أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - الاشتغال على منطقة الوعى














المزيد.....

الاشتغال على منطقة الوعى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 05:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاشتغال على منطقة الوعى

سليم نزال

تنهار المجتمعات عندما تنهار روح الدولة.روح الدولة امر لا يمكن قياسه لانه مثل الهواء نشعر به و لا نراه.
روح الدولة ياتى عادة من منظومة تفكير و رؤى سياسية مجتمعية تلعب فيها الطبقه الوسطى و الاعلام و القضاء و النخب ادوارا مهمة.
ما راينه من انهيار سريع لمجتمعات بلادنا ان الحكومات المعنية لم تستجب لروح العصر.اى ما يسمى ب
Zeitgeist
روح العصر تتجاوز الحداثة الشكلية.كتب انور البنى و هو مفكر سورى قائلا ان ما حصل كان حداثة شكلية .حداثة القشرة كما اسماها .و هذه الحداثة كانت تحتها المصائب من تراث التخلف الذى افرز ما افرز بمجرد ضعف الدولة المركزية.

لم تبذل جهود كافية لاجل اضعاف البنى التقليدية التى تحول دون التقدم من جهة و التى تستيقظ فيها نزعات التخلف الماضويه متى تم ايقاضها .

اعتقد ان احد الاسباب هو ان النهضة العربية توقفت و اقتصرت على المدن او حتى نخب داخل المدن .
اما فى الارياف فقد ظل الطابع العشائرى السهل الانقياد لاى انتهازية او ديماغوجية سياسية او دينية هو الاقوى.و فيما بعد بسبب الهجرة تم ترييف حتى المدن التى باتت احيانا اقرب الى قرى كبيرة منها الى مدن حداثية.
عمل العسكر على التحديث بالاوامر و كان المجتمع ثكنة عسكرية.تماما كما كان الامر و نحن صغار حين كنا ندرس فى الامتحانات لا لنفهم بل لكى نطيع الاوامر و نعبر الامتحان بسلام .عبرنا الامتحانات بسلام لكننا لم نستوعب( الفكرة ).

لو قيض لجيل المصلحين ان يستمر لنصف قرن لربما تغير تاريخ العرب .فى حالة مجتمعاتنا نحتاج لاصلاح تدريجى و لا نتوقع تقدما فعليا قبل موت الجيل الحالى و الجيل الذى يليه.يمكن للثورة ان تنجح فى مجتمع ناضج اما فى حالة معظم بلادنا تصبح الثورة مثل الطفل الذى يعطى كبريته فانه يحرق نفسه و يحرق الاخرين.
من التاريخ تعلمنا الكثير .نجحت ثورة سبارتاكوس فى تدمير الفرق الرومانية القوية لكنها فشلت .لا يوجد روح ولا يوجد وعى و رؤى و انتهى الامر الى دمار و كذلك الامر فى ثورة الزنج فى البصرة ايام العباسيين .الغضب و الاحباط من الظلم لا يغر الواقع الوعى هو وحده من يغير.و قد حلل لينين هذه الظاهر ة تحليلا ممتازا بقوله ان الظلم وحده لا يكفى لاحداث تغيير بل الوعى بالظلم هو الذى يحدث تغييرا فى الواقع .

و الذى وشى بتشى غيفارا كان فلاحا بسيطا مضطهدا من قبل الدولة التى جاء غيفارا ليحرره منها لكنه من ذلك وشا بتشى غيفارا للسلطه التى تقمعه .و الحادث ليس فرديا بل له دلالات التى تمس منطقة الوعى .

الاشتغال على منطقه تغيير الوعى يجب ان يكون الهاجس الاكبر .الدين يقدم اطارا روحيا اخلاقيا لكنه ليس برنامج سياسى .كل التجارب الدينية الماضية لا علاقه لها بالحاضر لانها تنتمى الى فضاءات مختلفة تماما .

و فى الوقت الذى تشتعل الحرائق فى بلادنا و تحطم جهود اجيال لا بد من اعطاء الشعارات السياسية الحالية اجازة من اجل التفكير بعمق الى اين وصلت احوالنا .لان مستقبل الاجيال الثلاثة القادمة تتوقف على ما نفعله الان



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كاتو الى كيسنغر جذور فكر الاستعلاء الحضارى الغربى !
- الامل ملاذنا الاخير
- • أهكذا أبداً تمضي أمانينا
- حرب لا بد من خوضها
- قال كل شى!
- نه صراع حضارى بامتياز!
- حول ظاهرة جلد الذات عند العرب ؟
- فى ذكرى استشهاد الشاعر على فودة
- عدنا لمرحلة الملل و امان امان !
- 2011
- فى نفس الطريق
- بابلو يقود تاكسى اجرة فى شوارع بومباى !
- نبات ينمو بعيدا عن الشمس!
- لكى تنتهى من الحب من طرف واحد !
- لبير قصيرى و فلسفة الكسل او الصوفيه الجديدة!
- دعوا الاطفال يلعبون .دعوهم اطفالا!
- ايسلاندا وضعت فلسطين على خارطة اليووفيجن!
- ورد ما بعد الموت !
- صناعة الكتابة
- لا عودة الى الوراء !


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - الاشتغال على منطقة الوعى