أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ج - تمأسس وإنتشار الحضارة الاقطاعية 1 -1















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ج - تمأسس وإنتشار الحضارة الاقطاعية 1 -1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 11:10
المحور: القضية الكردية
    


ج ـ تمأسس وانتشار الحضارة الإقطاعية
لم يكن هناك مفر من الدخول إلى مرحلة التمأسس وانتشار الإقطاعية، بعد أن تأكد إمكانية تجاوز البنى الذهنية والمعنوية التي خلقتها العبودية ومؤسساتها السياسية عن طريق انطلاقة المسيحية والإسلام التي استندت إلى تقاليد النبي إبراهيم، أي كان لابد من الدخول إلى مرحلة التوسع والانتشار الإقطاعي، ولم يواجه تمأسس وانتشار الأشكال الجديدة للحضارة صعوبات مع إزالة الأنظمة العبودية الشرقية والغربية، إذ قامت المسيحية بتحطيمها عن طريق التطوير والتحول من القاعدة وقيام الإسلام بتحطيمها من الأعلى بطريق الثورة.
المراحل الإيديولوجية تخلق الشخصيات التي ستتطور حولها التشكيلات الاجتماعية الجديدة. وهذا يعتبر شكلاً من البرمجة وأنشطة لبناء الكوادر للنظام الجديد، أما الدعاية الجماهيرية فهي نشاطات تجعل المجتمع القديم يفقد مفعوله، وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الثورة بشكل عام، لقد استمرت سنوات المرحلة الإيديولوجية والثورة طويلاً في المسيحية، فتصريحات عيسى وحواريه الأوليين تشكل برنامجه والشخصية الأساسية لكوادره، أما السنوات التي مرت حتى إعلان المسيحية ديناً رسمياً، فقد كانت للممارسة العملية الدعائية الجماهيرية التي استغرقت ثلاثمائة سنة تقريباً دوراً كبيراً فيها. ولقد حطم الإيمان القوي والسلام والأخوة؛ العلاقات والمعتقدات الاجتماعية القديمة رغم التعذيب المخيف، وتم إنشاء علاقات وإيمان جديدين، وبذلك تحققت النجاحات الكبيرة الأولى، لقد وجد الإسلام الشخصية الطليعية في شخص محمد، الذي كون برنامجه وكوادره اعتماداً على مجموعة مكة الصغيرة، ومع التصريحات الأولى تكوّن الكادر والبرنامج لمجموعة مكة الصغيرة صاحبة الإيمان الراسخ، وتم الدخول إلى مرحلة الثورة التي يغلب عليها طابع الممارسة مبكراً، حيث استغرقت الثورة أربعين سنة تقريباً، تتضمن مرحلة سيدنا محمد والخلفاء الراشدين الأربعة، حيث وصلت الثورة إلى النصر في هذه الفترة الزمنية.
تعيش كل ثورة مهمة مراحل متشابهة، ففي الوقت الذي تصل فيه الثورات إلى المرحلة الأولى من أهدافها في فترة قصيرة، فإن هذه المرحلة تكون طويلة إذا تحققت بالتطور، أما الفرق بينهما فهو ناتج عن نمط الممارسة العملية على الأغلب، لكن المرحلة التالية تكون مختلفة، ومن الأنسب تسمية هذه المرحلة بمرحلة التمأسس والانتشار، إن مبادئ الثورة وعلاقات النموذج الأول التي أثبتت نفسها، تظهر احتياجاً إلى تمأسس طويل الأمد وانتشاراً عميقاً وواسعاً، وفي النهاية فإن النظام الذي صعد إلى الذروة، يبدأ مرحلة الانهيار ويترك مكانه لتشكيلات جديدة.
1ـ كانت مرحلة تمأسس المسيحية بين عامي 500 ـ 1000م، على شكل توسع وانتشار دائمين، وتوجهت إلى تمأسسات علنية داخل الإمبراطورية الرومانية متخذة الطابع الرسمي، وأظهرت هذه التمأسسات على أساس الكنيسة تطوراً كبيراً بالنسبة لنظام الأديرة، وكما تأسست مدن ودول حول المعابد السومرية. فقد شهدت المرحلة الإقطاعية أوضاعاً مشابهة أيضاً، فقد شيدت مدن العصور الوسطى مجدداً بنمط معماري متطور حول مؤسسة الكنيسة، وكانت تشكل نواة الدول التي ستتأسس مجدداً، وفي الحقيقة إن مؤسسة الكنيسة هي التي أعدت أوروبا للحضارة، وكانت الكنيسة تفتح جامعة حولها أينما حلت، وأخذت مدن جديدة تقام مع تزايد السكان، وأنشئت إدارات أميرية أو بلديات، وتعتبر هذه خطوة نحو إنشاء الدولة المعاصرة، والأهم من ذلك هو قيامها بتعليم البنية الذهنية والروحية للشعب حسب إرادة الرب لتضع بذلك أسس دولة العصور الوسطى وتعززها، ومثلما انحلت الإمبراطورية الرومانية التي فقدت قيمها المعنوية والعقائدية، فإن روما المقدسة في بنيتها المعنوية والعقائدية الجديدة ستضع أسس الإمبراطوريتين الجرمانية والفرنكَية، فلولا وصول الكنيسة إلى كل أنحاء أوروبا وتعليم برابرتها، لما توفرت الإمكانيات للتحدث عن الحضارة الأوروبية فيما بعد، لأنه لم تتوفر إيديولوجية تدفع البرابرة إلى التحضر، إذ لا يمكن أن تقام حضارة بدون إيديولوجية، والمسيحية كنظام قيم معنوية وعقائدية للشرق الأوسط، استطاعت فتح أوروبا قاطبة عام 1000 م، لتفتح أبوابها على مصراعيها للحضارة.
لا يمكن غض الطرف عن الدور التاريخي للمسيحية بحجة الرجعية ومرحلة الانهيار، إن الحضارة الأوروبية هي من منجزات المسيحية، لقد تم تكوين ملامح الإنسان الحضاري عن طريق حقن قيم الإيمان والمعنويات التي تقطرت للروح البربرية المتبقية من المرحلة المتوحشة لأوروبا منذ آلاف السنين في أمبيق الحضارة. لقد تشكل مجتمع المدينة والقرية الجديدين حول طراز الإنسان الجديد، وقد تم إنشاء الدولة المقدسة للعصور الوسطى استناداً إلى المدن والقرى المذكورة، هذه هي المراحل التي فيها تم نقل حضارة الشرق الأوسط بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يتم نقل قيم الحضارة الأوروبية إلى جميع أنحاء العالم في الوقت الراهن، إن الشيء الذي تم نقله إلى أوروبا والعالم هو كل تراكمات الحضارة الكبرى للشرق الأوسط.

