أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الديمقراطية ج - تمأسس وانتشار الحضارة الاقطاعية 1- 3















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الديمقراطية ج - تمأسس وانتشار الحضارة الاقطاعية 1- 3


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 12:13
المحور: القضية الكردية
    


3 ـ تمثل الحضارة الإقطاعية سواء بشكلها الإسلامي أو المسيحي مفهوماً كونياً، وحتى لو كانت الحضارة الإقطاعية قد أظهرت تطوراً في الصين، فإنها لم تمتلك معنى أصيلاً أكثر من أن تعيش حتى مرحلة متأخرة على المستوى المحلي في الهند والصين واليابان. في الوقت الذي كانت فيه التطورات في القارة الأمريكية تعيش المرحلة النيوليثية بعمق، كانت تتعرف على النظام العبودي حديثًاً، أما أفريقيا واستراليا فقد كانتا تعيشان عصر القبائل المتوحشة، ان الإسلام والمسيحية ذوي الجذور الثقافية الشرق الأوسطية، يمثلان الإنسانية على مستوى الكوني، ولم يكن لليهودية والطرق الصوفية الأخرى إلا أن تعيش حالة من التهميش.
ولأول مرة كانت تتم المحاولات من أجل إدارة الإنسانية بالإسلام والمسيحية اللتان اعتمدتا مفهوماً لا تضعان نفسهما في مكان الله، وإنما تعتبران نفسيهما ظل الله أو رسوله أو صوته. إن هذه الخصوصية للإقطاعية هي الجانب الذي يميزها عن العبودية والأشكال الاجتماعية المتخلفة وتعبر عن تفوقها الاجتماعي. إن نظام الملك ـ الإله، المميز للحضارة العبودية قد انتهى بعبودية الإنسان المطلقة، ولأول مرة يتعرض التاريخ البشري للأسر إلى هذه الدرجة. لقد ظهر وضع مختلف لحياة الإنسان عما كان عليه في العصر النيوليثي وحتى الباليوليتي تماماً، وقد أظهر عدة خصائص مدهشة، إن دفن الملك مع رجاله الأحياء وكأنه وضع طبيعي، وكذلك الصلب، والخازوق، وتقديم الإنسان طعاماً للأسود الجائعة، كلها من الأمثلة المدهشة الرهيبة لذلك العصر، ومن الأمثلة المذهلة الأخرى بناء الأهرامات، وقبور الملوك، وأقنية الري، وعمارة المد..الخ، وتشمل الأمثلة عن المظاهر الوحشية في الحروب وظروف عمل العبيد، ويجب أن نرى تأثير هذه الحقائق الموضوعية على البنية الذهنية والروحية للإنسان، وذلك من أجل تعريف الحضارة الإقطاعية بشكل صحيح، وإن العمل الصحيح والتدقيق يتطلب القيام بالمقارنة مع النظام العبودي، وليس بالرأسمالية والاشتراكية، مشاهدة الروابط القريبة الموجودة بين ظهور المثيولوجيا والأديان التوحيدية مع هذا النظام هو شرط أساسي لمفهوم تاريخي صحيح.
