أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول التطور الحضاري والمجتمع العبودي ط - انهيار الحضارة العبودية 1-21















المزيد.....



من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول التطور الحضاري والمجتمع العبودي ط - انهيار الحضارة العبودية 1-21


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1501 - 2006 / 3 / 26 - 09:41
المحور: القضية الكردية
    


3ـ تحمل الانعكاسات الإيديولوجية للحضارة العبودية سواء في مرحلة النشوء أو في مرحلة الانحلال أهمية عظمى، يتم تحليل التاريخ من خلال تحليل اللغة الإيديولوجية، ولا يمكن الوصول إلى مفهوم صحيح للتاريخ إلا عن طريق ربط التطورات الميثولوجية والدينية والفلسفية الموجودة في كنف المجتمع الطبقي مع عناصرها المادية، وتتضمن كتابة تاريخ الميثولوجية والأديان والفلسفة بشكل مجرد ومنسلخ مخاطر كبيرة، لأن هذه المواقف تقدم نصف المعلومات عن الحقيقة وهذا أخطر بكثير من الجهل، إن ترك كتاب التاريخ الذي من الواجب أن يكون كتاب الإنسانية المقدس، مليئاً بالفراغات كما هو مليء بالتحريفات المذهلة، يجعل الإنسانية تعيش دون كتاب مقدس، فالعيش بدون التاريخ يعني العمى والتاريخ الخاطئ أسوأ من العمى، وعدم تحليل القوالب الذهنية والروحية الأساسية للمراحل الإيديولوجية للنظام العبودي هو الأساس الذي يكمن وراء هذه الحقيقة، إن منطلقنا الأساسي في هذا التقييم المتعلق بتعريف النظام العبودي، هو القدرة على النظر إلى التاريخ على أنه مقدس ولو بألوان خافتة بعض الشيء، أوضح هذا عبر الوصول إلى إدراك بأنه لا يوجد أي عمل أو أي شيء نابع عن التاريخ له تأثير مجدب للعقل والقلب.
يشاهد أنه مع تحطم البنية الإيديولوجية للنظام العبودي المعتمد على ميثولوجية عظيمة من ثلاث جبهات هامة، كان يتم العمل على تطوير الطرق المؤدية إلى الخلاص والحرية.
أ ـ مثلت الانطلاقة العبرية أول تجربة هامة للطريق الهام الأول، في الحقيقة أن تاريخ الديانات التوحيدية الثلاثة الكبرى عبارة عن فروع مرحلية لتقليد واحد، حتى لو أظهر كل واحد منها أنها تمثل الطريق الصحيح الوحيد. فمع تطور الوعي التاريخي تأكد أنه جرى تبادل في التأثر والتأثير بين هذه الأديان، فالشروط الموضوعية كامنة في أساس هذه الأنطلاقات، ولذلك فهي ليست إنطلاقات ذات مصدر إلهي، بل ظهرت نتيجة تطورات داخلية ذاتية.
ـ عندما أنشأ السومريون والمصريون المراكز الحضارية كانت القبائل ذات الجذور السامية والتي يقال لها العموريون عند السومريين والعبرانيي، والعموريتAmorit ، وقبائل الصحراء الغربية و Abiru القبائل المغبرة الشرقية عند المصريين تنتقل بين المركزين بشكل مستمر، وكانوا ينضمون إلى النظام كقوة عمل متجددة، أو أحياناً يقومون بغزوات وبأعمال السلب والسرقة، يبدأ هذا المسار مع نشوء الحضارة منذ 3000 ق.م، حيث تظهر باعتبارها مصدراً للتناقضات التاريخية الهامة. في شمال شبه الجزيرة العربية، لم تكن تملك قدرة المنافسة مع النظام، ولكنها كانت تمتلك إمكانيات الدفاع الجيد في عمق الصحراء، إذ كانت مؤسسة شيوخ القبائل التي تمثل زعامة القبيلة، قد تجاوزت دور الساحر والشامان، وكانت تمثل من قبل شيخ بمنزلة الشخص العارف الأكثر سناً، وكانت القبيلة تحكم بتقاليد بطريركية قاسية، فالشيخ هو ممثل النظام والقوة التطويرية فيه، من المؤكد أن التأثير كان نابعاً من كلا المركزين، وكان التغيير المالي والفكري يواصل مسيرته كأقدم تقليد في التاريخ، لقد أدركت القبائل وبشكل مبكر أهمية التجارة وراحت تمارسها، وكانت كل من مصر وميزوبوتاميا عادة بمكانة الحلقة المتممة، فنشوء السلالة الأكادية مع سارغون 2350 ق.م باعتبارها تعتمد على علاقات وثيقة مع هذه القبائل، يبرهن على قوتها المتزايدة، ونشاهد أن قبيلة إبراهيم حاولت الاستقرار في مصر حوالي 1700 ق.م، فالذهاب من حران "أورفا" إلى مصر والاستقرار فيها يعكس مستوى تطور التجارة والتنقلات، ويفهم بسهولة من خلال الكتب الدينية المقدسة أن قبيلة إبراهيم لم تستطع أن تتخلص من استمرارية نظامها الشبه عبودي، مع أنها عاشت هذا التناحر الموجه، وبالرغم من أنها لم تنل سوى بعض الوظائف المحدودة داخل المركز، فلا يصعب القيام بشرح كيفية تعرف هذه القبيلة على الأوهام الإيديولوجية المصرية والسومرية، وعلى البنية الفكرية الميثولوجية، وكيف أنها تأثرت بها بشكل مكثف، ومفهوم أيضاً أنه لم يكن بإمكانها التخلي بسهولة عن الأديان البطريركية "الأبوية"، بسبب الكيانات القبلية، ويمكن "والوضع كذلك" انتظار أن تؤدي هذه العلاقات والصراعات الشديدة إلى ظهور إنطلاقات مكثفة اعتماداً على البنى القبلية.
