أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مشكلة الأجناس الأدبية.. نظرة من جيرار جينيت














المزيد.....

مشكلة الأجناس الأدبية.. نظرة من جيرار جينيت


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6280 - 2019 / 7 / 4 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


انشغلت "الشعرية" في الغرب منذ القديم إلى الآن بمسألة "الأجناس الأدبية". وهذا الكتاب هو عودة لطرح مسألة "الأجناس" كإحدى أقدم قضايا الشعرية وأعسرها. لكن العودة هنا تتمّ من خلال قراءة نقدية لمختلف المقاربات التي تناولت هذه المسألة بهدف تفكيك التصور المترسخ في الغرب منذ القرن الثالث عشر، ومن ثم اقتراح تعريف جديد "للشعرية" أيضا يعتمد معطيات حديثة في التصنيف البنيوي للخطابات الأدبية وغير الأدبية.
أنا أتحدث الآن عن، وأقرأ في، كتاب الناقد الفرنسي الشهير جيرار جينيت المعنون "مدخل لجامع النص" بترجمة من الباحث التونسي عبد الرحمن أيوب، مع مقدمة خص بها المؤلف الترجمة العربية.
إنّ تسمية وتعريف "الأدب" يتركب من ناحية أولى من "أجناس أدبية" على وجه التأسيس، ولا تتوقف "الأدبية" ضمنها على أي تقييم. وهو يتركب من ناحية ثانية، من أجناس ذوات نزعة "أدبية" غير راسخة كالتاريخ، والسيرة الذاتية والخطابة سواء ارتقت نصوصها للمرتبة الأدبية أم لا، حسب قناعة أحكام هي من طبيعة جمالية.
إنّ "الشعرية" علم غير واثق من موضوعه إلى حد بعيد، ومعايير تعريفها هي إلى حد ما غير متجانسة وأحيانا غير يقينية. ومن ثمّ فإنّ اعتبار وإعادة اعتبار التقسيمات المتتالية طوال التاريخ للحقل الأدبي يجعلنا منقادين ثانية إلى التساؤل المثير الذي كان وضعه "رومان ياكوبسون" منذ عهد قريب، ويستعيده "جينيت" راهناً، في صلب كل شعرية وهو: "في أي شيء تنحصر أدبية الأدب؟".
وفي معرض مداخلته للإجابة على هذا السؤال يوجه "جيرار جينيت" بحثه نحو تركيب لما يسميه بـــ"جامع النص" Architexte كمصطلح جديد ذي طاقة تجريدية، ويشتغل ضمن شبكة مفهومية لها جهازها النظري. فليس "النص" Text هو موضوع الشعرية بل هو "جامع النص"، أي مجموع الخصائص العامة أو المتعالية التي ينتمي إليها كل نص على حدة مثل: أصناف الخطابات، صيغ التعبير، الأجناس الأدبية. ولقد اجتهدت الشعرية الغربية منذ " أرسطو" في أن تشكل من هذه الأنواع نظاما موحّدا قابلا للإطاحة بكامل الحقل الأدبي، ولكن جملة من الإلتباسات رافقت الجهود، أهمها التقسيم الثلاثي المعروف والمعترف به منذ القرن الثامن عشر والذي أسند خطأ لأرسطو نفسه. وهو تقسيم الحقل الأدبي إلى ثلاثة أنماط اساسية صنفت تحتها جميع الأجناس الأدبية وهي: الغنائي، الملحمي، الدرامي.
ولقد سعى المؤلف في كتابه هذا إلى تفكيك هذه الثلاثية المزعجة بأن أعاد رسم تكونها التدريجي وميز بما يمكن من الدقة العلمية الأنماط المتعلقة بـ"جامع النص" التي تتداخل فيها ممّا يفتح الطريق أمام نظرية عامة ومحتملة للأشكال الأدبية.