لقد سيطرت الكنيسة على السياسة بشكل تام بعد عام 1000 م، وكانت الكنيسة هي الدولة بالذات، دفعت بالمجموعات الأثنية المتشابهة التي كانت تدور في فلكها إلى تشكيل وحدات قومية واسعة، لقد ساهم التركيز السياسي حول الكنيسة في وصول الأثنية إلى التكاثف القومي ومصطلح الوطن بشكل لا بأس به، إن العصور الوسطى الأوروبية مدينة للكنيسة بهذا الصدد حول تكوين القوميات، وقد ساهمت الكنيسة بشكل خاص في تطوير لغة وثقافة مشتركة وقامت بدور مصيري في ذلك، ولقنت القيم المتراكمة لديها في مجال الثقافة الإنسانية، وجعلت أوروبا تقرأ وتكتب وتملك ثقافة، ونشرت لأول مرة الفكر اللاهوتي والفلسفي وإن كان الدين طاغياً عليه، وأدت بذلك إلى قفزة في العقل والذهنية على مستوى متقدم، ووضعت حجر الأساس لعصر العلم والتنوير الذي جاء فيما بعد عن طريق القيام بدور ريادي في التشكيلات الروحية الجديدة، وأظهرت قوة تطور في جميع أطراف القارة حتى جبال الأورال مع تطورها في العمق مقابل ذلك.
إن تمأسس وانتشار المسيحية باتجاه الشرق لم يظهر بنفس النجاح، فقد شكلت الإمبراطورية الساسانية عائقاً أمام ذلك في البداية ومن ثم كان الإسلام، كما لعب الآشوريون والسريان في الشرق دور الإغريق في نقل المسيحية للغرب والمذهب النسطوري له دور في انتشار الكنيسة في الشرق، كما يملك هذا المذهب مكانة تعليمية وتراكمية في تطوير اللاهوت المسيحي اعتماداً على كلاسيكيات الفلسفة الإغريقية، وتم نقلها إلى الإسلام فيما بعد، فالنشاط المكثف للكهنة النسطوريين يحظى بقيمة عظيمة جداً، فهؤلاء هم أحد المتنورين الذين بقوا وصمدوا في العصور الوسطى، ولا شك أن التراكم الثقافي البابلي الموروث من السومريين القدماء كان له دور كبير في ذلك.
لابد للإنسان أن يتساءل على النحو الآتي: كيف كان التاريخ سيتطور لو تمأسست وسيطرت الكنيسة والمسيحية الأكثر تنوراً على آسيا بدلاً من أوربا؟، وهذا يلفت الانتباه إلى فقدان ميزوبوتاميا لأشياء كثيرة مثل فقدان فرصة التنوير والتحضر من جديد التي بدأها ماني عام 300 م، ومن ثم الكهنة السريان، ويخطر على بال الإنسان التفكير بأن سلاطين الأمويين والعباسيين الذين كانوا يمتلكون قوة إسلامية من شأنها أن تخلق حضارة كبيرة، لم يستطيعوا خلق حضارة كبيرة تليق بالمنطقة، وظلوا غير أكفاء من جميع الجوانب، وفقدوا أشياء كثيرة لأنهم انغمسوا في ملذات الحياة باكراً. لقد لعب الصراع الإسلامي ـ المسيحي الذي بدأ في وقت مبكر دوراً تخريبياً أدى إلى مآسٍ كثيرة في التاريخ، وإذا ما قارنا ذلك بالصراع الديني في أوروبا، وتناولنا التاريخ بنظرة انتقادية واستنبطنا الدروس منه، في الوقت الذي يدور فيه نقاش حول الدين والعلمانية، نجد بانها مهمة يجب القيام بها ولا يجوز الانتقاص من أهميتها.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة اليمقراطية الفصل الاول ا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ج - تمأسس وإنتشار الحضارة الاقطاعية 1 -1