إن مؤسسة النبوة تعني التبليغ، وهي عبارة عن وحي من مصدر ما، فإن كان معناها قد فتح الطريق أمام تطور مذهل، فإنه يتم الاتفاق على وصفها بالانطلاقة النبوية ويأتي بمعنى "الشيخ الخالق". إن التنقلات الكثيفة للقبائل موضوع من شأنه أن يوضح إسناد أهمية للأشخاص الذين يقومون بمهمة قيادة الأنطلاقات التي تفتح الطريق أمام تأثر دائم وإلى التغذي من النظام، فإذا تمكنت بدورها تمهيد الطريق أمام أفكار وتنقلات من شأنها أن تؤدي إلى تطورات جديدة، فإن إطلاق اسم نبي على قائد القبيلة أو الكيان يعبر عن جوهر المؤسسة الجديدة، وفي هذه الحالة يمكن تعريف النبوة بأنها الشخص أو المؤسسة التي فتحت الطريق أمام بنية ميثولوجية أو دينية جديدة عن طريق دمج الأفكار التي استلهمتها من المراكز المصرية والسومرية ومن الذين جاؤوا من بعدهم، مع المفهوم التقليدي والديني البطريركي للقبيلة، وإذا أضفنا إلى ذلك الجهود الرامية للحيلولة دون افتقاد القبيلة لكامل حريتها، فإن إنطلاقات النبوة تكون عبارة عن حركات تحريرية للقبائل ضد النظام القديم، وذلك تحت ستار ديني جديد، ولأن هذه الحركات لا تمتلك القدرة الكافية على تجاوز النظام القديم، فلا يمكن أن ننتظر منها أكثر من إجبار النظام على إجراء بعض الإصلاحات، والأهم من ذلك كله هو أن هذه الحركات ستقوم بتطوير منتظر، وهو أن ينتقل أثرها شيئاً فشيئاً من هذين المركزين إلى جغرافية واسعة باعتبارها طريق ثالث. فظهور الأديان الكبرى بقيادة النبي إبراهيم والتي ستؤدي إلى نتائج كبيرة في التاريخ، هو التعبير الواقعي لهذه التنقلات القبلية، ستلعب نزعة تطوير وتطويع النظام والإصلاحات التي بدأ بها هذا التقليد دوراً أساسيا سواء في انتشار النظام العبودي أو في تجاوزه. مع قدوم النبي عيسى سيلعب دوراً بارزاً، كحركة إيديولوجية واجتماعية في دخول النظام العبودي إلى مرحلة التفسخ.
