أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام شبر - خطوط حمراء ..















المزيد.....

خطوط حمراء ..


هشام شبر

الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


خطوط حمراء ...تاليف هشام شبر
( المكان محل سكراب لمعمل خياطة قديم حيث انتشرت فيه عديد من المكائن العاطلة والتي لفها الغبار جلس على احداها اعمى وفي جانب من المكان وقف اصم وهو يمسك بقماش ممزق )
الاعمى : أين أنت الا تسمع أين أنت
الاصم : أهلا ومرحبا
الاعمى : انتظرتك كثيرا كي تأتي لي بالقماشة
الاصم : لا شكرا لا أرغب في شرب شيء
الاعمى: اين هي القماشة
الاصم : نعم لقد اغلقت الباب
الاعمى : انا لا اتحدث عن الباب اريد القماشة.. القماشة
الاصم : أنت تعلم انني لا أمتلك الفراسة
الاعمى : ( يتحدث مع نفسه )
منذ زمن بعيد ولدت اعمى وولد اخي هذا أصم ومنذ ذلك التاريخ وانا احاول ان افهمه واجعله يفهمني ولكن دون جدوى ..
( يستدير ناحية الاصم )
الاعمى : أينك ياهذا كيف سنكمل خياطة الثوب
الاصم : أي ثوب
الاعمى: ثوب الحمار
الاصم : اش ..اش.. اترك حديث السياسة لئلا تقتل سهوا أو في حادث سير
الاعمى: تعال تعال ...اريد القماشة والخيوط كي ابدء بالتصميم والخياطة هل فهمت
الاصم : احذر فالخطوط الحمراء تسفك دمك أو دم من حولك
الاعمى: خيوط وليست خطوط مابك تحاول ان تركب صهيل حتفك
الصم : تأويل التاريخ مغامرة رسمها اعمى
الاعمى : ( بغضب )
كلماتك تخفي طيش جاهل.. ابتعد عني
( يجلس بعيدا عن الماكنه فيقترب منه الاصم )
الاصم : هل أنت غاضب مني
الاعمى : لا فقط ابتعد عني
الاصم : اخبرني مابك
الاعمى : تعبت منك ومن غباءك الذي سيؤدي بنا الى الخراب..
الاصم : الاحزاب أمر لا تعنينا أرجوك لا تخوض في تلك المنطقة
الاعمى : مادخل الاحزاب بالقماشة
الاصم : كلها نسيج ياصديقي كلها نسيج
الاعمى : اتركني فقد طفح الكيل ولم أعد أحتملك
الاصم : مابك لماذا تصرخ
الاعمى : لاشيء فقد ابتعد عني
الاصم : هل أجلب لك القماشة
الاعمى : نعم القماشة القماشة وأخيرا فهم ماأريد
الاصم : اي لون تريد فلكل منا لونه
الاعمى : تقاسمنا التفاهات والوجع والقرف والموت فهل بقيت على الالوان
الاصم : فاقع..فاقع
الاعمى : كف عن هذيانك
الاصم : داكن...داكن...
الاعمى : كف عن هذيانك
الاصم : احمر .. احمر
الاعمى: قلت لك كف عن هذيانك
( الاعمى يأخذ القماشة من يد الاصم ويبدء بالخياطة)
الاصم : ماذا تفعل
الاعمى : ماذا ترى انت
الاصم : أخاف ماأنت عليه أعمى يخيط حتفه
الاعمى : اخشى ماسيأتي أصم يشي بمن حوله
الاصم : أقترح أن
الاعمى : أن ماذا
الاصم : أن نبدء على أساس النظرية
الاعمى :هل تسمح بالصمت كي أستطيع أن أعمل
الاصم : نعم سؤالك في محله
الاعمى : لم أسأل لم أسأل طلبت منك أن تصمت
الاصم : يجب أن نبدء بصياغة مقدمة ثم مبحث ثم مشكلة ثم ننتهي بالحل
الاعمى : مشكلتنا كثرة الثرثرة والتنظير
الاصم : لم أسمع ماتقول
الاعمى : ولن تسمع
الاصم : تريد مني أن أختار اللون
الاعمى : حمار يختار لحمار
الاصم : ومادخل الاشعار لم أردد قصيدة على مسامعك
الاعمى: يختار يختار
الاصم : مارايك بالاحمر لون فاقع اليس كذلك
الاعمى : لون دم
الاصم : لم أذم احد فلا تقولني مالم أقل
الاعمى : اخرس اخرس
الاصم : سألد يوم فكرة و..
الاعمى : وتلقيها في اليم
الاصم : وسأسعى لمواصلة ال...
الاعمى: الغباء
الاصم : ماذا قلت
الاعمى : الغباء فأحلامك هي التي حولتنا الى اهداف رخيصة
الاصم : رغم انني لم أسمع شيء مما قلت لكني أعترض
