|
الحاج فلاديمير بوتين...
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 13:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحاج فــلاديــمــيــر بـــوتـــيـــن أعلن صديقنا (أعني صديق السلطات السورية) أنه على استعداد لزيادة المحادثات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية... يعني مع الرئيس الحالي دونالد ترامب.. والذي صرح عشرات من كبار الاختصاصيين الأمريكان.. أنه مصاب باضطرابات نفسية وعقلية مختلفة الأشكال... وعلى سبيل المثال أنه ألغى مساء.. لكل ما وقع عليه من اتفاقات عالمية.. سياسية.. أو عن حماية الطبيعة...بــالــصــبــاح... لذلك هل يعتقد (الصديق) فلاديمير بوتين أن بإمكانه استغلال هذه الاضطرابات لدى الرئيس ترامب.. للحصول على حلول أو مكاسب ديبلوماسية وتجارية وسياسية جديدة.. على كل البوصلات والقضايا المجمدة ما بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية... وما هو الثمن (بالعامي فرق عملة) الذي سوف تدفعه الدول المنكوبة التي تعيش من سنوات تحت الحماية الروسية البوتينية... مثل ما تبقى من الدولة السورية.. وغيرها من البلدان والشعوب المنكوبة.. والتي تحتاج لعشرات من السنين ومئات المليارات من الأورويات والروبلات والينات والدولارات... لمشاريع إعادة إعمارها... إن كانت هناك ــ حقيقة ــ أية مشاريع لإعادة إعمارها... غالبية العامة وأكثرها في سوريا خاصة.. يسمونه تحببا.. "الحاج بـــوتـــيـــن"... كأنه أدى فريضة الحاج مثلهم.. لأن روسيا وطواقمها المختلفة المسلحة.. يحمونهم منذ ثمانية سنين.. ضد داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش... ولكن رغم أن هذه الحماية البراغماتية لم تنقذ البلد من الانفجار والتدمير الكامل.. ككل حرب غير تقليدية.. لا تخضع لأي مبدأ أو قاعدة.. العدو الداخلي والخارجي كان يملك سلاحا لم يعرف بأية حرب.. وهو رغبة الموت بلا خوف.. وضرورة قتل الآخر... وهذا السلاح لم يتمكن معالجته لا بوتين.. ولا أي جيش سوفييتي قبل انفراط الاتحاد السوفييتي.. أيام حروب أفغانستان... لذلك لست أدري اليوم.. أنه بعد ثمانية سنوات حرب قأصمة فظيعة مجرمة قتالة باسم الدين وشريعة الدين وقتل الكفار... أو ما وصل إليه هذا البلد يعتبر انتصارا.. كما تهلل وتطبل له أجهزة الإعلام المحلية... رغم المساعدات المحدودة من حلفاء هذا البلد.. ورغم موت آلاف جنودهم.. واحترامي لتضحياتهم... ولكنني أتساءل اليوم.. مع استمرار جيوب عديدة لهذه الحرب العجيبة الغريبة المجرمة.. واستمرار احتلال داعش وحلفاء داعش وأبناء داعش.. لجيوب داخلية.. مازالت تطبق فيها رعونتها وفظائعها... وشريعتها...بالإضافة إلى قوات الجيش الإسرائيلي وطيرانه ومدفعيته التي تخترق الحدود والأجواء السورية.. وتتمختر وتضرب حينما تشاء.. وأينما تشاء.. حتى الموقوتة لزيارات بينيامين ناتانياهو لموسكو المعلنة.. وغير المعلنة... مما يدفعني للتساؤل عن إعلان الرئيس بوتين حاليا.. عن زيادة مستوى محادثاته مع الولايات المتحدة الأمريكية.. والتي تعلن تعاونها ورضاها وحمايتها لكل المشاريع الاعتدائية الإسرائيلية.. بضم كل القدس.. واعتبارها عاصمة إسرائيل.. وابتلاع كل الجولان.. وضرب جنوب دمشق.. دون أية شحطة قلم اعتراض من مجلس الأمن.. أو الدول الكبرى التي تشكله.. ومن مختلف ما تبقى من أصدقائنا... أو من الدول العربانية النفطية المنبطحة أما الديكتات الأمريكي والإسرائيلي.. وصمت الجامعة العربية المبنية على ديمومة الصمت المأجور... بهذا الجو من المتاجرات العالمية البراغماتية.. لا أستغرب تصريحات الحاج بوتين عن توطيد علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا... لأن ســوريا كانت دوما عبارة عن جوكر بلعبة بــوكــر عالمية براغماتية مغشوشة... لا أكثر... ولم تتعلم أو تتعظ جميع السلطات التي حكمت هذا البلد.. من أول أيام ما سمي " استقلالها " وحتى هذه الساعة الحزينة... كيف تتخلص من هيمنة هذه اللعبة المغشوشة ضدها... رغم امتلاكها ـ على الورق ـ أهم وسائل المخابرات التي تعرف مسبقا انتقال دبور من شجرة لشجرة!!!... آمل أن يرى شعب هذا البلد النور يوما... وأن يستطيع التحكم بمصيره.. وأن يمتلك حقيقة البوصلة التي