وبشكل أكثر واقعية وتجسيداً يمكن شرح هذا التطور الذي يمكن أن نسميه بالمسار العبري، باعتباره قصة تحول الميثولوجية المصرية والسومرية بعد أن تصلبت أكثر إلى أديان توحيدية، ويمكن البدء بهذه القصة استناداً على انعكاساتها التاريخية ومن لحظة خروج النبي إبراهيم من مركز المستعمرات الواقعة تحت سيطرة السلالات البابلية والآشورية الموجودة في أورفا وضواحيها. إن أسطورة قيام النبي إبراهيم بتحطيم الأصنام تعني عدم اعترافه بالأعراف وبالميثولوجيا التي تدعمها والانتفاض ضدها، لقد انتشر في تلك الفترة أسلوب الحياة المتصارعة الناجم عن رغبة العديد من القبائل بالقيام بحركات تحررية من هذا النوع، وكانت دولة المدن في خندق واحد مع إيديولوجيتها الرسمية وثقافة عبادتها، وأصبحت ظاهرة توسع المجتمع الطبقي تهدد المساواة بين القبائل. فتناول منطقة أورفا ضمن العملية التاريخية لكونها أقدم منطقة أساسية للمجتمع النيوليثي، يمكن أن يكون قد جعلها مركزاً للحركات الاجتماعية التي انتشرت في هذه الفترة "بعد 2000 ق.م". ووجود مزارات النبي ومعتقداته التي مازالت تحتفظ بقوتها في المنطقة، تؤكد صحة هذه الظاهرة، وتعد هذه المنطقة بمكانة المركز المعارض لتحولات المجتمع الطبقي ذو الجذور البابلية الآشورية، ويعد التصدي للأصنام وتحطيمها بمثابة التعبير الرمزي والإيديولوجي عن هذه المرحلة. ومن الطبيعي جداً أن يتم النظر إلى النبي إبراهيم على أنه الجد الإيديولوجي لهذه المنطقة ورمز هذه البلاد، ومن الطبيعي معرفته للسيطرة البابلية والآشورية وبالتالي معرفته للهويات الوسائل الإيديولوجية.
ومن جهة أخرى كان هناك توجه للحفاظ على زعامة القبيلة والتقاليد البطريركية، وولادة تركيب رفيع من هاتين الثقافتين حتى تلك المرحلة من التاريخ يحمل قوة كامنة مهمة لأجل التطوير، وتظهر المرحلة التاريخية أن هذا التركيب يعبر عن رمز إيديولوجي تحقق ضمن مرحلة كان يتم فيها الانتقال من الأديان المتعددة الآلهة إلى الديانات التوحيدية، ويمكن أن تلعب دوراً تقدمياً لأنها اكتسبت واقعية ضمن طابع تجاوز كلتا الثقافتين، في هذا الوضع يكون مصطلح الإله قد تضمن تجديداً هاماً وذلك بخروجه من كونه صنماً وصعوده من الأرض إلى السماء. إن استهدافه الدين المتعدد الآلهة وتمثيل هذه الآلهة بأصنام في التقاليد السومرية، يعني أنه يتخذ موقفاً ضد النظام السائد، أي ضد النظام العبودي، من جهة أخرى سيتوجب تجاوز الطوطمية ـ بصفتها الصنمية ـ باعتبارها إحدى بقايا الدين القبلي المتفسخ، وهذا الموضوع بدوره سيجبر على الخروج من نطاق القبائل الصغيرة الضيقة إلى اتحاد القبائل الرحب، وهكذا يظهر مصطلح الإله الواحد نفسه باعتباره نمط اعتقادي يقدم حلاً لهدفين؛ يظهر مفهوم الإله الذي تخلص من الضعف الواقعي للصنم الذي نسبت إليه قوة مبالغة فيها، والارتقاء إلى مستوى الخالق الذي يعطي الأوامر من السماء، ولذلك تطابق مع الواقع الاجتماعي، وقدم أجوبة وافية وكافية للقيام بالمقاومة والإنعتاق وتلبية متطلبات الوحدة، ومن الواضح أن البحث عن جواب كهذا للتغييرات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة لتلك المرحلة قد أخذ تصوراً تاريخياً، إذ أن جواب الإنعتاق والوحدة يملك طابعاً جذاباً ومقوياً ومجدداً. إنه التعبير المذهل للتصور التاريخي عن قيام المجتمع المصري والسومري بالدفاع عن نفسه وعن أصالته ولو بشكل محدود أمام مؤسسات البنية التحتية والفوقية للمجتمع التي بدأت منذ فترة بإظهار مؤشرات عن تفسخها، وكذلك عن الانفراج على شكل إقامة حياة جديدة، إن هذا التأثير القوي للأديان التوحيدية مستمر حتى يومنا هذا بسبب أهميته الكبرى لسد هذه الحاجة التاريخية.
