|
مع سليم الحسني والمعركة الجديدة ضد الشهيد الصدر 2/2
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 11:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مع سليم الحسني والمعركة الجديدة ضد الشهيد الصدر 2/2 ضياء الشكرجي [email protected]o www.nasmaa.org ثم هناك مشكلة أخرى، فلو سقط النظام والصدر على قيد الحياة، وقد قامت دولة إسلامية في إيران، كتب الصدر نفسه المسودة الأولى لدستورها، والتي قال عن قائدها «إن الإمام الخميني حقق حلم الأنبياء»، وقال موصيا العراقيين «ذوبوا في الإمام الخميني، كما ذاب هو في الإسلام»، وهو أي الخميني القائل بعد سقوط الشاه «در إين كشور (كشڤر) بايد همه چيز إسلامي باشد»، أي «في هذا البلد (إيران) يجب أن يكون كل شيء إسلاميا»، وبالتالي هذا الذي كان يراد أن يجري في العراق أيضا، أقول لو كان قد سقط نظام صدام أيام الخميني وإذا افترضنا أن الصدر كان ما زال على قيد الحياة، وحتى لو كانت تكونت لديه ملاحظات على أداء الجمهورية الإسلامية ونقد لها، فمن أجل حفظ بيضة الإسلام كان سيدعو إلى جعل جمهورية العراق الإسلامية ضمن اتحاد مع جمهورية إيران الإسلامية، وتحت ولاية الفقيه الموحدة، أي تحت قيادة الخميني. ماذا كان سيعني ذلك. وهذا التوقع مني ليس افتراضيا، بل مستوحى من فكرة له، بالتمييز بين التغيير الانقلابي والتغيير الإصلاحي، فالتغيير الانقلابي أي الجذري والشامل، يكون عندما تكون القاعدة للدولة كلها غير إسلامية، بينما التغيير الإصلاحي يكون عندما تكون القاعدة على النحو العام إسلامية، ولكن تحتاج إلى إصلاحات. ثم صحيح إن الصدر قد تجاوز الطائفية، وخاطب السنة كما خاطب الشيعة، عندما قال «يا أخي السني ويا ولدي السني، ويا أخي الشيعي ويا ولدي الشيعي، إني معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام»، لكن تأملوا في عبارة «بقدر ما أنتما مع الإسلام»، فقرب كل من السني والشيعي للصدر كقائد كان سيكون بقدر ما هما مع الإسلام، أي بقدر تدينهما، وبقدر دعمهما لمشروع الإسلام السياسي. وهذه العبارة تعلو الباب الرئيس لمقر حزب الدعوة المركزي في مطار المثنى، والذي انتقدته في مقالة لي قبل سنوات، لأني اعتبرت رفع الحزب لهذا القول على الباب الرئيس لمقره، يعني إنه لا يؤمن بالدولة المدنية، ولا بالديمقراطية، بل بمشروعه الإسلاموي للدولة الثيوقراطية. يقول الحسني: «بعد سقوط نظام صدام، كان متوقعاً أن تغطي مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر العراق كله»، ويدعم توقعه هذا بقول: «فالشيعة بعمومهم كانوا يقدسونه ويبكون ظلامته ويرون فيه رمز القوة التي واجهت أعتى طغاة العصر»، ولو إني قد لا أوافقه، فهذا كان مقتصرا على شيعة المهجر المتدينين، أما أكثر شيعة الداخل، فسياسيا قد هيمن محمد الصدر على ولائهم ذي المنسوب العالي في سخونة العواطف الحماسية، والشيعة التقليديون هم أقرب للولاء للمرجعية التقليدية المتمثلة بالسيستاني التي هي امتداد لمرجعية الخوئي. ثم يقول الحسني: «كما إن الكيانات الشيعية التي تولت المناصب العليا في الدولة كانت تنتمي الى مدرسته»، لكنها إذا بقيت من حيث الفكر السياسي وفية لخطه، إلا أنها انحرفت عن خطه كليا من الناحية الأخلاقية، كما يتفق معي الحسني.. ثم يعبر الكاتب عن أمنيته التي يأسف لعدم تحققها، ألا هي تبوؤ المرحوم محمود الهاشمي الشاهرودي للمرجعية في النجف، لولا محاربة المدعو علاء الهندي له، وهو الذي اشتهر اسمه بشكل سيئ جدا عندما أفتى بحرمة مشاركة المسيحيين في أعيادهم، مما أثار عليه غضب العقلاء من جماهير الشعب. «ولكن مع احترامنا لفقاهة محمود الهاشمي الشاهرودي، لكن هل نسي الحسني أن الهاشمي أو الشاهرودي كان الذراع الأيمن لخامنئي، وتبوأ في الجمهورية الإسلامية أعلى المناصب، تارة كرئيس للقضاء الأعلى، وبعد ذلك كرئيس لمجلس تشخيص مصلحة النظام؟ وحسبما تسرب، إن حزب الدعوة كان من الداعمين لتبوؤ الهاشمي لدور متميز في النجف، لتهيئته كي يخلف السيستاني بالمرجعية، بعدما قاطع الأخير حزب الدعوة وبقية الأحزاب الشيعسلاموية بسبب فسادها المفضوح وسوء أدائها. ثم لا أدري ماذا يقصد بـ «المشروع الأميركي ضد الإسلام والتشيع»، وما هو الذي سماه بـ «الإسلام الأميركي»، الذي يخطط لـ «القضاء النهائي على خط السيد الشهيد الصدر». هذا ما أحببت أن أسجله من ملاحظات على مقالة الكاتب المحترم، الذي يحسب له إنه تخلى عن حزب الدعوة تنظيميا لفساده وسوء أدائه، لكنه – وهذا ما يحسب عليه - بقي حسب تقديري وفيا ربما أكثر من الحزب نفسه للفكر الإسلاموي لحزب الدعوة. 12/04/2019
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مع سليم الحسني والمعركة الجديدة ضد الشهيد الصدر 1/2
-
القتال في القرآن 21/27
-
القتال في القرآن 20/27
-
القتال في القرآن 19/27
-
القتال في القرآن 18/27
-
القتال في القرآن 17/27
-
القتال في القرآن 16/27
-
القتال في القرآن 15/27
-
القتال في القرآن 14/27
-
القتال في القرآن 13/27
-
القتال في القرآن 12/27
-
القتال في القرآن 11/27
-
القتال في القرآن 10/27
-
القتال في القرآن 9/27
-
القتال في القرآن 8/27
-
القتال في القرآن 7/27
-
القتال في القرآن 6/27
-
القتال في القرآن 5/27
-
القتال في القرآن 4/27
-
القتال في القرآن 3/27
المزيد.....
-
الكنيسة الكلدانية بمواجهة « بابليون» .. صراع النفوذ بين الصل
...
-
شرطة لندن ترد على مزاعم محامٍ يهودي: توقيفه لم يكن بسبب نجمة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: فليستمر ترامب بالوهم!
-
كنائس الموصل التاريخية تُفتح من جديد بعد ترميمها من دمار تنظ
...
-
بسجن إسرائيلي.. إطلاق رصاص مطاطي على أسير فلسطيني طالب بمعال
...
-
كيف استغل الإخوان مظلة الحريات لـ-التسلل الناعم- في أوروبا؟
...
-
خطيب الأقصى يدعو الفلسطينيين للرباط والدفاع عن المسجد
-
قائد الثورة الاسلامية مخاطبا ترامب: استمر في أحلامك!
-
من المشرق إلى المغرب.. حكايات الآثار الإسلامية
-
493 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
المزيد.....
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
المزيد.....
|