الاعمى : اعتراض الاصم قهقهة في لحظة موت الاصم : صوت
الاعمى: موت
الاصم : صوت
الاعمى : موت موت ..موتي أنا وموتك أنت وموت الحلم الذي نحرته وسادة سلطان
الاصم : عجيب
الاعمى : ماذا أيعقل انك سمعت ماأقول
الاصم : تبحث في رحم ذكرياتك عن نطفة معنى
الاعمى : احيانا اشعر بأنك تسمع
الاصم : ماذا تقول
الاعمى : دعك مما اقول وأعطني باقي القماشة لنكمل خارطة البؤس التي نحن فيها
الاصم : من المومس
الاعمى : البؤس
الاصم : لم تكن مومس أبدا كانت تبكي بحرقة
الاعمى : من هي
الاصم : كانت تمثل لوحة بيضاء بيضاء
الاعمى : تقصد كانت نقية وطاهرة
الاصم : و بطبشور سفالتهم كتبوا عليها اثر السقوط
الاعمى : عن ماذا تتحدث
الاصم : عنها
الاعمى : عن من
الاصم : كنت أسمع
الاعمى : كنت تسمع
الاصم : وأصرخ معها وأتوسل معها وأختنق معها حد الخرافة
الاعمى : اترك الثرثرة ولنعد لخياطة ال..
الاصم : الهزيمة
الاعمى : ال .. ماذا
الاصم : الهزيمة
الاعمى : الهزيمة لا ترسم
الاصم : بالطعن ترسم بالطعن ترسم
الاعمى : اهدء اهدء سوف نخيط الهزيمة..
الاصم : دائما ما نخيط الهزيمة ونترك الجرح
الاعمى : هل أنت متأكد من انك أصم
الاصم : ( بغضب )
قلت لك لا اريد ان اشرب شيء فأنا ثمل حد الاهانة
الاعمى : مابك
الاصم : تعودنا على رسم شيطان و محو شيطان
الاعمى: صدقني نحن طيبون كحناء الارض ولكن من جاء غريب هو من يحاول نثرنا بذور موت
الاصم : انا معك فالشاي الاخضر طعمه لذيذ
الاعمى : أحيانا أشعر انك تسمع وتعي مايدور حولك واحيانا اراك تمزق
الاصم : كل عام والظلام أجمل لانه يعطينا فسحه للجنون
الاعمى : اخرس اخرس فحديثي معك يصيبني بالجنون
الاصم : أحتاجك
الاعمى : ملعون من يمطر نفسه تضحية لأجل لا شيء
الاصم : اش اش لا تتعدي خطوط حمر قد وضعت لنا
الاعمى : أصدقني القول هل تسمع ماأقول
الاصم : سألتني ماذا نحتاج
الاعمى : لم يكن هذا سؤالي سألتك ان كنت تسمع
الاصم : نحتاح السن تقرء حروف الثورة كي يرددها الاخرين
الاعمى : ( بغضب يمسك بكل قطع القماشة ويرميها بعد ان يمزقها )
اسمع ايها الاصم سأرى رغم رفض الاشياء لنظراتي
الاصم : اش ..اش ارجوك اخفظ صوتك كي لا أموت بعدك
الاعمى :اذن انت تسمع وتفهم مااقول
الاصم : نعم
الاعمى : لماذا تصنعت الصمم
الاصم : كي ابقى على قيد الحياة
الاعمى: لا تخف
الاصم : لا نملك مسافة غير الخوف
الاعمى : سنجتهد لنحيل المستحيل الى مسافة
الاصم :هل اجلب لك القماشة
الاعمى : لنجتهد
الاصم : اخبرتك انني أحب الشاي الاخضر
الاعمى: لنجتهد
الاصم : نعم لقد اغلقت الباب
الاعمى : لم أسالك عن الباب قلت لنجتهد
الاصم : لا افهم ماتقول ارفع صوتك
الاعمى : لنجتهد
الاصم : ماذا
الاعمى : لنجتهد لنجتهد لنجتهد

( موسيقى )



#هشام_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- the game .... تأليف هشام شبر
- بوبجي... هشام شبر
- عطش... هشام شبر
- في ليلة حلم..تأليف هشام شبر
- مونودراما ( اسمى ايات البكاء) ..
- ابن لحظة حرب...تاليف هشام شبر
- استحمار ..... بقلم هشام شبر
- أهزوجة كاذبة ب فم اخرس
- يوم حلمت ويوم عشقت ويوم عدت قصيدة .. بقلم هشام شبر
- صوت دمية .. بقلم هشام شبر
- مذكرات مجنون .....
- اعلن وانا في كامل موتي ..بقلم هشام شبر
- مرثية.....( ب ذكرى رحيل الفنان كاظم عبود)اعداد هشام شبر...من ...
- ارواح ..بقلم هشام شبر
- احتراق النوارس...بقلم هشام شبر
- استفهام ...بقلم هشام شبر
- الموت وهما


المزيد.....




- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام شبر - خطوط حمراء ..