لقد تم خلق الآلهة من طرف كهنة النظام في الميثولوجيا بعناية فائقة، لأجل تحقيق الاستمرارية للعلاقات العبودية التي تحققت في المجتمع الطبقي وإضفاء صفة الأبدية على هذا الوضع وجعله قوياً، إن مفهوم النظام الذي لا يتغير وجعل الأبدية والأزلية من خصوصياته الأساسية هو من صفة نظام الآلهة، وهو انعكاس رهيب للنظام العبودي، إن هذا الأمر واضح لدى السومريين إلى درجة إن قيام البشرية كلها بشكر الأباء السومريين يبقى قليلاً أمام ما فعلوا، حيث يصعب الحصول على كتاب يفسرون كيف يمكن صنع الآلهة وجعلها تاجاً على رؤوسهم بهذا الشكل البديع، إذ تفهم الإنسانية نوعية هذه التيجان من التاريخ المكتوب بشكل أفضل مع مرور كل يوم، وحتى الدولة ذاتها هي تاج إلهي متوارث منذ تلك المرحلة، ولو أخذنا ذلك بعين الاعتبار فإننا نستطيع فهم القوة المادية الأساسية التي تم خلقها باسم العبودية بشكل أفضل، ونستطيع أن نفهم ما تخدمه العلاقات المقامة فيما بينها بشكل أفضل، إن مؤسسي الدين التوحيدي والذين يسمون بالأنبياء قيّمون جداً، لأنهم طوروا الذهنية في النظام أولاً، ثم قاموا بتطوير العقل والإيمان القادر على زعزعة وتغيير المؤسسات السياسية والاجتماعية للنظام القديم ليقوموا برفع ذلك الثقل القائم على روح وذهن الإنسان كالكابوس منذ آلاف السنين واحتاج ذلك إلى إيمان راسخ وعقل راجح ومنتهى الجرأة وقوة مقاومة كبيرة.
لا تزال علوم التاريخ بعيدة عن تعريف قوة الدين والإيديولوجية بشكل عام بطريقة صحيحة، كما تتبنى أقاويل جافة وكأنها عاشت الأحداث خارج البشرية، ولذلك لم ينظر إليها بجدية بمقدار الدين، وإذا كان الناس يتمسكون بإيديولوجيات الأنبياء بشكل مستميت حتى الآن، فإن ذلك يعود إلى عيشهم في ظل الأنظمة الفرعونية والنمرودية بأشكال مختلفة، ومن الواضح أن هناك فوضى في جميع المواضيع، ويجب أن نفهم أنه لا يمكن تجاوز ذلك دون حركة تنويرية ثقافية في الشرق الأوسط، ويجب أن أشير إلى أن حركة التنوير الأوروبية تمتلك معنىً سطحياً وجزئياً، وسنشرح ذلك بشكل أفضل في موقعه، ولا مفر من ذلك الوضع نظراً لأرضيته التي يعتمد عليها، إذ يجب أن تكون حركة التنوير في الشرق الأوسط أكثر شمولاً وعمومية نظراً لكونية ثقافتها.
إن إيديولوجيات الأديان التوحيدية هي إيديولوجيات سياسية منذ بدايتها وحتى نهايتها، تتضمن أفكاراً سياسية أكثر تطوراً، كما وتتضمن معانٍ سياسية أعمق مما هو قائم في يومنا. إذ أن المقولة الدينية ومصطلح الله والنبي والملائكة هي الأب السياسي لتلك المرحلة، وكانت المصطلحات المذكورة تستخدم لأن السياسة كانت تتم بهذه المفاهيم الغنية في تلك المرحلة، والأهم من ذلك أنها كانت تستخدم هذه المصطلحات لأن ذهنية الإنسان كانت قد اعتادت على التفكير بالنمط الديني، مع العلم أن الشيء الذي يتم القيام به هو نضال سياسي دون هوادة، وإن ازدراء الوضع لعدم وجود لغة علمية، أو تقييمه وكأنه بعيد عن واقعنا السياسي خطأ كبير وخداع للذات.
هناك حاجة شديدة لترجمة التقاليد النبوية إلى اللغة السياسية ليومنا، ولا يمكن للنضال العلماني أن يكون ذو معنى، وأن يحقق نتيجة ناجحة دون تحقيق التنوير على هذا الأساس.