يختارها... رغم الصعوبات والجدران الحاجبة المغلقة... ولكن بعد هذه الكلمات... هذا لا يعني أنني لا أحترم سياسة بوتين... بالعكس هذا الإنسان يحترم بلده وتاريخ بلده... ساعيا بكل جهوده أن يعيد لروسيا كلمتها بالمحافل العالمية.. بعد انفراط الاتحاد السوفييتي... ونرى كيف بسنوات قليلة ـ وبخبرته السياسية ـ أعاد احترام جميع الدول لدولته وشعبه.. واسم روسيا وقوتها... وكل سياسته المعروفة وغير المعروفة.. موجهة لحماية روسيا وعظمتها واسمها بالعالم... وعلى العديد من دول العالم الاقتداء بذكاء هذا الإنسان وحكمته وسياسته... *************** على الــهــامــش : ــ تركيا أردوغان والصواريخ الروسية... نقل موقع Mediapat الفرنسي هذا الصباح نقلا عن موقع َHabeturk التركي أن طائرتي شحن روسية.. سوف تصل إلى تركيا.. ناقلة الصواريخ الروسية طراز S400 إلى القوات التركية.. حسب اتفاقية بين البلدين... مما أثار الرئيس الأمريكي ترامب.. مهددا بفرض عقوبات صارمة ضد تركيا التي ما تزال عضوا بالحلف الأطلسي.. وفصل تركيا من مشروع صناعة الطيارة الأمريكية المتعددة الصفات الحربجية الجديدة.. F35 والتي تشارك تركيا بصناعتها وشراء عدد منها... ألم أقل لكم مئات المرات أن السياسات العالمية.. والمتاجرات البراغماتية.. بوصلتها الرئيسية.. وضعت التجارة العالمية العولمية.. لخدمة بوصلة السياسة.. والمكاسب السياسية... ورجب طيب أردوغان.. مثل بينيامين ناتانياهو.. مفاوض سياسي تاجر مراوغ رائع كامل... رغم تصريحاته التي تساير أصدقاءه وغير أصدقائه.. وأعداءه... بشرط أن يربح دائما ودائما.. ولو عنوان جريدة لصالح مستقبل امبراطوريته العثمانية الإسلامية... حاذق.. رهيب جدا هذا الإنسان!!!... صديقنا الحاج فلاديمير بوتين.. يبيع صورايخ فتاكة رهيبة لعدونا التاريخي الأمبراطور رجب طيب آردوغان... لا أســتــغرب... هنا بفرنسا.. هناك تسمية للسياسيين أو من يتعاطون السياسة كمهنة مثل فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان Animal Politiqueوالترجمة العربية هي "حيوان سياسي" ولكنها ليست للحمار أو للنعجة أو للجمل.. ولكنها تعني الشراسة السياسية والتصميم والإقدام والمناورة.. وعدم التراجع.. كالنمر والأسد والذئب... وأنا أفهم الأول واحترمه.. رغم اختلافي معه بعديد من الأمور… ولكنني لا أبقى مع الثاني تحت خيمة واحدة.. ولا أثق به... ولا يمكن أن تربطني به أية علاقة.. ولو مسيرة طريق قصير...
بـــالانـــتـــظـــار.......... غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحية لموقع ميديابارت الفرنسي
-
للإيجار.. حدائق.. وبشر!!!...
-
مغازلات...
-
واجب الاحترام... بعد موت محمد مرسي...
-
لكل بداية نهاية...
-
يا صديقتي العزيزة... يا صديقي العزيز...
-
عبد الباسط الصروت... وهامش عن عودة أبناء داعش...
-
ضجة... وغيوم غريبة...
-
تنبؤات.. تتحقق...
-
مناورات ومتاجرات...
-
رسالة شخصية للرئيس بشار الأسد
-
تحية واعتذار إلى لطفي بوشناق...
-
مسابقة أجمل أغنية أوروبية أو EROVISION
-
آخر أخبار سوريا.. من وكالة رويتر بعمان...وهامش عن وطني فرنسا
...
-
السلطان أردوغان.. يهدد فرنسا.. والعالم
-
سيري لانكا... وداعش أيضا...
-
تمييز عنصري Apartheid
-
إسمه عبد الدايم عجاج...
-
تحية إلى... بشار الجعفري... وإلى شعب الجزائر...
-
عودة أبناء داعش لأحضان أمهم... فرنسا.
المزيد.....
-
-ميت غالا 2025-.. ما تحتاج إلى معرفته عن أكبر ليلة في عالم ا
...
-
مجزرة كشمير.. كواليس ما يدور بذهن القيادة الباكستانية عن هجو
...
-
الأردن.. وفاة 4 أطفال بحريق سكن مسجد والأمن يكشف تفاصيل
-
بيدرسن: ندعو إسرائيل إلى وقف هجماتها على سوريا فورا وعدم تعر
...
-
محكمة أميركية تصدر حكمًا بالسجن 53 عامًا على قاتل الطفل الفل
...
-
السر المقدّس: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟
-
بوتين يعترف بوجود -رغبة بتوجيه ضربة- لكنه يقاومها
-
الحوثيون يعلنون قصف إسرائيل: كل الأمة ستتحمل تبعات الصمت عما
...
-
أوليانوف: رفض أمريكا والاتحاد الأوروبي التوسط في الأزمة الأو
...
-
الجيش الباكستاني يعلن نجاحه في اختبار صاروخ أرض-أرض بمدى 450
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|