إن الحركة الإبراهيمية التي نستطيع التعبير عن جوهرها على هذا النحو هي عبارة عن تركيب متداخل للثقافات الآرية ـ الهورية والسامية العمورية، الموجودة في المنطقة وهذا هو الجانب الآخر الذي يضفي عليها صفة الكونية في تلك المرحلة، لقد خلقت الأرضية الثقافية التي استندت عليها بمواجهة النظام العبودي والأهداف التي وضعها في الحرية والوحدة، سمواً عظيماً لإيديولوجية الدين الواحد، الذي أخذ على عاتقه مهمة إنتاج ميثولوجيا بنفس المستوى الذي كان يقوم به الكهنة السومريون والمصريون، ومع تجسيد هذه المهمة بمصطلح نبي ـ رسول، تحتم التفريق بين الإله والإنسان بشكل حاسم، هذا ما مهد السبيل أمام إصلاح كبير في المفهوم الديني بتحويله حقيقة عدم تأليه الإنسان إلى مبدأ أساسي. إن إدراك عدم استطاعة الإنسان بأن يكون إلهاً يعد ثورة كبرى، فقد كان يسيطر على كافة الاعتقادات السابقة نظام الآلهة ذو الشكل الإنساني، وانطلاقاً من هذه الاعتقادات يمكن للإنسان أن يعلن نفسه إلهاً، أو يظهر نفسه بقوة الإله؛ علماً بأن آلهة ملوك سومر ومصر قد لعبوا دوراً تاريخياً كأنماط مذهلة ومتطرفة لهذا الاعتقاد، وبذلك فان مبدأ عدم تأليه الإنسان سدد ضربة كبيرة لهذا النمط من أنظمة العبيد، وبذلك نرى أن حركة إيديولوجية واجتماعية كهذه تحمل صفة الانطلاقة والممارسة القوية من شأنها أن تحلل النظام العبودي القديم. إن كل ما حصل في التاريخ وخاصة في الشرق الأوسط يعد التعبير القصصي لهذه الحقيقة، إنه الشرح الذي يقدم على شكل أساطير أو تاريخ أديان.
إن قصة هجرة النبي إبراهيم الى أرض كنعان ومن هناك إلى مصر تشير إلى اتجاه حركة تقاليد أكثر مما تشير إلى اتجاه حركته الشخصية، إنها أيضاً تتحدث عن حركة تبادل المال والفكر التي أخذت تتطور تدريجياً بين حوض دجلة والفرات وحوض النيل، وكانت الأجواء تقدم إمكانات كثيرة لهذه التحركات الموجهة، وتعكس انضمام قوافل المنطقة إلى قافلة التاريخ. إنها تتحدث عن الكثير من القبائل وعن العديد من الإبراهيميين، وإظهار هذا التقليد على أنه تيار واحد يوضح الطريق أمام وضع الشريعة الجديدة "القانون"، هذا التيار الذي ساد فيما بين 1700 ـ 1300 ق.م تقريباً حقق قفزةً جديدةً بخروج موسى من مصر، ولكن مرحلة إبراهيم تشهد تمركزاً وتحولاً في القدس وجوارها، وكانت هذه التوجهات تجري بانتشار حضارة الفينيقيين من الساحل إلى الداخل، لتصبح كل من القدس وأورفا مراكز تحويل وتغيير من الدرجة الثانية، ويظهر التأثر في هذه المرحلة في شخصية إبراهيم ويعبر هذا عن التغيير في نوعية الإله، وتحول الإله من رب للعائلة إلى رب لكافة القبائل، وبنفس الوقت عن كونه فعالاً في المنطقة ومستمراً ومكتسباً للقوة على شكل إمارة والاعتراف بها.
إن دفاع القبائل العبرية عن هويتها أمام السكان المحليين، فتح الطريق أمام تحولها إلى قوة نصف عسكرية وسياسية. وإنقاذ إسماعيل من تقديمه قرباناً للإله، كان تعبيراً عن التصدي للعادة التي كانت منتشرة في المنطقة والمتمثلة بالتضحية بالأبناء للإله "بعل" أي الإله المحلي الأكبر، وكان بذلك يخلق اختلافاً دينياً بموقفه الرافض وغير المطيع لأعراف وتقاليد الآلهة المتعددة ذات المظهر الإنساني، وتعد هذه الحادثة حلقة أخرى من حلقات هذا التحول، فكانت القبائل اعتماداً على هذا التباين تحمي نفسها من الانصهار في بوتقة السكان المحليين، وأما قصة "هاجر" فإنها تحكي عن هذا الانصهار بشكل جزئي، وإن رحلة يوسف وأبيه