يجب تقييم الثورة الإقطاعية وتمأسسها السياسي وتحقيقها لحرية محدودة بواقعية. لكن ذلك يجب أن يكون من خلال المقارنة بالنظام العبودي على الأغلب. فالحقيقة الكامنة وراء ذكر النبي إبراهيم كشخصية مقدسة حتى الآن، هي قبوله رمزاً لجميع الشخصيات والممارسات التي فتحت أول شرخ في نظام الإله ـ الملك لنمرود، وإن الإنسانية تعرف لمن تعطي القيمة. لكن المشكوك به وفي أمره هو أن المثقف المختنق في الأحاديث اليومية قد فهم ذلك، وإذا كان موسى لا يزال يذكر كاسم كبير، فلأنه تمرد على نظام الإله فرعون، ولأنه أحد الأسماء التي قامت بإنطلاقات عظيمة. وأكبر قيمة يرمز لها عيسى هي مقاومة نظام روما القائم على أساس الظلم المرعب، وعلى عملية النظام الكهني، الذي استخدم الأنبياء من اجل أقذر المصالح الخاصة بهم، كما ضحى بنفسه وبمفرده في سبيل شخصية وذهنية وروح الإنسانية، وفضل الوجدان والكرامة الكبيرة للإنسانية في مواجهة جميع القيم المادية للحياة وقاوم حتى الموت ضد النظام العبودي السائد، رغم تعرضه لأشد أنواع التعذيب، وبقي ملتزماً بصوت الضمير ليقول "إن ذلك هو صوت الله" دون التفكير بتكتيك أو استراتيجية، ولذلك فإن ثلث الإنسانية تحيا ذكراه بعواطف مقدسة، ولا يمكن أن تكون أكبر سياسة هكذا من حيث الإيمان والمعنويات الكونية.
أما النبي محمد فهو صاحب خطوة سياسية كبيرة وناجحة، وشخصية مقدسة أعطت مكاناً للعقل أكثر مما يعتقد، واستطاع دفن مفاهيم الإله الكلاسيكي، ولو ترك الأمر له لكان قد جعل الرب "يوتوبيا" الله القرآن العالي والعادل والخالق أكثر قيمة، وكان يعرف ما يقوم به عندما دفن العبودية، وكان على إدراك تام بالبعد غير الطبيعي لمحبة الإنسان، والحرية المحدودة التي تحققت في ظروف تلك المرحلة لا تقزم عظمة هذه الخطوات.
يجب أن نؤكد ما يلي: إن العصور الوسطى التي تطورت بقيادة الإسلام والمسيحية قد نراها مظلمة بسبب مراحلها الأخيرة إذا نظرنا إليها بمنظار العصور الحديثة، ولكن لا يمكننا إنكار أنها كانت عصوراً تنويرية كبيرة بالنسبة لعالم العبودية الذي استمر لآلاف السنين، ربما يمكن انتقادها لأنها غطت على الثقافة الإغريقية والرومانية، ولكن عند مقارنتها بالعبودية التي مارستها الإمبراطورية الرومانية والتي تعتبر آخر ممثل للنظام العبودي عبر الإنسانية، فإنه لا يمكن استصغار حصة تقاليد عيسى ومحمد في المساهمة بالعصور الوسطى، لأن العصور الوسطى تمثل تقدماً بالنسبة للعالم، وربما لم يبنوا مدناً فخمة ولم ينشئوا آثاراً فنية، لكن لا يمكن إنكار قيامهم باقتلاع العبودية من ذهنية وروح البشرية وهي المكتسبات الثمينة التي دفعت تحرير الإنسان خطوة إلى الأمام حتى ولو كانت محدودة، هذا الإنجاز أثمن وأفضل من الكفاءات المادية، وعندما نقيّم العصور الوسطى على أنها أرضية الإعداد للعصور الحديثة، سنرى في المستقبل أنها تمتلك حصة كبيرة في بناء المدن الكبيرة والآثار الفنية، وستظهر الأهمية الكبرى لدور العصور الوسطى بشكل أفضل عند محاولة فهم التطور التاريخي من خلال الترابط الديالكتيكي.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الديمقراطية ج - تمأسس وانتشار الحضارة الاقطاعية 1- 3