بالنسبة لـ"جينيت" لا يهم النص إلاّ من حيث "تعاليه النصي" أي: معرفة كل ما يجعله في علاقة واضحة أو مستترة مع غيره من النصوص. هذا هو التعالي النصي، ويدخل ضمنه "التداخل النصي (التناص) بالمعنى الدقيق والكلاسيكي منذ "جوليا كريستيفا" ويقدم تعريفا بسيطا للتناص من حيث هو "التواجد اللغوي لنص مقدّم ومحدّد في آن واحد بين مزدوجتين أو أداتي تنصيص". أوضح "التعالي النصي" أنواعا أخرى من العلاقات من أهمها: علاقة المحاكاة وعلاقة التغيير: التي ينتمي النص إليها. وفي هذا الإطار، تدخل الأجناس وتحديداتها التي تعرضنا لها وهي المتعلقة بـ"الموضوع" و"الصيغة" و"الشكل" وغيرها. ويصطلح على هذا المجموع حسبما يحتمه الموقف بـ"جامع النص" أو "جامع النسيج" Architexture ودائما يدافع المؤلف عن تقسيم الكتابة الأدبية إلى "أجناس" ويربط مشروعية هذا الفهم والتقسيم بـ "التعالي" فيقول رغم ما زعمه الفيلسوف "كروتشه" وغيره حول خطأ النظرة "الأجناسية" إلى الأدب إلاّ أنّ حالة التعالي حاضرة فيه باستمرار ولكي نبطل هذا الاعتراض نذكر بأنّ عددا من الآثار الأدبية منذ الإلياذة خضعت لمفهوم الأجناس فيما تخلصت منها أثار أخرى مثل الكوميديا الإلهية وإنّ مجرد المقابلة بين المجموعتين يشكل بحد ذاته نظاما للأجناس.
وبكلام آخر: إنّ الزج بين الأجناس الأدبية وإزالة الحدود فيما بينها يمثل في حد ذاته جنسا من الأجناس ولا يمكن أن يفلت أحد من هذا التشكيل البسيط.
وفي الأخير ينبهنا المؤلف إلى خطورة النهج العلمي في البحث الأسلوبي فيؤكد أنّ العلم ينبغي أن لا يكون مؤسّسة بل أداة فقط ووسيلة جديدة (اي علما جديدا) فيحدث معها ما حدث للأولى، وهكذا دواليك. فالأهم هو أن نتقدم. ولقد سبق وأن أتلفنا كثيرا من الوسائل والعلوم ولا فائدة كما يقول "جينيت" من كتابة سيرة حياتها بل الأهم من ذلك هو كتابة سيرة موتها.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويتمان شاعر الشعب والعشب عربياً ملوحاً بالخيال
- تعال وكن حبيبي
- حجر الجنون - مقاطع من قصيدة نثر طويلة-
- لو افترضنا suppose
- حضور لا يضاهيه غياب
- هذا فقط لكي أقول
- صالونات ضيقة.. فضاءات مفتوحة
- حوار مع المسرحي التونسي لطفي ابراهم: أكتب انتصارا للمنسيين و ...
- بريشةِ نسْرٍ ستَرسمُ الغيابَ
- رُقْية لجَلْبِ الحَبيبْ
- يونس: أحد عشر عاما لستَ فيها
- برجك اليوم أو هوروسكوب
- حَمَّام
- الدكتور فخري الدباغ رائد الطب النفسي في العراق
- شعراء الإنستغرام: كيف تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بصنع الشع ...
- نقد التحدّي والاستجابة: عرض مفاهيمي لجمالية التلقّي والتواصل ...
- الشاعرُ والتَّناصُّ (النصّ التصحيحيّ)
- نحو واقعية جديدة في الأدب العراقي الحديث
- عن المساواةِ والتفاوت بين البشر: جَانْ جَاكْ رُوسُّوْ مُسْتَ ...
- جناية شكسبير على المسرح العربي


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مشكلة الأجناس الأدبية.. نظرة من جيرار جينيت