يعقوب إلى مصر تعكس تحركات القبيلة، وأيضاً يمكن فهم أن الجواري كانت موضوعاً للتجارة من قصة "سارة"، وحصولهم على بعض الوظائف الخدمية الصغيرة في بلاط مصر لم يمكنهم من تجاوز موقعهم كأنصاف عبيد، ربما بسبب وقوفهم مع الجانب المغلوب في مواجهات جرت بين السلالات، ثم قاموا بإنجاز خروجهم بقيادة موسى خوفاً من عقوبة شديدة، ولشغفهم المستمر للحياة القبلية المستقلة، يحمل خروج موسى الذي يعتقد بأنه كان يضم خمسة وعشرين ألف شخص مؤلفة من اثني عشر ة قبيلة، نفس الأهمية التي يحملها خروج إبراهيم من أورفا، إن إدارة هذا العدد الضخم من البشر في الصحراء يحتاج تنظيماً عملياً وقدرة إيديولوجية على الإقناع، فالذي خلق موسى هو هذا المسيرة الصحراوية، ويستمر هذا النزوح الإلهي بالإجابة على اختلافات كبيرة بواسطة "الوصايا العشرة"، وبينما قام إبراهيم سابقاً بتحويل الـ " أل " أحد الآلهة العامة للمدن الكنعانية إلى "ألوهيم"، قام موسى بتحويله إلى إله قومي وأعطاه اسم "يهوا" أي هو الله، وعن طريق هذا التزاوج يكتسب هوية جديدة، باعتباره رب قوم تشكل من اتحاد قبائل إسرائيل "إسرائيل = الذي قابل الرب"، وكان التكلم مع الإله في الجبل من أحد بقايا التقاليد الشامانية القديمة التي كانت منتشرة جداً، وقد اتبع العديد من الأنبياء هذا التقليد، وهدفت الوصايا العشر إلى تحويل التنظيم الاجتماعي والإيديولوجي الجديد، وقاد موسى إلى شكل قانون ـ شريعة، وستعرف القبائل العبرية المتطورة بالخصائص السياسية والقومية عبر التاريخ وكقومية تمتلك شريعة وقوانين وتوراةً تبدأ بالوصايا العشرة.
بعد مسيرة موسى التي يعتقد أنها جرت حوالي عام 1250ق.م، تأتي مرحلة الكوادر القيادية "الحكام" ذات المستوى الأدنى، وأول من بدأ هذه المرحلة هو " يشوع " القائد الشهير لموسى الذي أمّن توطين قومه في فلسطين الحالية، ويبدأ الكهنة الذين يقومون بمهام الكهنوتية طليعة التوجه نحو الملكية في محاولة لخلق طراز صغير يماثل الطراز السومري المصري، وحتى إن كان عبارة عن تحوّل إلى استقرار جزئي، فإنه بالتأكيد كان يعكس طراز سومر ومصر. فعندما كان الكاهن الذي يدعى صموئيل يسعى لإنشاء دويلة كهنة حوالي عام 1000ق.م، كان يعيش في حالة صراع مع " شاؤول " ممثل الفئة السياسية ويبرز شخص من الوسط ذو شخصية ذكية وصاحبة تجربة، كان في الأصل راعياً وحداداً يدعى داود، ويقوم بإنشاء أول مملكة إسرائيلية في عام 1010ق.م، وبذلك تبدأ مرحلة الممالك التي تصل الى مرحلة الازدهار مع سليمان، ثم تتقهقر بعد ذلك لتدخل تحت السيطرة الآشورية في حوالي عام 700ق.م، وفي عهد الملك البابلي نبوخذنصر تم أسر العديد من الكهنة والأنبياء وسيقوا إلى بابل عام " 585ق.م ". وبعد فترة من هذه المرحلة دخلت بابل تحت السيطرة الفارسية، وهنا استفاد اليهود من السياسة التي كان يتبعها الفرس والمبنية على احترام كافة الثقافات، وبدأت مرحلة القدس من جديد، لقد كان تعلم القراءة والكتابة والعمل في القصور البابلية مفيداً جداً في هذه الفترة، ويلعب شخص يدعى عزرا، الذي أجهد نفسه كثيرا ككاتب، دوراً مميزاً في هذه المرحلة، ونقل الكتاب المقدّس لأول مرة إلى المرحلة الكتابية، وتكتسب هذه المرحلة أهمية كبيرة مع تأسيس أول مجلس سياسي يدعى هاغادول"hagadol" ويتم التأثر بالفرس وخاصة بالتقاليد الزرادشتية، ويتشكل حزب مؤيد للفرس يدعى "فارس"، وبذلك يكون قد بدأ أول انقسام سياسي وكان يتضمن انقساماً طبقياً أيضاً.
