أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حفريات ضرورية : 1 خصوصية البيئة الثقافية المكية














المزيد.....

حفريات ضرورية : 1 خصوصية البيئة الثقافية المكية


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6276 - 2019 / 6 / 30 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حفريات ضرورية

1 ـ خصوصية البيئة الثقافية المكية التي نشأ فيها محمد

للبيئة الثقافية المكية خصوصيتها التي تستقل بها عن ثقافة البيئات المجاورة : ثقافة يثرب ، ثقافة الطائف ، وثقافة القبائل البدوية في صحراء العربيا ، وانا استخدم مصطلح الثقافة هنا بالمعنى الواسع الذي يشمل كل أنشطة هذه البيئات : الأقتصادية والأجتماعية والسياسية من حيث الدخول بتحالفات قبلية او بنقض التحالفات القديمة والقيام بالغزو طلباً للغنيمة أو للثأر ، كما ويشمل ما هم عليه من عادات وتقاليد في موسم الحج وتنظيم الأسواق ، وما يمارسونه من طقوس دينية لأسترضاء قوة الغيب التي يعتقدون بأنها تتحكم بالظواهر الطبيعية المحيطة بهم . لكل بيئة من هذه البيئات الثقافية تصورها الخاص عن القوى ( قوى وليس قوة واحدة ) الأساسية المؤثرة في سيرورة الكون والحياة ، ولها طقوسها وشعائرها الخاصة التي تسترضي بها هذه القوى . ولكل منها نظرتها الى دور وواجب الفرد في هذه الحياة . كانت البيئة الثقافية المكية : بيئة واد غير ذي زرع ، فاضطر سكانها الى ممارسة وظيفة مزدوجة للتعويض عن الجفاف وفقدان الأراضي الزراعية الخصبة : هي مزيج خاص من التجارة والأنفتاح الثقافي على ثقافة البيئات المجاورة وتمثيلها في الكعبة بأصنام تعود الى آلهتها المعبودة . فمحمد ، النبي والرسول لاحقاً ، هو ابن بيئة ثقافية منفتحة على تعددية دينية ( عبادة مجموعة آلهة وليس اله واحد ) ومنفتحة على توافق سياسي بين عشائر قبيلة قريش التي توافقت على توزيع ادارة مهمات المدينة العامة الدينية والسياسية ( الملأ القريشي ) ، وعادة ما تكون البيئة الثقافية التعددية ثقافة جذب لا ثقافة نفي ونبذ ، وثقافة استضافة للثقافات الأخرى لا ثقافة انغلاق وطرد ، وثقافة طموح لمعرفة ما تنطوي عليه الثقافات الأخرى من توجهات دينية وادبية وتاريخية وتفقهها ومعرفة اسرارها ، ولهذا شاعت في مكة ثقافة الحكي عن الديانات الأخرى ، وسرد أخبار ملوك وحروب الأمبراطوريتين القريبتين ، واخبار ملوك الحيرة والغساسنة الذين استخدمتهم الأمبراطوريتان مراكز متقدمة لهما في صد القبائل العربية الخارجة من العربيا ، وتدجينها واحتوائها في الأفق 000الثقافي العام لكل امبراطورية ، وقد رشح عن هذا الأنفتاح والتلاقح الثقافي داخل مكة ظواهر جديدة منها : ظاهرة الأحناف الذين يتوجهون بعبادتهم الى الاه واحد ، ويتعففون عن ممارسة الكثير من الطقوس والعبادات الوثنية ، وظاهرة بزوغ قصيدة جديدة ذات موضوع ديني واحد ، لا تشبه القصيدة العربية الموروثة ، متعددة الأغراض كالوصف والتشبيب والفخر والمدح والرثاء ، نموذج هذه القصيدة الجديدة كتبه الشاعرأمية بن أبي الصلت ، وكالخطبة المنسوبة الى قس بن ساعدة والتي جاء فيها : ( يقسم قيس بالله قسماً لا اثم فيه ان لله ديناً هو أرضى لكم وافضل من دينكم الذي انتم عليه ...) عن " كتاب أشهر الخطب ومشاهير الخطباء لسلامة موسى " ، في هذا الجو والمناخ التعددي ، باشر محمد دعوته من غير ان تستفز هذه الدعوة : الملأ المكي أو تصطدم بعنف بالموروث الديني للقاعدة العريضة من اعضاء المجتمع المكي من العوام . فقريش لم تنكر عليه دعوته حتى هجا آلهتها وعابها : ( ان هي الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان . النجم : 23 ) والا بعد الجهر بسورتي الأخلاص والكافرون . وقد استمر الحال قليل المنغصات لمدة ثلاث سنوات . وقد دفعت هذه التعددية الثقافية : سياسياً ودينياً ، أي ما يتمتع به رؤساء العشائر من استقلال ذاتي كبير بالأنفتاح على القبائل العربية ، لأنها ، ككل تعددية ، لا تخلو من صراع وتنافس بين عشائر القبيلة القريشية الواحدة ، فأباحت لنفسها مد تحالفاتها خارج مكة ، مستعينة على بعضها بالمحيط القبلي المجاور ، وسيستفيد محمد من هذا التقليد في العقبة وينسج تحالفاً خطيراً مع ما سيسمون في التاريخ بالأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج في يثرب / المدينة . *
...............................................................................................................
• كتاب الأصنام للكلبي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام للدكتور جواد علي ، فجر وضحى الأسلام لأحمد أمين ، في " السيرة النبوية " الجزء الثاني لهشام جعيط .



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 الأستعداد السياسي
- 2 الأستعداد البياني أو الموهبة الأدبية
- حيرة المسلم بين الرؤيتين الدينية والبرلمانية
- هوامش سياسية
- فنجان ثالث من قهوة الصباح
- قهوة صباحية
- اشرف الخمايسي في رواية : جو العظيم
- محنة رءيس الوزراء العراقي الجديد
- ظاهرة يوسف زيدان
- تنبوء ولي العهد السعودي
- ثقافة تزداد تحجراً
- جمال خاشقجي
- قتل النساء
- رءيس مجلس النواب الجديد : محمد الحلبوسي
- تاكل حزب الدعوة
- لا زعامة للثورة البصرية
- ساسة من نوع آكلي لحوم البشر
- مخجل هذا الذي يجري في العراق
- ذاكرة ما بعد الموت
- سواعد لاهثة


المزيد.....




- تواصل معه سرّا دون معرفة ترامب.. هل تسبب نتنياهو بإقالة مايك ...
- السفير الصيني لدى الولايات المتحدة: واشنطن لن تتمكن من ترهيب ...
- الأمن اللبناني يمهل -حماس- يومين لتسليمه 4 أشخاص استهدفوا إس ...
- -اللواء- اللبنانية: السلطات السورية تفرج عن أمين عام الجبهة ...
- مصر.. شاب يقتل شقيقته بوحشية ويمثل بجثمانها 
- محافظ السويداء السورية: الاتفاق الموقع لا يزال ساريا وتعديلا ...
- حماس: ندين العدوان الإسرائيلي الغاشم على سوريا ولبنان
- قديروف: إحباط محاولة تسلل أفراد القوات الأوكرانية إلى أراضي ...
- السودان يتهم كينيا بالتدخل في شؤونه والتصرف كدولة مارقة
- إسفنجة المطبخ قد تحتوي على بكتيريا أكثر من مقعد المرحاض


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حفريات ضرورية : 1 خصوصية البيئة الثقافية المكية