركة الزمن بدلالة الحاضر الآن _ هنا المستقبل يتقدم ويقترب بسرعة ثابتة ، من الغد باتجاه اليوم ...بلا توقف والماضي يبتعد ويتأخر بنفس السرعة السابقة ، من الأمس إلى أمس الأول ...وإلى الأبعد وتبرز مشكل جديدة ، أعتقد أنها تقبل الحل العلمي والمنطقي بالتزامن .... 1 الأمس يدفع الماضي كله ، خطوة إلى الوراء ...كل يوم جديد ( الماضي الأبعد ) . الغد يقترب والأمس يبتعد . ما الذي يحدث ؟! عبر الملاحظة المباشرة يتضح خطأ التصور السابق ( الموقف الحالي العالمي والعلمي معا ) حول الوجود والزمن والحياة ...وطبيعة العلاقة بينهما . كيف ينتهي الماضي ؟ من أين يأتي المستقبل ؟ هذا الأسئلة ما تزال بدون جواب علمي أو منطقي ، وما يزال موقف عدم الاهتمام هو السائد . في القسم السابق ، أعتقد أنني قدمت تفسيرا منطقيا ( يقبله العقل ) للحاضر وكيفية تشكله واستمراريته ( الجدلية المتعاكسة بين الحياة والزمن ) . الحاضر الدائم الآن _ هنا ، مجال التقاء خط الزمن ( غد ، يوم ، أمس ) مع خط الحياة المعاكس ( أمس ، يوم ، غد ) .... المكان نفسه ، الزمن يتقهقر من المستقبل إلى الحاضر ، على النقيض من الحياة التي تتقدم من الماضي إلى الحاضر . بعبارة ثانية ، الوجود ثلاثي البعد : مكان ، وزمن ، وحركة ( حياة ) . 2 الفكر العلمي : الغد يتضمن اليوم ( أو اليوم + الجديد ) . الفكر السحري على النقيض : الأمس يتضمن اليوم . الموقف الفلسفي بينهما . 3 التوقيت المناسب ...." كل شيء جميل في أوانه " من منا لا يعرف حالة العجز عن البكاء ، مع أن الحزن يكون غامرا . والأغرب نقيضها سهولة البكاء الفجائي ، مع لقطة في فيلم ، أو خلال قراءة مقطع في نص ، أو خلال منظر عابر ، وأحيانا بدون سبب واضح .... ما هو التفسير الصحيح ( الأقرب إلى الواقع ) لتلك الظاهرة المشتركة !؟ التوقيت المناسب ، هو نصف الجواب الصحيح . بقية الأجوبة ، بمجملها تشكل النصف الثاني ... ، بما فيها تشابه الظروف أو الكبت أو التفسير بدلالة الشخصية الفردية وغيرها . .... ما هو التوقيت المناسب ؟
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمثلة نطبيقية تكملة...2
-
أمثلة تطبيقية ...2
-
قوة الهدف 1 ...أمثلة تطبيقية على الموضوعات السابقة
-
الفصل 11 _ الاهتمام
-
هوامش الفصل السابع حتى ...11
-
الارادة الحرة تتمة ...
-
الفصل العاشر _ الادمان ...
-
مشكلة العقل تتمة _ الوعي والادارك الذاتي
-
الفصل التاسع _ المشكلة العقلية
-
المشكلة الجنسية _ تكملة
-
الفصل الثامن _ المشكلة الجنسية
-
شجرة في الهواء
-
تكملة الفصل السابع
-
الفصل السابع _ كيف يمكن جعل اليوم أفضل من الأمس !؟
-
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ جواد بشارة
-
ملحق وهوامش الفصل السادس
-
الفصل السادس _ الصحة النفسية والعقلية
-
ملحق الفصل الخامس _ رواية تفاعلية
-
تعديل السلوك المعرفي _ الفصل الخامس
-
الفصل الخامس _ رواية تفاعلية ...
المزيد.....
-
سمكة قرش تهاجم طفلة.. والجراحون يعيدون ترميم يدها الممزقة
-
وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق لـCNN: الولايات المتحدة -تمتلك
...
-
عُيّن خلفا لغلام علي رشيد.. الجيش الإسرائيلي: اغتيال قائد مق
...
-
السفير الإسرائيلي: سترون مفاجآت تبدو معها عملية البيجر بسيطة
...
-
تقرير: العالم يتجه نحو سباق تسليح نووي جديد
-
تواصل التصعيد بين إسرائيل وإيران ـ ترامب يطالب بإخلاء طهران
...
-
الجيش الإسرائيلي: قتلنا رئيس أركان الحرب الجديد في إيران ع
...
-
نتنياهو يزعم أن إيران حاولت اغتيال ترامب
-
بقصف إسرائيلي.. مقتل 20 شخصا على الأقل من منتظري المساعدات ا
...
-
السفير الإسرائيلي: سترون مفاجآت تبدو معها عملية البيجر بسيطة
...
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|