بعد مرحلة الاسكندر تتم المواجهة مع السيطرة الإغريقية، وفي هذه المرحلة التي تسمى "antiok" يخضعون للتأثير الإغريقي ويتشكل حزب "مذهب" جديد عميل ومؤيد للإغريق يدعى "saduki" أي الصدوقيين ويحمل الصفة الأرستقراطية، ويصبح الذين يربطون اعتقاداتهم بالنظام الإغريقي فئة ضعيفة جداً، ويبدأ عهد الكتاب المقدس الثاني بالإغريقية باسم سبتواغانين، "Septuaganin" ويتم اختيار نخبة من "72" قبيلة لتستقر إلى جانب الملك الإغريقي في الإسكندرية لاستمداد القوة، لتبدأ شريحة تسمى بالمكابيين بمرحلة من المقاومة في أعوام 200 ق. م، هذه الاشتباكات العنيفة تسفر عن اكتساب هوية قومية وتحقيق الاستقلال، وفي مرحلة تفوق روما اللاحقة في عام 63 ق.م، يتم تنظيمهم كولاية رومانية متواطئة على شكل ملكية يهودية، وبينما كانت الطبقة العليا عميلة لروما تطورت حركة الأسانيين التي تمثل الفقراء والمعدمين، وبقتل واعظ هام من هذه الحركة يدعى "يحيى" تبدأ مرحلة التمردات في زمن عيسى، هذه الانطلاقة التي تشكل نقطة الصفر في التاريخ ملفتة للنظر حقاً، وتجعل الموقف العلمي منها مهماً جداً.
إذا تمت مقارنة هذه الحركة بوجوده كشخص فإنها مرتبطة عموماً بالوسط الثقافي العبري، وهي الحركة التي نظمت باسم "عيسى" فتحت الطريق أمام تعاظم تأثيرها في التاريخ شيئاً فشيئاً، وأما من حيث الجوهر فإنها تعبر عن حركة جماعية منفتحة على جميع الفقراء والمعدمين، وفي الحقيقة إن النزعة التاريخية قد وجدت لها قناة باسم "عيسى"، الذي لم يتخذ أي موقف خاص معاد لوالي روما "بلاتوس"، حتى أنه يتحدث عن السلطة الدنيوية بأنها من "حق القيصر"، لقد تصدى بشدة للمؤسسة الكهنوتية اليهودية الرسمية، وكان واثقاً من أن الكهنوتية قد فقدت جوهرها الإيجابي منذ زمن بعيد، وأدرك الصراع الموجود بين روابط المصالح المادية وبين عالم الفقراء وتبنى موقفاً تجاه ذلك، والأهم من ذلك كله إن اعتبار الدين التوحيدي بنظرته الشوفينية خاصاً باليهود فقط، يشير إلى تناقض واضح مع عالم الإنسانية الجديد الذي يجيش حوله، إن مفهوم التفوق القومي والقبلي منع نقل هذه التطورات إلى خارج الجذور الأثنية، وما يظهر هو مفهوم الانتساب إلى مجموعات اجتماعية أظهرتها نفس الظروف المادية، وليس الانتساب إلى الجذور الأثنية المشابهة، إن الأسينييين الذين استلهم منهم أفكاره كانوا مجموعة بهذا الشكل، فالتمزق العميق الموجود في الأساس الطبقي للمجتمع اليهودي سيؤدي إلى تمزق الإيديولوجية اليهودية.
وفي الوقت الذي كان فيه النبيان إبراهيم وموسى يوليان أهمية عظمى لوحدة الأقوام والقبائل وحسب ذلك يشكلون الإيديولوجية والممارسة، وضع عيسى تقاليد وحدة الأقوام بالدرجة الثانية، بل وعارضها واضعاً مبدأً مناقضاً، وبذلك أضفى الصفة الكونية على إلهه، فلا وجود عنده للحديث اليهودي بل الأساس عنده هو إنقاذ الناس الذين يعيشون الألم والمعاناة، وبذلك يشبه بوذا بجانبه هذا إلى حد بعيد، وبالإضافة لذلك إن رغبته في فتح طريق السلطة أمام الفئة الفقيرة من العبريين هي حقيقة موضوعية، ولم ينشر حركته بالسبل السياسة العسكرية بل نشرها كحركة اجتماعية على أسس الإيمان والأخلاق حتى عندما تم اعتقاله عارض بشدة بيتروس عندما أراد هذا استخدام سيفه، إن أهم ادعاءاته هو إقناع الناس بأن الكهنة خانوا تقاليد النبوة، وبأنه هو المسيح "المنقذ المنتظر"، علماً بأنه كان يوجد في القدس مؤسسة كهنوتية غنية وقوية جداً، أسندت ظهرها إلى والي روما، أي أن الكهنوتية كانت منذ زمن عبارة عن قوة دنيوية مادية وسياسية وقد خرج الكهنة من كونهم موظفين خالصين للدين.
يمكن مشاهدة الأثر السومري باعتباره مفهوماً دينياً، وما ثالوث الأب والابن والروح القدس في الحقيقة إلا من مخلفات مفاهيم الآلهة الثلاثية، ويمكن إعادة هذا المفهوم إلى الماضي في تقاليد أنكي ـ تيامات ـ ماردوخ، فالأم مريم هي انعكاس ضعيف لثقافة الإلهة تيامات "عشتار سابقاً"، ولكنها تلد ابنها عن طريق نفخ روح الإله فيها "تعتمد مصطلحات الإله الأب والإلهة الأم والإله الابن على الثقافة السابقة الممثلة بالإلهة ـ الابن ـ الزوج"، من الواضح أن الحديث هنا يدور حول مزيج بين المثيولوجيا القديمة والاعتقاد بـ يهوا تم باسم عيسى، والأهم من ذلك اختلافه عن التيارات الدينية السابقة له، إذ يولي أهمية كبيرة لمعاناة الإنسان، وهنا تلعب الشروط المادية لوصول النظام العبودي الروماني إلى نقطة الذروة دوراً أساسياً، فتمرد سبارتاكوس في أعوام 70 ق.م جاء بمثابة دليل على إمكانية تحول المعاناة إلى تمرد، إنه يمتلك كافة الشروط التي تجعله قائداً لفترة كهذه من زاوية الولاية اليهودية والتراكم الثقافي وإرث التمردات.
لا يمكن القول بأن عيسى كان منظماً أو مخططاً ممتازاً، بل كان إنسانا مؤمناً ذو أخلاق حميدة، وكان صادقاً بإيمانه نذر كامل حياته من أجل ذلك، ومقاومته حتى النهاية ضد اللعنة التي حلّت بالبشرية هي ضرورة لا تنفصل عن كونها "كلام الله"، ولم يكن في وضع يسمح له بأن يفكر بالسياسة والتكتيك أو أن يطبق ذلك، وفي الحقيقة إن هذا الجانب الذي يبدو ضعيفاً في شخصه هو الجانب الأقوى الذي سيفتح أمامه أبواب التاريخ.
حقيقة كان عيسى بهذه الميزة يمثل القيادة، والتي لم يكن هو ممثلها لكان على المرحلة أن تخلقها، ولهذا السبب فإن عيسى هو قائد ـ نبي أوجدته المرحلة وأنشأته، أكثر من كونه أنشأ نفسه ليكون قائداً ونبياً، ويتم تحويله إلى منقذ أخذ على عاتقه تطلعات كافة الذين يعانون من الألم والفقر واللعنة للخلاص، بالإضافة إلى غضب الملعونين يصبح المسيح المنتظر منقذاً، فلا يمكن لأية شخصية أن تتحمل مسؤولية القيادة بمهاراتها الخاصة، دون توفر الشروط المادية والتراكمات التاريخية، ويسري هذا الحكم على كافة القيادات المعروفة، إن الحقيقة على الأغلب تقول: إن الصلب هو الذي خلق عيسى الحقيقي، فلولا الصلب لانطفأت العيسوية وانتهت كإحدى الطرق الصوفية التي كانت منتشرة بكثرة في تلك المرحلة من التاريخ.
وفي هذه الحالة تكون البنية الثقافية الخاصة بالوسط ومرحلة الطرق الصوفية الخاصة بالفقراء وعالم الحقائق الاجتماعية المادية التي أنضجها النظام العبودي في روما، خلقت نبيها العظيم في شخصية عيسى ومن مجموعة صغيرة "بصعوبة بالغة اجتمع أثنى عشر حوارياً بينهم خائن" ولدت حركة إنسانية عظيمة، لا شك بأن الثقافة العبرية والثقافة الإغريقية أثرتا في ذلك بشكل عميق، ولا شك بأن ثقافات ساهمت وقد قدمت شيئاً ما، فقد اتحدت الأخلاق الزرادشتية وحياة ومعتقدات الطبيعة للـستاوين “Sto” مع الجوهر النبوي السليم للثقافة العبرية، وفتحتا الطريق أمام العيسوية وبهذا المعنى يمكن أن نعتبرها كتركيبة جديدة، أعظم حركة ضد النظام العبودي بتركيبتها الطبقية والأخلاقية والعقائدية، وانتشارها السريع بين كل الأقوام مرتبط بهذه الميزة الكونية بشكل وثيق، فالايمان الغني والقوي والجوهر الأخلاقي يفتح الطريق أمام حركة اجتماعية قوية جداً، وإذا عرفنا المسيحية بهذا الشكل نكون قد اقتربنا جداً من الحقيقة.
إن قصة المقاومة السرية التي استمرت300 سنة لهذه الحركة هي في الوقت ذاته قصة تفسخ شجرة الحضارة الرومانية، لقد ضحى عدد لا محدود من القديسين والقديسات بأرواحهم، ولكنهم تمكنوا من القضاء على أكبر ممثل للنظام العبودي، ولعب الدفاع عن معاناة الإنسان وأسلوب العمل المسالم ونظام حياة الدير الجماعية دوراً هاماً في امتلاك الإنسانية لأقوى بنية أخلاقية أصيلة، لقد كانت الميثولوجيا المسيحية في البداية ثانوية، ولكن بعد ذلك وفي مرحلة السكولاسية "المدرسية" وبعد ان تحولت إلى قوة سياسية ومادية، حولتها البابوية إلى قوة أساسية، فعند عيسى لم تكن العقيدة هي الأساس بل الموقف أخلاقي، ولم تكن القوة المادية عنده أساساً بل القوة المعنوية.

وبعد ذلك عندما أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية الشرقية كانت في الحقيقة بداية مرحلة الانحلال، إن استخدامها كوسيلة إيديولوجية أثناء الصراع على السلطة أدى إلى انقسامات كبرى، وبعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية تحولت المسيحية إلى إمبراطورية "الباباوات"، ولأن العصور الوسطى كانت مسرحاً للمؤسسين والمدافعين، لذلك يجب الوقوف عند التطورات التي جرت في هذه المرحلة لأهميتها البالغة.
لقد رأينا أن ولادة وتطور المسيحية كانت نتيجة لتفسخ وانهيار النظام العبودي من جهة وعامل تسريع لهذا الانهيار من جهة أخرى، وبتمهيد التقاليد العبرية الطريق أمام الأسينيين وأمام عيسى أصبح لها تأثير قوي في العصور الوسطى، وأما اليهودية القومية ستشتت اليهود مرة أخرى عام 70 م إلى أنحاء العالم وستكتسب المجموعات اليهودية مهارة خاصة يؤهلها لتلعب دوراً هاماً في فرض الانهيار على الأنظمة وتأسيس أنظمة جديدة بديلة، وسيتعلمون كيف يكونون فعالين في ذلك حتى يومنا هذا، إن القبلية اليهودية التي تعاظمت بالتجارة في البداية تحولت إلى قومية فيما بعد وعززت هذا التقليد، ولم تصبح التجارة مقتصرة على تبادل السلع بل أصبحت وسيلة أساسية لتبادل الأفكار أيضاً، ويواصلون تطوير أنفسهم كممثلين لهاتين التجارتين، وفي الوقت الذي كانت فيه الثقافة اليهودية التي راحت تزداد خبرة في هذا العمل كانت تتسبب في خلق المصاعب لقومها، فهي اكتسبت خبرة بهذه التجارب كي تصبح قوة عميلة وسيطة لكل الحضارات، فلقد استوعبت سومر وبابل وآشور وفتحت الطريق أمام سيدنا إبراهيم وديانته، وحلت مصر، ودافعت عن حملة موسى التحررية ودينه، وبهذه التجارب أصبحوا أفضل قوم يدركون معنى وأهمية الدين، وكما استفادوا من النظام العبودي في سومر ومصر من الناحية التجارية بالقدر الذي كان متطوراً فيهما، كذلك استطاعوا أن ينجحوا في تبنيهم لأفكارهم ومعتقداتهم وتعلموا القراءة والكتابة من البابليين والفرس، واستطاعوا أن يكونوا أصحاباً لأول كتاب مقدس مكتوب، وأن يرفعوا مستوى ثقافتهم التي تعلموها من الفينيقيين قبل الإغريق والرومان.
طبعاً إن هذا النقل التجاري والفكري يأتي بمعنى جمع وتوزيع التناقضات الكبيرة أيضاً، وبالتالي فقد جروا على أنفسهم أكبر الكوارث، ففي الوقت الذي كانوا يحضرون فيه لانهيار روما بفتحهم الطريق أمام عيسى، تشتتوا في كافة أنحاء الأرض، وفي الوقت الذي كانوا يسعون فيه لتعليم العالم في كل مكان كانوا يعرضون أنفسهم للمجازر بسبب شوفينية الشعب المتفوق، وبينما كانوا يلعبون دوراً ثقافياً أساسياً أثناء ولادة الإسلام ومحمد في الجزيرة العربية، تلقوا الضربة القاسية من الإسلام ذاته، وبينما كانوا من القوى الخلاقة في العصور الوسطى؛ أوقعوا أنفسهم في موقع تعرضوا فيه لكل أنواع المجازر، وبينما كانوا يأخذون مواقعهم على رأس القوى الطبقية والمثقفة التي لعبت دوراً أساسياً في فكر وقوة رأس المال الأساسي الذي وضع الأسس لعصر الرأسمالية لم يستطيعوا أن ينقذوا أنفسهم من المجازر والضربات التي تلقوها من الرأسمالية ومن الماركسية فيما بعد، هؤلاء هم العبريون أصل القوة والقومية والثقافة.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة اليمقراطية الفصل الاول ا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول التطور الحضاري والمجتمع العبودي ط - انهيار الحضارة العبودية 1-21